«مصدر» تضاعف جهود تطوير منظومة الابتكار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تضاعف «مصدر»، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، جهودها، بهدف تطوير منظومة الابتكار، لتحقيق المنفعة للدولة بشكل خاص، وللمجتمع الدولي بشكل عام.

وقال الدكتور أحمد عبد الله بالهول، الرئيس التنفيذي لـ «مصدر»، إن «مصدر» تدرك أن الابتكار هو الوسيلة المناسبة التي تمكّننا من فتح أبواب مستقبل الاستدامة، سواء كان ذلك عبر سعيها إلى تسخير الطاقة المتجددة لتحلية مياه البحر، أو جهودها لالتقاط انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وحقنها في آبار النفط الإماراتية، واستخدامها وسائل نقل كهربائية رائدة بدون سائق.

وبالنسبة إلى «مصدر»، لا يكمن الابتكار في اختراع شيء أو وسيلة جديدة لم تكن موجودة من قبل وحسب، بل يكمن أيضاً في تحسين الوسائل والتقنيات الموجودة أصلاً، من خلال الخروج عن قيود التفكير التقليدي. فعلى سبيل المثال، أطلقت «مصدر» برنامجاً تجريبياً لتحلية مياه البحر، يهدف إلى تحقيق خفض كبير في الطاقة المستخدمة لتحلية المياه.

ويقدم المشروع 4 حلول ناجعة لتقنيات تحلية مياه البحر، بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة المتميزة بكفاءتها، وهو بذلك يسهم في نقل قطاع تحلية المياه إلى نموذج أكثر استدامة، يمكن تطبيقه واستخدامه على نطاق عالمي.

التقاط الكربون

ومن الأمثلة الأخرى على التطبيقات العملية لطرق التفكير المبتكر، يأتي إطلاق شركة «الريادة»، أول شركة في منطقة الشرق الأوسط، تركز على استكشاف وتطوير المشاريع التجارية الخاصة بالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، والذي ساهمت «مصدر» في تنفيذه، بالتعاون مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة «حديد الإمارات».

وتتضمن أهداف المشروع بعيدة المدى، بناء شبكة وطنية لالتقاط الكربون من مصانع ومشاريع توليد الطاقة والصناعة، واستخدام الكربون الملتقط لتحسين عملية استخراج النفط. وتشمل فوائد إعادة حقن غاز ثاني أكسيد الكربون، عوضاً عن استخدام الغاز الطبيعي للحقن، ضمان تخزين ثاني أكسيد الكربون على المدى البعيد، والحفاظ على الغاز الطبيعي النظيف، لاستخدامه لتوليد الطاقة أو لوسائل النقل العامة.

ويعتبر «مركز مصدر للطاقة الشمسية»، من بين المشاريع الرائدة التي أطلقتها «مصدر»، بهدف دعم مسيرة الابتكار في الإمارات، من خلال تسريع عملية تطوير تقنيات الطاقة الشمسية الجديدة، التي تتناسب مع المناخ الصحراوي. ويقع هذا المركز في مدينة مصدر، وهو المركز المستقل الأول من نوعه في المنطقة..

والذي يهدف إلى اختبار تقنيات الطاقة الشمسية عالية الجودة، وإجراء عمليات البحوث والتطوير. ومن خلال الاستفادة من نقاط القوة التي تتمتع بها دولة الإمارات، كونها وجهة رائدة للطاقة الشمسية، يوفر «مركز مصدر للطاقة الشمسية»، أساساً صلباً لإجراء البحوث في قطاع الطاقة الشمسية العالمي، إضافة إلى إمكانية تطوير منتجات جديدة، والتعاون مع شركات محلية وعالمية في هذا الخصوص.

أفكار مبتكرة

وعلى صعيد آخر، تعتبر «وحدة دعم الابتكار التكنولوجي»، من بين المبادرات الرائدة في هذا القطاع، وهي المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة، وتهدف إلى مساعدة أصحاب الأفكار المبتكرة في مجال الاستدامة والطاقة النظيفة. وقد أتت هذه المبادرة كثمرة للتعاون بين كل من «مصدر»، وشركة «بي بي»، ومعهد مصدر.

وتتلقى «وحدة دعم الابتكار التكنولوجي»، تمويلاً بقيمة خمسة ملايين دولار من شركة «بي بي»، وتسعى إلى دعم المبتكرين في قطاعات الطاقة والمياه والطاقة النظيفة، من خلال توفير التمويل والتدريب والإشراف وبيئة العمل المناسبة.

منصة مثالية

وقال الدكتور أحمد عبد الله بالهول، تحولت «مصدر» منذ إنشائها قبل 9 أعوام من مجرد فكرة جريئة، إلى شركة طاقة متجددة ناجعة تجارياً. ونطمح إلى الاستفادة من خبراتنا وبنيتنا التحتية المميزة وأصولنا المتوفرة في مدينة مصدر، بهدف تكوين منصة مثالية للشركات الناشئة التي تملك أفكاراً ورؤى طموحة وجريئة في مجالات التقنيات المستدامة، لتحويل هذه الأفكار إلى مشاريع تجارية على أرض الواقع.

آيرينا

من ناحيته، يعد مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، مثالاً آخر على جهود الابتكار، خاصة أن هذا المقر الذي تم افتتاحه في شهر يونيو 2015، يعتبر المبنى الأكثر استدامة في الإمارات. ويقع مقر «آيرينا» في مدينة مصدر، وسيستخدم المبنى 42 % طاقة أقل، مقارنة بمعايير كفاءة الطاقة المتبعة عالمياً.

ومن المتوقع كذلك أن يستخدم المبنى 50 % كمية أقل من المياه، و64 % طاقة أقل، مقارنة بالمباني التجارية الأخرى في أبوظبي.

وقال د. بالهول، إن مقر «آيرينا»، مثال عملي على مساهمة الابتكار وطرق التفكير الجديدة، في دفع وتيرة الاستدامة. كما يعد المبنى برهاناً حياً على إمكانية تحقيق الاستدامة باستخدام المعارف والتقنيات المتاحة لنا حالياً. وسوف يتم عرض العديد من الأمثلة المبتكرة المماثلة، خلال فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة المقبل.

استمرارية

وقال إن انتهاء عام الابتكار لا يعني أن الجهود الرامية إلى دفع وتيرة الابتكار ستتوقف، بل على العكس تماماً، إذ ستتواصل هذه الجهود طوال العام، وكل عام في «مصدر».

وفي ضوء الاتفاقية الدولية حول تغير المناخ، والتي تم التوصل إليها في مؤتمر باريس للمناخ، يتعين على المجتمع الدولي أن يلتزم بمضاعفة جهوده لتحقيق الابتكار والتصدي لتحديات الطاقة والاستدامة. ويرى د. بالهول أن إعلان 2016 سيكون «عام القراءة»، أمر في غاية الأهمية، وسوف يسهم في تحفيز الفكر الإبداعي والابتكار في المستقبل.

Email