ماجد بن محمد يفتتح المعرض الترفيهي الشامل

مهرجان معارض وفعاليات في دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد مركز دبي التجاري العالمي أمس، انطلاق حزمة من المعارض والفعاليات بما يشبه المهرجان، حيث كان المركز كخلية نحل يضج بالزوار والعارضين من شتى اصقاع العالم، وذلك بهدف الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية المتنوعة وقنص أفضل الصفقات من خلال دبي التي باتت منصة وبوابة تجارية إقليمية في مختلف القطاعات.

وكانت البداية مع افتتاح سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، أمس، الدورة الثانية من المعرض الترفيهي الشامل الذي يضم ثلاثة معارض هي معرض دبي الدولي للشخصيات الكرتونية والتراخيص ومعرض دبي العالمي للألعاب الإلكترونية، ومعرض المحتوى. ويقام المعرض الترفيهي الشامل في قاعة الشيخ سعيد في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض. وتجول سموه في أقسام المعرض الذي يضم أكثر من 100 شركة عالمية واقليمية عارضة من 55 دولة متخصصة في قطاعات الألعاب الإلكترونية وألعاب الإنترنت والشخصيات الكرتونية ورسوم الكاريكاتير وعدد من مؤسسات الانتاج التلفزيوني وصناعة الأفلام وتلفزيون الجوال وصناعة المحتوى الرقمي والمحتوى الإعلامي والشركات التجارية العاملة في مجال التوزيع الفني ومطوري الألعاب الالكترونية والرقمية وألعاب الهاتف الجوال.

ومن جانب آخر، انطلقت أمس فعاليات كل من معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للملاحة ومعرض الشرق الأوسط لمنتجات الطعام الطبيعية والعضوية، بالإضافة إلى معرض الشرق الأوسط للنظافة وذلك في مركز دبي التجاري العالمي.

نجاح مستمر

وصف طارق المدني، رئيس مجلس إدارة شركة "إندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض"، نجاح المعرض الترفيهي الشامل بالمميز والواضح، حيث شهد نسبة نمو في مساحة العرض قاربت الـ10% ليصل عدد العارضين إلى ما يفوق الـ100 شركة تمثل أكثر من 55 دولة حول العالم، جاءت بشكل رئيسي من كوريا الجنوبية والصين واليابان والمكسيك وروسيا وهونج كونج وألمانيا والبرتغال والمملكة المتحدة وتركيا والهند والمملكة العربية السعودية والأردن ولبنان ومصر والامارات العربية المتحدة. وأكد المدني أن النجاح الذي حققه المعرض العام الماضي يعتبر مؤشراً واضحاً على نجاح هذا القطاع وازدهاره مؤخراً، متوقعاً أن يفوق عدد زوار المعارض الثلاثة الـ4 آلاف زائر، بنسبة نمو تصل إلى 25% مقارنة بالسنة الماضية، متمنياً استمرار نجاح المعرض خصوصاً في جذب عارضين من دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية، لما له من أهمية في دعم المحتوى العربي بقطاع الترفيه.

معرض متكامل

وتحدث المدني على تواجد مشاركة كبيرة واهتمام ملموس هذا العام من قبل شركات الألعاب العالمية للمشاركة في المعرض، حيث إنه ومع النمو الكبير الذي تشهده صناعة الألعاب الإلكترونية، يزداد بالمقابل عدد الشركات التي تقوم بتوفير خدمات متخصصة لهذه الصناعة، بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد الشركات المتخصصة في الدفع عبر الإنترنت وغيرها المشاركة هذا العام في المعرض، كبير جداً. وتقوم هذه الشركات بتغطية احتياجات الشركات التي تبحث عن حلول الدفع الالكتروني والذين يسعون الى دخول أسواق الشرق الأوسط والتعرف على هذه الصناعة الرائجة في المنطقة. وهذا الأمر يقول عنه المدني بأنه يجعل من المعرض الترفيهي الشامل "معرضاً متكاملاً" لكافة احتياجات صناعة الألعاب والتراخيص والمحتوى الإعلامي.

