خصومات 70 % على سلع تغيب عن أرفف العرض

مستهلكون يطالبون بعروض حقيقية في أبوظبي خلال رمضان

ت + ت - الحجم الطبيعي

استبقت أمس منافذ البيع الكبرى في أبوظبي أسبوع «حرق الأسعار» الذي يصادف الأسبوع الأخير من شهر شعبان بخصومات على أسعار مئات السلع الغذائية والكمالية تراوحت بين 20% و35%، ووصلت في أقصى حالاتها إلى 57% لسلعة واحدة أو سلعتين على أكثر تقدير.

وتصدرت بروشورات (إعلانات) منافذ البيع خصومات 70% على المنتجات الغذائية لجذب أكبر عدد من المستهلكين، بينما غابت هذه المنتجات من أرفف البيع والمناطق المخصصة للعروض في المنافذ وفق جولة لـ«البيان الاقتصادي» أمس في عدد من مراكز البيع الكبرى في أبوظبي.

واعتادت منافذ البيع الكبرى خلال السنوات الماضية الإعلان عن خصوماتها الكبرى غير المسبوقة طوال العام على أسعار السلع، خاصة السلع الغذائية الاستراتيجية مثل الأرز والسكر والزيت والعدس خلال الأسبوع الأخير من شهر شعبان، وهو ما يعرف بأسبوع المشتريات أو حرق الأسعار، حيث تصل فيها أسعار عشرات السلع الاستراتيجية إلى أسعار قريبة جداً من سعر التكلفة، ما يدفع الكثير من المستهلكين إلى شراء كميات كبيرة من السلع لتخزينها طوال العام، خاصة أن أسعار غالبيتها تكاد تصل لنصف السعر ما قبل رمضان.

حملات ترويجية

ومع بداية شعبان أطلقت منافذ البيع الكبرى في أبوظبي حملاتها الترويجية بخصومات بين 15 و20% وبأعداد محدودة من السلع، إلا أن سلع التخفيضات تزايدت الأسبوع الماضي، وبرزت هذا العام جمعية أبوظبي التعاونية بعروض كبيرة منذ بداية شهر شعبان، حيث طرحت 3 عروض على مدار 3 أسابيع، بينما تراجعت أعداد سلع التخفيضات لمنافذ البيع الأخرى مثل كارفور واللولو هايبر ماركت وكي إم وكلرز وشويترام، خلال العشرين يوماً الأولى من شعبان، إلا أن هذه المنافذ ضاعفت من عروضها أمس، كما حدث في متاجر كارفور بأبوظبي استعداداً للأسبوع المقبل وهو أسبوع حرق الأسعار، حيث تشتد المنافسة بين المنافذ وتطرح المنافذ السلع بأسعار تقترب من سعر التكلفة، لتعود الأسعار إلى مستوياتها الأصلية المرتفعة مرة أخرى بعد مرور الأسبوع الأول من شهر رمضان.

عودة المستهلكين

وبدأت أفواج المستهلكين الغفيرة تعود إلى منافذ البيع الكبرى بأعداد كبيرة، كما حدث ليلتي الجمعة والسبت الماضيتين ويوم أمس، لشراء أكبر كميات من السلع الغذائية الاستراتيجية.

وكشفت جولة «البيان الاقتصادي» عن أن أكثر السلع الاستراتيجية التي تحظى بنسب خصومات مرتفعة هي الأرز والزيت والسكر والدقيق، وباع أحد المنافذ الكبرى أرزاً بسمتياً شهيراً 5 كيلوغرامات بسعر 29.75 درهماً بدلاً من 69.25 درهماً بتخفيض يصل إلى 57%، وباع منفذ آخر أرزاً بسمتياً بعلامة شهيرة بسعر 24.75 درهماً للعبوة 5 كيلوغرامات بدلاً من 37.90 درهماً بخصم يصل إلى 35%، كما باع منفذ ثالث 3 أنواع من الأرز المصري بنسبة خصم وصلت إلى 33%، وأرز كالورز «صن وايت» بخصم 46%، والملاحظ توافر كميات كبيرة من الأرز بجميع أنواعه في جميع منافذ البيع.

كما أعلنت منافذ البيع خصومات وصلت إلى 30% على العديد من أنواع زيوت الطعام، و50% على نوع واحد من زيت الزيتون البكر، و30% على أنواع من البقوليات، و40% على أنواع من الطحينة، و33% على العديد من أنواع السمن، و21% على الشاي، و37% على السكر، و38% على القشطة، و27% على الحليب المكثف، و46% على أنواع من المكسرات، و23% على التونة، و12% على صلصات الطماطم.

ويتوقع كبار المسؤولين في منافذ البيع الكبرى بأبوظبي زيادة مبيعاتهم قبيل شهر رمضان بنسب تتراوح بين 20% و30%.

دون الطموح

ويؤكد إبراهيم البحر، خبير تجارة التجزئة، أن العروض الترويجية لمنافذ البيع دون الطموح للعام الجاري، مشيراً إلى أن عدد السلع الرمضانية المخفضة تخفيضاً حقيقياً في غالبية المنافذ يتراوح بين 15 و20 سلعة، والمطلوب مضاعفة هذا العدد ليصل إلى 100 سلعة على الأقل، وبلا شك فإن العروض الحالية ليست مغرية، ونذكّر منافذ البيع بأن شهر رمضان يأتي مرة واحدة في العام.

