رئيس القطاع الرقمي في المجموعة والرئيس التنفيذي لبوابة المقطع لـ«البيان»:
الظاهري: 210 ملايين جرعة لقاح توصلها «ائتلاف الأمل» عبر تقنية بلوك تشين عالمياً
قالت الدكتورة نورة الظاهري، رئيسة القطاع الرقمي في مجموعة موانئ أبوظبي والرئيس التنفيذي لبوّابة المقطع، إن البوابة المختصة بدعم ورقمنة أنشطة التجارة العالمية في موانئ أبوظبي، تمكنت من المساهمة في توصيل ما يزيد على 210 ملايين جرعة من لقاحات «كوفيد 19» المختلفة إلى أكثر من 60 دولة حول العالم في 2021 بواسطة تقنية بلوك تشين، وذلك من خلال دورها كأحد شركاء «ائتلاف الأمل»، مشيرة إلى وجود خطط لدى الائتلاف لتوسيع مجال انتشار توزيع اللقاحات إلى المناطق التي تحتاج للقاحات أكثر من غيرها.
وأوضحت الدكتورة الظاهري في حوار خاص لـ«البيان الاقتصادي» أن استخدام تقنية بلوك تشين نجح في تتبع مصدر وسير رحلة التطعيمات والحد من أي محولة للعبث باللقاحات أثناء شحنها، مؤكدة أن مجموعة موانئ أبوظبي مساهم رئيسي في الارتقاء بالقطاع البحري في دولة الإمارات إلى مرحلة من الابتكار والتطور في الأداء.
وفيما يلي نص الحوار:
دور
*ما هو الدور الذي تضطلع به بوابة المقطع كأحد شركاء «ائتلاف الأمل»؟
أظهرت جائحة «كوفيد 19» أنّ الحكومات والشركات والشعوب حول العالم قادرة على توحيد جهودها في الظروف الصعبة والعمل سوياً في سبيل إنقاذ الأرواح البشرية. يضم «ائتلاف الأمل» ستة شركاء هم: دائرة الصحة في أبوظبي والاتحاد للشحن ومجموعة موانئ أبوظبي و«رافد» وبوابة المقطع وسكاي سيل، وهو يعكس التزام أبوظبي بالجهود العالمية التي تهدف إلى التصدي لهذه الجائحة.
ويدير شركاء «ائتلاف الأمل» اليوم أحد أكبر حلول سلاسل التوريد التي ترتكز على التكنولوجيا في العالم، ويملكون القدرات الكاملة لتوصيل لقاحات «كوفيد 19» بأمان وكفاءة إلى 250 وجهة حول العالم لحماية البشرية.
وبصفتنا أحد شركاء «ائتلاف الأمل»، نوفر في بوابة المقطع التكنولوجيا التي تتيح إدارة عمليات نقل اللقاحات بدءاً من مرحلة الإنتاج، ووصولاً إلى مرحلة التطعيم. ونحن الجهة الوحيدة المسؤولة عن توفير حل رقمي متكامل يتيح معالجة التحديات اللوجستية المرتبطة بالتخطيط وعمليات نقل اللقاحات وتتبعها وتوصيلها إلى وجهتها النهائية على المستويين المحلي والعالمي.
نظام
*قمتم قبل فترة ببدء تشغيل نظام إدارة اللقاحات «إم يونيتي - mUnity»، ما دور نظام «إم يونيتي - mUnity» في بوابة المقطع؟
قمنا في بوابة المقطع بتطوير نظامنا الخاص لإدارة اللقاحات «إم يونيتي - mUnity» للمساعدة في مواجهة التحديات المختلفة في سلسلة التوريد الحالية، وذلك بهدف تقديم حل متكامل لسلسلة توريد اللقاحات يسهم في الحد من الهدر ويضمن سلامة اللقاحات وفعاليتها. وتجدر الإشارة إلى أن اللقاحات تحتاج إلى درجة حرارة محددة، إذ إن أي تغيير أو انحراف في درجات حرارة التخزين البارد أو فائق البرودة على فترات زمنية مطولة قد يجعلها تفقد فعاليتها.
