4 مقومات لبناء اقتصاد الثقافة والفنون الإسلامية

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعرض كتاب «رؤى عالمية حول الاقتصاد الإبداعي الإسلامي»، الذي أطلقته مؤخراً هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) 4 مقومات أساسية لبناء اقتصاد الثقافة والفنون الإسلامية في دبي، وسبل توسيع المنظومة الحالية في المدينة لجعلها أكثر قوة وجاذبية للمبتكرين ورواد الأعمال الإبداعية.

وجاء في مقدمة هذه المقومات استقطاب ورعاية المواهب، فالمواهب هي شريان الحياة لأي قطاع، وينبغي على دبي أن تحث الخُطا لتصبح المركز العالمي للفنانين ورواد الأعمال الإبداعية والشركات ذات الأفكار الخلاقة في مجال الثقافة والفنون الإسلامية.

ففي جميع المدن العالمية المبدعة، يكون الفنانون ورواد الأعمال الإبداعية والموظفون ذوو المهارات الفكرية العالية هم محركات الابتكار والتنمية الحضرية لمساهمتهم في بناء المراكز والشبكات الإبداعية اللازمة لتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمدنهم ومناطقهم.

وتمتلك دبي سجلاً حافلاً باستقطاب المواهب العالمية عبر توفير الفرص والبيئة الحاضنة. ويعتبر النمو المذهل والتنويع الاقتصادي دليلاً ملموساً على طموحنا الكبير وقدرتنا العالية على استقطاب المواهب وتنفيذ استراتيجياتنا وفقاً لأفضل المعايير العالمية.

وبناء على نجاحنا هذا، ينبغي تطوير الحاضنات الفنية ومساحات العمل الحية ذات التكلفة المناسبة حتى نستطيع توفير الفرص للفنانين ورواد الأعمال الإبداعية والثقافية، فضلاً عن فرص الإرشاد والتواصل والمشورة حول كيفية تأسيس الأعمال.

أما المقوم الثاني فيتمثل في إرساء بنية تحتية ثقافية عالمية المستوى، ومن شأن ذلك أن يعزز جاذبية دبي ويرسخ سمعتها مركزاً عالمياً للثقافة والفنون الإسلامية.

ويكشف الاستطلاع، الذي أجرته «دبي للثقافة» نهاية عام 2016، أن سكان دبي يرغبون بإنشاء المزيد من المتاحف والحدائق والمكتبات للتعلم حول الثقافة والفنون والإسلامية وتقديرها بشكل أفضل. كما أن بناء منشآتٍ لتخزين الأعمال الفنية بغية تسهيل استيرادها وتصديرها يعتبر أيضاً جزءاً محورياً من هذه البنية التحتية مع تنامي حضور دبي في سوق الفنون العالمية.

وتعتبر مثل هذه البنية التحتية حافزاً للتنمية الحضرية، وتتيح بناء علامة تجارية جديدة للمدن بشأن قطاعاتها الثقافية والإبداعية. وإلى جانب البنية التحتية المادية، ينبغي أيضاً تطوير البنية التحتية الاستثمارية والقانونية لحماية حقوق الملكية الفكرية.

وبما أن الاقتصاد الإبداعي يرتكز على براءات الاختراع وحقوق النشر وغيرها من القوانين النافذة التي تتيح للأفراد الاحتفاظ بملكية إبداعاتهم، لذا ينبغي على دبي أن تطور نظاماً قانونياً واجب النفاذ لحماية حقوق الملكية الفكرية لتشعر الطبقة الإبداعية باطمئنان أكثر حيال تطوير منتجاتها الفنية والثقافية.

أما المقوم الثالث فيتمثل في تعزيز الوعي العام حول الثقافة والفنون الإسلامية، إذ يدرك أغلب سكان دبي مدى أهمية الثقافة والفنون الإسلامية قطاعاً اقتصادياً، ويرغبون بمعرفة المزيد عنه ولكنهم يشعرون أنهم يفتقرون إلى المعرفة الكافية حول الفعاليات والعروض والـــفرص التي يمكنهم المشاركة فيها .

 

Email