بحضور جواهر القاسمي

قمة التمكين تبحث إمكانيات وتطلعات المرأة الإماراتية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بحضور قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، الراعي الفخري للمبادرة العالمية لإدماج المرأة، ناقشت فعاليات الجلسة المغلقة الخاصة، التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الأولى من «القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة»، التي تنظمها مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، قضية «المرأة الإماراتية: إمكانيات وتطلعات».

وجاءت الجلسة التي عقدت في ختام أعمال القمة، بحضور حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، وفومزيلي ملامبو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، رئيسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والسفيرة الدكتورة إيناس مكاوي، مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية.

وشارك في الجلسة الدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، وخولة الملا، رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعفراء البسطي، مدير عام مؤسسة دبي للمرأة والطفل، وسماح الهاجري، مدير إدارة السياسات الصناعية في وزارة الاقتصاد، وأدارتها الكاتبة الإعلامية، صفية الشحي.

وناقشت الجلسة واقع المرأة الإماراتية في ظل ما توفره القيادة الرشيدة من إمكانات وموارد كبيرة للارتقاء بمكانتها في مختلف المجالات، وخصوصاً في المجال الاقتصادي، والميزة التنافسية في الدولة والعالم للمرأة، وخيارات وبدائل تميّز المرأة في الاقتصاد، إضافة إلى مؤهلات الإماراتيات لدخول عالم الأعمال، مع التركيز على نقاط القوة لديهن ودعمها، وتقديم رؤية شاملة حول التطلعات للمستقبل المهني للمرأة.

وقالت ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة: اتخذت جهود تمكين المرأة في الإمارات نسقاً متسارعاً منذ قيام الاتحاد، حتى باتت المرأة اليوم تحظى بمكانة متميزة للغاية في ظل قيادة آمنت بقدراتها ووفرت لها سبل الدعم والارتقاء والتمكين، فوصلت إلى أرفع المناصب القيادية، وتولت مسؤوليات عظيمة، وقدمت بعزيمة وثبات، مع شقيقها الرجل، جهوداً ملموسة في مسيرة التنمية المستدامة.

عقبات

وأكدت أن تعزيز مكتسبات المرأة اقتصادياً، على الصعيدين المحلي والدولي، يحتاج إلى إزالة العقبات التي تعترض مسيرة التمكين في أماكن العمل، ولعل أبرزها ما يرتبط بالعادات والتقاليد، والمفاهيم المسبقة المغلوطة عن المرأة المتعلقة بالكفاءة والإنتاجية، بالإضافة إلى الافتقار إلى الدعم داخل الشركة أو المنظمة، وعدم مراعاة الظروف الاجتماعية للموظفة، مثل وجود الأطفال لديها، فضلاً عن غياب المرونة في ساعات العمل، وعدم وجود سياسات وتشريعات تدعم النهوض بالمرأة وارتقائها الوظيفي.

رؤية

من جانبها، قالت خولة الملا: لا شك أن رؤية الإمارات لم تكن وليدة اللحظة، ولكن وليدة أجيال الآباء المؤسسين وعلى رأسهم الشيخ زايد آل نهيان، رحمة الله عليه، وهي رؤية طموحة لا سقف لها، وهذا ما يميز دولة الإمارات حيث تشهد نمواً مستمراً وغير مسبوق، وهذا لم يأتِ من فراغ بل جاء من مصدر كبير وهو مصدر تشريعاتنا الإسلامية التي استمد منها الدستور أهم قوانينه وقراراته، حيث تعد الإمارات نموذجاً للدول الصغيرة في المساحة ولكن الكبيرة في الطموح والإنجازات.

هيئة

وقالت موزة الشحي: أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، المعروفة رسمياً باسم هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، في عام 2010 من أجل تسريع وتيرة التقدم نحو تلبية احتياجات النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، وتدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عند وضعها معايير عالمية لتحقيق المساواة بين الجنسين، والعمل مع الحكومات والمجتمع المدني لوضع القوانين والسياسات والبرامج وتقديم الخدمات لضمان تلبية احتياجات وقدرات النساء والفتيات.