وباستخدام التكنولوجيا الرقمية التي تمت تجربتها واختبارها، والتي قمنا بتطويرها في البداية لإدارة الشحنات البحرية وأنشطة الجهات الموجودة والعاملة في الموانئ، يوفر نظام «إم يونيتي - mUnity» مزايا كتقنية البلوك تشين التي تتيح تتبع اللقاحات التي يقوم «ائتلاف الأمل» بتوصيلها والتحقق من تخزينها بدرجة حرارة ملائمة خلال رحلتها الكاملة على طول سلسلة التوريد الخاصة بنا. ومن خلال توفير إمكانية تتبع اللقاحات بشكل كامل وغير قابل للتغيير والحرص على دقة المعلومات، يزود النظام البلدان والمجتمعات التي نخدمها براحة البال حيال أمن اللقاحات التي نقوم بتوصيلها وفعاليتها.
إنترنت الأشياء
* كيف تسهم التقنيات الجديدة مثل إنترنت الأشياء والبلوك تشين في تتبع مخزون اللقاحات ودفعات الشركات المنتجة لها؟
يمتاز نظام «إم يونيتي - mUnity» بقدرة عالية على تتبع كل لقاح بطريقة شاملة، بدءاً من شركات الإنتاج، ووصولاً إلى مراكز التطعيم في وجهات مختلفة حول العالم.
وبحسب البيانات المتوفرة، يتمتع النظام بالقدرة على تتبع جرعات اللقاحات من لحظة إنتاجها ووصولاً إلى إعطائها للأفراد.
أما تقنية البلوك تشين، فتضمن تخزين المعلومات المرتبطة بكل لقاح بشكل دائم، حيث تكون غير قابلة للتغيير ضمن النظام، ما تتيح تتبع كافة البيانات وتحد من إمكانية العبث بها. وتوفر هذه التقنية أيضاً قدرات إضافية تسهم في توفير الوقت والمجهود والموارد من خلال تفعيل المعاملات الرقمية. فتمكّن تقنية البلوك تشين الوصول بسهولة إلى أي معلومات أو بيانات مخزنة في النظام بشكل فوري، ما يتيح اتخاذ القرارات بسرعة والحدّ بالتالي من التكاليف التشغيلية.
مخاطر
*ما هي المشاكل اللوجستية التي تسهم بوابة المقطع في معالجتها في سبيل التأكد من أن اللقاحات أصلية (غير مزيفة، المخزون، التخزين، إلخ)؟
تسهم تقنية البلوك تشين في معالجة كافة المخاطر اللوجستية المحتملة من خلال توفير المعلومات الفورية حول كافة اللقاحات المخزنة، بالإضافة إلى التحكم بمؤشرات بيئة التخزين على طول سلسلة التوريد بما في ذلك معدلات تخزين اللقاحات وضبط درجات الحرارة والمخزون وحجم اللوازم الإضافية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يجري توثيق كل معاملة على طول سلسلة التوريد في نظام البلوك تشين، حيث تتوفر شروط الأمان والخصوصية. وتسهم هذه السلسلة من البيانات الغير القابلة للتغيير في الحد من احتمالات ظهور شحنات، وتسليط الضوء على أي محاولة للعبث باللقاحات أثناء شحنها.
وبالإضافة إلى ذلك، تساعدنا هذه التقنية على تأمين الشفافية والامتثال للأنظمة والمعايير، وتضمن السرعة في التسليم وهو التحدي الأكبر في التعامل مع شحنات اللقاحات والخدمات اللوجستية ذات الصلة بها. وبفضل قدرات شركائنا في «ائتلاف الأمل»، استطعنا مواجهة تحدي السرعة الذي يؤثر بشكل كبير على فعالية توصيل اللقاحات.
أهداف
*ما هي بعض أهداف بوابة المقطع و«ائتلاف الأمل» وخططهما المقرّرة للعام المقبل؟
أدركنا أثناء القيام بعملنا أن توصيل اللقاحات إلى تلك البلدان فقط لم يكن كافياً، ما أوجب علينا تطوير حل الميل الأخير الذي يمكن البلدان ذات القدرات المحدودة في مجال سلاسل التبريد والرعاية الصحية من تطعيم سكانها فور وصول شحنات اللقاحات إليها. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، قمنا بدمج عمليات توصيل اللقاحات بعمليات نشر الطواقم والمعدات اللوجستية الطبية من خلال برنامج تقديم خدمة الدعم المحلي خارج دولة الإمارات.
