المهـارات الناعمـة .. ميزات غير تخصصية تبرز بقوة في سوق العمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

يشهد سوق العمل تغيرات متسارعة في ظل التطورات المتلاحقة في بيئة الأعمال التي باتت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، وفيما كانت عمليات التوظيف أو الترقية المهنية في السابق تهتم بالخبرات المهنية والتخصصية للأفراد، بدأ التوجه في بيئة العمل المعاصرة ينصب أكثر فأكثر على ما بات يسمى بالـ"المهارات الناعمة" باعتبارها ميزة ذات قيمة مضافة ليس لمن يمتلكها من الأفراد فحسب، بل للمؤسسات أيضاً بعد أن ثبتت مساهمتها الإيجابية في العمل والإنتاجية وكفاءة الأداء وتحفيز الابتكار.

يرمز مصطلح "المهارات الناعمة" إلى المميزات التي يتمتع بها الفرد خارج نطاق تخصصه الوظيفي. إذ إن دراسة علوم الهندسة والعمل في القطاعات المرتبطة بها أمر لا مفر منه للمهندس، لذا تعتبر مهارات وخبرات تخصصية في القطاع الذي يعمل به الفرد، لكن ومن أجل تعزيز فرص المهندس في التطور المهني والارتقاء على السلم الوظيفي، يبرز دور المهارات الناعمة، أي تلك غير التخصصية، كميزة أساسية لتحقيق هذه الأهداف.

10 مهارات

ويتسع نطاق المهارات الناعمة ليشمل طيفاً واسعاً من القدرات والميزات الشخصية، ووفقاً لمديري الموارد البشرية في دوائر حكومية وشركات محلية وعالمية استطلع "البيان الاقتصادي" آراءهم، تتمثل أهم هذه القدرات في 10 مهارات، تشمل روح التعاون والعمل الجماعي ضمن فريق العمل، والإبداع مع التفكير خارج الصندوق، والتفكير النقدي، والقدرة على حل المشاكل والأزمات بكفاءة، والتواصل الفعال، ومهارات العرض والتقديم، والمرونة في التعامل مع مستجدات ومتغيرات بيئة العمل، والفضول المهني والطموح للتعلم المستمر، والقدرة على العمل تحت الضغط، والثقة بالذات.

وفيما يرى البعض أنها ترتبط بشخصية الفرد وطريقة تفكيره ونشأته، إلا أن الخبراء يؤكدون أن المهارات الناعمة يمكن اكتسابها بشرط وجود الإرادة للتعلم والتطور لدى الفرد.

 

كفاءة المرشحين

وفي إطار تحديد أهمية المهارات الناعمة في سوق العمل، أكد إيهاب حافظ، رئيس مركز استقطاب الكفاءات المتميزة التابع لشركة بيبسيكو في آسيا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن المهارات التخصصية هي التي تساهم في وصول الباحث عن العمل إلى مقابلة التوظيف، لكن وفي المقابل، فإن المهارات الناعمة والكفاءات القيادية هي التي تؤدي إلى نجاحه في المقابلة والحصول على الوظيفة.

وأوضح حافظ أن شركة بيبسيكو تعتمد في آليات التوظيف على رصد كفاءات المرشحين ومهاراتهم الشخصية، ويتم طرح حالات عملية أمامهم ورصد كيف يقوم كل منهم بالتعامل مع هذه السيناريوهات، بالإضافة إلى سؤالهم عن تجارب عملية مروا بها ونجحوا في التعامل معها من خلال التعاون الجماعي في فريق العمل.

