التعلّم الذكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدّث معالي حميد محمد القطامي، وزير التربية والتعليم، مؤخراً، عن عزم دولة الإمارات على المضي قدماً في خريطة الطريق لإرساء أسس التعلّم الذكي في المناهج الدراسية المحلية، في خطوة نوعية لمواكبة روح الحداثة، ودفع عجلة التحوّل المتسارع نحو اقتصاد ذكي، وبناء مستقبل مستدام.

وتسير العملية التعليمية اليوم بخطى ثابتة نحو آفاق جديدة من التطوّر، من خلال تطبيق "برنامج محمد بن راشد للتعلّم الذكي"، الذي يستند إلى منهجية متكاملة لتوظيف التكنولوجيا المتطورة في إحداث تغيير إيجابي في منهجيات التعليم التقليدي في المدارس الحكومية والخاصة، ..

وخلق بيئة محفّزة لبناء مهارات الإبداع والابتكار والمشاركة الاجتماعية وتنمية الثقافة الفكرية والتواصل الفعّال والإدارة الذاتية بين أوساط الطلبة، بما يمكّنهم من الاندماج بفعالية ضمن العالم الرقمي الذي يمثل أحد أبرز ملامح المستقبل.

وتكمن أهمية البرنامج، الذي يعد الأوّل من نوعه إقليمياً، في كونه ركيزة أساسية لتطوير المخرجات التعليمية تماشياً مع المتطلبات التنموية، بما يصب في خدمة الأهداف الطموحة لـ "رؤية الإمارات 2021" في توفير نظام تعليمي من الطراز الأوّل.

وبالنظر إلى التجربة السنغافورية في تطبيق التعلّم الذكي، والتي حقّقت نجاحاً كبيراً في الأعوام الماضية، نجد أنّ عملية تنفيذ مبادرة "التعلّم الذكي" في المدارس المحلّية لا بدّ أن تستند إلى خطوات مدروسة ومرحلية لضمان تحقيق النتائج المرجوة.

وبالفعل، هذا ما قامت به وزارة التربية والتعليم، محققة نتائج إيجابية في المرحلة التجريبية خلال العام الجاري، .

حيث تم تحديث البنية التحتية عبر تزويد مجموعة من المدارس بالأجهزة اللوحية والمحمولة والتقنيات المتقدّمة لعرض المحتوى الإلكتروني المطوّر خصيصاً، بما يتناسب مع أهداف "برنامج محمّد بن راشد للتعلّم الذكي"، .

فضلاً عن الشبكات الإلكترونية فائقة السرعة، لضمان أعلى مستويات الاتصال الداخلي والخارجي بين الكوادر التعليمية والطلبة وأولياء الأمور والمجتمع.

وبالنظر إلى المعطيات الراهنة، يمكن القول بأنّ دولة الإمارات تخطو خطوات سبّاقة على صعيد ترسيخ ثقافة التعلّم الذكي، باعتبارها ركيزة أساسية لدفع عجلة تطوير العملية التعليمية والتربوية، مستندة في ذلك إلى منهجية متكاملة قائمة على تبنّي أحدث المبادرات التربوية المبتكرة، ودعم المنظومة التعليمية بأهم التجارب العالمية.

Email