ونسهم بفضل هذه الخدمات في تقليل الوقت الذي يفصل بين توصيل اللقاحات إلى البلدان المحتاجة لها وتقديمها لمحتاجيها، في ظلّ حرصنا على أن تحدث كل جرعة لقاح فرقاً في حياة محتاجيها.
رسالة
*في ظلّ تحوّل دولة الإمارات إلى مركز رئيسي للتجارة العالمية، ما هي الرسالة الرئيسية التي تودون أن تتوجهوا بها إلى العالم؟
يُعدّ التسابق على حملات التطعيم العالمية لمواجهة «كوفيد 19» التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم في مجال الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية. ونفخر في «ائتلاف الأمل» بقدرتنا على توظيف التكنولوجيا والعلوم والشراكات اللازمة لتوصيل اللقاحات إلى مختلف أنحاء العالم بفعالية وكفاءة.
مهمتنا لا تنتهي هنا، بل يتعيّن علينا المساهمة في إيجاد التوازن بين العرض والطلب العالميين على لقاحات «كوفيد 19» من خلال توفير الفرص العادلة للجميع، وذلك إلى حين انتهاء معظم دول العالم من حملات التطعيم. وبينما نواصل تقديم أعلى مستوى من الخدمات اللوجستية المرتبطة باللقاحات، أؤكد من جديد على الدور المحوري الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة للارتقاء بحلولنا اللوجستية في سبيل خدمة الإنسانية.
بوابة المقطع ركيزة لتمكين التحوّل الرقمي
أكدت الدكتورة نورة الظاهري، رئيسة القطاع الرقمي في مجموعة موانئ أبوظبي والرئيس التنفيذي لبوّابة المقطع، أن المجموعة تدعم الارتقاء بالقطاع البحري في دولة الإمارات إلى مرحلة من الابتكار والتطور في الأداء.
مرحلة جديدة
وأوضحت أن بوابة المقطع، باعتبارها إحدى الشركات التابعة للمجموعة، تشكل ركيزة أساسية تساعد على تمهيد الطريق نحو مرحلة جديدة من التحول الرقمي. وكجزء من مهمتنا في بوابة المقطع، قدمنا عدداً من الحلول المتطورة والمبتكرة لتعزيز التجارة ومساعدة الجهات الموجودة والعاملة في الموانئ.
وأضافت أننا نذكر هنا بالتحديد تطوير نظام «المقطع بي سي أس» («أم بي سي أس - mPCS»)، وهو النظام الأول المخصص للجهات الموجودة والعاملة في الموانئ في دولة الإمارات، والذي يتيح تبادل المعلومات بطريقة آمنة وموحدة بين الشركات والعملاء والهيئات الحكومية.
موقع موحد
وأوضحت الدكتورة نورة الظاهري أن تطوير نظام «أم بي سي أس – mPCS» أدى بدوره إلى ابتكارات جديدة نذكر منها إطلاق منصة التجارة والخدمات اللوجستية المتقدمة («اطلب - ATLP») التي قامت بوابة المقطع بتطويرها وتشغيلها تحت إشراف دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي. وتعد هذه المنصة اليوم بمثابة موقع موحد يستطيع من خلاله كافة المشغلين الاقتصاديين والجهات الحكومية طلب الخدمات والحصول عليها عبر البحر والبر والجو والمناطق الصناعية والحرة. ويسهل نظام «اطلب» على المستخدمين تلبية احتياجاتهم المرتبطة بسلاسل التوريد والتجارة وإدارة مواردهم بفعالية أكبر من خلال توفير أكثر من 700 خدمة والحلول الموحدة للدفع، بالإضافة إلى ربط 40 جهة حكومية بهذه المنصة على طول سلسلة القيمة.