وأضاف أن الأسئلة الخاصة بحديثي التخرج تتمحور حول برامج التدريب العملي التي التحقوا بها خلال دراستهم الجماعية إلى جانب مشاريع التخرج، وأكد أهمية أن يركز الشباب على تنمية مهاراتهم القيادية خلال المرحلة الدراسية الجامعية، وذلك لاكتساب وتنمية القدرة على التعاون مع فريق العمل، بالإضافة إلى الإبداع وحل المشاكل والأزمات بطرق مختلفة، مع تطوير مهارات التواصل مع مختلف الثقافات والتواصل المباشر أو الإلكتروني، إلى جانب مهارات العرض وتقديم "presentation"،

أما المستويات المتقدمة من المرشحين من ذوي الخبرات فيتم تحليل شخصيتهم في عملية تقييم دقيقة بحسب حافظ، الذي يؤكد أن المهارات القيادية تساهم في تحقيق النتائج من خلال حزمة من المهارات، يأتي في مقدمتها القدرة على التعامل مع التحديات في بيئة الأعمال سريعة التغير، بالإضافة إلى القدرة على الإبداع بذكاء، أي الإلمام بمتطلبات العملاء أو المستهلكين وتلبيتها من خلال منتجات أو خدمات مناسبة، إلى جانب مواصلة تنمية المهارات، إذ يجب على القادة الاستمرار بتنمية مهارتهم الشخصية بالتزامن مع دعم تطور إمكانات فريق العمل للمساهمة في صنع قادة مستقبليين في المؤسسة.

ولفت حافظ إلى أن المهارات القيادية تتضمن أيضاً القدرة على بناء بيئة عمل تتمتع بالتنوع والابتكار والتعاون وتشجيع ثقافة العمل الجماعي والثقة والنزاهة.

 

مواكبة التطورات

ومن جانبها أوضحت رانيا الخولي مدير تنظيم وتنمية المواهب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في جنرال إلكتريك أن المهارات الناعمة للخريجين الجدد الذين ما زالوا في بداية حياتهم المهنية تتضمن القدرة على مواكبة التطورات ومستجدات العمل مع التحلي بالفضول والطموح للتعلم المستمر مع الانفتاح على فريق العمل والاندماج مع باقي الموظفين بمختلف ثقافاتهم، مشيرةً إلى أن جنرال إلكتريك تركز على هذه العوامل خلال مقابلات التوظيف مع الشباب من الخريجين الجدد أو الذين ما زالوا في المراحل الأولى من مسيرتهم المهنية، وشجعت الخولي الشباب على اكتساب وتطوير هذه المهارات من خلال التدريب العملي خلال الدراسة الجامعية.

ولفتت رانيا الخولي من جانب آخر إلى أن أهم المهارات غير التخصصية للمديرين تشمل المواصفات القيادية، بما فيها القدرة على تنمية فريق العمل وتطوير مهارات الموظفين وتأهيل أعضاء فريق العمل ليتولى المزيد منهم المسؤوليات ليكونوا قادة مستقبليين.

وأكدت على ضرورة امتلاك القياديين في أي شركة لمهارات التأثير وإلهام الآخرين بالإضافة إلى القدرة على حل إشكالات العمل ووضع حلول واقعية لمعالجتها فضلاً عن امتلاك مهارات الحوار والتواصل بكفاءة وفعالية مع الآخرين.

قادة المستقبل

وأشارت رانيا الخولي إلى أن الشركات الدولية العريقة تحرص على تطوير إمكانات ومهارات الموظفين لتخلق منهم قادة للمستقبل، وذلك على غرار جنرال إلكتريك التي ترصد المهارات القيادية لدى الموظفين من خلال وضعهم في سيناريوهات عملية ومتابعة الأساليب التي يتبعونها لمعالجة مختلف التحديات التي يفرضها كل سيناريو.

ونوهت ببرنامج خاص طورته جنرال إلكتريك يجمع المديرين المخضرمين في الشركة مع الموظفين الجدد لإنجاز أعمال يومية بما يتيح لكل منهم التعلم من الآخر ومن تجاربهم المختلفة، بحيث يتعرف الموظف أساليب القيادة بشكل واقعي، فيما يستفيد المدير من الأفكار الجديدة وطريقة التفكير المختلفة من خارج الصندوق التي قد يطرحها الموظف، وأوضحت أن هذا ثقافة الشركة تشجع الانفتاح والشفافية والصراحة وطرح الأفكار المختلفة وتقبلها من مختلف شرائح الموظفين، خاصة وأن القادة بحاجة للتطور المتواصل والاستماع إلى آراء فريق العمل يبقيهم على إطلاع بمستجدات الأسواق وما يحدث على أرض الواقع الذي قد يكونون بعيدين عنه بحكم مناصبهم الإدارية الرفيعة.

