نظمته غرفة دبي وحضره رئيس بولندا

ملتقى إماراتي بولندي يستعرض الاستثمار المشترك

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد رئيس جمهورية بولندا برونسلاف كومورفسكي أن الإمارات شريك تجاري استراتيجي لبلاده في منطقة الشرق الأوسط، وأنها تمتلك القدرات والإمكانات لتكون أهم شريك تجاري غير اوروبي لبولندا في العالم، مشدداً على رغبة بلاده بتعزيز العلاقات الثنائية مع الإمارات.

وهنأ كومورفسكي الإمارات بفوز دبي باستضافة معرض اكسبو 2020، معبراً عن ثقته بأن الحدث لن يكون نجاحاً فقط لدبي، بل مكاناً لاجتماع العالم في المدينة، مؤكداً ضرورة وجود الشركات البولندية في هذا المعرض العالمي على أرض دبي.

وأشاد كومورفسكي بالإنجازات التي حققتها الإمارات على مدى 42 عاماً، معتبراً أن دبي ليست فقط مركزاً عالمياً للتجارة والأعمال، بل وجهة للحوار الحقيقي بين الشرق والغرب، مؤكداً الرغبة بالتقارب الاستراتيجي في مختلف القطاعات والمجالات وخاصةً بين البلدين اللذين يطوران قدراتهما بطريقة مثيرة للإعجاب.

حديث كومورفسكي جاء خلال ملتقى الأعمال الإماراتي- البولندي الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي أمس في فندق أرماني بدبي بحضور حشدٍ من الوزراء وكبار الشخصيات وممثلي شركات القطاع الخاص في دبي والذي يقام بالتزامن مع الزيارة الرسمية للرئيس البولندي للدولة.

وأشار كومورفسكي إلى ان بلاده تحاول لعب نفس دور دبي في القارة الأوروبية، حيث تعمل على إنشاء شبكة علاقات وثيقة مع العالم، خاصةً وأنها تشكل بوابة للمنطقة الأوروبية وهي سادس أكبر اقتصادٍ في القارة الأوروبية.

وأضاف ان بلاده نجحت خلال الأزمة المالية العالمية الأخيرة في المحافظة على نموها الاقتصادي حيث حققت نسبة نمو سنوي مركب لخمس السنوات الماضية بلغت 20 %، مبيناً أن اقتصاد بلاده ينمو بسبب الصادرات والطلب الداخلي والاستثمارات المتزايدة، متوقعاً نمو الاقتصاد في بلاده بنسبة 2.5 % خلال العام الحالي، واكثر من 3 % في العام 2014.

دعوة الشركات الإماراتية

ودعا كومورفسكي الشركات الإماراتية إلى الاستثمار في بلاده لأنها بلد مفتوح أمام الاستثمارات حيث نمت نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الناتج الإجمالي المحلي من 25% في عام 2002 إلى 50% في العام 2012 .

وأكد كومورفسكي في تصريحات لـ "البيان الاقتصادي" على سعي بولندا لتطوير علاقات خاصة مع الإمارات ليس فقط على المستوى الاقتصادي وإنما السياسي أيضا وعلى كافة المستويات التي من شأنها أن تقرب بين البلدين.

واضاف: خلال زيارتي للإمارات تم توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين في المجال الاقتصادي والتجاري والتي سوف تسهل أعمال الاستثمار في البلدين.

وقال: إن بولندا تنظر إلى التطور والنمو الجبار الذي تشهده الإمارات بكل الإعجاب. وأضاف: ولكن من ناحية أخرى نحن كبولنديين نريد تعريف الإماراتيين بالازدهار الكبير للغاية الذي حققناه خلال السنوات العشرين الأخيرة كدولة. بولندا تحتل المرتبة السادسة في الاقتصادات الأوروبية ونحن الاقتصاد الأوروبي الوحيد الذي لم يتراجع نموه في أوقات الأزمة المالية العالمية ونحن مازلنا نتطور للأمام.

الأسواق الإماراتية جذابة

وأضاف كومورفسكي: نحن نبحث عن إمكانية لتنويع وجهات صادراتنا البولندية إلى خارج الاتحاد الأوروبي ولذلك نعتبر الاسواق الإماراتية جذابة بشكل خاص، في نفس الوقت أنا متأكد أن الإمارات تبحث عن إمكانيات تنويع استثماراتها الخارجية في دول مثل بولندا.

وبسؤاله عن الحوافز التي يمكن أن تقدمها بولندا للمستثمرين الإماراتيين والدور الذي يمكن أن تلعبه الاستثمارات الإماراتية في بولندا قال الرئيس البولندي: نحن في المرحلة الأخيرة من عملية الخصخصة في بولندا، وحاليا نقوم بخصخصة في مجالات الطاقة، والكيماويات، والأدوية والعقاقير، والمناجم، والأهم من ذلك أن بولندا تتمتع باستقرار سياسي وأمني واقتصادي إلى جانب أن كل الاستثمارات محمية ومضمونة ونحن كدولة نتطور اقتصاديا منذ أكثر من 20 عاما.

