مع ظهور شركات تطوير كبرى ومشروعات عملاقة

المصارف تتوسع بالتمويل العقاري في الشارقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 في أعقاب ظهور كيانات تطوير عقاري ضخمة بالشارقة عبر شراكات بين القطاعين العام والخاص، وإطلاقها مشروعات سكنية متكاملة أحدثت نقلة نوعية في السوق العقاري بالإمارة، مع مواصلة الحكومة تخفيف القيود على الملكية الأجنبية عبر السماح بالانتفاع محدد المدة لعقارات بعض المشاريع الجاري تنفيذها.

بدا وكأن المشهد العقاري بالشارقة يشهد تحولات جذرية نحو مزيد من الانفتاح والتطور، ما انعكس على أداء القطاع المصرفي إزاء التمويل العقاري في الإمارة.

إذ كانت المصارف في وقت سابق لديها تحفظات في التوسع بالقروض العقارية داخل الإمارات الشمالية بشكل عام، نتيجة وجود بعض التحديات فيما يتعلق بخدمات المرافق من الكهرباء والمياه ، ما أدى إلى تخوف عدد من المصارف في التوسع بعمليات الإقراض العقاري للبنايات حديثة البناء تحسبا من تعثر المستثمرين في السداد.

إلا أن إنشاء كيانات تطوير عقاري ضخمة، مثل شركة الشارقة القابضة، والتي تمثل شراكة استراتيجية بين شركة ماجد الفطيم وحكومة الشارقة، وأيضا شركة تلال العقارية، والتي تمثل شراكة بين الشارقة لإدارة الأصول (الذراع الاستثمارية لحكومة الشارقة) وشركة إسكان للتطوير العقاري.

عززت من ثقة المصارف للتوسع في فرص التمويل العقاري في المشروعات التابعة لتلك الشركات، والتي قدمت مشروعات عقارية مميزة ومختلفة بالإمارة، ما زاد من قوة طلب الشراء من قبل المستثمرين.

مناطق جديدة

وقال علي عيسى النعيمي، العضو بالمجلس الاتحادي ومقرر اللجنة المالية والاقتصادية والصناعية: إن المصارف لديها دائما عدد من المحاذير لاتخاذ قرارات التمويل العقاري والدخول في مشاريع ومناطق جديدة، تحسباً من تكرار سيناريوهات دولية سابقة أسفرت عن أزمات مالية واقتصادية، إلا أنه في ظل السياسات التي حددها المصرف المركزي بالدولة إزاء سقف محدد ونسب مئوية للتمويل ضمن عدد من الإجراءات لضمان قدرة المستثمرين على الوفاء بالتزاماتهم للمصارف.

وأضاف :أنه مع ظهور شركات عقارية ضخمة تطرح مشروعات عقارية بمناطق جديدة خارج المناطق الرئيسية التي شهدت كثافة في مشروعاتها، يزيد من جاذبية تلك المشروعات الجديدة، ويجعل منها فرصاً تمويلية مربحة، ومن ثم فإنه طالما استوفت المشروعات الجوانب المطلوبة فإن المصارف ستتوسع في فرص التمويل لتلك المشروعات.

ومن جانبه، قال جاسم البلوشي، رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد بمصرف الشارقة الإسلامي، إن المصرف قدم العديد من التسهيلات التمويلية للمشاريع العقارية، خاصة في ظل وجود كيانات كبيرة لمطورين عقاريين عبر شراكات مع القطاعين العام والخاص، ما يرفع من تقييم المشروع لدى المصرف.

دفع النمو

وأكد على أن مصرف الشارقة الإسلامي شريك في العديد من المشروعات التي تدفع عجلة النمو الاقتصادي بالإمارة، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الإقامة أو خلق العديد من الفرص الاستثمارية بالقطاع العقاري.

وتابع أن المصرف طور خدمات تمويل مختلفة لتشجيع المستثمرين بالقطاع العقاري، خاصة في المشروعين العقاريين الجاري تنفيذهما، وهما «مدينة تلال» ومشروع «الزاهية»، في ظل الضوابط التي وضعها المصرف المركزي للحفاظ على سلامة منظومة التمويل.

وأضاف أن فتح السوق العقاري أمام غير العرب للتملك بموجب حق الانتفاع، خلق مزيداً من الطلب على العقارات، ما دعم الفرص الاستثمارية المتاحة بهذا القطاع، ومن ثم دفع عجلة النمو الاقتصادي ككل بالإمارة.

ومن جانبه، قال شهاب بن محمود، نائب الرئيس التنفيذي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة جونز لانج لاسال، إن أداء المصارف مؤخرا عكس قابلية أكبر للتوسع في تمويل المشروعات العقارية بالدولة بصفة عامة، سواء بالإمارات الشمالية أو أبوظبي ودبي، إذ بدت القواعد أكثر سلاسة في عملية منح القروض والتمويلات.