وأوضحت الخولي أن التنوع الثقافي والحضاري الذي تتميز بها الإمارات يساهم في تحفيز الابتكار وتبادل مختلف الخبرات والمقاربات في بيئة العمل مع احترام الجميع وتفهم آرائهم وثقافاتهم بما يغني آليات العمل ويخلق فرصاً واعدة للمؤسسات على المستوى الداخلي والخارجي.

 

مؤشر العمل

وكان مؤشر فرص عمل الشرق الأوسط من "بيت.كوم" قد كشف أن مهارات التواصل باللغتين العربية والإنجليزية هي أكثر مهارة يبحث عنها أصحاب العمل، حيث استحوذت على اختيار 68 % من أصحاب العمل المستطلعة آراؤهم في استبيان المؤشر في منطقة الشرق الأوسط، يليها "القدرة على العمل ضمن الفريق" (52%)، و"القدرة على العمل تحت الضغط" (46%) بحسب سهيل المصري، نائب الرئيس لحلول التوظيف في بيت.كوم. أما في الإمارات بالتحديد، أشار سهيل المصري نائب الرئيس لحلول التوظيف في بيت.كوم إلى أن "القدرة على العمل ضمن الفريق" قد برزت كأكثر مهارة تبحث عنها الشركات في الدولة (49%)، في حين أشار 48% من أصحاب العمل إلى أنهم يبحثون عن موظفين لديهم "مهارات تواصل جيدة باللغتين العربية والإنجليزية"، يليها "القدرة على العمل تحت الضغط" (45%)، و"امتلاك مهارات قيادية جيدة" (45%).

خبرات مهنية

ورداً على سؤال حول كيف يمكن للأفراد تطوير مهاراتهم غير التخصصية قال المصري : لا شك بأن فرص التدريب هي أفضل وسيلة لتطوير المهارات غير التخصصية، فهي تؤثر بشكل كبير على احتمالية إيجاد الأشخاص لوظيفة مناسبة، وهذا ما أكّد عليه استبيان بيت.كوم حول "فرص التدريب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، حيث وافق أكثر من ثلاثة أرباع المجيبين (76.2%) على أن فرص التدريب تزيد من فرص حصول المرشح على وظيفة.

كما صرح 56.2% من المشاركين في الاستبيان أن فرص التدريب ساعدتهم على اكتساب خبرة مهنية، بينما قال 4.6% إنها ساعدتهم على تطوير معارف ومهارات جديدة.

تدريب

لم تعد الشركات اليوم تكتفي بالشهادة العملية التي يمتلكها المرشح، إذ أصبحت تركّز على توظيف الأشخاص الذين يمتلكون المهارات اللازمة لأداء الوظيفة على أكمل وجه، وفي مقدمتها المهارات الناعمة غير التخصصية والتي يمكن اكتسابها وتنميتها من خلال العمل اليومي وتطوير ميزات التواصل والتعلم المستمر من الآخرين.

تغيرات

ملايين الوظائف في طريقها نحو الاختفاء بحلول 2020 نتيجة انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وعوامل اقتصادية واجتماعية أخرى والتي ستؤدي إلى استبدال الكوادر البشرية، فيما ستظهر ملايين أخرى من الوظائف بحسب دراسة مستقبل الوظائف الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي. وقد يطرح البعض أن الروبوتات قادرة على تعلم الذكاء العاطفي واكتساب بعض المهارات الناعمة، لكن المشاركين في مجموعة خاصة بقطاع التوظيف شكلها المنتدى أكدوا أن الآلات لن تستطيع محاكاة الانفعالات والعواطف الإنسانية.

50 %

نسبة الخريجين الجدد ممن تقدموا لوظائف دون امتلاك إحدى المهارات الناعمة الضرورية وهي الانتباه للتفاصيل بحسب استبيان لمديري التوظيف أجرته مؤسسة "هاميلتون بروجيكت" في الولايات المتحدة الأميركية، ولفت المشاركون في الاستبيان إلى أن المهارات الأخرى التي لاحظوا نقصاً في توافرها لدى الخريجين الجدد تتمثل في مهارات التعاون مع فريق العمل والقدرة على التواصل بفعالية.

