«بلوك تشين» ترتقي بالإمارات إلى رفاهية الخدمات الرقمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل الإمارات، استباقها واستشرافها للمستقبل، بإطلاق مبادرات واستراتيجيات جديدة، ترقي بالدولة إلى رفاهية الخدمات الرقمية، والتي سوف تستحوذ تقريباً على كافة القطاعات المصرفية والمجتمعية والخدمية، بما لا يدع قطاعاً دون أن يعتمد بشكل أساسي على تلك التقنيات الجديدة.

وقال سمير إبراهيم عبد الهادي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة سامتيك ميدل إيست: «يأتي إطلاق استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية «بلوك تشين»، ليعزز التوجه الحكومي الهادف إلى أن تكون دولة الإمارات، الأكثر تقدماً وجاهزية لتغيرات المستقبل، من خلال توفير البنية التحتية الرقمية الأكثر تطوراً على مستوى العالم، بحلول عام 2021.

وأوضح أن الإمارات، عندما أقرت تلك الاستراتيجية، وضعت نصب أعينها، عدداً من الأمور التي تعتبرها على قمة أولوياتها، وهي أن ترفع من سعادة المواطن والمقيم، على حد سواء، وأن ترفع مستوى الكفاءة الحكومية والتشريع المتقدم لإحداث نقلة نوعية في العمل الحكومي الاتحادي، ونقله إلى مرحلة جديدة من الكفاءة والفاعلية. كما أضاف أن الاستراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارات، كمركز عالمي لصناعة المستقبل، من خلال تبني تقنية البلوك تشين على أوسع نطاق في التعاملات الحكومية.

وتهدف حكومة الإمارات، إلى توظيف تكنولوجيا المستقبل لخدمة الإنسان، من خلالها تسجيل وتوثيق التعاملات الرقمية بتكنولوجيا البلوك تشين، عبر تخصيص بصمة مميزة للبيانات الرقمية، لا يمكن اختراقها أو تغييرها، ما يؤدي إلى رفع مستوى الأمن الرقمي للبيانات الوطنية، ويخفض التكاليف التشغيلية، من خلال الحد من المعاملات الورقية، وتسريع عملية اتخاذ القرار، وتمثل تقنية البلوك تشين، الطريقة الأسهل والأكثر أماناً لتبادل المعلومات بين أطراف متعددة، حيث يبلغ حجم السوق العالمية لتكنولوجيا التعاملات الرقمية، بلوك تشين، نحو 9.5 مليارات دولار.

وأوضح أن البلوك تشين، هي عبارة عن قاعدة بيانات، أو أسلوب جديد لتنظيم البيانات، إلا أن طريقة التعامل معها مختلفة، كما هو حال توزيعها اللا مركزي، وتساعد تكنولوجيا البلوك تشين، في الحفاظ على قوائم مقاومة للتلاعب في سجلات البيانات المتنامية باستمرار، وتتيح تبادلاً آمناً للمواد القيّمة، كالأموال أو الأسهم أو حقوق الوصول إلى البيانات، وخلافاً لأنظمة التجارة التقليدية، لا حاجة لوسيط أو نظام تسجيل مركزي لمتابعة حركة التبادل، بل تقوم كل الجهات بالتعامل مباشرة مع بعضها البعض.

وأضاف أن البلوك تشين، تعمل على هيئة نظام سجل إلكتروني لمعالجة الصفقات وتدوينها، بما يتيح لكل الأطراف تتبع المعلومات عبر شبكة آمنة، لا تستدعي التحقق من طرف ثالث.

وأشار إلى أن البنوك والمؤسسات المالية، تتبنى تقنية بلوك تشين المعتمدة في العملة الافتراضية بيتكوين، أي سجل التعاملات الموحد، بوتيرة أسرع مما هو متوقع، مع تحول قرابة 15 % من أكبر البنوك العالمية لطرح منتجات البلوك تشين التجارية في العام القادم، وفقاً لما أعلنته شركة IBM، وبيّن أن عبارة Blockchain، أطلقت اصطلاحاً لعملية إنتاج الكتل المتتالية في عملة بيتكوين الافتراضية، التي يتم تعدينها بطريقة تسلسلية، والبلوك تشين، بمثابة السجل الذي يتم الاحتفاظ فيه بجميع الحركات المالية والأصول والمصاريف وما شابه، أي سجل المحاسبة العام في القطاع المالي، ويجري حالياً، استكشاف استخدامات أخرى لها في مجالات وقطاعات عديدة أخرى، مثل قطاع اللوجستي لمتابعة توصيل البضائع، وتتبع سيرها، وتقنية المعلومات في أجهزة إنترنت الأشياء.

Email