التقنية مهدّت لنظام اقتصادي عالمي

التطبيقات الذكية تؤسس جيلاً جديداً من الشركات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال خبراء إن انتشار التطبيقات الذكية يؤذن بنسل جديد من الشركات التي يعتمد نموذج أعمالها على الوساطة والجمع بين موفر الخدمات من جهة وقاعدة العملاء من جهة أخرى بهدف خلق قيمة مضافة حقيقية للمستهلكين، مستفيدة في ذلك من تجارب الاقتصاد التشاركي الناجحة مثل «أوبر» و«إير بي إن بي»، والذي يلعب جيل الألفية دور البطولة فيه.

مشددّين في الوقت نفسه على قدرة النموذج الجديد على الدفع بأنشطة الشركات الصغيرة والمتوسطة والقوى العاملة في الدولة وتحسين حظوظ ازدهارها في النظام الاقتصادي العالمي الجديد.

ولفت الخبراء إلى أن النهوض في الأسواق خلال الدورات الاقتصادية سيعتمد عاجلاً أم آجلاً على تلك الشركات التي ستساهم بدورها في تحول دبي إلى مدينة ذكية، وتعد جزءاً من منظومتها، مشيرين في الوقت نفسه إلى ضرورة تعزيز الدفاعات الأمنية ضد الاختراقات، مشبهين التحول الرقمي النوعي الحاصل في الإمارات في هذا المجال بما مرت به صناعة السيارات في القرن العشرين.

وقال سانجاي مودي، المدير العام لـ «مونستر.كوم» لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط إن الهواتف الذكية مهدت الطريق لازدهار نوع جديد من الشركات باتت تعمل كوسيط بين موفر الخدمات وقاعدة العملاء.

وهذا يتوافق تماماً مع الطرح الذي يقول: يمكنك تشغيل أكبر شركة لخدمة سيارات الأجرة في العالم دون امتلاك أي مركبة، ويمكنك التحكم بوسائل الإعلام حول العالم دون تقديم أي محتوى، ويمكنك بيع جميع السلع للمستهلكين دون وجودها في مخازنك، أو عرض أكبر عدد من الشقق والعقارات دون امتلاك أي منها.

وأضاف: «عند النظر إلى الشركات الناشئة في الإمارات نجد أن معظمها لديه شيء واحد مشترك: وهو أنها جميعاً تمكنت من دخول المجال التجاري لتطبيقات الهواتف المحمولة بنجاح، وبالتالي فإنها حلول تقنية عبر العديد من الصناعات. ولعل ما يثير الاهتمام أكثر هو أن نموذج الأعمال في هذه الشركات يكون خدمياً أكثر من كونه موجهاً نحو الإنتاج، فهي تنتج حلولاً وليس سلعاً استهلاكية».

وأوضح مودي: «هل تملك متجراً لبيع الحلويات أو الملابس؟ أو ربما تمتلك منشأة رياضية؟ في حال كنت من هؤلاء فقد تكون بحاجة للبدء في التفكير بإجراء اتفاقيات مع شركات أخرى.

إذا كنت تملك متاجر للتجزئة على سبيل المثال، فالعمل مع شركة تاكسي كريم المتميزة لخدمات حجز سيارات الأجرة في الإمارات قد جعل التسوق أسهل لعملائك المحليين، وبالتالي زيادة مستدامة في هامش أرباحك.

لنأخذ شركة ديليفرو لخدمات توصيل الطعام في دبي مثالاً، فقد شكلت الشركة حلقة الوصل بين البائع والمشتري، وبالتالي السيطرة على هذه الخدمة والترخيص لتحقيق الربح المستمر. كذلك الأمر عند طلب وجبة من مطعمك المفضل، فأنت على الأغلب لن تزور المطعم بشكل شخصي، بل ستقوم بدلاً من ذلك بتحميل تطبيق لطلب وتوصيل الطعام على هاتفك الذكي».

الأمن الإلكتروني

ويتطلب انتشار الهواتف الذكية بالطبع تعزيز مجال الأمن الإلكتروني في الشركات. وغالباً ما ينظر المديرون التنفيذيون إلى موضوع الأمن الإلكتروني على المستوى التقني قصير الأمد، أي مجرد ضرورة حماية بعض العناصر في أنظمتهم المعلوماتية، وتأمين أجزاء من بياناتهم الحساسة.

ويميل هؤلاء المديرون للنظر إلى كل عنصر من عناصر الدفاع الإلكتروني على حدة وبتفاوت، وليس بشكل كلي شمولي، فأي مشكلة تنشأ يمكن ترقيعها بجدار حماية هنا، أو ضبط التحكم في الوصول أو بعملية محسنة هناك.

وهذا نهجٌ تدرجي، وهو مفهوم لاعتبارات ضيق الوقت أو محدودية الميزانية، لكن يجدر بقادة المؤسسات إجراء تغيير جذري في مقاربتهم لقضية الأمن الإلكتروني لديهم إذا رغبوا في تحصين وضعهم تحسباً لتهديدات أكبر قد تأتي في المستقبل.

ويشبه فيصل البنّاي، الرئيس التنفيذي لشركة دارك ماتر التحول الرقمي النوعي الحاصل في الإمارات في هذا المجال بما مرت به صناعة السيارات في القرن العشرين، مؤكداً أن الدولة تتمتع بما يؤهلها لقيادة هذا التغيير في نمط التفكير في كل المنطقة. ويضيف: «على أقسام المعلوماتية في الشركات السعي إلى بناء قدراتها في مجال الأمن الإلكتروني على مستوى أساسي إن هي أرادت أن تكون محصنة ضد التهديدات المستقبلية».

ويضيف: «ثمّة مساحة جديدة للريادة أمام البلدان الصغيرة، فهذه البلدان تتسم «برشاقة» تؤهلها لقيادة تغييرات حاسمة فيما يتعلق بالتوجهات دون أن تعيقها الأنظمة العتيقة والمنافسة التجارية الشرسة التي تواجهها بعض الأسواق الأكبر.

ودولة الإمارات، على سبيل المثال، تتمتع بخصائص مناسبة تؤهلها لأن تصبح رائدة عالمياً في هذا التحول، فنحن بلدٌ صغير نسبياً، حكومته عازمة تماماً على تحويله إلى بلد ذكي، ولها رؤيةٌ عالمية تستشرف المستقبل في كل خططها ومشاريعها. وقيادتنا تعتبر التميز والإبداع جزأين أساسيين من رؤيتها لمستقبل هذا البلد الذي يصبح فيه المستحيل مجرد بداية رحلة جديدة».

المساهم الأكبر

من جانبه قال محمد سالم آل علي مدير المشاريع الخاصة في شركة موارد للتمويل إن التقنية ستكون المساهم الأكبر في نهوض الأسواق المتخصصة التي باتت تهيمن عليها الشركات الناشئة المعتمدة على التكنولوجيا.

وأضاف: «يمكن لأصحاب المشاريع في الدولة الاستفادة من توفر التقنية في الدولة التي تعد جزءاً من منظومة تحول دبي إلى مدينة ذكية. بعبارة أخرى، فإن هذه الشركات التي تعمل على تطوير التطبيقات الذكية ستساهم في جعل الحياة بالمدينة أكثر كفاءة وسلاسة وأمناً لسكان دولة الإمارات والسياح على حد سواء. ».

Email