حماية الوظائف

عند سؤالهم عن المهارات التي يجب أن يتعلمها الأطفال اليوم لحماية وظائفهم مستقبلاً من الأتمتة والروبوتات، عادةً ما تشير إجابات الشركات إلى «المهارات الناعمة»، ويأتي في مقدمة هذه الخصائص قدرة الطفل على الاختلاط مع الآخرين، وفق تقرير نشره موقع المنتدى الاقتصادي العالمي.

وفي تحليل صادر عن برنامج متخصص في تقييم أداء طلاب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الرياضيات والعلوم والقراء، تم تحديد الدول التي يتميز أطفالها في الحل التشاركي للمشكلات، وجاءت كل من سنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية في مقدمة القائمة، كما حلّت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة بين أول عشر دول، في حين حلّت كندا وأستونيا وفنلندا في مراتب متـأخرة.

قدرات تحليلية

أظهر بحث نشر في مجلة التعليم للأعمال أن المديرين يركزون على مهارات التواصل والقدرات التحليلية عند مقابلة المتقدمين للوظائف في مختلف المستويات. وأشارت دراسة أخرى أصدرتها الجمعية الأميركية للعلوم النفسية إلى أن المديرين يفضلون الموظفين الودودين مقارنة مع أولئك الذين يروجون لأنفسهم بشكل مندفع، وأوضحت أن المعادلة المثالية قد تجمع الصفتين سوية.

ولم يعد التوظيف مرتبطاً بشكل كامل بالإمكانيات العلمية والعملية للأفراد، إذ أظهرت دراسات حديثة أهمية «المهارات الناعمة» في نجاح المتقدمين للوظائف، وتتضمن هذه المهارات القدرة على التواصل الفعال وإدارة الأزمات، بالإضافة إلى مهارات التنظيم والإدارة إلى جانب المهارات الاجتماعية للاندماج ضمن فريق العمل والتأقلم ضمن الشركة وقدرات التفكير النقدي وطرح الأفكار المبتكرة عبر التفكير خارج الصندوق.

وبحسب مقال نشره موقع المنتدى الاقتصادي العالمي فإن دراسة أجراها موقع «مونستر» للتوظيف حددت أهم 4 مهارات ناعمة يبحث عنها المديرون تشمل القدرة على حل المشاكل بالإضافة إلى الانتباه للتفاصيل، بالإضافة إلى مهارات التواصل الكتابي والشفهي، فضلاً عن فنون التسويق.

 

الطاقة الإيجابية عامل أساسي للتفوّق المهني

أوضحت أحلام غفاري، مديرة إدارة الموارد البشرية، دائرة المالية بحكومة دبي، لموضوع «المهارات الناعمة» أنه وإضافة إلى المهارات التخصصية المطلوبة لشغل الوظائف، هناك مجموعة من المهارات غير التخصصية التي باتت تشكل في عالمنا اليوم عوامل أساسية يتوقف عليها نجاح الموظف في تأدية مهام وظيفته على النحو المطلوب من عدمه، كونها مهارات استشراف المستقبل والإبداع والابتكار، هذا عدا عن ضرورة توفر الطاقة الإيجابية لدى الموظف، وهي مهارات لا شك يمكن تنميتها وصقلها لدى الموظف وبما يتماشى مع التطورات المتسارعة في بيئة العمل.

