كولم ماكلوكلين النائب التنفيذي لرئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ « البيان »: 106.5 مليارات درهم مبيعات سوق دبي الحرة في 4 عقود

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد كولم ماكلوكلين، النائب التنفيذي لرئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لسوق دبي الحرة، أن سوق دبي الحرة نجحت في تحقيق مستويات نمو إيجابية، حيث بلغت مبيعاتها منذ بداية العام الجاري حتى نهاية نوفمبر الماضي 7.11 مليارات درهم (1.94 مليار دولار) بزيادة نسبتها 26.5 % عن الفترة ذاتها من العام الماضي، وبارتفاع 7 % عن المستويات المسجلة قبل الجائحة في عام 2019، الأمر الذي يؤكد أن سوق دبي الحرة تسير في الطريق الصحيح نحو تجاوز مستويات ما قبل الجائحة في حجم المبيعات مع نهاية العام الجاري.

وقال كولم ماكلوكلين في حوار مع «البيان» بمناسبة الذكرى الأربعين على تدشين سوق دبي الحرة، إن إجمالي مبيعات التجزئة في سوق دبي الحرة منذ تأسيسها في 20 ديسمبر 1983 وصل حتى الآن إلى 106.5 مليارات درهم (29 مليار دولار)، الأمر الذي يأتي بدعم من تصاعد أعداد المسافرين عبر مطارات دبي سنوياً.

وأضاف أن سوق دبي الحرة تعمل تحديثات وتجديدات كبيرة في أغلب مساحات التجزئة الأساسية بما في ذلك تحديثات في «كونكورس بي»، كما تستعد لبدء التجديدات المقررة لمحال صالات الوصول الثلاث في الربع الأول من 2024، كما ستخضع سوق دبي الحرة في «كونكورس إيه»، للتجديد في الربع الثاني من 2024.

وفيما يلي نص الحوار:

ونحن نحتفل بالذكرى السنوية الأربعين لتأسيس سوق دبي الحرة، برأيكم ما أهم العوامل التي أسهمت في نجاح السوق وعززت مكانتها العالمية؟

يعود نمو وتطور سوق دبي الحرة إلى عدة عوامل، لا سيما الدعم والتشجيع الكبيرين المقدمين من حكومة دبي، ومن سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة ورئيس مجلس المناطق الحرة بدبي. عامل آخر مهم وراء نجاح سوق دبي الحرة وهو فريق الكوادر البشرية الذي يعمل بشكل متفان وجهد كبير للارتقاء بمستوى سوق دبي الحرة، حيث تضم سوق دبي الحرة أفضل طاقم مدرب للمبيعات بالتجزئة على مستوى العالم وهو يقدم أفضل مستوى من الخدمات للمتسوقين، أما العامل الثالث فيرجع إلى تنوع العملاء، إذ يستقبل مطار دبي مسافرين من جميع أنحاء العالم، لا سيما أن المطار يعتبر حلقة ربط عالمية.

ولا شك أن سوق دبي الحرة قصة نجاح تعكس نجاح دبي ودولة الإمارات. وتلعب سوق دبي الحرة دوراً خاصاً في الترويج لمدينة دبي في العالم، وتسهم في جعل الإمارة وجهة عالمية للسياحة والتسوق.

لقد كلفتني حكومة دبي منذ أيامنا الأولى، خاصة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن تكون سوق دبي الحرة الأكبر والأفضل على مستوى العالم، وحتى حينها، كانت دبي طموحة وتوّاقة للنمو، وأعتبر نفسي محظوظاً للغاية لأني كنت جزءاً من هذه البدايات.

تظل أهدافنا الرئيسة كما هي: توفير خدمة عملاء متميزة على مستوى عالمي، وتقديم مجموعة واسعة من المنتجات عالية الجودة، وإتاحة قيمة مقابل المال، وكل ذلك في بيئة تركز على العملاء، إضافة إلى ذلك الترويج لدبي من خلال الرعايات الرياضية التي نقوم بها سنوياً، لا سيما رعاية الرياضة طريقة ملائمة للوصول إلى جمهور مستهدف أوسع نطاقاً.

مبيعات

ما قيمة إجمالي مبيعات سوق دبي الحرة منذ تأسيسها؟ وما القيمة الإجمالية للجوائز التي قدمتها للمسافرين؟

بدأ عملنا رسمياً في 20 ديسمبر 1983، وبلغت مبيعات سوق دبي الحرة في اليوم الأول 44 ألف دولار، وكان يُعتبر يوماً جيداً حينها، ثم حققت سوق دبي الحرة مبيعات بقيمة 20 مليون دولار في العام الأول. أما العام الماضي، فقد حققت سوق دبي الحرة مبيعات بقيمة 1.74 مليار دولار، وبذلك يبلغ إجمالي المبيعات 29 مليار دولار منذ تأسيس سوق دبي الحرة. ومن حيث الجوائز، فقد تلقينا أكثر من 760 جائزة، إقليمياً وعالمياً، ما يُعد بمثابة شهادة على النجاح في مجال البيع بالتجزئة، ويشمل ذلك الحصول على جائزة العام لأفضل سوق للتجزئة في المطارات من «فرونتير» للسنة العاشرة.

