هواوي.. عملاق يقود ثورة نجاح التنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطلق الصينيون على عام 1984 عام ميلاد الشركات الحديثة. وهذا يرجع الى أن العديد من الشركات الصينية ظهرت في هذا العام. فعندما نقرأ التاريخ، سنجد أن لينوفو وهاير وشانغهاي فولكسفاغن ولدت حوالي عام 1984. ومن بعدها ولدت العديد من الشركات الصينية التي كانت لا تُذكر في ذلك الحين ولكن بعد سنوات قادت مستقبل الشركات الصينية.

وبدأت مظاهر تأثير الزعيم الصيني السابق دنغ شياو بينغ على جولة الصين الجنوبية في عام 1984، وهرع العديد من الشباب الذين لديهم طموحات في الصين إلى الساحل. كما اتخذت الحكومة الصينية قرارات مهمة لإعلان "فتح 14 مدينة ساحلية وجزيرة هاينان للمستثمرين الأجانب"، وعندما ننظر إلى الثمانينات والتسعينات في الصين، نجد أن ولادة الشركات الناشئة في تلك الفترة لا تعد ولا تحصى، لا يزال بعضها يؤثر على حياتنا حتى وقتنا هذا، تلك الشركات ونتيجة للانفتاح انتشرت في جميع انحاء العالم. وعلى سبيل المثال هواوي التي غزت الصين وكذلك جميع أنحاء العالم.
صدمة
شركة هواوي الصينية بنسبة 100% كان "قانونها الأساسي" قد صدم العالم الخارجي في السابق، كما أن نظامها الإداري غير المسبوق من المكافآت وأرباح الأسهم وتناوب الرؤساء التنفيذيين ونماذج الإدارة الأخرى أوجد أيضاً سابقة لإدارة الشركات الصينية.

هواوي مؤسسها رين جينغ أنشأها ولم يكن لها أساس تاريخي، ففي عام 1987 أسس رين جينغ الشركة مقابل 21000 يوان، وأصبح ممثلاً لمبيعات الشركة.

في عام 1990 بدأت في تطوير تقنية PBX التابعة لهونغ كونغ وكانت تنتج مفاتيح تبديل الخوادم "السيرفرات" بشكل مستقل وبيعها للفنادق والشركات الصغيرة.

التبادل الرقمي


وفي عام 1992 بدأت في تطوير وإطلاق حلول التبادل الرقمي في المناطق الريفية، وفي عام 1995، بلغت المبيعات 1.5 مليار يوان، ثم في عام 1997 تم إطلاق شبكة في بنغالور في الهند، تبعها في 1999 إنشاء مركز لبحث وتطوير الشبكات الخلوية GSM.

وتسارعت وتيرة تطور وارتقاء شركة هواوي، حيث في عامي 2001 و2003 على التوالي حصل مركز البحث والتطوير على شهادتي الــ CMM4 CMM5.

وقبل ذلك بعام وتحديداً في عام 2000، تم إنشاء مركز للبحث والتطوير في ستوكهولم بالسويد، وبلغت مبيعاته في الأسواق الخارجية 100 مليون دولار أمريكي، وفي عام 2002، بلغت المبيعات في الأسواق الخارجية 552 مليون دولار أمريكي.

تطور


وللتركيز على البحث عن حلول الشبكات 3COM في عام 2003 أنشأت هواوي مشروعا مشتركا مع شركة شبكات بيانات المؤسسات.

تبع ذلك تأسيس شركة مشتركة في عام 2004 مع شركة سيمنز لتطوير برنامج TD-SCDMA وحصلت على عقد قيمته أكثر من 25 مليون دولار من شركة تيلفورت الهولندية وحققت أكبر نجاح لأول مرة في اوروبا.

وفي 2005 وقعت اتفاقية الإطار العالمي مع فودافون وأصبحت رسميًا المزود المفضل لمعدات الاتصالات لفودافون.

تواصلت وتيرة التقدم والتطور في هواوي عام 2006، حيث أنشأت مركزًا مشتركًا للبحث والتطوير في شنغهاي لتطوير تكنولوجيا UMTS مع موتورولا.

وفي عام 2007 تم انشاء مشروع مشترك مع شركة مكافحة الفيروسات وحماية الشبكات Symantec لتطوير منتجات وايجاد حلول للتخزين الآمن، وكذلك تعاونت مع جلوبال مارين في انشاء شركة مشتركة لتوفير الكابلات البحرية وحل مشكلات الشبكة.

صدارة العالم


وفي عام 2008، تجاوزت الشحنة التراكمية العالمية للمنتجات 20 مليون وحدة، واحتلت المرتبة الاولى في العالم حيث تم تقديم 1737 طلب براءة اختراع بناء على معاهدة التعاون بشأن البراءات في العام بأكمله وفقا لبيانات الـ ABI.

ولم يتوقف تطلع هواوي للتقدم واستشراف المستقبل حيث في عام 2009، احتلت حصة سوق الوصول اللاسلكي المرتبة الثانية في العالم، وحصلت على اول عقد بيانات تجاري في العالم LTE/EPC ونجحت في تقديم أول شبكة تجارية، منها 28 تقدم خدمات SingleRan وفي عام 2010 تم نشر أكثر من 80 شبكة تجارية من نوع LTE/EPC .

وبدأت هواوي في اختراق عالم الشبكات السحابية في عام 2011، فتم إنشاء 20 مركز بيانات للحوسبة السحابية، وبلغت مبيعات الهواتف الذكية 20 مليون هاتف.

وتواصل المنحنى الصاعد للعملاق الصيني هواوي في عام 2012، حيث ساهمت بنسبة 20% من اجمالي عدد المقترحات التي تم اقرارها عالميا بشأن 3GPP LTE وتعاونت مع عملاء من 33 دولة حول العالم.

100 عاصمة


ودخلت هواوي أكثر من 100 عاصمة حول العالم في عام 2013 وغطت 9 مراكز مالية رئيسية في 9 دول، وأنشأت 186 شبكة تجارية، كما افتتحت خمسة مراكز بحثية لخدمة الــ5G في 2014 في جميع أنحاء العالم، وأكثر من 480 مركزا لبيانات العملاء على 400G أجهزة التوجيه الأساسية على مستوى العالم.

ولم يتوقف طموح العملاق الصيني وتواصلت في التنمية والتطور وفي 2015 دخلت هواوي الى أكثر من 140 مدينة وعاصمة، ونشرت بنجاح أكثر من 400 شبكة LTE حول العالم.

عملاق لا غنى عنه


وأصبحت هواوي عملاقا لا غنى عنه في مسيرة التقدم، وفي الحقيقة هي أنه في حالة عدم وجود شركة هواوي فلن يتمكن سكان سيبيريا من تلقي أي إشارة هاتفية أو الولوج لشبكات الإنترنت، ولن يتمكن متسلقو جبال كليمنغارو في إفريقيا من التواصل للحصول على المساعدة، وحتى لو ذهبت إلى باريس ولندن وسيدني وما إلى ذلك، ومجرد هبوط الطائرة تجد شبكة اتصالات هواوي على هاتفك .. كل هذا بسبب الخدمات التي تقدمها محطاتها العملاقة في أغلب أنحاء الكرة الأرضية. وعلى ارتفاع 8000 متر من إفرست في جبال الهيمالايا والقطب الشمالي والقطب الجنوبي والأراضي الإفريقية وعند 40 درجة مئوية تحت الصفر، يمكننا أن نرى البصمة التي تركتها هواوي على التقدم والتطور في الأرض.

Email