خاص البيان

تونس ومصر تجربة سياحية غير مسبوقة في زمن «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكل فيروس «كورونا»، منذ ظهوره في تونس ومصر هاجساً في هذين البلدين، اللذين يعتمدان على قطاع السياحة.

وأشارت التقارير إلى ارتفاع عائدات القطاع في تونس العام الماضي بـ36.6 في المئة، مقارنة بالعام الذي سبقه. وإذ أوضحت بيانات للبنك المركزي التونسي أن عائدات السياحة بلغت 5.356 مليارات دينار (1.87 مليار دولار)، منذ بداية 2019 حتى 10 ديسمبر من العام ذاته، مقارنة بـ 3.92 مليارات دينار (1.37 مليار دولار) خلال الفترة المماثلة من 2018، فيما تعدّ السياحة في مصر أحد أهم مصادر الدخل القومي، لما توفره من عائدات سنوية، وعوائد العملة الأجنبية، التي مكنتها من المشاركة بشكل كبير بالناتج الإجمالي المحلي، ومكافحة البطالة عن طريق توظيف شريحة واسعة من القوى العاملة في مصر، حيث تعد مصر من أبرز الدول السياحية في العالم، بما تستحوذ عليه من أعداد السائحين الوافدين في العالم.

وسعت كل من مصر وتونس إلى بذل جهود جبارة، من أجل إنعاش السياحة من جديد بعد الخسائر، التي تكبدها القطاع جراء الوباء، حيث بدأت السلطات التونسية بالتفكير في كيفية إنقاذ الموسم السياحي، والخروج بأخف الأضرار على هذا النشاط الحيوي لاقتصاد البلاد، بعد توقفه كلياً بسبب تدابير الحجر الصحي لمكافحة فيروس «كورونا»، عبر فرض بروتوكول صحي والتعويل على السوق الداخلية، حيث تكللت الجهود بإعلان الحكومة التونسية فتح حدودها أمام السياح الأجانب وكذلك أمام التونسيين في الخارج والراغبين في زيارة بلادهم، في 27 يونيو الماضي بشروط معينة، حفاظاً على الصحة العامة.

وقدرت السلطات التونسية الخسائر، التي قد تلحق بالسياحة جراء الشلل التام الذي أصاب القطاع، بحدود ستة مليارات دينار (مليارا يورو) وفقدان نحو 400 ألف وظيفة.

وأمام إعلان تونس إعادة إطلاق موسمها السياحي سارع سائحون أوروبيون فور وصولهم إلى فندق في جزيرة جربة مباشرة إلى المسبح للاستلقاء والتمتع بأشعة الشمس، وسط تدابير مشددة للوقاية من الفيروس.

وبعد توقف دام أكثر من ثلاثة أشهر بسبب تفشي الوباء، حطت، مساء السبت، أوّل رحلة سياحية مستأجرة في مطار جربة (شرق) وعلى متنها 155 سائحاً أوروبياً، قدموا من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ. ومن المتوقع أن يتواصل قدوم هذه الرحلات أسبوعياً.

ونجحت تونس في احتواء الوباء إلى حد بعيد، إذ عوّلت على ذلك لإنقاذ موسمها السياحي. وقبل الوباء، كان من المتوقع أن تواصل تونس هذا العام تحقيق تطوّر في السياحة.

ويقول الفرنسي الأربعيني إيمانويل لومبار، الذي قدم على متن الرحلة التي انطلقت من لوكسمبورغ مع زوجته وأطفاله الثلاثة «قرّرت منذ ثمانية أيّام القيام بالرحلة، من أجل حمام الشمس»، مؤكداً «يجب أن نتعايش مع كوفيد 19».

وفي مصر، تبذل السلطات جهوداً حثيثة، من أجل إنعاش القطاع في أعقاب الوباء فلطالما أبهرت الأهرامات، التي تعد إحدى عجائب الدنيا، الزوار على مدار آلاف السنين، فبعد أسابيع من الإغلاق جراء الفيروس، أعادت مصر افتتاح مواقعها السياحية الشهيرة أمام الزوار بداية الشهر الجاري، وانطلقت مبادرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهاشتاغ يحمل عنوان «أحلى فيو في مصر»، تسعى إلى إظهار جمال المواقع السياحية داخل مصر.

Email