نائب رئيس «هواوي» لأعمال الطاقة الرقمية لـ «البيان»:

يانغ: الإمارات تلعب دوراً هاماً في مستقبل الطاقة المستدامة عالمياً

تشارلز يانغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال تشارلز يانغ، النائب الأول لرئيس «هواوي» ورئيس التسويق والمبيعات والخدمات العالمية لأعمال الطاقة الرقمية، إن الإمارات ستلعب دوراً هاماً في مستقبل الطاقة المستدامة للعديد من الدول الأوروبية ودول العالم، مؤكداً أن عملاق التقنية ستتعاون من خلال شركتها الجديدة «هواوي للطاقة الرقمية» التي أطلقتها في دبي مؤخراً مع الجهات المختصة في الدولة لدعم «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» والتي تهدف إلى التحول من استخدام الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة.

وأضاف يانغ في حوار مع «البيان» إن التقنيات الرقمية في إدارة الطاقة والبيانات التي ستوفرها «هواوي» ستلعب دوراً رئيسياً في مواجهة التغير المناخي من خلال توفير حلول الإدارة الفعالة لأنظمة تخزين الطاقة باعتبارها واحدة من أكبر التحديات التي تواجه قطاع الطاقة. وفيما يلي نص الحوار:

 

* باعتبارها شركة أطلقت أعمالها مؤخراً في الإمارات، كيف ستلبي أعمال هواوي للطاقة الرقمية احتياجات السوق؟

- نعتقد أن قطاع الطاقة دخل عصر «الطاقة الرقمية». لذا، نعمل على تحقيق التكامل بين التقنيات الرقمية وإلكترونيات الطاقة وتطوير الطاقة النظيفة وتمكين التحول الرقمي في قطاع الطاقة وتنمية أعمال القطاع بأكمله بما يتناسب مع أهداف مستقبل مستدام أفضل بالاعتماد على الطاقة النظيفة.

ونركز في الوقت الحالي على توليد الطاقة النظيفة وتعزيز الاعتماد على التقنيات الرقمية في إنتاج الطاقة والنقل الكهربائي والبنية التحتية النظيفة لتقنية المعلومات والاتصالات والطاقة الذكية والمتكاملة. وتوفر أعمال «هواوي» للطاقة الرقمية العديد من المنتجات والحلول التي تشمل جميع المجالات، بما فيها الطاقة الكهروضوئية الذكية ومرافق مراكز البيانات ومرافق توليد الطاقة في الموقع ونظام «mPower» للطاقة والطاقة المدمجة والطاقة الذكية والمتكاملة.

 

* ما الذي تعتمد عليه «هواوي» في قطاع الطاقة؟

- نسهم في تلبية متطلبات عملائنا واحتياجات شركات الاتصالات وتوفير حلول الطاقة المتكاملة التي تسهم في الحد من استهلاك الطاقة والانبعاثات من أجل تحقيق الحياد الكربوني. لذا، اعتمدنا على خبرتنا التي تمتد على مدار العديد من الأعوام في التقنيات الرقمية وإلكترونيات الطاقة لتأسيس شركة هواوي تكنولوجيز للطاقة الرقمية المحدودة في يونيو 2021. وتعتمد الشركة على خبرتها في التقنيات الرقمية وحلول الطاقة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة لمساعدة العملاء على تنفيذ عمليات التشغيل والصيانة بطرق مرنة أكثر سهولة تتمتع بالكفاءة وانخفاض التكاليف من خلال توفير مصادر الطاقة النظيفة لتي توفر أداءً ثابتاً.

وتشهد العديد من الدول بما فيها دول منطقة الشرق الأوسط توجهاً متزايداً للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة للحد من الانبعاثات الكربونية. وتتميز المنطقة بوجود مساحات كبيرة غير مستغلة وسطوع شمسي مثالي، مما يتيح نقل الطاقة الكهروضوئية وتيار الجهد العالي على أكمل وجه. كما يمكن نقل فائض الطاقة إلى الدول الأوروبية، مما يسهم في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة فيها، بالإضافة إلى ضمان الاكتفاء الذاتي من إمداد دول الشرق الأوسط بالكهرباء.

 

* ما هي الخدمات والمجالات التي تضعها وحدة أعمال هواوي للطاقة الرقمية في مقدمة أولوياتها في الشرق الأوسط؟

- يجب أن نذكر بداية بأنه لا يمكن لأي شركة أن تتمكن من تحقيق تغييرات كبيرة في قطاع الطاقة بمفردها، إذ يتطلب الأمر تضافر الجهود واتخاذ إجراءات مشتركة وتعزيز التعاون من أجل تكاملية العمل على بناء مستقبل مستدام ومنخفض الكربون.