إن السوق المالية في بولندا اليوم هي الأكبر في منطقة أوروبا الشرقية والوسطى حيث تفوقت بورصتنا على بورصة فيينا والتي كانت لسنوات طويلة الأكبر في هذه المنطقة. بولندا تقترح على المستثمرين الأجانب محفزات وتشجعهم على الاستثمار في مختلف قطاعاتها وتقدم لهم التسهيلات بما في ذلك وجود مناطق اقتصادية خاصة تقدم للمستثمرين التسهيلات الضريبية..

ايضا أمام المستثمرين فرصة الاستفادة من البضائع والسلع التي تم تقبلها في أوروبا مثل الأغذية والأدوية وأدوات التجميل والباصات البولندية جميعها موجودة في الاسواق الأوروبية، وأنا سعيد بوجود باصات بولندية في دبي ماركة "سولارس" تسير في شوارع مدينة دبي النظيفة. بولندا أقرب للإمارات مما كانت عليه في الماضي لأن هناك خط جوي مباشر بين البلدين. نريد تشجيع الشعبين ليس فقط من أجل القيام بنشاط اقتصادي وإنما للتعرف أيضا على فرص الاستثمار السياحية.

عمق العلاقات

وخلال كلمته في الملتقى، أكد معالي سلطان المنصوري، وزير الاقتصاد عمق العلاقات التي تربط بين الامارات وجمهورية بولندا حيث إن البلدين يملكان فرصا كبيرة لزيادة حجم التبادل التجاري ..

واغتنام الفرص الاستثمارية واقامة المشروعات الكبرى في جميع القطاعات والوصول الى اسواق جديدة للتصدير من خلال استغلال ما يتمتع به البلدان من موقع جغرافي استراتيجي بالقرب من أكبر الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن المنتدى الاقتصادي الإماراتي البولندي يشكل إطاراً مناسباً لتطوير العلاقات الثنائية وفقاً لمصالح البلدين.

ونوه معاليه بأن حجم التبادل التجاري بين الدولتين خلال النصف الأول من العام الحالي بلغ 600 مليون دولار اميركي متوقعاً ان يبلغ مليار دولار مع نهاية العام 2013، أي بنمو يصل إلى 100 % مقارنةً بالعام الماضي، وأن تسهم الاتفاقيات التي وقعت في السابق بين البلدين والمتمثلة في اتفاقية حماية الاستثمارات...

واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية في مجال الطيران المدني لتعزيز أكبر للعلاقات بين البلدين، واصفا بولندا بالشريك المثالي للإمارات في أوروبا. وقدم معالي المنصوري الشكر للرئيس البولندي على دعمهم للإمارات في سباق استضافة إكسبو 2020.

زيادة التبادل التجاري

ولفت معالي المنصوري إلى ان المباحثات مع الجانب البولندي ركزت على ضرورة زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين من خلال تبني آليات تنسيق فعالة وإطلاق المنتديات الاقتصادية ورفع وتيرة التنسيق. وتشكيل فرق عمل مشتركة لمتابعة تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وعقد لقاءات تفاعلية بين الشركات الإماراتية والبولندية لاستكشاف سبل التعاون المشترك بينها والتباحث في آليات تبادل الاستثمارات والخبرات في شتى المجالات والاختصاصات.

قانون المشاريع الصغيرة

وركز معاليه على الدور الكبير الذي تقوم به حكومة الإمارات في تطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتباره أولوية استراتيجية ملخصاً العملية التشريعية لقانون المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي دخل مرحلته النهائية وبات صدوره قريباً جدا.

وأشار معاليه إلى أهمية الخطوة التي اتخذت في فبراير الماضي والمتمثلة في تدشين رحلات مباشرة لطيران الامارات من دبي إلى وارسو ودورها الملحوظ في تقوية وتعزيز الروابط بين مجتمع الأعمال في كلا البلدين ومضاعفة فرص تعزيز التعاون في قطاعات خدمات النقل الجوي والسياحة فضلاً عن الاستثمار في دولتين من المتوقع أن تسجلا نسباً عالية من النمو الاقتصادي حسب التقارير الواردة من البنك الدولي.

وأوضح معاليه أن القطاعات ذات الأولوية بالنسبة لاقتصاد البلدين كثيرة ومتعددة، حيث ستتركز جهود التعاون المستقبلية على قطاعات التجارة والطاقة المتجددة والصناعة والزراعة والتقنية والمواصلات.

تنمية العلاقات الثنائية

ومن جهته أكد هشام عبدالله الشيرواي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي في كلمةٍ له خلال الملتقى رغبة مجتمع الأعمال في دبي في تنمية العلاقات الثنائية مع مجتمع الأعمال في بولندا ..

