مستقبل الذهب

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المستغرب هذا الانخفاض الذي طال أسعار الذهب مع حلول نهاية العام 2013، مخالفاً بذلك معظم التوقعات وطارحاً تساؤلات عدة حول مستقبل المعدن الأصفر.

وبالنظر إلى المؤشرات الاقتصادية، نجد بأنّ العام 2013 شكّل منعطفاً حقيقياً في أسعار الذهب التي أغلقت على تراجع عند حدود 1200 دولار أميركي للأونصة الواحدة.

وتركت التقلبات المتتالية في الأسعار العالمية تأثيرا سلبيا على مكانة الذهب الذي بات موضع شك بعد أن كان الملاذ الأكثر أماناً للمستثمرين عقب الأزمة المالية الأخيرة التي طالت الاقتصاد العالمي.

ويعود الانخفاض المفاجئ في أسعار الذهب إلى عوامل عدّة أبرزها تقليص برنامج التحفيز النقدي الأميركي الذي أدّى إلى ارتفاع سعر الدولار من جهة وزيادة عمليات البيع المكثّفة للذهب من جهة أخرى.

وكان لذلك الأثر الأكبر في تراجع قيمة الودائع الإجمالية في أبرز صناديق الذهب المدرجة في البورصات العالمية بنسبة تجاوزت 3%.

ومما لا شك فيه أنّ استقرار الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار الأسهم لعبا دوراً بارزاً أيضاً في تذبذب أسعار المعدن الأصفر ضمن الأسواق العالمية لا سيّما مع توجه المستثمرين نحو أسواق الأسهم الآخذة بالارتفاع والتي باتت البديل الأكثر استقراراً على صعيد الربحية.

وبالنظر إلى التقلّبات المتتالية في الأسعار العالمية، لا يمكن التكهّن بمستقبل الذهب خلال العام 2014. إذ تختلف التقديرات الاقتصادية بين الإيجابية والسلبية، حيث يُرجح البعض تواصل انخفاض أسعار الذهب لتصل إلى 1050 دولارا أميركيا للأونصة وفق "بنك جولدمان ساكس".

وفي المقابل، يراهن البعض الآخر على عوامل أخرى تؤكد بأنّ أسواق الذهب العالمية خرجت للتو من عنق الزجاجة، مع صدور بعض الدراسات التي تشير إلى أنّ النصف الثاني من العام 2013 شهد تحسناً نسبياً في أسعار الذهب التي وصلت إلى 1400 دولار أميركي للأونصة، مقارنةً بـ1200 دولار في النصف الأوّل الذي سجّل خلاله المعدن الأصفر أدنى مستوياته السعرية.

وعلى الرغم من أن أسواق الذهب لا تزال نسبياً الملجأ المفضّل للاستثمار والتداول في العالم، إلاّ أنّها بالتأكيد معرّضة للتقلبات السعرية وتراجع مستويات الثقة إذا ما استمرت المعطيات الاقتصادية الراهنة خلال العام الجديد.

وبين التوقعات الإيجابية والسلبية، لا شك بأنّ الحاجة باتت ملحّة للبحث عن بدائل جديدة للذهب، وهو ما بدأ بالفعل مع التوجّه الجديد نحو الاستثمار في حلول أخرى مثل الأسهم والدولار الأميركي.

Email