بناء نظام جديد قائم على الطاقة المتجددة هو أحد المقومات الأساسية لتحقيق الحياد الكربوني، حيث يتم توليد الطاقة ونقلها وتوزيعها واستهلاكها وتخزينها بالاعتماد على التقنيات الرقمية وإلكترونيات الطاقة. وستعتمد هواوي على خبرتها في هذا المجال بالتعاون مع شركائها لتحقيق التحول الرقمي في قطاع الطاقة ودفع عجلة التطوير في العديد من القطاعات. كما سنعمل على تمكين توليد الكهرباء بالاعتماد على الطاقة النظيفة وتعزيز النقل النظيف وإنشاء مواقع نظيفة ومراكز بيانات صديقة للبيئة. ونحن نستفيد من مميزات دمج وتكاملية حلول الطاقة مع التقنيات الأخرى المتطورة وفي مقدمتها الجيل الخامس، بالإضافة للسحابة الالكترونية والذكاء الصناعي وغيرها.

ومن خلال هذه الجهود، نسهم في دعم العملاء والمجتمع لتوفير مبانٍ ومقرات عمل ومدن منخفضة الكربون من أجل تحقيق الحياد الكربوني في أقرب وقت ممكن.

 

* كيف يمكن تحقيق التكامل بين التقنيات الرقمية وإلكترونيات الطاقة من الناحية العملية؟

- تتمتع هواوي بخبرة كبيرة في التقنيات الرقمية بما فيها تقنيات شبكات الاتصالات والذكاء الاصطناعي وقدرات الحوسبة السحابية. ومن خلال الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتتبع - على سبيل المثال – يمكننا توفير نظام ذكي لمراقبة العمليات التشغيلية والتتبع من أجل تحديد زاوية التتبع المثالية، مما يسهم في تعزيز إنتاجية الطاقة بنسبة 1% مقارنة بالطرق التقليدية. أما في المرافق المخصصة لمراكز البيانات، نعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي للحد من استهلاك الطاقة وتعزيز كفاءة الاستهلاك. وفي مرافق الطاقة ضمن المواقع، نساعد شركات الاتصالات على نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتنفيذ جدولة الذروة في المحطات الأساسية وتحسين استخدام البطاريات والحد من تكاليف الكهرباء والانتقال بها نحو مرحلة جديدة من صداقة البيئة.

 

* أصبحت مراكز البيانات مصدر قلق في الوقت الحالي لأنها تستهلك كميات كبيرة من الطاقة. هل ستركز هواوي على هذا المجال المهم؟

- بحلول عام 2030، ستدخل البشرية عصر البيانات التي تقاس بواحدة اليوتابايت (YB)، حيث كل واحد يوتابايت يساوي1000 زيتابايت(ZB). وسيصل حجم البيانات الجديدة التي يتم إنتاجها في جميع أنحاء العالم إلى 1.003 زيتابايت أي أكبر بعشرين مرة مقارنة بالعام 2020. وبالتالي فإن البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات هي من المقومات الأساسية للعالم الرقمي وتستهلك كميات كبيرة من الطاقة. وسيؤدي تسارع تخزين ونشر البيانات إلى مزيد من التحديات في استهلاك الطاقة في البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، حيث تستهلك مراكز البيانات حوالي 1% من الطاقة على المستوى العالمي وفقاً لأرقام عام 2019. وتشير تقديرات «نظام البيانات» إلى أن مراكز البيانات قد تستهلك (1/5) من الطاقة على المستوى العالمي بحلول عام 2025.

وتواجه مراكز البيانات تحديات أخرى مثل الأعمال الإنشائية التي تستغرق وقتاً طويلاً واستهلاك الطاقة على المستوى العالمي وصعوبة تنفيذ عمليات التشغيل والصيانة، لذا يجب أن يتم الاعتماد على المصادر النظيفة والمواد القابلة لإعادة التدوير في إنشاء مراكز البيانات. وبالتالي سيزداد الاعتماد على العناصر الإنشائية مسبقة الصنع والتي تم تجميعها. وتلتزم هواوي بنظام التصميم «النموذجي الذكي». ومن خلال إعادة التصميم والتبريد والطاقة، يمكننا بناء الجيل الجديد من مراكز البيانات الآمنة صديقة البيئة التي تؤدي الغرض على مستوى الطموحات المستقبلية المتمثلة بمساعدة المؤسسات على الحد من الفترة اللازمة للبناء إلى النصف وتحقيق الأرباح في وقت قصير والحد من استهلاك الطاقة من 8% إلى 15%.

