فهد القرقاوي لـ« البيان الاقتصادي»:

أميركا تتصدر الاستثمار الأجنبي في دبي بـ 9.71 مليارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف فهد القرقاوي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، أن الولايات المتحدة الأميركية تصدرت قائمة الدول المصدرة لرؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي.

وأشار في تصريحات لـ "البيان الاقتصادي" إلى أن الولايات المتحدة استحوذت على 35.6% من رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي خلال العام الماضي، أي ما قيمته 9.71 مليارات درهم، تليها النمسا ثانياً بـ 9.3% أي ما يعادل 2.53 مليار درهم، وفرنسا ثالثاً بـ 8.4% بقيمة 2.29 مليار درهم، وجاءت بريطانيا رابعاً بـ 7.3%، أي ما قيمته 1.99 مليار درهم، والسعودية خامساً بـ 6.4%، أي باستثمارات قيمتها 1.74 مليار درهم.

واستحوذت هذه الدول الخمس مجتمعة على 67% من رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر، أي ما يعادل 18.26 مليار درهم، و52.3 % من إجمالي عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي خلال 2017.

ولفت القرقاوي إلى أن الولايات المتحدة تصدّرت أيضاً دول المصدر للمشاريع الاستثمارية مستحوذة على 22.9% من إجمالي عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي في دبي خلال العام الماضي، أي 84 مشروعاً، تلتها المملكة المتحدة ثانياً بـ 19.3% وفرنسا ثالثاً بـ 7.9% والهند رابعاً بـ 7.6% وألمانيا بـ 5.5%.

واستحوذت هذه الدول الخمس مجتمعة على 63% من إجمالي عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر و53.7% من رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي خلال 2017.

تصنيف المشاريع

وأشار القرقاوي إلى أن المشاريع الجديدة شكلت 71.1% من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي في دبي خلال 2017، فيما استحوذت المشاريع المصنفة ضمن فئة «نماذج الاستثمار الجديدة» على 20.7%، تلتها إعادة الاستثمار بـ 5.72%، فيما جاءت 1.36% من المشاريع ضمن فئة الاستحواذ والاندماج.

وشكلت فئة «المشاريع المشتركة لنماذج الاستثمار الجديدة» 1.12% من المشاريع التي استقطبتها دبي خلال العام الماضي وفقاً لبيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر.

وأوضح المرصد أن بعض الشركات الأجنبية، ومن أجل دخول لأسوق جديدة، باتت تعتمد على نماذج الاستثمار الجديدة، التي تشمل المشاريع المشتركة والتعاقدات الفرعية واتفاقيات الترخيص بالإضافة إلى الاندماج والاستحواذ، ولفت إلى أن نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في دبي التي تعتمد هذه النماذج ارتفع من 1.5% في 2016 إلى 20.7% في 2017، ما يعكس نضج القاعدة الاقتصادية في الإمارة.

وارتفع عدد مشاريع إعادة الاستثمار في دبي من 17 مشروعاً في 2016 إلى 21 مشروعاً، أي بنمو وقدره 23.5%، لتحتل بذلك المرتبة الخامسة عالمياً في هذه الفئة من المشاريع بحسب مؤشر «إف دي آي» لإعادة الاستثمار، ما يعكس تواصل الزخم وارتفاع معدلات ثقة المستثمرين الأجانب في دبي من خلال إعادة ضخ استثمارات جديدة في حزمة من القطاعات الواعدة والتوسع في المشاريع القائمة.

توزيع القطاعات

وأشار القرقاوي إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر الذي استقطبته دبي خلال العام الماضي شهد تنوعاً ملحوظاً في القطاعات المستهدفة، وذلك بالرغم من تركز رؤوس الأموال في عدد محدود من المشروعات، إذ ساهم 31 مشروعاً، أي 8.5% من إجمالي المشاريع، بـ 76% من رؤوس الأموال، أي ما قيمته 20.78 مليار درهم.