توقعات

في النصف الأول من العام الحالي، حققت سوق دبي الحرة مبيعات تخطت المليار دولار. ما توقعاتكم حتى نهاية العام؟ وما العوامل المهمة التي تسهم في نموها الكبير على هذا النحو؟

نتوقع مبيعات تزيد على ملياري دولار بنهاية هذا العام. وبلغت مبيعاتنا، منذ بداية العام وحتى تاريخه 1.94 مليار دولار، بزيادة نسبتها 26.53 % عن الفترة ذاتها من العام الماضي، وبارتفاع بنسبة %7 عن المستويات المسجلة قبل الجائحة في 2019. ونحن على يقين من تحقيقنا لهدفنا بنهاية العام، الذي يزيد على ملياري دولار، وما يتخطى مبيعات 2019.

وتشكّل مجموعة من العوامل المحركات الرئيسية وراء هذا النمو تشمل: التوسع وتحديث بيئة البيع بالتجزئة لدينا وهي عملية مستمرة إلى حد كبير منذ الأعوام القليلة الماضية، وما زالت تجري على قدم وساق ولدينا خطط للتحديث، كما أننا نواصل العمل الوثيق مع موردينا لضمان عرضنا مجموعة واسعة من المنتجات، وتعزيز الشراكات، والاستثمار في الجانب الرقمي، تقديم خدمة متميزة للعملاء. وهناك أيضاً العروض الترويجية الكثيرة والمثيرة التي أعددناها للاحتفال بالذكرى السنوية الأربعين، والتي ستضمن انتشاراً وإنفاقاً أكبر في ديسمبر الجاري.

توسع

ما أهم ملامح الاستراتيجية التوسعية لسوق دبي الحرة؟

تعمل سوق دبي الحرة حالياً على مجموعة من مشروعات التحديث الكبيرة في أغلب مساحات التجزئة الأساسية لديها، بما في ذلك تجديدات لمجموعة منتقاة من مرافق التجزئة في «كونكورس بي» وهي تسير على نحو جيد، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى خلال الشهر الماضي، ومن المتوقع أن تكتمل المرحلة النهائية في فبراير 2024. كما تعمل سوق دبي الحرة على أعمال تمهيدية، استعداداً للتجديدات المقررة لمرافق التجزئة في صالات الوصول الثلاث في الربع الأول 2024.

وستخضع مرافق التجزئة في «كونكورس إيه»، التي تشمل متاجر للعطور ومستحضرات التجميل والأزياء للتجديد اعتباراً من الربع الثاني 2024 على أن تنتهي الأعمال أوائل 2025. كما نعتزم تجديد متاجر الساعات والإلكترونيات في «كونكورس بي» في العام المقبل.

آفاق مستقبلية

ما الآفاق المستقبلية أمام سوق دبي الحرة من حيث التوسع العالمي؟

إن النجاح الكبير الذي حققته سوق دبي الحرة بمطار دبي منذ تأسيسها دفع الكثير من الدول لمحاولة استنساخ هذه التجربة، وتلقت سوق دبي الحرة العديد من العروض لإدارة أسواق حرة بالخارج، وطُلب إلينا مرات عدة التقدم بعطاءات لعمليات بيع بالتجزئة في مطارات دولية، لكن، ولأكون صريحاً، لم يحتل الأمر قمة أهدافنا قط. لطالما كنا مشغولون بما يحدث هنا، سواء في مطار دبي أو آل مكتوم الدوليين، ولدينا الكثير ليبقينا مشغولين بخطط التوسع هنا على المديين القصير والطويل.

تكنولوجيا

كيف ترى دور التكنولوجيا في تعزيز تجربة التسوق في المطارات؟

في ضوء البيئة سريعة الخطى في مطار دبي الدولي والمطارات الكبرى الأخرى حول العالم، بات من الأهمية بمكان تطوير التكنولوجيا والاستثمار فيها، لتأثيرها البالغ على أعمال تجارة التجزئة في السفر، بغية تعزيز تجربة العملاء، وتسهيل العمليات، وإفساح المجال أمام الاستراتيجيات المدفوعة بالبيانات.

وفي سوق دبي الحرة عملنا على أتمتة 95 % من مخزننا شاهق الرفوف ومحطة التخزين الخاصة منذ 2008، وأجرينا بعض التحسينات الإضافية بمرور الأعوام. ونتطلع باستمرار إلى كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة في سبيل التمتع بعملية تجزئة سلسة.

وفي سوق دبي الحرة، كانت التكنولوجيا الرقمية مكوناً مركزياً لاستراتيجية التجارة الإلكترونية الخاصة بها، وقد عززت سوق دبي الحرة باستمرار تواجدها عبر الإنترنت، بداية من التصفح، وحتى وضع الطلبات دون أدنى جهد. ويتضمن هذا العديد من الخدمات مثل «كليك آند كوليكت»، و«فُز مع سوق دبي الحرة»، وخدمة التوصيل للمنازل أيضاً. ولذا، هناك فرصة سانحة للأسواق الحرة العالمية لتحسين طريقة عملها، ولتخفيض تكاليف عملياتها، وتوفير خدمة أفضل لعملائنا.