وحول إمكانية تطوير وصقل هذه الفئة من المهارات قالت غفاري: أعتقد أن مسؤولية تطوير وصقل هذا النوع من المهارات هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الموظف نفسه، والدائرة التي يعمل بها، ولعل الخطوة الأساسية في هذا الجانب هي التعرف على هذه المهارات ووضع خطة زمنية لتطويرها وصقلها، ويمكن ذلك من خلال إشراك الموظف في دورات تدريبية نوعية في هذا المجال، إضافة إلى تشجيعه على تطوير الذات عبر القراءة والاطلاع على المستجدات وطلب المشورة من المختصين والخبراء والذي يُعطي نتائج مباشرة وفعالة، وكذلك من خلال تشجيعهم على التفكير بطريقة غير تقليدية، والاقتداء بأهل الخبرة واتخاذهم مرشدين وموجهين في المسيرة المهنية وعدم التردد في استشارتهم، فضلاً عن تمكين الموظفين في موقع العمل من خلال الممارسة والتمكين وإسناد مهام جديدة لهم، بهدف تطوير مهاراتهم غير التخصصية في مختلف المجالات.

وفي ما يتعلق بتقدير النسبة التي تسهم بها هذه المهارات بفرص توظيف الأفراد مقارنة مع المهارات والخبرات التخصصية، قالت غفاري: تؤثر المهارات غير التخصصية بنسبة عالية في فرص التوظيف حتى لدى المرشحين، الذين يتمتعون بمهارات وخبرات تخصصية عالية، فإذا كان هناك شخص يحمل شهادة ماجستير في تخصص ما، لكنه لا يمتلك مهارة ترؤس وظيفة إشرافية، أرى أن الشهادة العالية لن تمكّنه وحدها من إدارة موظفيه، لذلك لا بد من التركيز عند فرز السير الذاتية ومقابلة المرشحين للتعيين على الوظائف على مدى توفر المهارات غير التخصصية ولا بد بالتالي من إجراء اختبار للقدرات والمهارات قبل استكمال إجراءات التعيين، لضمان توظيف افضل الكفاءات ممن يمتلكون مهارات تخصصية وغير تخصصية تمكنهم من أداء مهام عملهم بأعلى درجات التميز والكفاءة والفاعلية.

ولفتت غفاري إلى أن بيئة العمل في دبي زاخرة بالتحديات، وأهمها تحدي العامل الزمني، فالأهداف التي تحددها المدن والدول الأخرى فترات زمنية قد تمتد إلى سنوات لتحقيقها، تجد أن دبي تنجرها في أشهر فقط، ولنا في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، القدوة الحسنة والمثل الأعلى في مجابهة التحديات وتحقيق الإنجازات.

 

القدرات الرقمية مفتاح النجاح في العصر الحديث

أكد مروان المهيري، مدير إدارة الموارد البشرية للإمارات الإسلامي أن اكتساب المهارات الرقمية والمؤهلات الجديدة هو مفتاح النجاح في العصر الحديث، حيث بدأ الاقتصاد الرقمي يغير الطريقة التي يعمل بها الموظفون والمهارات التي يحتاجون إليها في العمل، إذ إن أغلب الوظائف في سوق العمل باتت تتطلب مهارات رقمية أساسية مثل التواصل عبر البريد الإلكتروني أو وسائل الإعلام الاجتماعية وإنشاء وتحرير الوثائق الرقمية.

وقال المهيري: على الفرد اليوم أن يجد ويجتهد ويسعى لتطوير نفسه باستمرار، حيث إن تعاملاته اليومية تكسبه مهارات جديدة تضيف إلى خبراته ومؤهلاته مهارات متنوعة وجديدة.

كما أصبحت مهارات الذكاء العاطفي تحظى باهتمام متزايد في أيامنا هذه، إذ باتت واحدة من المهارات الهامة للتقدم في الحياة المهنية، فمعظم أصحاب العمل اليوم يبحثون عن المرشحين، الذين يتمتعون بمهارات تواصل جيدة، حيث يتميّز الأشخاص الذين يتمتعون بنسبة ذكاء عاطفي عالية بثقة عالية في النفس والقدرة على ابتكار حلول جديدة، ومقاومة الإجهاد، ومهارات التفاوض، وقيادة الناس، والتصرف بطريقة إيجابية في مختلف المواقف.

وهم في الواقع أفضل من غيرهم في إدارة عواطفهم ومشاعرهم والتحكم بها لتحقيق هدف معين. كما يمكنهم أيضاً التعامل مع المواقف الصعبة بفعالية، وهم يحظون باحترام مديريهم وزملائهم في العمل نظراً لقدرتهم على التواصل معهم وتفهم احتياجاتهم ومشاعرهم لحل المشاكل بكل سهولة.