وأظهرت بيانات مرصد الاستثمار الأجنبي المباشر أن قطاع الضيافة والأغذية استحوذ على 57.9% من رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العام الماضي، أي ما قيمته 15.8 مليار درهم، فيما حل قطاع إنشاء الأبنية غير السكنية المرتبة الثانية بـ 11.3% بمشاريع قيمتها 3 مليارات درهم.

وحلت خدمات المعلومات ثالثاً بـ 7.9% أي 2.1 مليار درهم، تليها خدمات التعليم بـ 3.65% أي ما قيمته 996 مليون درهم، أما إنشاء الأبنية السكنية فحل خامساً بـ 2.9% أي ما قيمته 799 مليون درهم.

وأوضح القرقاوي أن قطاعي خدمات المعلومات والتعليم استحوذا على 11.5% من رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي خلال العام الماضي أي ما قيمته 3.15 مليارات درهم مع التركيز على مرافق التعليم والتدريب والخدمات التقنية والأنشطة الاختبارية.

ومن حيث حصة القطاعات من إجمالي عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي خلال العام الماضي، استحوذ قطاع خدمات الإدارة والدعم على الحصة الأكبر بنسبة تعادل 15.3%، وجاء قطاع الضيافة والأغذية ثانياً بـ 13.4%، وحل قطاع التجزئة ثالثاً بـ 12.5% يليه قطاع إدارة الشركات والمشاريع رابعاً بـ 6.5%، فيما حل قطاع التمويل والتأمين خامساً بـ 6.3%.

ولفت القرقاوي أوضحت بيانات المرصد أن 6.5% من إجمال مشاريع الاستثمار الأجنبي تتخذ من دبي مقراً إقليمياً لعملياتها.

وبحسب التصنيف المعتمد عالمياً من قبل منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي فإن 28.1% من المشروعات الاستثمارية الأجنبية في دبي العام الماضية تصنف ضمن فئة المشاريع عالية التقنية، فيما تصنف 39.5% منها ضمن فئة المشاريع متوسطة التقنية.

دعم نمو أعمال كبريات الشركات الدولية

واصلت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، تحفيز توسع ونمو أعمال مجموعة من أكبر الشركات الدولية في دبي.

، حيث قدمت خلال العام الماضي الدعم اللازم والخدمات الاستشارية لشركة تيسلا الرائدة في تصنيع السيارات الكهربائية، لطرح سيارات الأخيرة في أسواق المنطقة. وجاءت هذه الخطوة في إطار الجهود الاستراتيجية التي تبذلها حكومة دبي لاستقطاب الشركات القائمة على الابتكار وترسيخ مكانتها بوصفها مركزاً رائداً للاستثمار والاستدامة.

وتم افتتاح أول صالة عرض ومركز خدمات لشركة تيسلا في شارع الشيخ زايد خلال 2017، بالتزامن مع مشاركة إليون ماسك، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا في أعمال مؤتمر القمة العالمية للحكومات في دبي، وقدمت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار دعمها وخدماتها الاستشارية لشركة تيسلا لتوسيع نطاق أعمالها وحضورها في سوق السيارات الإقليمية المتنامية.

انطلاقة قوية

وشكل وجود «تيسلا» إضافة بالغة الأهمية في دبي، التي ستكون نقطة انطلاق قوية للشركة من أجل ترويج سياراتها الكهربائية داخل منطقة الشرق الأوسط وخارجها.

وتعليقاً على هذه الخطوة قال فهد القرقاوي: «كان لزيارة وفد حكومة دبي للاستثمار، الذي شكلته المؤسسة في مارس من العام الماضي إلى المقر الرئيس لشركة «تيسلا» بالولايات المتحدة الأميركية، أثر كبير لاتخاذ الشركة قرارها بالتوسع في المنطقة من دبي.

