القطاع يغذي نمو اقتصاد الإمارة وتوقع زيادة مساهمته الى 32 % في 2020

ميد: 28 % حصة صناعة الطيران من الناتج المحلي لدبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت مجلة «ميد» في تقرير لها خصصته لقطاع الطيران في دبي إن توسعة صناعة الطيران في دبي لعبت دورا مهما في نمو الإمارة. حيث إن الصناعة تساهم اليوم بنسبة 28 % من الناتج المحلي الإجمالي لدبي، وستواصل تغذية النمو الاقتصادي.

ومن المتوقع أن يشكل قطاع الطيران في 2020 حوالي 32 % من الناتج المحلي الإجمالي المحلي، و22 % من معدل التوظيف عند افتتاح المطار الجديد شمال الإمارة في طاقته الكاملة.

وأضافت: إن نجاح صناعة دبي للطيران يمكن إرجاعه إلى قدرتها على توظيف موقعها الاستراتيجي بين آسيا وأوروبا، مرسخة مكانتها كنقطة عبور بين السوقين العملاقين. وقد ساعد ذلك في ارتفاع حركة السفر عبر مطار دبي الدولي من 5 ملايين مسافر في 1990 إلى 47.7 مليون مسافر في 2012.

كما ازداد حجم الشحن ليصل إلى 2.3 مليون طن العام الماضي ونمت سوق دبي الحرة لتصبح واحدة من اكبر مراكز التجزئة في العالم، مستخدمة أكير من 5000 شخص. وكانت بدأت عملياتها في 1983 بعائد 20 مليون دولار. اما اليوم فقد قفز ذلك الرقم إلى 1.6 مليار دولار.

البنية التحتية

وقالت المجلة: استثمرت حكومة دبي مليارات الدولارات في توسعة بنية مطار دبي الدولي، وأخيراً وليس آخر مطار آل مكتوم الدولي. ومنذ 2007 كانت تلك مسؤولية مطارات دبي، كمشغلة ومطورة لمطارات الدولة، في أعقاب هيكلة دائرة الطيران المدني، التي شهدت أيضا ولادة سلطة دبي للطيران المدني باعتبارها هيئة تنظيم محلية للطيران.

وأضافت المجلة أنه حتى خلال الأزمة المالية العالمية، واصل قطاع الطيران بدبي نموه، متحدياً المنحى العالمي. وواصلت طيران الإمارات وفلاي دبي إضافة خطوط جديدة، وواصلت حركة المسافرين صعودها، فيما ارتفعت أرقام مبيعات سوق دبي الحرة إلى مستويات أعلى.

وتتوقع خطة دبي الاسترتيجية 2020 زيادة حركة السفر والشحن العالمية بمعدل سنوي يصل إلى 7.2 % و6.7 % على التوالي. ومن المتوقع ان ترتفع الطاقة في مطار دبي لتصل إلى 90 مليون مسافر سنويا بحلول 2018، وان تصل أحجام الشحن إلى 4.1 ملايين طن في 2020.

وكان العمل في بناء الكونكورس (دي) التي تعتبر سوق دبي الحرة الممول الرئيسي له بدأ في 2012.

ويقع مطار آل مكتوم الدولي والمنطقة اللوجستية المحاذية له "دبي وورلد سنترال" في صميم استراتيجية دبي للطيران، وتطلعها لزيادة مساهمة القطاع إلى 32 % من الناتج المحلي الإجمالي.

وبعد الانتهاء منه، سيكون المطار الأكبر في العالم، بطاقة مناولة تصل إلى 12 مليون طن من الشحن، و160 مليون مسافر. وقد استكملت المرحلة الأولى من المشروع وهي تعمل بكامل طاقتها في حركة الشحن، بطاقة مناولة تصل إلى 600 ألف طن سنويا.