تحقيق الأهداف

أوضح المدني أن المعرض الترفيهي الشامل هو أفضل منصة للتواصل بالنسبة للصانعين الإقليميين والعالميين لاستكشاف فرص الأعمال في قطاع الترفيه، بكل مجالاته من التلفزيون وألعاب الفيديو والرسوم المتحركة والفنون الإبداعية والتصميم والمحتوى الرقمي، وترخيص العلامة التجارية، وهو فرصة مميزة لكل الفاعلين في قطاع الترفيه الذي أصبح يشكل سوقاً تنافسياً قوياً عالمياً وإقليمياً.

ويقدر الخبراء حجم سوق الترفيه عالمياً بتريليوني دولار، بنسبة نمو سنوية تبلغ 4.6%، كما يُتوقّع ارتفاع حجم الإنفاق على هذا القطاع من 1.4 تريليون دولار العام الماضي إلى ما يقارب الـ1.9 تريليون دولار العام 2015، بنسبة نمو تركيبية تقارب الـ6%. أما في ما يخص منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيتوقع الخبراء أن تصل نسبة نمو القطاع إلى 12.6%، مدعومة بارتفاع الاستثمار في هذا القطاع في كل من الإمارات والسعودية ومصر ولبنان.

وأشار المدني إلى أن هدفهم من تنظيم المعرض، يتمثل في جذب المستثمرين المهتمين وإنشاء حلقة وصل تجمعهم بالشركات العارضة المتخصصة في إنتاج المحتوى الترفيهي، سواءً على المستوى المحلي أو العالمي، مؤكداً أن ما ميز معرض هذه السنة هو تنظيم عددٍ من الفعاليات والجلسات المتخصصة ضمن ثلاث من أبرز جلسات المناقشات وهي: قمة دبي العالمية للألعاب الإلكترونية وقمة المحتوى الترفيهي وندوة الترخيص، حيث يحاضر في تلك الجلسات أكثر من 70 متحدثاً عالمياً يقومون بطرح أبرز أعمالهم وخبراتهم في هذه المجالات. وتقوم هذه الجلسات بإخراج التوصيات التي من شأنها مواجهة التحديات التي تشهدها هذه الصناعة المتطورة.

عاصمة الأعمال

أثنى المدني على الاستراتيجية التي تنهجها حكومة الإمارات عموماً وحكومة دبي بشكل خاص في دعم معظم القطاعات الاقتصادية الإنتاجية، وهو ما يبرز دور الدولة إقليمياً في قطاع التجزئة والترفيه، حيث ساهمت التسهيلات الحكومية التي قدمتها وتقدمها الإمارات في جذب كبريات الشركات العالمية، لتختار من الإمارات ودبي مقراً إقليمياً لها.

وأشار المدني الى أن قطاع التجزئة في دولة الامارات العربية المتحدة بشكل عام وفي إمارة دبي بشكل خاص بات من أكثر الصناعات جذباً للأعمال التجارية وأكبرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكداً أن السنوات القليلة الماضية برهنت على نجاح الإمارات عامة ودبي بشكل خاص في تسطير اسمها بقوة كعاصمة للأعمال في الشرق الأوسط، وصلة ربط بين الشرق والغرب، من خلال موقعها الاستراتيجي الذي يضعها بين قارات العالم.

تبادل الخبرات

من جهتها أكدت منى بوسمرة، مديرة جائزة الصحافة العربية بـ"نادي دبي للصحافة" المشارك بالمعرض، أنهم دائماً ما يشاركون في المعارض والملتقيات التي تنظم بالإمارات والتي من شأنها دعم صناعة الإعلام العربي وتطويرها، وإيصال الرسالة الصحفية إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.

وأكدت بوسمرة أن مشاركة نادي دبي للصحافة بالمعرض الترفيهي الشامل، للسنة الثالثة على التوالي ما هي إلا دليل على الأهمية التي يمثلها هذا المعرض في منحهم الفرصة لتقديم أحدث مشاريعهم ومنها منتدى الإعلان العربي وجائزة الصحافة العربية. كما أشادت بوسمرة بالندوات التي نظمها المعرض والقيمة التعليمية والمهنية التي أضافها المتحدثون خلالها إلى الجمهور.