 

* كيف تسهم التقنيات الرقمية في تغيير أنظمة تخزين الطاقة باعتبارها واحدة من أكبر التحديات التي تواجه قطاع الطاقة؟

- تصل نسبة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الأنظمة الكهربائية في الوقت الحالي إلى 40% على المستوى العالمي. لذا، سنركز على بناء أنظمة جديدة تعتمد على الطاقة المتجددة من أجل تحقيق الحياد الكربوني، ولكن المشكلة الرئيسية هي أن مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح لا توفر أداءً ثابتاً وتعاني من التقطعات. وفي ظل تزايد مصادر الطاقة المتجددة، ينبغي نشر المزيد من أنظمة التخزين عبر عمليات توليد الطاقة ونقلها وتوزيعها واستهلاكها لتعمل هذه الأنظمة كخزانات لحفظ الطاقة وتنظيمها.

وفي أنظمة التخزين التقليدية - على سبيل المثال - يؤدي عدم التناسق بين بطاريات الليثيوم إلى مشاكل مثل انخفاض سعة التخزين وعمر البطارية القصير ومخاطر السلامة. ومن خلال الاعتماد على تقنيات وإلكترونيات الطاقة التي يمكن التحكم بها، سنتمكن من التغلب على مشكلة الأداء المتغير لبطاريات الليثيوم.

 

* ما أهداف الشركة وطموحاتها لتنمية أعمالها في المنطقة في عام 2022؟

- يعتبر الشرق الأوسط في الوقت الحالي من المناطق الرئيسية المنتجة للطاقة والرائدة في مجال استكشاف أنظمة الطاقة البديلة على المستوى العالمي. وركزت العديد من الرؤى والاستراتيجيات التنموية لدول المنطقة على التخلص من الانبعاثات الكربونية وتحقيق التنمية النظيفة. وتعتبر «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050» واحدة من الأمثلة على توجهات دول المنطقة، حيث تبذل الإمارات جهوداً كبيرة للتحول من توليد الطاقة بالاعتماد على الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة. وستؤدي التقنيات الرقمية مثل تقنيات الطاقة لتي توفرها هواوي دوراً رئيسياً في مواجهة التغير المناخي وتنفيذ استراتيجيات العديد من دول المنطقة التي تهدف للوصول إلى صافي صفر انبعاثات.

نتعاون مع كافة الجهات العامة والخاصة في الشرق الأوسط لتحقيق التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وبناء مستقبل أفضل ونظيف بالاستفادة من التقنيات الرقمية للطاقة. واتخذت هواوي إجراءات ملموسة يمكن التحقق منها للتحكم بالانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمالها وأعمال الموردين والشركاء. وفي عام 2016، تم إقرار الحد من انبعاثات الكربون بنسبة 30% من مبيعات الشركة مقارنة بعام 2012. وتجاوزت هواوي هذه النسبة بتمكنها من الحد من الانبعاثات بنسبة 33.2% في العام الماضي. ونواصل جهودنا في هذا المجال، حيث وضعنا أهدافاً جديدة لعام 2025 تتمثل بالحد من الانبعاثات الكربونية بنسبة إضافية قدرها 16% مقابل المبيعات، ونسعى جاهدين لتعزيز كفاءة الطاقة في منتجاتنا بـ2.7 مرة.

خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، أعلنت هواوي أنها بنهاية شهر سبتمبر 2021، ساهمت في إنتاج الطاقة النظيفة بما يصل إلى 443.5 مليار كيلو واط ساعي والحد من استهلاك الكهرباء بـ13.6 مليار كيلو واط ساعي والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بـ210 مليون طن أي ما يعادل زراعة 290 مليون شجرة. وقدمت الشركة رؤيتها لمواجهة التغير المناخي بالاعتماد على الابتكارات التقنية وبناء مجتمع ذكي منخفض الكربون.

نعتقد أن وحدة أعمال هواوي للطاقة الرقمية يمكن أن تسهم بشكل كبير في تنفيذ استراتيجيات التحول الوطنية التي تهدف إلى بناء مستقبل أفضل ونظيف. ويعكس اختيار مدينة دبي في الإمارات لتنظيم القمة العالمية للطاقة الرقمية أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لأعمال هواوي للطاقة الرقمية. ونرى أن هناك فرصاً كبيرة لتنمية أعمالنا في المنطقة، حيث طورت هواوي العديد من التقنيات الرقمية وإلكترونيات الطاقة بفضل استثماراتها في البحث والتطوير على المدى الطويل. كما نعتقد بأن الطاقة صديقة البيئة المنتجة في الإمارات ودول الخليج ستلعب دوراً هاماً في مستقبل الطاقة المستدامة للعديد من الدول الأوروبية ودول العالم. وهواوي تضع في مقدمة أولوياتها تعزيز أعمال شركائها وتوفير نظام إيكولوجي يتيح المزيد من أطر التعاون المستقبلي من أجل تحقيق النجاح المشترك.

Email