مطار دبي الدولي

توسع مطار دبي الدولي بصورة مضطردة منذ افتتاح مدرجه الأول بطول 1800 متر في 196. وميز بناء محطات الركاب والمدارج ومباني الكونكورس الجديدة في العقود الأربعة التالية. وكان أكثرها طموحا بناء مبنى الإمارات 3 الذي افتتح في 2008. ضاعف المشروع طاقة المطار إلى 60 مليون مسافر سنويا ورغم الزيادة المضطرة كانت دبي مستعدة للمزيد.

ففي يناير 2013، افتتح الكونكورس 3 الذي بلغت كلفته 3.3 مليارات دولار وسمي فيما بعد كونكورس أ، رافعاً الطاقة بنسبة 15 مليون مسافر، ببوابات لطائرات إيرباص إيه 380 لخدمة أسطول طيران الإمارات المتنامي.

ويخضع المبنى 2 الحالي المخصص للناقلة الاقتصادية فلاي دبي للتوسعة لمضاعفة طاقته إلى 10 ملايين مسافر سنويا. وهو بالتكاتف مع الكونكورس 4 سيمكن المطار من خدمة 90 مليون مسافر بحلول 2018.

وقد يكون هذا الرقم طموحا لمطار خدم 5 ملايين مسافر في 1990، غير أن الإمارة كانت مثابرة في توقع ناجح لقدرة المطار المستقبلية. ففي عام 2000 ناول المطار 12.3 مليون مسافر وبدأت عمليات توسع هائلة. مما مكن طيران دبي من البقاء في الطليعة من حيث الطلب، متفوقة على التوقعات بنمو 15.5 % سنويا، حتى خلال الأزمة المالية العالمية.

وفي عام 2012 استخدم 57.7 مليون مسافر مطار دبي، أكثر بـ1.7 مليون مسافر من المتوقع. ولحسن الحظ كان الكونكورس 3 جاهزا، وإن تدشين كونكورس 3 في يناير 2013 سمح لدبي باستدامة النمو في وقت قصير.

وتتوقع مؤسسة مطارات دبي مالكة ومشغلة مطار دبي الدولي ارتفاع عدد المسافرين بمعدل يناهز 7.2 % سنويا في المستقبل، مع نمو الشحن بنسبة 6.7 %. وهذا يعني أن طاقة المطار سيبلغ طاقته في 2018 رغم استثمار 7.8 مليارات دولار في توسعته من الآن حتى 2020.

ولهذا السبب فإن مطار آل مكتوم الدولي في جبل علي بطاقته الاستيعابية فائقة الحجم 160 مليون مسافر، يعتبر حلاً طويل المدى لمستقبل حاجات دبي للطيران.

نمو حركة الشحن

واصل حجم حركة الشحن في مطار دبي الدولي نموه باضطراد، حتى خلال أزمة الركود العالمية ليتسارع في النصف الثاني من 20121، ومطلع 2013، حيث ناول المطار في يناير 2013، 188.520 طنا، بزيادة عن 173.531 طنا سجلت في يناير 2012.

وبلغ حجم النمو الإجمالي في 2012، 3.9 % بمرور 2.28 مليون طن من الشحن عبر المطار، الذي بلغ حجم مناولته 2.5 مليون طن سنويا.

وتماشيا مع خطة دبي الاستراتيجية 2020، فإن طاقة مناولة الشحن ستزداد إلى 4.1 ملايين طن سنويا بعد استكمال توسعة مبنى الشحن العملاق. وكان المبنى الأصلي الحالي افتتح في مايو 1998 لتخفيف الضغط عن المبنى 1. وتمت توسعته لمناولة 5 ملايين مسافر من 3 ملايين مسافر.

ويركز مطار آل مكتوم الدولي الجديد على صناعتي الشحن وطيران رجال الأعمال. وهو اكثر من مجرد مطار جديد لدبي. إذ إنه يمثل مستقبل الإمارة كمركز عالمي للنقل متعدد الأوجه، ويبني على نجاح صناعة الشحن في ميناء جبل علي، صلة الوصل للتجارة العالمية بين الشرق والغرب.

