بفضل الدعم الحكومي الكبير لتقنية «بلوك تشين»

خبراء: دبي مركز عالمي لانطلاق الشركات الناشئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع خبراء تقنية أن يساهم الدعم الحكومي الكبير الذي تقدمه دبي لتقنية «بلوك تشين» في جعل الإمارة مركز انطلاق عالمياً لمئات الشركات الناشئة التي تسارع في هذه الآونة لربط اسمها أو أنشطتها بتلك التقنية التي تعتبر السبب الرئيسي في وجود وانتشار العملات الرقمية في هذه الآونة، والتي قالوا إنها ستغير بدورها خارطة الأنظمة المالية خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأكّد خبراء أهمية نشر الوعي وإزالة اللبس الحاصل في طبيعة العلاقة بين تقنية بلوك تشين والعملات الرقمية، خصوصاً وأن معدل عمليات الطرح الأولي للعملات الرقمية يصل حالياً إلى 30 عملية عالمياً في اليوم الواحد، بالرغم من أن 70% منها لا يستطيع تحقيق الحد الأدنى من التمويل اللازم لتحويلها إلى عملة رقمية متداولة.

جاء ذلك خلال قمة بلوك تشين العالمية بدبي التي انطلقت أعمالها في دبي أمس بمشاركة 50 شركة عالمية ناشئة وحضور أكثر من 2000 شخص من الخبراء والمستثمرين والمهتمين بهذه التقنية التي توازي أهميتها بالنسبة لتقنيات الدفع الإلكتروني في عالمنا اليوم أهمية اختراع العجلة في العصر البرونزي وفق ما ذكره الخبراء.

سوق

وتتوقع تقارير أن يصل حجم سوق «بلوك تشين» في الإمارات إلى 300 مليون دولار «1.1 مليار درهم» بحلول 2022، وذلك اعتماداً على الطلب الحكومي والخاص على برمجيات الأعمال المتعلقة التي توفر الأمان والسرعة في إنجاز المعاملات.

وقال ماركو روبنسون الشريك المؤسس في شركة «نيكيد تيكنولوجيز» إن لانعقاد القمة في دبي دورا كبيرا في نشر الوعي وإزالة الغموض الذي يلف استخدام العملات الرقمية التي يغري تداولها بالثراء السريع، علماً بأن الكثير من الشركات العالمية أصبحت تتبنى تلك العملات اليوم بشكل أو بآخر.

وأشار أن «بلوك تشين» زادت شفافية تطبيق الإجراءات في كافة المؤسسات التي طبقتها، قائلاً إن بلوك تشين هي التقنية الوحيدة التي تمكن المستخدم من مراقبة حركة النقود من بدايتها إلى نهايتها وبدون بنوك أو وسطاء. وعزى روبنسون السمعة «السيئة» التي ارتبطت بالعملات الرقمية إلى «قلة الوعي» .

والأخبار غير الدقيقة وتخوف المصرفيين من أن تستولي العملات الرقمية على أنشطتهم متوقعاً أن يتم ذلك في المحصلة. وأضاف: «اليوم لا يجد الكثير من البنوك مفراً من الاستثمار في تقنيات «بلوك تشين»، وأعتقد أن دبي ستكون أول دولة تقوم بإصدار عملتها الرقمية هذا العام».

ضوابط

وأشار روبنسون أن وضع ضوابط لتداول العملات الرقمية في الإمارات يدعم اقتصاد الدولة من ناحيتين: أولاً من حيث زيادة العائدات الضريبية، وثانياً، تنظيم السوق بشفافية واستبعاد الشركات غير المرخصة أو المشبوهة، متوقعاً نجاح انتشار هذه العملات في الإمارات، خصوصاً وأن الكثير من سكان الإمارات ودبي يتمتعون بالانفتاح على العالم والروح الاستثمارية.

مشيراً إلى أن مجرد القيام بعملية KYC أو «اعرف عميلك» سيحّد بشكل كبير من عمليات غسل الأموال التي تتهم العملات الرقمية بأنها أصبحت أداة لها.

تطبيقات

ولفت روبنسون إلى أن تطبيقات «بلوك تشين» تمتد خارج القطاع المالي. وأضاف: يمكن تطبيق «بلوك تشين» في آلاف القطاعات، فمثلاً في القطاع الطبي، إذا تعرض أحد الأشخاص لحادث، لا سمح الله، ستكون نقطة دم واحدة من ذلك الشخص عبارة عن «بلوك تشين» بحد ذاتها، تمكّن المسعفين من معرفة تاريخ الشخص الطبي بالكامل بما في ذلك الأدوية التي تناولها، وبالتالي توفير العلاج الطبي المناسب في الوقت المناسب.

أعمال

من جهتها توقعت البروفيسورة سالي إيفز المتخصصة في «فين تيك» على هامش المؤتمر أن تصبح تقنية «بلو تشين» أساس الابتكار والكفاءة والنمو في الأعمال في المرحلة الراهنة والمقبلة، مشيرة إلى أن عام 2018 سيكون عاماً مفصلياً بالنسبة لهذه التقنية في الإمارات، خصوصاً وأن الدولة تمتلك بنية رقمية مهيأة لاحتضان الشركات التي تنوي توظيف «بلوك تشين» في أنشطتها.

ونوّهت إيفز إلى أن وضع هذه التقنية في صميم مشروع دبي الذكية واعتماد المزيد من الهيئات الحكومية مؤشر قوي على أن دبي باتت أحد أهم اللاعبين في مسرح «بلوك تشين» في العالم. وأضافت: يمكن لتقنية «بلوك تشين» فتح المجال للعديد من الفرص .

وفي الكثير من القطاعات، وعلينا إزالة المعلومات الخاطئة التي تلازم التقنيات الجديدة في العادة، وأنصح كل من يريد الاستثمار في العملات الرقمية البحث عن مصدر وتاريخ تلك العملات، كما علينا التعاون في نشر تقنية «بلوك تشين».

أموال

يعتبر الطرح الأولي للعملة Initial Coin Offering عملية غير منظمة تقوم بها الشركات الناشئة خاصة العاملة منها في المجالات التقنية وتكنولوجيا المعلومات بهدف جمع أموال لتمويل مشروع تقني عن طريق طرح رمز «token» أو عملة رقمية مشفرة بهدف تجاوز الطرق التقليدية للتمويل، وذلك مقابل منح نسبة مئوية من العملة الرقمية المشفرة إلى الداعمين للمشروع.

 

Email