الاستثمار الإسلامي يوازن بين المادة والروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر الاستثمار في الإسلام من العبادات التي يتقرب بها المستثمر المسلم لله تعالى بعمارة الكون، فهو ينطلق من مفهوم الاستخلاف وفلسفته في العلاقة بين الإنسان والكون ومالكهما رب العالمين. وينضوي الاستثمار في الإسلام على مسؤوليات اقتصادية واجتماعية، فهو لا ينفصم عن حركة الحياة، ويتخذ من الدنيا مزرعة للآخرة، من خلال التوازن بين المادة والروح، والتوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع، بضمان حد الكفاية للأفراد، وتوفير السبل لإشباع الحاجات الروحية والمادية، وبناء وتكوين الإنسان الصالح الذي يعد أساس التنمية.

والإسلام بذلك يرتقي بالاستثمار ليتجاوز المنظور المادي وتحقيق الرفاهية القائمة على إشباع متطلبات الجسد، ليمتد إلى طلبات الروح والعقل التي لا تقل عن الناحية المادية في الحياة. ويقول الباحث الدكتور أشرف دوابه، أستاذ الاقتصاد الإسلامي والخبير المصرفي ببنك فيصل الإسلامي، في كتابه «الاستثمار في الإسلام» إن من سلوكيات المسلم في عـالم الاقتصاد، السعي للكسب الحلال الطـيب والإنفـاق المقتصد، وادخـار الفائض ليوم الفقر والحاجة، ولذلك يقوم المسلم باستثمار مدخراته في المجالات المختلفة بهدف النماء والمساهمة في إعمار الأرض.

ويعرف علماء الاقتصاد الإسلامي الاستثمار بأنه: «توظيف أو استغلال المال بكافة صوره في المشروعات الاقتصادية بهدف الحصول على عائد حلال طيب لتنمية ماله وليعينه في حاجته في المستقبل». أما الهدف من الاستثمار كما أورد المؤلف فهو زيادة الإنتاج للاستزادة من أرزاق الله، وتنميته لما استخلفه الله عليه من مال، ليعينه على الإشباع المادي والإشباع الروحي.

Email