وإن ربط وجهة الشحن بقطاع الطيران سيبقي عملية التشغيل في منطقة جمركية واحدة توفر مرافق لوجستية، ممكنة دبي من نقل الشحن من البحر إلى الجو في غضون أربع ساعات.

وإن الرؤية طويلة الأجل تتمثل في خلق مطار يناول 160 مليون مسافر بخمسة مدارج، وأربعة مبان للركاب، و12 مليون طن من الشحن.

100 مليون مسافر

وفي سياق ذلك قال بول غريفيث ـ الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي ـ إن دبي رفعت طموحها للتعامل مع 100 مليون مسافر بحلول 2020. وأن ثمة خططا جاهزة متقدمة لنقل قطاع الطيران في دبي إلى مراحل متقدمة.

ومن جهتها قالت سوزان العناني الرئيسة التنفيذية لمؤسسة مشاريع الطيران الهندسية بدبي، ان ثمة تخطيطا حاليا للتعامل مع 200 مليون مسافر في 2045. وانه تم تحديث خطة 2020.

وان العمل يجري حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لدراسة حساسة حول خطة 2045 الاستراتيجية. وأن العمل يجري حالياً استعدادا لتقديم عرض ضخم لمجلس قطاع الطيران في شهر مايو لاستراتيجية 2045.

وقالت ميد: إن هدف 200 مليون مسافر يعد هدفا ضخما، وإن تحقيقه يتطلب مستويات كبيرة من الاستثمار في بنية المطار التحتية، وطاقة الخدمات والمناولة. غير أن بول غريفيث وسوزان العناني يقولان إنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تطبيق بيان المهمة المسلم من قبل سمو الشيخ أحمد بن سعيد رئيس مؤسسة مطارت دبي، وهو هدف سهل وهائل في الوقت نفسه.

 

السوق الحرة تواصل نموها

 

قالت ميد إن هناك شركات قليلة تعكس نمو دبي الأسطوري كوجهة للسياحة مثلما عكستها سوق دبي الحرة التي تأسست في 1983. وقد نمت السوق من سوق تجارية يعمل فيها 100 موظف، إلى سوق عالمية رائدة بمبيعات 1.6 مليار دولار العام الماضي، وأكثر من 5600 موظف.

وضاعفت السوق على مدى 29 عاما من أرقام مبيعاتها بمعدل ستة اضعاف، ويتوقع نموها اكثر من ذلك بين عامي 2018-2019. ويقول كولم مكلوكين النائب التنفيذي لرئيس مجلس إدارة سوق دبي الحرة إنه توقع منذ البدء أن تساهم السوق في رفع سوية دبي وتسويقها، وهو الأمر الذي فعلته بطرق شتى على مر السنين.

وقد لعبت السوق الحرة التجارية دورا محوريا في تطوير فكرة براند دبي، باعتبارها راعية لكأس دبي العالمي، وبطولة دبي ديزيرت كلاسيك للتنس، ومهرجانات السينما والتسوق، وسباقات الخيل في الخارج. وهي تنفق 3% من إيراداتها على ترويج وتسويق الفعاليات التي ترعاها. كما ساهمت السوق في تمويل توسعة مطار دبي الدولي، ونمو قطاع الطيران.

وتمثل السوق 20 من الناتج المحلي الإجمالي لدبي. كما أنها تشغل منافذ البيع التجارية في مطار آل مكتوم الدولي. وذكرت المجلة أن نجاح سوق دبي الحرة يؤذن بالقوة الكامنة في نموذج دبي الاقتصادي وقدرتها على التعافي.

وشهدت السوق نمو مبيعاتها رغم الأزمات العالمية المتلاحقة مذ حرب الخليج. ويتوقع أن تسجل مبيعات ضخمة في 2013 في اعقاب افتتاح كونكورس 3. إذ شهد الربع الأول من هذا العام توظيف 1053 موظفا جديدا لتشغيل منافذ البيع الجديدة.

Email