وأضافت: لا تزال هناك حاجة ماسة للأنشطة والأعمال التي تقوم بها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في جميع أنحاء العالم، حيث لا تزال أوجه عدم المساواة بين الجنسين راسخة بعمق في كل مجتمع، وتفتقر النساء إلى فرص الحصول على عمل لائق ويتعرضن للعزل عن الوظائف إلى جانب اتساع فجوات الأجور بين الجنسين، وكثيرًا ما تحرم المرأة من الحصول على التعليم الأساسي والرعاية الصحية، وتعاني في جميع أنحاء العالم من العنف والتمييز الجنسي، وتفتقر المرأة إلى المشاركة والتمثيل الكامل في عمليات صنع القرار السياسي والاقتصادي.

طاقة

من ناحية أخرى، ناقشت ندوة بعنوان «المرأة الحاضر المغيب في قطاعات الطاقة والبيئة» أسباب تغييب المرأة عن قطاعي الطاقة والبيئة المستدامة، وضرورة تفعيل مشاركتها المرأة في هذين المجالين الحيويين، وشارك فيها كل من د. نوال الحوسني نائب المدير العام في أكاديمية الابتكار في أبوظبي، ورانيا رستم مديرة الابتكار في شركة جنرال إلكتريك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ود. بهجت اليوسف العميد المكلف في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا.

وكشفت المتحدثات خلال الجلسة أن 10% فقط من النساء يعملن في مناصب إدارية في القطاعات الاقتصادية، ما يعني تغييب المرأة عن تأدية دورها الريادي، لا سيما في قطاعي الطاقة والبيئة، مشيرات إلى ضرورة إفساح المجال للمرأة وخلق مناخ عادل من حيث تكافؤ الفرص.

واستعرضت المتحدثات الفرص التي تفرضها حاجة العالم المتزايدة للطاقة النظيفة، وإمكانية لعب المرأة دوراً جوهرياً فيها مؤكدات أن مجالي الطاقة والبيئة من أكثر المجالات خصوبة في توفير فرص سريعة النمو، لرائدات الأعمال والباحثات عن سبل تأسيس الشركات والأعمال. وأكدت المتحدثات أن تقديرات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى أن مساهمة الطاقة المتجددة في المزيج العالمي للطاقة بلغت نحو 13.2% في العام 2012، ومن المرجح أن ترتفع إلى 26% بحلول 2020، ما يسلط الضوء على حجم الفرص الضخمة التي تفرضها حاجة العالم المتزايدة للطاقة النظيفة، خاصة وأن عائداتها ارتفعت بفضل إشراك النساء بين 20 -25 تريليون دولار.

وخلصت الجلسة إلى ضرورة اعتماد التدابير والسياسات التي تسهل انخراط المرأة في قطاعي الطاقة والبيئة المستدامة، لما تمتلكه النساء من مهارات وكفاءات قادرة من خلالها على تولي المناصب الإدارية والريادية في سوق العمل المتخصص بهذين القطاعين.

تسويق

وقدمت ندوة حملت عنوان «صانعات الإعلام والتسويق»، رؤية متكاملة حول دور السيدات ومشاركتهن في مجال الإعلام والتسويق وإدارة الفعاليات الداعمة لتمكين المرأة، بصفتهن صانعات حقيقيات للنجاح فيها، استضافت خلالها نخبة من السيدات المتخصصات، اللواتي حققن نجاحات بارزة.

وشارك في الجلسة التي أدارها الإعلامي عبد اللطيف الصايغ، مؤسس الصايغ للإعلام، كل من فداء طاهر، رائدة الأعمال الأردنية، والمؤسسة لعدد من المشاريع الناجحة في قطاع الأعمال، وسناء باجرش، المدير التنفيذي لـ«براند موكسي» للدعاية والإعلان، وألكساندرا لورا، الكاتبة وخبيرة وسائل الإعلام والمعنية بشؤون عدم المساواة المجتمعية، ومريم فرج، مدير برنامج المسؤولية الاجتماعية لمجموعة «إم بي سي»، وشارمين عبيد شينوي، المنتجة والمخرجة السينمائية الباكستانية الحاصلة على جوائز عالمية.

