شركات التأمين ترفع شعار النمو المستدام

رفعت شركات التأمين المُدرجة، شعار «نحو مزيد من النمو المستدام»، بعدما حققت أداء مالياً قوياً، فاق التوقعات، مدفوعة بقرارات حكومية جرى تنفيذها مطلع 2017، تلزم جميع الحاصلين على إقامات من دبي بالتأمين، إضافة إلى رفع الحد الأدنى لأسعار وثائق تأمين السيارات، وعدم السماح بالنزول دونها، ووضع آليات تمنع حروب الأسعار.

ووفق رصد «البيان الاقتصادي»، بلغت أرباح 30 شركة مدرجة في سوقي دبي وأبوظبي الماليين، نحو 1.482 مليار درهم في عام 2017، بزيادة 45.34 %، أو ما يعادل 462.4 مليون درهم، مقارنة بنحو 1.019 مليار درهم في 2016.

واستحوذت 13 شركة مقيدة في دبي، على نحو 61.02 % من إجمالي الأرباح، بعد بلوغها 904.49 ملايين درهم، بزيادة قدرها 64.7 %، مقارنة بنحو 548.98 مليون درهم في 2016، فيما بلغت أرباح 17 شركة مقيدة في أبوظبي، نحو 577.71 ملايين درهم، بما يعادل 38.9 % من إجمالي الأرباح، بزيادة قدرها 22.7 %، مقارنة بنحو 470.8 مليون درهم في 2016.

وأظهر الرصد، أن إجمالي إيرادات الأقساط المكتتبة، ارتفع إلى 24.49 مليار درهم في 2017، بزيادة قدرها 23.87 %، مقارنة نحو 19.77 مليار درهم في 2016، بينما زاد إجمالي الأصول بنسبة 9.1 % من 54.16 مليار درهم في 2016، إلى نحو 56.15 مليار في نهاية العام الماضي.

أداء قوي

ويتوقع مسئولون في قطاع التأمين ومحللون ماليون استطلعت «البيان الاقتصادي» الاقتصادي آراءهم، أن تواصل الشركات تحقيق أداء مالي قوي في السنوات القادمة بدعم السياسات والإجراءات التنظيمية التي وضعتها هيئة التأمين وتعمل على تطويرها باستمرار بما يضمن تحقيق تنافسية وشفافية عادلة بين جميع الشركات.

وقال أسامة عبد الرؤوف عابدين، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للتكافل «تكافل»، إن عامي 2016 و2017، شهدا نمواً بارزاً في قطاع التأمين في دولة الإمارات، بالرغم من المنافسة الحادة في السوق المالي، بفضل الأنظمة والقرارات التي أصدرتها هيئة التأمين، بما يتعلق بالملاءة المالية والأسس الفنية للتسعير، كدفعة قوية، منحت الشركات فرصة للقيام بأعمالها بشفافية تامة، واتباع سياسات اكتتاب متوازنة ومنضبطة.

وأضاف عابدين: نعتبر هذه الخطوة إيجابية وبنّاءة، تعزز نمو سوق التأمين، وتنظم القطاع الذي يشهد حالياً تغييرات واسعة، مراعية بذلك مصلحة حملة الوثائق والشركات، مشيراً إلى أن هيئة التأمين، تقوم بدور محوري ومؤثر في زيادة نمو أعمال التأمين في الدولة، وتعزيز تنافسية سوق التأمين الإماراتية، ودورها القيادي على مستوى المنطقة.

نمو ملحوظ

من جانبه، قال أحمد إدريس الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للتأمين «أدنيك»، إن سوق التأمين المحلي، يشهد نمواً ملحوظاً، عاماً بعد الآخر، من حيث حجم أقساط التأمين، ومن المتوقع أن يواصل النمو في السنوات القادمة.

وأضاف إدريس أن سوق التأمين المحلي، يواجه تحدياً بوجود عدد كبير من شركات التأمين، يفوق بكثير المعدل الطبيعي في الدول المتقدمة، إلى جانب المنافسة المحتدمة بين الشركات، مبيناً أنه إذا كانت المنافسة ضمن سياسية الاكتتاب الحكيمة، بعيداً عن حرق الأسعار، فإنها بلا شك جيدة، وتعطي للعملاء فرصة الاختيار السليم، ولكن المنافسة بلغت حدوداً غير مقبولة من الناحية الفنية، وهذا ليس من مصلحة أي من الأطراف المعنية، بما فيها حملة وثائق التأمين.

وقال أكبر ناكفي، المدير التنفيذي ورئيس قسم إدارة الأصول في «الماسة كابيتال»، إن غالبية شركات التأمين المحلية، أظهرت نتائج جيدة في العامين الماضين، بمتوسط هامش صافي ربح بلغ 12 %، وهو مؤشر جيد، يشير إلى تعافٍ ملحوظ في أداء تلك الشركات.

وأكد ناكفي أن هناك بعض الشركات لا تزال تعاني من خسائر، وبالتالي، قد تحتاج إلى إعادة هيكلة للنهوض، في حالة عدم تمكنهم من زيادة أعمالهم، لافتاً إلى أن هذا جزء صغير من الصناعة بشكل عام، وهو يمثل الحد الأدنى من المخاطر النظامية.

وأكد ناكفي، ضرورة تركيز الشركات الخاسرة على إدارة أكثر فعالية للتكاليف، حيث إن استراتيجية بعض الشركات، تعتمد على سياسات غير مربحة وعديمة الجدوى، حيث يجب أن تكون متحفظة ومعتدلة، وسيكون ذلك على حساب التخلي عن حصة داخل السوق على المدى القصير، ولكن سيجعل هذا الأمر من الشركة أفضل حالاً، خلال أي انكماش مستقبلي في الصناعة، كما سيمكنها زيادة أعمالها، حينما يكون المنافسون غير قادرين على ذلك.

احتدام المنافسة

وقال المحلل المالي، مازن البستاني، الشريك ورئيس الخدمات المصرفية والتمويل في مكتب «بيكر آند ماكنزي - حبيب الملا»، إن قطاع التأمين في الدولة، عانى كثيراً على مدار السنوات الماضية، بسبب احتدام المنافسة بين شركات عدة، لكنه عاود التعافي في 2016 و2017، مشيراً إلى ضرورة وجود بعض عمليات الدمج والاستحواذ في القطاع، بهدف ترشيد الإنفاق، وتخفيف المنافسة، والاستمرار في الربحية.

ويرى البستاني أن أرباح الشركات، ستواصل التحسن في الأرباع القادمة، لا سيما مع دعم هيئة التأمين، واستمرار الشركات في تحسين خدمات القطاع، والزيادة في المخاطر المؤمنة إلزامياً، لافتاً إلى أن العدد الأكبر من اللاعبين، يبقى العائق الأكبر لتحقيق نتائج أفضل.

وأشار إلى إيجابية مستقبل قطاع التأمين في الدولة، بفضل جهود الهيئة، التي تعمل بشكل دائم ومستمر على إصدار الأنظمة المناسبة، لتحسين القطاع وتقديم خدمات أفضل.

 

عام مميّز

أكدت وكالة «إس آند بي غلوبال للتصنيفات الائتمانية»، أن عام 2017، كان عاماً مميزاً بالنسبة لقطاع التأمين، حيث حققت الشركات نمواً صحياً في إجمالي الإيرادات، وتحسناً في الأرباح التشغيلية، وتعززت لديها حقوق المساهمين، بدعمٍ من تطبيق التأمين الصحي الإلزامي، ووثيقة التأمين الموحدة للسيارات.

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز