إنفاق كبار السن يقدر بنحو 200 مليار درهم سنوياً

دبي من الوجهات العالمية الأكثر جذباً للمتقاعدين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

أكد خبراء اقتصاديون لـ«البيان الاقتصادي» أن دبي تستطيع أن تكون واحدة من الوجهات العالمية الأكثر جذباً لكبار السكن المتقاعدين أو ما يسمى بـ«الاقتصاد الفضي» (نسبة إلى لون الشعر).

مشيرين إلى أن الإمارة تملك العديد من المقومات التي تخولها لعب هذا الدور وأهمها الأمن والأمان والبيئة الخالية من الضرائب وسهولة ممارسة الأعمال والبنية التحتية والسياحية المميزة بالإضافة إلى موقعها الجغرافي في قلب العالم فيما يقدر حجم إنفاق أصحاب الشعر الأبيض بنحو 200 مليار درهم سنوياً.

ووفقاً لقسم السكان التابع للأمم المتحدة، فإن نسبة كبار السن تتراوح حالياً ما بين 25 إلى 30 % من إجمالي سكان العالم في حين من المتوقع أن تصل إلى 60 % بحلول 2050.

ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص في العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو يزيد، خلال السنوات الـ35 المقبلة 3 مرات تقريباً ليرتفع بذلك عدد المسنين ما يقارب المليار نسمة حالياً إلى ما يقارب 3 مليارات بحلول 2050.

كما سيكون هناك ازدياد ملحوظ في أعداد السكان الذين يبلغون 80 عاماً فأكثر، ليرتفع عددهم من 172 مليون شخص في 2015 إلى 788 مليوناً في عام 2050. وفي غالبية المجتمع ستشكل المرأة العدد الأكبر في الأشخاص المسنين.

مقومات

وقال هاني الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي إن دبي تمتلك كل مقومات التحول إلى مدينة «الاقتصاد الفضي» من خلال احتضان الافراد الوافدين ذوي الفئات العمرية الكبيرة أو المتقاعدين.

فقد أثبتت السنوات الماضية أن دبي كانت بالفعل ولاتزال مقصداً لملايين الافراد القادمين من أكثر من 200 دولة والذين اختاروا الإمارة إما مكاناً للعمل فيها ولفترات طويلة، أو للعيش والاستقرار الأسري مصطحبين معهم عوائلهم واقرباءهم، وينعمون في بيئة آمنة ومفعمة بالحيوية والرفاه والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وقد ساهم هذا التنوع الثقافي والحضاري في إثراء الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

وأفاد الهاملي أن التقارير الدولية تستعرض سنوياً التغير الحاصل في مراتب المدن الأكثر قابلية على العيش وفق عدد من العوامل والتي تتعلق بالأمن والصحة والموارد التعليمية والبنية التحتية والبيئة.

وتفيد احدث هذه التقارير ان الدول الأفضل هي عادة ما تكون متوسطة الحجم وضمن إطار دولة ثرية، إضافة إلى أنها ذات كثافة سكانية منخفضة، مثل ملبورن وفيينا وتورنتو وهلسنكي، ويرى أن هذين الشرطين الحاسمين ينطبقان تماماً على دبي.

وبالفعل فقد برزت دبي طبقاً لتقرير وحدة الإيكونيميست في عدد أغسطس 2015 كثالث مدينة خلال السنوات الخمس الماضية من مجموع 140 مدينة لتتفوق على مدن عريقة مثل بكين ووارسو والكويت.

وأفاد الهاملي أن ثمة مؤشرات اقتصادية واجتماعية تفيد بإمكانية التحول المذكور أعلاه.

فعلى صعيد المقومات الاقتصادية، تبرز دبي بوصفها واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، حيث تتمتع باقتصاد متنوع لا يعتمد على النفط ويستمد حيويته من وجود حكومة رشيدة ذات رؤية واضحة تعززها مبادرات استراتيجية وسياسات تسعى جاهدة إلى رفع مستوى رفاهية الفرد والارتقاء بالحياة وتوطيد مكانة الامارة على خريطة العالم.

فقد عرفت دبي بوجود بنية تحتية عصرية طالت مختلف القطاعات والمجالات الاقتصادية والاجتماعية وتقدم الخدمات العصرية كالنقل والمواصلات وغيرها اضافة إلى التطور الكبير في قطاع العقارات والذي يلبي مختلف مستويات الدخول أما على الصعيد الاجتماعي يلاحظ حصول تطور في نصيب الخدمات الاجتماعية (كالصحة والتعليم) والشخصية من اجمالي القيمة المضافة في الاقتصاد من 2% عام 2009 إلى 3% في 2014.

