«العملات الرقمية» تزحف تدريجياً من الظل إلى النور

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يزال التهافت على الاستثمار في العملات الرقمية الذي بدأ العام الماضي مستمراً في العالم، ليبدو أنه تحّول في بداية العام الحالي إلى ما يشبه الحمى التي تجتاح كل من يسعى وراء الثراء السريع والأحلام الوردية، مع توقّع أن تتجاوز القيمة الإجمالية للعملات الرقمية حاجز تريليون دولار في 2018، وأن يجد بعض تلك العملات طريقاً إلى العديد من البنوك المركزية هذا العام.

وبدأ العديد من تلك العملات أخيراً في غزو محافظ المستثمرين بقوة، خصوصاً مع التنوع الكبير لهذه العملات التي يتم طرح 30 عملة منها في اليوم الواحد، بالرغم من أن معظمها لا يحقق النسبة الكافية اللازمة للطرح.

ويصل عدد العملات الرقمية المتداولة اليوم إلى نحو 1300 عملة، بقيمة سوقية تصل إلى 710 مليارات دولار، يقودها في ذلك «جدّ» تلك العملات، وهو «بيتكوين»، الذي تصل حصته في هذا السوق إلى ما يقارب ثلاثة أو نحو 240 مليار دولار، بحسب موقع «كوين ماركت كاب».

وفي تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، حذّر سيمون كوكينغ، الخبير في عمليات الطرح الأولي للعملات الرقمية، المستثمرين الراغبين في الاستثمار في هذه العملات، التي تعتمد على تقنية «بلوك تشين»، من الحصول على المعرفة اللازمة، والقيام بإجراءات البحث والعناية الواجبة قبل اتخاذ قرار الاستثمار بالعملات الرقمية، بدلاً من الاستعجال أو التصرف بدافع الخوف من فقدان الفرص.

وأظهرت تقارير بحثية صادرة عن مدرسة فرايبورغ للإدارة في سويسرا ومجلة «فوربس» الأميركية أنه على الرغم من أن العملات الرقمية وسيلة للتبادل التجاري لا تزال في مراحلها المبكرة من التطور، فإنه على ما يبدو لديها القدرة على تحدي أنظمة العملات القائمة والمدفوعات في المستقبل غير البعيد.

وفي تطور لافت للنظر، عبّر رئيس والرئيس التنفيذي لبنك «جيه بي مورغان»، أكبر بنوك الولايات المتحدة وسادس أكبر بنك في العالم، خلال مقابلة تلفزيونية، عن ندمه لإطلاقه عبارة «وسيلة غش وخداع» على عملة «بيتكوين» في سبتمبر الماضي، وأنه سيقوم «بطرد أي موظف يتداول «بيتكوين» من حسابات البنك»، متوقعاً خلال لقاء أمس أن تتحّول بعض العملات الرقمية -اللامركزية في الوقت الراهن- إلى نقود يتم تداولها بموافقة الحكومات.

Email