حيث تشكل بولندا بوابةً للتجار والمستثمرين الإماراتيين الراغبين بدخول سوق شرق أوروبا الواعدة، داعياً الشركات البولندية كذلك إلى القدوم إلى دبي، واتخاذها قاعدةً للتوسع نحو أسواق المنطقة، مشيراً في هذا المجال إلى أن دبي تتيح مزايا تنافسية للاستثمار بسبب توفر عدة عوامل أهمها الموقع الجغرافي والاستراتيجي الهام بين الشرق والغرب.

وأشار الشيرواي إلى أن العلاقات الثنائية مع بولندا تعززت خصوصاً بعد إطلاق طيران الإمارات خط جوي مباشر إلى العاصمة وارسو بداية العام الحالي، معتبراً ان خط الطيران المباشر يساهم مساهمةً أساسية في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتنميتها على المدى الطويل.

 عرض

قدمت غرفة دبي خلال الملتقى عرضاً تعريفياً حول أبرز فرص التعاون الاقتصادية بين الإمارات وبولندا. وبيّن العرض ان الألمنيوم يستحوذ على 56 % من إجمالي واردات بولندا من الإمارات يليه البلاستيك 15 % والأجهزة الكهربائية 6 % في حين تستحوذ الأجهزة الكهربائية على 32 % من إجمالي صادرات بولندا إلى الإمارات تليها الآلات 9 % في حين يشكل الأثاث 5 % ومستحضرات التجميل 4 % من إجمالي صادرات بولندا إلى الإمارات.

وأظهر العرض التعريفي وجود فرص استثمار في مجال الأغذية لتأمين مسألة الأمن الغذائي لدولة الإمارات التي تستورد حوالي 90% من احتياجاتها الغذائية مع توقعات بأن تبلغ قيمة استهلاك الأغذية في الإمارات خلال العام الحالي 8 مليارات دولار.

«الأحواض الجافة» توقع على مذكرة تفاهم مع «مارس» البولندية

 وقعت «الأحواض الجافة العالمية والملاحة العالمية» مذكرة تفاهم مع شركة «مارس فنديوس إينويستيكيجن زامكنيتي»، على هامش ملتقى الأعمال الإماراتي ـ البولندي. وقع مذكرة التفاهم خميس جمعة بوعميم، رئيس الأحواض الجافة العالمية والملاحة العالمية، وبيوتر سلبيسكي رئيس مجلس إدارة شركة مارس فنديوس إينويستيكيجن زامبكنيتي، بحضور معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، ومحمد عبد العزيز الشحي، وكيل وزارة الاقتصاد.

ويقع المقر الرئيسي للشركة في العاصمة البولندية، وهي تدير محفظة شركات متعددة المهام، وتعمل في القطاعات البحرية والملاحية، بما فيها أحواض بناء وإصلاح السفن والهياكل البحرية لقطاع النفط والطاقة.

وكانت غرفة دبي نظمت بالأمس أعمال الملتقى، بالتعاون مع سفارة جمهورية بولندا، في فندق أرماني ببرج خليفة، بحضور رئيس جمهورية بولندا برونسلاف كومورفسكي الذي يقوم بزيارة رسمية للدولة.

تعاون مشترك

وستستند مجالات التعاون المشترك في إطار مذكرة التفاهم على تحديد المشاريع المناسبة للتنفيذ المشترك، أو الشراكة الوثيقة، كمقاولين فرعيّين في قطاعات الخدمات البحرية والملاحية، بما في ذلك مجالات إصلاح وتحويل وتجديد وبناء منصات الحفر النفطية، والوحدات النمطية، والمنصات شبه الغاطسة، وتصنيع هياكل البحرية لوحدات استخراج النفط والغاز، وطاقة الرياح البحرية...

وتحويل الوحدات العائمة لتخزين وتفريغ النفط والغاز والوحدات العائمة لإنتاج وتخزين النفط والغاز، وتنمية الفرص الاستثمارية وتبادل المعرفة في جميع جوانب الأعمال التجارية والصناعية، بما في ذلك القوى العاملة والتنمية والتعليم والتدريب والبحوث، وخلق فرص عمل وتسهيل تبادل الاستثمارات في القطاع البحري والملاحي.

شراكات

قال خميس جمعة بوعميم: من الممكن لأعمالنا أن تكمل إحداها الأخرى وخاصة في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل الخدمات المتعلقة بالنفط والغاز والطاقة المتجددة. نحن دائماً نبحث في تشكيل شراكات مع مؤسسات عالمية، تعمل في نفس المجال ولديها الاهتمامات المشتركة لدعم نمو القطاع البحري والملاحي، وهناك دعم كبير لما نقوم به وهذا يمكن أن يوفر نفوذاً ودعماً كبيرَين للتحالف وخاصة في السوق الأوروبية. (البيان)

Email