ويلعب افتتاح مقر شركة «تيسلا» في دبي دوراً كبيراً في تغيير مزيج الطاقة في المنطقة، بما يصب إيجاباً في مصلحة «شراكة دبي للاقتصاد الأخضر» التي تحظى بدعم مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار. وتشير تقديرات القطاع إلى أن ثورة السيارات الكهربائية قد انطلقت بالفعل، وبالتالي تشكل دبي فرصةً مثلى لتمكين قطاع السيارات الكهربائية من تخطي العقبات وتحقيق نموٍ مستقر ومستدام».

وأضاف القرقاوي: «تعمل دبي على تطبيق استراتيجيةٍ للحد من التلوث الكربوني بهدف وضع إطارٍ فعالٍ لخفض الانبعاثات دعماً لـ «خطة دبي 2021». وبفضل سياسة التطوير التي تنتهجها والميزات التي تتمتع بها كونها مركزٍاً وسيطاً وتنافسياً يحظى بمكانةٍ رفيعة إقليمياً وعالمياً، تمكنت دبي من استقطاب أفضل الابتكارات والممارسات في مجال الطاقة النظيفة من خلال التعاون مع شركاتٍ رائدة في هذا المجال مثل تيسلا».

دعم «أمازون»

وقدمت المؤسسة أيضاً دعماً متكاملاً لـ "أمازون لخدمات الإنترنت" التي افتتحت العام الماضي مكتباً لها في دبي بهدف تسريع عملية التحول إلى الحوسبة السحابية في منطقة الشرق الأوسط. ومن خلال مكتبها الجديد تقدم الشركة الدعم للشركات بدءً من الناشئة وكبار الشركات والمؤسسات الحكومية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، للتحول إلى "أمازون لخدمات الإنترنت السحابية".

استدامة الأعمال

كما دعمت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار شركة سامسونج الخليج للإلكترونيات في سعيها إلى تعزيز وجودها في إمارة دبي، لتتمكن من تطوير وتحسين تجربة العملاء عبر المنطقة، وجاءت هذه الجهود ضمن مساعي المؤسسة الهادفة إلى استدامة أعمال الشركات العالمية والمستثمرين في دبي، ومروراً بالأسواق المجاورة.

وأشار القرقاوي إلى أن المبادرات التي قدمتها سامسونج في سبيل رفع مستوى تجربة عملاء تعد فصلاً رائعاً في النمو والتطور الذي تشهده المنطقة، مؤكداً أن سامسونج تنضم إلى عدد متزايد من الشركات متعددة الجنسيات التي تنظر إلى دبي بوصفها مركزاً مثالياً لتصدير الابتكارات التكنولوجية وتوسيع نطاقها لتوفير تجربة عملاء متميزة، وأضاف القرقاوي:

«إن الابتكار أحد ركائز رؤية الإمارات 2021، في حين تركز خطة دبي 2021 على الوصول إلى مدينة ذكية يعيش في ربوعها مجموعة من الناس المبدعين والسعداء. وبالمجمل توفر استراتيجيات التنمية التي يتم اعتمادها في الإمارات ، وعبر المنطقة، فرصة كبيرة لتغيير قواعد اللعبة وتعزيز مستوى الابتكارات وتجارب العملاء.

وقد تمكنت سامسونج من إحداث ثورة في مجال الإلكترونيات وتقنيات الاتصال بفضل ابتكاراتها التكنولوجية التي أسهمت في تعزيز جودة حياة الناس، ووفرت تجارب استخدام سلسة لممارسة الأعمال».

وأكد القرقاوي أن اختيار دبي مركزاً ومدخلاً إقليمياً رئيساً في المنطقة من قبل قادة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أسهم بشكل كبير في تعزيز تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بالإمارة، بحسب بيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر، الذي يعمل على رصد كل أنشطة تدفق الاستثمار الأجنبي في دبي، ومن ثم التحقق منها وتصنيفها باستخدام نظام متطور لتحليل البيانات وتقييم الأثر الاقتصادي.

 

Email