وأشار إلى أن الإقبال على منافذ البيع سيتزايد بشكل كبير إذا شعر كل مستهلك بأن العروض الترويجية حقيقية ومستمرة لفترة ليست قصيرة، وبلا شك فإن العام الجاري يختلف عن الأعوام السابقة، حيث تراجعت حركة الشراء منذ بداية العام لأسباب عديدة، منها تداعيات ضريبة القيمة المضافة، ولا بد أن يشعر المستهلكون بوجود تخفيضات حقيقية تعوضهم عن الضريبة.

وينصح إبراهيم البحر المستهلكين بعدم الشراء بكميات كبيرة بهدف التخزين، مشيراً إلى أن المعروض من السلع كبير وسيستمر، كما أن المنافذ قد تنظم حملات ترويجية كبرى خلال الصيف لجذب أكبر عدد من المستهلكين.

ونوّه إلى أن منافذ البيع اعتادت سنوياً تنظيم حملات ترويجية كبرى يشعر بها كل مواطن ومقيم، وأحياناً تباع العديد من السلع بأسعار ممتازة، وقد تقل إلى نصف السعر تقريباً، ما يدفع الكثير من المواطنين والمقيمين لشراء كميات كبيرة من السلع الغذائية خاصة الاستراتيجية.

تخفيضات 30%

ويتوقع أبوبكر تي بي، المدير الإقليمي لمجموعة اللولو العالمية مسؤول عمليات أبوظبي، أن يتضاعف عدد المستهلكين المترددين على متاجر المجموعة خلال الأيام المقبلة مع العروض الترويجية الكبرى المتوقعة قريباً، وتضم أكثر من 300 سلعة ويتوقع تخفيضات تزيد على 30%.

ويلفت إلى أن مبيعات المجموعة ستزيد في متاجر أبوظبي قبيل رمضان بنسب تتراوح بين 20% و30% مقارنة بالأسبوع الجاري، مؤكداً أن المجموعة ستستمر في عروضها الأسبوعية طوال شهر رمضان وسيتم مضاعفتها بعد منتصف رمضان وقرب موعد العيد؛ حيث تتزامن مع عروض أخرى مثل: اشترِ 3 بسعر 2 وغيرها.

وفي متجر «كي إم» في النادي السياحي عرض المنفذ نحو 30 سلعة غذائية بعروض سعرية تراوحت بين 20% و25%، وكان من أبرز العروض الأرز البسمتي وزيت دوار الشمس بتخفيضات وصلت إلى 23%.

وخلال الجولة الميدانية أكد عدد من المستهلكين وجود منافسة قوية بين منافذ البيع الكبرى والمتوسطة بأبوظبي لجذب المستهلكين عبر خصومات على السلع خاصة الرئيسية بنسب وصلت إلى أكثر من 30%.

إلا أنهم أكدوا ومنهم عبدالرحمن الكيالي أن غالبية المنافذ وضعت أسعاراً للسلع قبل العروض أعلى ما كانت عليه سابقاً لتوهم المستهلك بضخامة العروض، وعلى سبيل المثال فوجئ بمتجر يضع سعراً لأرز مصري بمبلغ 59.90 درهماً للعبوة 5 كيلوغرامات بعرض يصل إلى 22.90 درهماً، علماً بأن سعر هذا الأرز قبل العرض طوال العام لم يزد على 30 درهم ونفس الشيء لسلع أخرى مثل الزيت والسكر والشاي والحليب المكثف.

وأكد عبدالمنعم سيد حسين أن عدد السلع المخفضة في عروض رمضان محدودة مقارنة بالعام الماضي، لافتاً إلى أن المستهلكين كانوا يتوقعون عدد أكبر من السلع المخفضة، خاصة بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة، كما أن نفس السلع المخفضة تتكرر في غالبية منافذ البيع وبأسعار متقاربة.

ونوّه إلى أن عروض حرق الأسعار التي ستبدأ الأسبوع المقبل ستكشف عن المنافذ التي ستقدم خصومات حقيقية والأخرى غير الملتزمة.

حماية المستهلك

ويطالب خالد الحوسني، رئيس جمعية الإمارات لحماية المستهلك، منافذ البيع بالمصداقية مع المستهلكين، مشيراً إلى أن العديد من المنافذ تقدم للمستهلكين خصومات غير حقيقية، وفي الغالب فإن الخصومات الكبرى تتركز في سلع اقترب موعد انتهاء صلاحيتها، وبلاشك فإن شكاوى المستهلكين بأن بعض المنافذ تحدد سعراً مرتفعاً وغير واقعي للسلعة قبل التخفيض حتى تشعر المستهلك بوجود تخفيض كبير، وهو في الأساس قد يكون نفس سعر السلعة الأصلي من دون خصم أو نسبة التخفيض متدنية، وهي شكاوى صحيحة وتلقت منها الجمعية الكثير.

ويطالب الحوسني جميع المنافذ بأن تستقبل الشهر الكريم بطرح تخفيضات كبرى على غالبية سلعها بما فيها أدوات الطبخ والأدوات المنزلية والسلع الكمالية أيضاً؛ لأنها تتحول إلى ضرورية خلال رمضان.

Email