وأوضح المهيري أن سوق العمل شهد على مر التاريخ، ومع التطور التكنولوجي الهائل، الكثير من التغيرات الجذرية، لا سيما في المهارات المطلوبة للنجاح. كما بدأت التكنولوجيا بالتأثير على سوق العمل وتغيير متطلباته وإعادة تشكيل طبيعته وتغير أنماط المهارات التي يطلبها أرباب العمل.

وأصبحت الحاجة إلى توفير تعليم أفضل أمراً ضرورياً لتطوير المهارات اللازمة للتأهل لفرص العمل، التي تتطلب بعض المستوى من المهارات الرقمية في المستقبل القريب. وفي ظل تلك التطورات المذهلة والمتسارعة في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، باتت الروبوتات وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة تمثل تهديداً جدياً لا يمكن إغفاله لمستقبل البشر المهني، وعلى امتداد جميع القطاعات الاقتصادية.

ولفت إلى أن التقدم التكنولوجي يواصل تغيير الطريقة التي يعيش ويفكر بها الناس، ويمتد تأثير ذلك بالطبع على سوق العمل، إذ بتنا في السنوات الأخيرة نشهد زيادة في التوجه نحو التخصصات الفنية والتقنية، والإقبال على تخصصات جديدة لم تكن معروفة في الماضي كإدارة الأعمال، ونظم المعلومات، والمجالات المرتبطة بالتكنولوجيا والبرمجة.

وأكد المهيري من جانب آخر أن الإمارات مثل بيئة مثالية ومتميزة ومناسبة للعمل خصوصا وأنها تتسم بشافية عالية أسهمت في اجتذاب الناس من جميع أصقاع الأرض للعمل فيها، حيث أضحت بوتقة تنصهر وتتمازج فيها الثقافات.

 

المهارات غير التخصصية ضمان للتطور الوظيفي

أكد مروان عثمان المدير التنفيذي للموارد البشرية في شركة «إمداد» أن المهارات غير التخصصية لا تقل أهمية عن المهارات الأخرى، وقد تشكل في كثير من الأحيان عنصراً حيوياً في تطور الموظف وتحقيقه للنجاح بشكل خاص ولجهة العمل التي ينتسب إليها بشكل عام، غير أنه لا يوجد مقياس محدد يمكن من خلاله تحديد المهارات الشخصية وقياسها، بخلاف تلك التي يمكن رصدها وتقييمها بدقة، مثل الذكاء العاطفي، وتنظيم الوقت، ومهارات الفريق، وقابلية العمل الجماعي، والقدرة على التعامل مع المشاكل وحلها.

الإبداع والابتكار

وأضاف أنه بالنسبة لشركة "إمداد"، فإن مثل هذه المهارات غير التخصصية، بالإضافة إلى الإبداع والابتكار، والقدرة على التعلم واكتساب مهارات جديدة، تشكل عاملاً جوهرياً في مسيرة نجاح الشركة بشكل عام، ويعزى السبب في ذلك إلى أن فرق عملنا تنتشر في العديد من المواقع التي نقدم فيها حلول إدارة المرافق المتكاملة في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تشمل خدمات إدارة المرافق المتكاملة، إلى جانب الخدمات البيئية مثل إدارة النفايات الصلبة، ومياه الصرف الصحي، وخدمات تأجير الطاقة، وغيرها من الخدمات".

ولفت عثمان إلى أن الكثيرين قد يعتقدون أن المهارات غير التخصصية لا يمكن اكتسابها وتعلمها عبر التدريب أو الممارسة، وأنها تُعَد من ضمن السمات الشخصية للفرد، وقد يكون ذلك صحيحاً إلى حد ما، غير أن اكتساب مهارات جديدة وصقلها وتطويرها يمكن تحقيقه إذا توفرت الرغبة وروح المثابرة لدى الشخص من خلال التدريب والممارسة والتواجد في بيئة مواتية توفر له عوامل التوجيه والإرشاد المناسب.

