استطلاع « البيان »: تردّد المستأجرين لا يساعد على زيادة تصحيح الإيجارات
لم يكن مفاجئاً أن تأتي نتائج استطلاع البيان الاقتصادي لتؤكد أن تردد المستأجر في الانتقال إلى منزل آخر لا يساعد ولا يدعم تصحيح قيمة الإيجارات في السوق. ومن البديهي أن تنخفض الإيجارات عندما يصبح المعروض السكني أعلى من الطلب.
لكن الحال مختلف في أسواقنا، إذ لم تنخفض قيمة الإيجارات حسب ما تقتضيه نسبة المعروض في السوق وهذا يقود إلى السؤال التقليدي: لماذا؟ ليأتي الجواب غريباً: السبب هو المستأجر نفسه. وتتوالى الأسئلة: كيف؟ والجواب الذي يدركه ملاك العقارات ويناورون به هو: لأن المستأجر يتثاقل في تغيير منزله ويتردد في الانتقال إلى منزل آخر بمساحة أكبر وإيجار أقل.
أما لماذا يتردد المستأجر في تلك الخطوة، فهي مسألة نفسية أكثر من كونها مادية. ويقول بعض ملاك العقارات إن الانتقال إلى منزل جديد سهل بالنسبة للمستأجر إذا كان فرداً واحداً، لكنه صعب ويتطلب جهداً جسدياً شاقاً ويثير القلق إذا كان المستأجر رب أسرة، فقد يستدعي الانتقال إلى منزل جديد بإيجار أقل إلى تغيير مدارس أفراد العائلة، ناهيك عن بعد المنزل عن مكان العمل أو أماكن الترفيه وغيرها من التغييرات التي تصاحب تغيير المنزل.
ولا ينسى العاملون في السوق الإشارة إلى أن الانتقال يستنزف المزيد من النقود ويتسبب بالكثير من الفوضى على جميع الأصعدة، وبين الترتيب وشراء الأثاث الجديد ونقل القديم وإجراء كل العمليات اللازمة، كل هذه وغيرها تجعل من تغيير المنزل فكرة مستبعدة وتجعل القبول بتجديد عقد الإيجار أمراً لا مفر منه.
ويقول أحد الملاك إنه لا يقدم تخفيضاً في قيمة الإيجار إلا بعدما يتأكد أن المستأجر سيغادر فعلاً، أما التخفيض فبحدود 10% أو 15% وتسهيلات في عدد الدفعات 6 أو 8 دفعات على مدار العام وربما شهر مجاني في حال كان المستأجر مغادراً لا محالة.