استدامة

ما مبادرات الاستدامة التي نفذتها سوق دبي الحرة للإسهام في هدف الدولة بالوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2050؟

تدعم سوق دبي الحرة بقوة مبادرة الدولة الاستراتيجية للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2050. وواصلت في السنوات القليلة الماضية إجراء تحسينات على مكاتبها الأمامية والخلفية، كما أنها قللت من العمل الورقي في عملياتها، مثل تسليم النقد عند نقطة البيع. بعد ذلك، عملت تغييرات وتحسينات على بعض من عملياتها في المخازن، من حيث كيفية إدارة إيصالات التسليم، وكيفية إرسال التوثيق والتسليمات إلى المتجر، وغيرها. كما أن كافة مركبات وشاحنات التوصيل تخضع للصيانة بانتظام، ضماناً للكفاءة وتقليلاً للانبعاثات. وركزنا بشكل كبير على تقليل استهلاك الطاقة، من خلال شراء الأجهزة والمعدات الموفرة للطاقة فقط.

إضافة إلى ذلك بدأت سوق دبي الحرة رحلة استعادة للنظام البيئي تحمل اسم «ازرع شجرة، ازرع إرثاً»، والتي تدعو المؤسسة إلى زرع 10,000 شجرة في غضون 10 أعوام. وبعد تبني «غابة سوق دبي الحرة» في منطقة الأمازون الإكوادورية في يونيو 2022، التي غرست حتى تاريخه 1000 شجرة ضمن مبادرة سوق دبي الحرة الخضراء «ازرع شجرة، ازرع إرثاً» التي أُطلقت عام 2021، توسعت غابة سوق دبي الحرة عالمياً، وتُدعى حالياً «غابة سوق دبي الحرة العالمية». وستزرع 2000 شجرة إضافية في إندونيسياً ومدغشقر وغواتيمالا، وهي بلدان مُدرجة كجبهات إزالة للغابات، بحسب تصنيف الصندوق العالمي للطبيعة «دبليو دبليو إف». وتبنت سوق دبي الحرة أيضاً استراتيجية استدامة مؤسسية تُدعى «أحبوا الأرض»، وتعمل مع مورديها لضمان الالتزام بذلك.

إنجازات

ما أكثر الإنجازات الشخصية أهمية طوال هذه العقود الأربعة؟

كانت هناك الكثير من لحظات الفخر، لكن أبرزها يجب أن يكون شعوري بالفخر ببنائنا أكبر سوق حرة على مستوى العالم من حيث إجمالي المبيعات، كانت حقاً رحلة نمو مذهلة، من مبيعات بقيمة 20 مليون دولار في العام الأول، إلى مبيعات سنوية تُقدر بملياري دولار. وكانت البداية مع طاقم عمل قوامه 100 شخص، والآن يصل إجمالي عدد العاملين في سوق دبي الحرة إلى نحو 5400 شخص، وهذا إنجاز يستحق الفخر. لم يكن كل هذا ممكناً دون الدعم المقدم من فريقي في سوق دبي الحرة، وأسرتي، خاصة زوجتي، وبالتأكيد، فأنا ممتن لرئيسي، سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، لدعمه، وتشرفت للغاية بأن عملت معه عن كثب طيلة هذه الأعوام.

وأشعر بسعادة غامرة لعملي في هذه الصناعة طيلة 54 عاماً، 40 منها في سوق دبي الحرة. أنا مسرور للغاية لأني قررت المكوث في دبي عندما تلقيت عرضاً من المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني حينذاك، محي الدين بن هندي، للبقاء لعامين بعد اكتمال مشروعنا بافتتاح العمل في 1983، وكانت قصة جميلة منذ حينها.

وفي خضم الرحلة إلى القمة، حصلت سوق دبي الحرة على 760 جائزة، بعضاً منها شخصية، بينها جائزة دبي للإنجاز الحكومي «الموظف الأكثر تميزاً» في عام 2000. كنت حينها غير الإماراتي الأول الذي يحصل على الجائزة. أما في بلدي، فقد تشرفت بالحصول على جائزة «الرئاسة الإيرلندية للخدمة المتميزة» عن فئة الأعمال والتعليم في 2014.

أهدافنا:

 

1 - توفير خدمة عملاء متميزة على مستوى عالمي

2 - تقديم مجموعة واسعة من المنتجات عالية الجودة

3 - إتاحة قيمة مقابل المال في بيئة تركز على العملاء

4 - الترويج لدبي من خلال الرعايات الرياضية

 

محركات النمو:

 

1 - التوسع وتحديث بيئة البيع بالتجزئة بشكل مستمر

2 - العمل مع الموردين لعرض مجموعة واسعة من المنتجات

3 - الاستثمار في الجانب الرقمي وتقديم خدمة متميزة للعملاء

4 - العروض الترويجية الكثيرة والتي تضمن انتشاراً وإنفاقاً أكبر

Email