شراكات ناجحة

وتابع أن المشروعات العقارية المطروحة حاليا بالشارقة عبر شراكات مع القطاعين الحكومي والخاص، خفضت من مخاطر التمويل لدى المصارف لتلك المشروعات، سواء على صعيد الإنجاز للمشاريع أو إدخال المرافق والخدمات، ما يساهم في سرعة تسويقها.

وأضاف أن وجود شركات تطوير كبرى تعزز من نجاح المشروعات، في ظل تمتعها بالخبرة والقدرة المالية على تنفيذ تلك المشروعات وفقاً للمواصفات المحددة وفي التوقيتات المحددة، وهو ما يشكل عامل جذب للمصارف لإتاحة فرص تمويلية لهذه المشروعات.

وأشار إلى أنه رغم تزايد أعداد المشروعات إلا أن المدد الزمنية لتسليمها توافق فترات نمو متوقع في الطلب على الإقامة بالدولة بشكل عام، ما يعزز من فرص استثمارها، وهي أمور تأخذها المصارف بعين الاعتبار عند اتخاذها قرار التمويل.

وأكد على أن زيادة الإنفاق الحكومي بالشارقة والإمارات الشمالية على البنية التحتية له تأثير مباشر على جاذبية العقارات بتلك الإمارات، وهو ما عزز من فرص التوسع في التمويلات المصرفية بها.

المرافق والخدمات

ومن جانبه، قال فؤاد زيدان، الرئيس التنفيذي لشركة اكسبرت لاين للاستشارات المالية والاقتصادية: إن المرافق والخدمات هي الحاجز الرئيسي أمام المصارف للتوسع في عمليات الإقراض والتمويل العقاري بالشارقة والإمارات الشمالية..

ومن ثم فإن وجود شركات تطوير عقاري منبثقة عن شراكات بين مؤسسات حكومية وقطاع خاص ترفع من ثقة المصارف في التزام المشروعات وقدرته على تحصيل الخدمات والمرافق المطلوبة.

وتابع زيدان أن المشروعات السكنية الضخمة المطروحة حاليا أعطت مزيداً من الجاذبية للإقامة بالشارقة، وهو ما عزز من فرص الاستثمار بها، ما يحفز المصارف للدخول بتلك المشروعات.

وبدوره، قال ستيفن مورغان، الرئيس التنفيذي للشرق الأوسط بشركة «كلاتونز»، إن السوق العقاري بالشارقة يطرح فرصاً واعدة خاصة مع إتاحة حق الانتفاع لغير العرب في عقارات الإمارة عبر عدد من المشروعات الجاري تطويرها، وهو ما خلق سوقاً أكبر للطلب على العقار.

كثافة إقبال

وتابع: أن المشروعات التي طرحت شهدت كثافة إقبال في الشراء، وهو ما يعد مؤشرا رئيسيا على الطلب على العقارات بالشارقة، لافتا إلى أن استقرار الأسعار يعطي مزيدا من عوامل الجذب للعقارات، متوقعا أن يشهد السوق استقرار على مدى الـ12 أو 18 شهرا المقبلة.

وكانت «كلاتونز» طرحت دراسة مؤخرا عن أداء السوق العقاري بالشارقة منذ بداية فصل الشتاء بالربع الثالث من العام الماضي، والذي شهد ارتفاعا في الإيجارات بالإمارة وقدرتها بنسبة 26.4% عن نفس الفترة من العام الماضي.

وأشار التقرير إلى أنه في ظل النمو القوي لقطاع الضيافة وقطاعات المواد الغذائية والمشروبات في دبي، اختارت العديد من الشركات لإمارة الشارقة لتوفير سكن لموظفيها للاستفادة من فروق الأسعار، ما ساهم في تحفيز زيادة التنافس على العدد المحدود من الشقق المعروضة في المدينة على المدى القريب، خاصة وأن قوة الطلب من المستأجرين لا تزال تفوق المعروض المتاح.

مطالب

ومن جانبه، قال سلطان الزرعوني، رئيس شركة ستايل هوم العقارية بالشارقة، إنه على الرغم من توسع المصارف في تمويل المشروعات العقارية الجديدة بالإمارة، إلا أن القطاع المصرفي لا يزال يفرض تحفظاته على التمويل للعقارات داخل الشارقة والإمارات الشمالية بشكل عام.

وطالب الزرعوني، بمزيد من التسهيلات المصرفية للمشروعات العقارية داخل الإمارة، معتبراً بأن دخولها في المجمعات السكنية الجديدة والمشروعات الضخمة بداية مبشرة لمزيد من التسهيلات لباقي المشروعات.

Email