وسلطت الجلسة الضوء على عدد من المبادرات والمشاريع الإعلامية والفنية في أنحاء مختلفة من العالم، الهادفة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية تمكين المرأة، وتغيير المفاهيم النمطية التي تضع إطاراً محدداً للدور الذي يجب أن تلعبه المرأة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. وخرجت الجلسة بعدد من التوصيات من بينها ضرورة العمل على سد الفجوة في الخدمات المصرفية لأعمال النساء، التي لا تزيد في الوقت الحاضر عن 7% من إجمالي الخدمات المصرفية العالمية، وتوفير المعلومات اللازمة لرائدات الأعمال، وتنظيم التواصل بين الحكومات، والبنوك، وكبريات الشركات، ومؤسسات التمويل، لوضع سياسات مرنة تخدم الابتكارات وريادة الأعمال للمرأة وتقدم التمويل المناسب لها.

«ضريبة العنف»

وتم عقد جلسة بعنوان «ضريبة العنف» أدارتها إليزابيث ميليبولي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنتدى المفكرين العالميين، وشارك فيها مافيك كابيرا باليزا، المؤسس والمدير التنفيذي والمنسق الدولي، للشبكة العالمية للنساء صانعات السلام، وريم أصلان المتخصصة في الإدارة والتنمية الدولية، وعفاف المري رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، وسارة برون المساعد الخاص للمدير الإقليمي في مكتب الأمم المتحدة للمرأة في القاهرة، و د. دانيش مصطفى الخبير الجغرافي في كلية كينغز بلندن.

وأكدت مافيك كابيرا باليزا أن امرأة واحدة من كل امرأتين تعرضت للتحرش في الولايات المتحدة الأميركية، وأن واحدة من بين كل ثلاث نساء تعرضت للتعنيف من زملائها في العمل، مشيرة إلى أن العنف يكلف الولايات المتحدة خسائر سنوية تقدر بنحو 5.8 مليارات دولار، وأشارت إلى أن خسائر إنجلترا وويلز تصل إلى 32 مليار دولار سنوياً، نتيجة العنف الذي تتعرض له النساء بكافة أشكاله، فيما تفقد المرأة في الهند 25% من إجمالي معاشها الشهري نتيجة تعرضها للعنف سواء داخل أو خارج مراكز العمل.

بدورها أكدت ريم أصلان المتخصصة في الإدارة والتنمية الدولية، وجود فجوة من حيث الرواتب بين الذكور والإناث في التعليمية الخاصة، تقدر بنحو 43% ما يعطي صورة واضحة عن النظرة النمطية، التي تتعامل فيها هذه المؤسسات مع المرأة.

واستعرضت أصلان تجربتها في الأردن، مؤكدة أن انطلاقة العديد من المؤسسات المدنية وتعاملها مع واقع المساواة بين الرجل والمرأة والعدالة الوظيفية بينهما يصحبها بعض الأخطاء، حيث تنصّب المؤسسات المدنية نفسها مفتشاً على الشركات وأصحاب العمل، من دون محاولة التواصل مع هذه الجهات باعتبارها شريكاً أساسياً في عملية تمكين المرأة والنهوض بواقعها.

حماية

من جهتها أوضحت عفاف المري أن إمارة الشارقة أسست مركزاً لحماية المرأة، يعنى بتوفير المأوى للنساء اللواتي يتعرضن للعنف، مؤكدة أن العنف أحد أهم المعوقات التي تقف أمام تمكين المرأة، حيث يمنعها من المشاركة في مسيرة المجتمع وتنميته. وقالت المري «إن المراكز المعنية بقضايا العنف ضد المرأة، تحتاج إلى المزيد من آليات العمل والتشريعات الصارمة، فضلاً عن القوانين والسياسات التي تنتهجها الدول لوقف هذه الظاهرة»، مشيرة إلى تسجيل 30 ألف حالة ابتزاز إلكتروني على مستوى دول الخليج استهدفت النساء، وإلى تعرض 200 مليون امرأة إلى التشويه الجسدي حول العالم، مثلت فيها نسبة الجرائم المرتكبة من الأسر أو من الشركاء 47%.

تعلم مبكر

تم عقد جلسة تحت عنوان «فرص التعلم المبتكرة»، أدارتها آنا فالث، مديرة تمكين المرأة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وشارك فيها كل من: فومزيل ميلامبو - نغكوكا، وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وساندي التانترا رئيس التسويق للعلامة التجارية في «غوغل» لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وبيل بيسي، مؤسس مدرسة فازينوفا لريادة الأعمال والإبداع، وديما نجم، العضو المنتدب لدى مؤسسة التعليم من أجل التوظيف ــ الإمارات، ورندة طاهر، خبيرة الابتكار والتعليم.