سوق واعد

من جهته أكد كريم صِدِّيق، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "يالا بلاي" لألعاب الكمبيوتر والهواتف، أنهم قدموا من الولايات المتحدة الأميركية خصوصاً للمشاركة لأول مرة بالمعرض الترفيهي الشامل، نظراً لأهميته المتزايدة إقليمياً وعالمياً في قطاع الألعاب والترفيه، الذي وصفه بالسوق الواعد قياساً بتزايد عدد شريحة مستخدميه. يرى صِدِّيق أن معطيات السوق التصاعدية تعطي دافعاً قوياً للشركات المحلية والإقليمية إلى اغتنام الفرص التي يقدمها المعرض لتسويق منتجاتها والبحث عن مصادر استثمارية للتطوير. مؤكداً أن المعرض يمثل فرصة جيدة له ولفريق عمله من أجل إنشاء شبكة تواصلية مع بعض من أهم الخبراء في مجال الألعاب، ما سيساعدهم على تسويق اسم الشركة محلياً بأفضل الطرق، خصوصاً وأن المعرض ينظم بإمارة دبي، التي تعتبر المنصة الأنسب للدخول إلى سوق الخليج والشرق الأوسط عموماً على حد وصفه.

قيمة مضافة

أما مكرم الخوري مدير العلاقات العامة بـ"مجموعة الحكير"، فقد أكد أيضاً القيمة المضافة التي يمثلها المعرض الترفيهي الشامل، من خلال منح العارضين الفرصة لتدعيم علاقاتهم بالمستثمرين الرئيسيين بالقطاع والعملاء بشكل سواء، وأيضاً الاستفادة من خبرات شركات عالمية رائدة في مجال الترفيه. من جهة أخرى أكد الخوري أن شركته لم تتأثر بالأزمة العالمية وحافظت على نسب نمو عالية خلال الفترة السابقة قاربت الـ60% كمعدل إقليمي و50% عالمياً.

تطور ملحوظ

وتحدث ممدوح ناس، مدير التسويق والمبيعات، بشركة "إيست ويست لايسنسينغ" التي تعتبر الشركة الوحيدة المستقلة المختصة بمنح تراخيص الألعاب في الشرق الأوسط، أن سوق المحتوى الترفيهي بالعالم العربي يشهد ضعفاً بالنسبة للكم والكيف، حيث تمثل نسبة نمو قطاع منح التراخيص عالمياً الـ6% سنوياً، بينما لا تتعدى هذه النسبة في المنطقة العربية الـ1%. ووصف ممدوح المعرض الترفيهي الشامل الذي يشارك فيه للسنة الثانية توالياً، بأنه بمثابة فرصة استثنائية وفريدة من نوعها بالمنطقة للشركات العاملة بالقطاع لترويج منتجاتهم وتبادل الخبرات مع أهم الشركات العالمية. كما أشاد بالتغييرات التي عرفها المعرض مقارنة بالسنة الماضية في ما يخص استراتيجيات العرض أو الندوات التثقيفية التي يشارك فيها أسماء رائدة عالمياً في مجالها، تساهم في بخلق منصة مثالية لرجال الأعمال والمستثمرين والرواد في هذه الصناعة للالتقاء والتفاعل مع بعضهم البعض ومناقشة آخر التطورات والانتاجات لهذه الصناعة في وقت تزدهر فيه صناعة وأسواق المحتوى الترفيهي في العالم بسرعة خيالية، بما فيها أسواق منطقة الشرق الأوسط.

نحو العالمية

وأشار مؤيد زيدان، شريك ومدير التصميمات في شركة "سكيتش إن موشن" التي تنتج أفلاماً كرتونية، إلى أن الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها شركته والتي تستهدف الدخول بقوة إلى السوق العربية والعالمية كانت السبب الرئيسي وراء قدومهم من الأردن للمشاركة بالمعرض الترفيهي الشامل، حيث يمثل هذا الأخير انطلاقة مميزة نحو تعريف الفاعلين في قطاع الترفيه في المنطقة والعالم بمنتجات شركته والاستفادة من تجارب الآخرين، وخصوصاً بناء علاقات مع مستثمرين راغبين في الاستثمار في مثل هذه المشاريع.

Email