تشكل 90% من إجمالي المواقع الالكترونية في العالم

تقرير: «الشبكة المظلمة» خطر جاثم يهدد قطاع الإنترنت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ذكر تقرير حديث لبنك «غولدمان ساكس» أن ازدياد استخدام «الشبكة المظلمة» بات يشكل خطراً جاثماً على قطاع الإنترنت وشركات الإنترنت الكبرى مثل «ألفابت» و«فسيبوك» و«أمازون»، وذلك لأن وجود الحجم الكبير من الأنشطة غير القانونية التي تتم في هذا العالم الافتراضي الموازي الذي يطوفه خلسة أكثر من مليونيْ مستخدم بشكل يومي قد يؤدي إلى فرض مزيد من القيود والضوابط على استخدام الإنترنت التي قد تكتسح كذلك شركات تملك خدماتها الخاصة للاتصال بالإنترنت مثل غوغل وتويتر وفيسبوك، الأمر الذي يؤدي للحد من قدرة تلك الشركات على الإبداع ويزيد من تكلفة الامتثال للقوانين الجديدة لديها، وبالتالي يؤثر سلباً في استخدام الجمهور لخدمات تلك الشركات. وتعتبر الشبكة المظلمة شبكة موازية لشبكة الإنترنت، ولكن يتم الوصول إليها عبر شبكة TOR باستخدام تقنية VPN بشكل غير قانوني للوصول إلى محتويات أو منتجات أو خدمات لا يمكن الوصول إليها عبر الشبكة العادية يجوب أزقتها مجموعة متنوعة من الخارجين عن القانونين مثل محترفي الاختراق وغيرهم بحثاً عما يمكن أن يسهل أنشطتهم غير القانونية.

وتحاول حكومات عدة حول العالم تحديد هوية مستخدمي هذه الشبكة من خلال تقنيات الهاكرز، في حين تصنّف وكالة الأمن القومي الأميركية أي شخص يقول إنه قادر على الوصول إلى الشبكة المظلمة على أنه «متطرف».

غيض من فيض

وحول مخاطر الشبكة المظلمة، أوضح غريب سعد، باحث أمني أول في كاسبرسكي لاب في الشرق الأوسط، تركيا وأفريقيا أن ما يسمى الإنترنت «المرئية»- وهي المحتوى الموجود والمتاح الوصول إليه عن طريق محركات البحث (مثل «غوغل» و«ياهو» – ما هي إلا غيض من فيض «الشبكة المظلمة» أو «Dark Web»، التي تشكل نحو 90 % من جميع المواقع الإلكترونية. وأضاف أن «الشبكة المظلمة» هي في الوقت ذاته، مجموعة فرعية للشبكة العميقة «Deep Web» وتشير إلى مواقع ذات نوايا ومقاصد إجرامية أو محتوى غير قانوني، تمكّن المستخدمون شراء السلع أو الخدمات غير المشروعة، بما في ذلك الممنوعات ومعلومات بطاقة الائتمان المسروقة وغيرها من المستندات المزورة وغير ذلك.

وأضاف: «يتمثل التهديد في الواقع بأن هذه الأماكن تكاد تخلو تقريباً من سلطات إنفاذ القانون. وتشكل «الشبكة المظلمة» بيئة رقمية تلتقي فيها العديد من العناصر والجهات، وذلك استناداً إلى مجالات الاهتمام والاختصاصات. وكما هو الحال بالنسبة لأي منصة رقمية، فإن التهديد لا يكمن في المنصة ذاتها، بل في تطبيقاتها.

وحول دور «الشبكة المظلمة» في الجريمة، قال سعد: «إن السبب في ارتفاع الجرائم الإلكترونية لا يرجع في الواقع إلى نمو أو وجود «الإنترنت العميقة» أو «الشبكة المظلمة». بل إن وجود عدد من الأشخاص والكيانات ممن لديهم نوايا إجرامية على «الشبكة المظلمة» يتيح التقاء هؤلاء الذين لديهم توجهات مشتركة لشن هجمات البرمجيات الخبيثة، مثل الحادث الذي وقع مؤخراً في ملتقى «DarkNe»، حيث كان هناك شخص يتباهى بقدرته على اختراق رسائل نصية قصيرة مرسلة لعملاء من شركة «فين تيك» تحتوي على كلمات مرور تستخدم لمرة واحدة.

ولفت سعد إلى أن «الشبكة المظلمة» هي القاعدة الرئيسة لانطلاق حجب الخدمة الموزعة DDoS التي باتت تكبد الشركات عالمياً الملايين من الدولارات سنوياً. وحول خطورة استعمال الشبكة الخاصة الافتراضية VPN لأغراض سيئة، قال سعد: من الممكن استخدام أي تكنولوجيا بطرق متنوعة، والشبكة الخاصة الافتراضية «VPN» ليست استثناءً من ذلك. حتى السلطات الإماراتية تجيز الاستخدام القانوني والعادي للشبكات الخاصة الافتراضية «VPN» من قبل الشركات، ولكنها سرعان ما ستحد من استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية «VPN» لغرض الحد من ارتكاب الجرائم والوصول إلى المعلومات المحظورة وغيرها من الأنشطة الخبيثة.

استخدام مسؤول

وقال ناطق رسمي في هيئة تنظيم الاتصالات لـ«البيان» إن استخدام تقنية الـ vpn غير ممنوع، إنما إساءة استخدامها تستدعي المساءلة والعقوبة. وأضاف أن تقنية VPN بالنسبة لعمل الشركات في الدولة تلعب دوراً مهماً في تأمين أمن شبكات الاتصال الخاصة بالشركات بشكل عام عن طريق تشفير حركة الحزم بينها، مضيفاً أنه لا توجد أي تغييرات بما يخص الوضع الحالي لتقنيات الشبكات الخاصة الافتراضية. كما لا يوجد ما يمنع الاستخدامات الشرعية للشبكات الخاصة الافتراضية VPN، وأن القوانين الحالية الخاصة بذلك تغطي إساءة استخدام شبكة الانترنت.

وحول خطط الهيئة بخصوص منع الوصول إلى «الشبكة المظلمة»، أضاف الناطق: «تعمل الهيئة بشكل دائم بالتعاون مع المرخص لهم على توفير بيئة الكترونية آمنة لمستخدمي الانترنت في الدولة بشكل عام وتقليل فرص تعرضهم لمخاطر الشبكة العنكبوتية. حيث يتم حجب المواقع الالكترونية والأنظمة التي تعرض المستخدمين للخطر».

Email