وأكد المشاركون على الدور الحيوي الذي لعبته التقنية في دمقرطة التعليم وإتاحة تبادل المعرفة الإنسانية عموماً على نطاق واسع لم تشهد له البشرية مثيلاً من قبل، حيث قالت آنا فالث: «إن التطورات التقنية تحمل كل يوم المزيد من الإمكانيات لردم هذه الفجوة في مستويات التعليم، وخلق المزيد من فرص العمل للأجيال الشابة، التي تتطلع إلى دور أكبر في تحقيق ازدهار اقتصادي مستدام على المستويين الشخصي والعام».

انترنت

وأكد المشاركون في عاشر جلسات القمة والتي جاءت بعنوان «التكنولوجيا والاتصالات: محركات الإبداع» ضرورة تبني المزيد من السياسات والمبادرات الدولية لتأمين الاتصال بالإنترنت لاسيما في الدول النامية في آسيا وأفريقيا، لتمكين النساء في تلك الدول من العمل والتعليم والمساهمة اقتصادياً في بناء مجتمعاتهن. وأن الدول الأقل تطوراً تتأخر عن الدول المتطورة بحوالي 20 عاماً فيما يتعلق بنسب انتشار الإنترنت، حيث وصلت مستويات الانتشار فيها ما كان هو الحال عند بداية دخول الإنترنت للدول المتقدمة عام 1998.

وأدارت الجلسة بيل بيسي، مؤسِس مدرسة فازينوفا لريادة الأعمال والإبداع، وشارك فيها لونا شمسودها، رئيس «دوهاتيك نيو ميديا»، وشالو غراغ، عضو في المجلس الاستشاري للأمم المتحدة، ونور النومان، مدير دائرة الحكومة الإلكترونية في إمارة الشارقة، وسونيا خورخيه، المديرة التنفيذية في تحالف توفير الإنترنت بأسعار معقولة.

«سيدات أعمال الشارقة» يطلق تطبيقه الذكي

أطلق مجلس سيدات أعمال الشارقة، التابع لمؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، أمس الأول (الإثنين) تطبيقه الذكي الجديد للهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، ليكون بذلك أول مجلس أعمال للسيدات في دولة الإمارات العربية المتحدة، يطلق تطبيقاً ذكياً، لخدمة عضواته، وتلبية احتياجاتهن، ومنحهن عدداً من المزايا والمنافع الحصرية.

ويتوفر التطبيق الجديد تحت عنوان «SBWC» في متجر التطبيقات «آب ستور» لأجهزة «آبل»، ومتجر «بلاي» للأجهزة العاملة بنظام «آندرويد»، وسيتيح التطبيق لشريحة واسعة من المجتمع التعرف على حزم الدعم التي يقدمها المجلس في سبيل الوصول إلى مرحلة التمكين الاقتصادي والمهني المنشود للمرأة.

وتم الإطلاق بجناح مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، المشارك في «القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة»، وشهد إطلاق التطبيق ريم بن كرم، مدير مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، والشيخة هند بنت ماجد القاسمي، رئيس مجلس سيدات أعمال الشارقة بالوكالة.

وقالت الشيخة هند بنت ماجد القاسمي: يأتي إطلاقنا لتطبيقنا الذكي في إطار حرصنا على تعزيز وتوظيف الابتكارات التقنية بما يخدم عضواتنا، ويرفع درجة تفاعلهن مع ما نطرحه في مجلس سيدات أعمال الشارقة من برامج وخدمات، ويشكل التطبيق منصة تفاعلية مثالية تتيح للعضوات التواصل المباشر مع بعضهن، ومع المستثمرين والمتخصصين والمحترفين في عالم ريادة الأعمال، للتعرف على تجاربهم، والوقوف على مشاريعهم الناجحة، والحصول على المشورة والدعم منهم بحكم خبرتهم الطويلة في المجال، فضلاً عن بناء علاقات شراكة تجارية واستثمارية قوية معهم.

Email