استثمار طاقات الشباب

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال عبدالله العور: إنه ومنذ إطلاق مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي، كان هناك إدراك أن نمو الاقتصاد الإسلامي يقوم على أساس استعادة وإحياء ثقافته، فالغالبية العظمى من الشعوب المسلمة هي من الشباب الذين يشكلون قوة استهلاك وإنتاج هائلة، وقوة وجدانية تريد التعبير عن ذاتها من خلال الفنون والهوايات والإبداعات، إذ يستطيع أي نظام اقتصادي أن يستفيد من طاقة الشباب في الإنتاج.

وأن يروج لهم سلعه وخدماته ويحقق أرباحاً كبيرة، لكن هذه الحال لن تبني علاقة سليمة بين الشباب والمؤسسة الاقتصادية أو النظام الاقتصادي ولن يستطيع الشباب أن يلمسوا الأثر الاجتماعي لتوظيف جهودهم ولن يشعروا أيضاً أن هذه المنظومة الاقتصادية كافية لاستيعاب نواح أخرى هامة في حياتهم كالفنون والهوايات والرغبة في نمط معين من الملابس أو نوع معين من الترفيه والتثقيف، لذا نحن نعتبر أن توفير الانسجام بين الحاجات المادية والروحية للجمهور والشباب بشكل خاص هو إحدى الغايات الأساسية للاقتصاد الإسلامي.

ومن خلال تسليط الضوء على قطاعات الثقافة كالفنون والحرف والخط والتصميم وغيرها نستطيع فقط أن نوفر منظومة اقتصادية قادرة على تفهم واستيعاب رغبات الجمهور والشباب بشكل خاص.

ولفت العور إلى وجود مجال آخر تتجلى فيه أهمية تسليط الضوء على قطاعات الاقتصاد الإسلامي ذات البعد الثقافي فثورة الاتصالات أو عولمة الثقافة وما أدخلته من قيم وثقافات سببت إرباكاً للهويته الثقافية لدى معظم الشعوب بطبيعة الحال نحن مع التبادل الثقافي، بل نرى فيه ضرورة وشرطاً لبناء واقع أفضل ومستقبل أكثر أمناً واستقراراً، لكن العلاقة بين الثقافات المختلفة لن تعطي ثماراً جيدة إلا إذا أدرك كل طرف فيها هويته وما تحتويه من قيم وأخلاقيات تشترك فيها كل الشعوب.

وأكد أن الاعتزاز بالهوية الثقافية الإسلامية سيؤدي بالشباب المسلم إلى احترام الهويات الأخرى، وقبل كل ذلك سيعزز ثقته بإمكانياته وما يستطيع أن يقدمه من خلال نشاطاته التي يمارسها في إطار اقتصاد يتبنى قيماً وأخلاقاً سامية.

ولفت إلى أن تأثير الثقافة الاقتصادية الإسلامية لا يتوقف فقط عند المسلمين بل يطال المستثمرين أيضاً، فقطاعات الاقتصاد الإسلامي التي تلامس وجدان 1,6 مليار مسلم ما زالت تعتبر ناشئة وقابلة لاستقبال المزيد من الاستثمارات. هناك 1,6 مليار مسلم ينتظرون أن يروا ثياباً تعكس ثقافتهم في الأسواق المحلية والعالمية.

 

Email