الرعاية الصحيةوشهد قطاع الرعاية الصحية في دبي تطوراً ملموساً السنوات الماضية وشمل ذلك التوسع الحاصل افقياً وعمودياً ليس على صعيد المؤسسات الصحية الحكومية فحسب بالخاص ايضاً.

ويشير تقرير اقتصاد دبي 2015 الذي اصدره مؤخراً مجلس دبي الاقتصادي إلى إن الإنفاق على الصحة كنسبة من إجمالي الإنفاق الخاص في الدولة ارتفع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى 63.2% وهو أكثر من ضعف نظيره في الولايات المتحدة. ويصل معدل الإنفاق الحكومي على الصحة في الدولة 9.4%.

والمهم ان جميع هذه المؤشرات مجتمعة، ناهيك عن الامن والأمان والاستقرار السياسي والاجتماعي جميعها عوامل مركبة ستعزز من جعل دبي مدينة حاضنة للافراد ذوي الشعر الفضي.

ويرى الهاملي أنه رغم امتلاك دبي تلك المقومات فإن ثمة حاجة لتوفير الأطر التنظيمية والقانونية الملائمة لذلك التحول بهدف عدم الاخلال في التوازنات الاجتماعية القائمة وتجنب أو تقليل الأعباء التي قد تترتب على البنية التحتية وعلى الخدمات الاجتماعية سيما .

وأننا بصدد فئة عمرية قد تكون غير منتجة، لكن بالامكان –في ذات الوقت- الاستفادة من خبرات بعض هؤلاء كبار السن ممن يكونون قادرين على العطاء ومن ذوي خبرات معينة قد تحتاجها دبي في مجالات محددة وبالتالي إمكانية أن يساهم هؤلاء في تعزيز تراكم الخبرات في دبي والامارات.

إنفاق

يقدر صندوق النقد الدولي أن إنفاق كبار السن في العالم يفوق إنفاق باقي الفئات العمرية بالضعف حيث يبلغ حالياً ما يفوق 200 مليار درهم (50 مليار يورو) سنوياً.

وأشار الصندوق في تقريره عن الاقتصاد الفضي لعام 2014 أن كبار السن في القارتين الأوروبية والأميركية الشمالية هم الأكثر إنفاقاً مقارنة مع باقي المناطق. وتوقع أن يتضاعف الإنفاق بحلول العام 2050 بتضاعف عدد سكان العالم الذين تفوق أعمارهم الـ65 عاماً.

خدمات حكومية تسهل حياة المسنين

قال الدكتور طومي وير، الكاتب والمتحدث الخبير ومدرب الرؤساء التنفيذيين، وصاحب كتاب «القيادة بأسلوب دبي»، أن الإمارة تتمتع بكل ما يتطلبه كبار السن، سواء من الراحة والأمان وسهولة العيش، حيث إن الخدمات التي تقدمها كافة الدوائر الحكومية، تسهل على كبار السن الحياة اليومية.

وأضاف: «دبي تمنح مقيميها وزائريها، على حد سواء، الشعور بالأمان، الذي لا يرتبط فقط بموضوع الأمن والوقاية من الجريمة، بل يتعداه ليشمل كل ما يتعلق بالعادات اليومية، من مطاعم وتنقل ومرافق حيوية وخدمات حكومية. كما توفر فرص الاستثمار المميزة لكبار السن، الذين تقاعدوا في بلدانهم، ورغبوا في استثمار أموالهم بطريقة سهلة وبسيطة، تضمن لهم الحياة الكريمة».

وأكد طومي وير، أن الامتيازات الضريبة وحرية تنقل رؤوس الأموال والأمان المالي، من الأشياء التي يبحث عنها المتقاعدون، خصوصاً من أوروبا وأميركا الشمالية، الذي عانوا من الضرائب المرتفعة طوال حياتهم، ولذلك، فدبي تملك هذه الميزة التي ستجذب لا محالة العديد من الناس خلال السنوات القليلة المقبلة.

 هذا الأمر يضاف إلى ما قامت به دبي بالفعل خلال العقد الماضي، حيث وضعت اسمها على الخريطة العالمية، فدبي اليوم أصبحت وجهة سياحية وتجارية واستثمارية معروفة عند الجميع، وأصبحت تقارن بلندن وهونغ كونغ ونيويورك وباريس.

Email