ونحن في شركة "إمداد" نعمل على تقديم الخدمات التدريبية وتأهيل الموارد البشرية المواطنة بالمعرفة والخبرة والمهارات اللازمة، وذلك بهدف مساعدتهم في بناء مسيرة مهنية ناجحة ضمن المجالات المختلفة لقطاع إدارة المرافق الحيوي، الأمر الذي من شأنه أن يدعم سياسة التوطين والتنويع الاقتصادي التي تنتهجها الدولة.

التواصل الجيد

وأضاف مروان عثمان إلى أن التفكير الإبداعي وتوليد الأفكار المبتكرة هو عامل أساسي في سائر قطاعات الأعمال. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك العديد من المهارات المهمة التي يبحث عنها أصحاب العمل عند التوظيف، من أبرزها السلوك الإيجابي، والتواصل الجيد في أكثر من لغة، والمهارات القيادية، والمهارات التحليلية والبحثية، والتخطيط والتنظيم، والقدرة على إدارة الأولويات، والقدرة على حل المشكلات، والرغبة في التعلم، والتفكير النقدي، والعمل بفعالية ضمن الفريق.

 

5 مهارات ضرورية لمهنة المبيعات

أظهرت بيانات صادرة عن شركة لينكدإن أن العاملين في مجال المبيعات في الدولة بحاجة للتركيز على 5 مهارات ضرورية، تشمل تنمية مهارات في الاستراتيجيات، والتفاوض على إبرام العقود، وتخطيط الأعمال، والتوقّعات، ووضع الموازنات، لأن هذه المهارات كانت الأكثر طلباً في مجال المبيعات في الإمارات في الأشهر الستة الأخيرة من عام 2017.

وفي المقابل، كانت أكثر المهارات المدرجة على ملفّات لينكدإن الشخصية في الإمارات تطوير الأعمال (32%) وخدمة العملاء (32%) وإدارة الفرق (26%) والتفاوض (26%) وإدارة المبيعات (25%).

وأكد شركة لينكدإن أن المتخصصين في مهنة المبيعات بحاجة للتركيز على المهارات الأكثر أهمية في هذا القطاع، فمقارنة بأهم المهارات التي يذكرها محترفو المبيعات في أوروبا على ملفّاتهم الشخصية على لينكدإن، يدرج محترفو المبيعات في الإمارات عدداً أكبر من مهارات «البيع القائمة على العلاقات» أكثر في ملفّاتهم الشخصية. وتظهر البيانات فارقاً واضحاً بين المهارات المدرجة والمهارات، التي يطلبها أصحاب العمل من المرشّحين.

وفي تعليق على الدراسة، قالت ستيفاني فرنانديز، رئيسة حلول المبيعات في لينكدإن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «أظهرت دراستنا أن ما من مهارة واحدة من أهمّ المهارات التي أدرجها محترفو المبيعات في الإمارات العربية المتحدة تطابق المهارات الأكثر طلباً لدى البائعين في الإمارات العربية المتحدة على لينكدإن.

ومع أكثر من 137 ألف محترف مبيعات مدرج على لينكدإن في الدولة، من الضروري أن يحرص هؤلاء على أهليتهم للعمل محلياً. لذلك، يجدر بهم التركيز على تنمية مهاراتهم الاستراتيجية أكثر وتحسين مهاراتهم القيادية أيضاً للحرص على إمكانية أن يجدهم أصحاب عمل محتملون ويقدّموا لهم الفرصة المناسبة لهم. وبما أن المبيعات عبر وسائل التواصل أصبحت تحظى بشعبية متزايدة، من المهم جداً أن يتمتع محترفو المبيعات بمهارات جيدة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي».

ومن بين محترفي المبيعات في الإمارات العربية المتحدة، يشغل 32% منهم على الأقلّ منصب مدير أو أعلى في شركتهم. وأظهرت البيانات أن محترفي المبيعات الكبار هؤلاء يعتمدون بيعاً أكثر اجتماعياً على لينكدإن.

 

Email