الرئيس التنفيذي لسلطة المركز في حوار مع «البيان الاقتصادي»:

عارف أميري: «دبي المالي العالمي» يستضيف 1000 شركة مالية بنهاية 2021

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، عن أن المركز يدرس إطلاق المزيد من المبادرات النوعية الجديدة، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها في الوقت المناسب.

وقال في حوار مع «البيان الاقتصادي»، إن المركز يقوم بدراسة منتجاته بدقة متناهية ويقدم العديد من الخيارات بناءً على سجل المستثمرين ونوع أعمالهم، مضيفاً إن من أبرز الأمثلة على المبادرات التي تم إطلاقها مؤخراً، ترخيص الابتكارات أو إطار عمل رأس المال الاستثماري.


وأضاف عارف أميري إن المركز يَمضي قدماً نحو تحقيق هدفه الاستراتيجي المقرر لعام 2024 في احتضان 1000 شركة مالية بحلول نهاية 2021، ونلتزم في هذا السياق تطوير بنية تحتية متقدمة تساهم في بلورة مستقبل القطاع المالي.. وفي ما يلي نص الحوار:


ما أبرز خطط المركز لعام 2021؟


يفخر المركز بالمساهمة في تنفيذ خطة دبي 2021 الرامية إلى الارتقاء بمكانة الإمارة وجهةً عالميةً في مختلف المجالات، وقد واصل المركز تصدّر مشهد الابتكار في 2020 ولعب دوراً ملحوظاً في نشر الحلول الرقمية عبر قطاع الخدمات المالية.
وفي إطار خططه لعام 2021، يواصل المركز جهوده لبلورة مستقبل القطاع المالي والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام لدبي والمنطقة عموماً، ويحتضن أكثر من 350 شركة متخصصة في مجالات التكنولوجيا المالية والابتكار، أي أكثر من نصف الشركات العاملة في هذا القطاع في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وباعتباره جزءاً من «حي دبي للمستقبل»، يحظى دور المركز بالدعم لتحفيز الابتكار وتسريع وتيرة نموّ القطاعات المستقبلية والاقتصاد الرقمي. كما يلعب «إنوفيشن هب» - الذي تم إطلاقه العام الماضي - ونسعى لتطوير إمكاناته هذا العام، دوراً رئيساً في حفز هذا التقدم باعتباره منظومة التكنولوجيا الشاملة الوحيدة من نوعها في المنطقة.
وتدعم القوى العاملة دور المركز المالي في تطوير المهارات وإثراء تنوعنا الثقافي، ولذلك سنواصل تركيزنا هذا العام على خلق بيئة العمل المثلى لاجتذاب أصحاب الكفاءات والاحتفاظ بها.


أداء استثنائي
ما تقييمك لأداء المركز أثناء الجائحة؟


حقق المركز أداءً استثنائياً على جميع المقاييس رغم التحديات التي فرضتها الجائحة على مستوى العالم، إذ تمكّن المركز، وآلاف الشركات العاملة فيه، من التأقلم سريعاً مع الواقع الجديد وخلق فرص بديلة. وفي 2020، واصل المركز اجتذاب المواهب المالية والاحتفاظ بها، إذ ارتفع عدد العاملين في المركز بمعدل سنوي بلغ 4.4%، ما يجسد إنجازاً حقيقياً في ظل أزمة الجائحة العالمية، فيما أضاف متعاملو المركز 1135 وظيفة جديدة ليتجاوز إجمالي عدد الوظائف 26 ألفاً و770 وظيفة.


ويواصل المركز أيضاً تركيزه على تعزيز مكانته وجهةً لاحتضان وتطوير أفضل المواهب المالية في المنطقة. وفي هذا السياق، عقد شراكات جديدة مع العديد من مؤسسات التطوير المهني في 2020، بما فيها المعهد القانوني للأوراق المالية والاستثمار، والجمعية الدولية للامتثال، ويرتبط المركز باتفاقيات مع 30 مؤسسة تعليمية وجهة حكومية في إطار مساعيه لتطوير الكوادر البشرية.


وبطبيعة الحال، ارتكزت استجابة المركز لتحديات «كوفيد 19» على الإجراءات السريعة التي اتخذتها الهيئات الحكومية. فتم إصدار توجيهات مؤقتة لدعم الموظفين وأصحاب العمل في المركز، وترافق ذلك مع إجراءات تحفيزية عدة أدت إلى خروج المتعاملين من الأزمة أقوى مما كانوا عليه قبلها.


وساهمت هذه التوجيهات أيضاً في استقرار الوظائف في الشركات التي تأثرت بالجائحة. وفي هذا السياق، ينوّه المركز بالجهود الحكومية الاستثنائية ودور الزملاء والشركاء وأصحاب المصلحة وجميع العاملين في الخطوط الأمامية الذين ساهموا في الحفاظ على صحة موظفي المركز وزوّاره.


دروس مستفادة
ما الدروس المستفادة من الجائحة؟ وما التحوّل الرئيس الذي سيشهده المركز في الفترة المقبلة؟


تم تطبيق البرنامج لضمان استمرار الأعمال، والمساعدة على حماية قطاع الخدمات المالية وجميع الشركات العاملة في المركز على مستوى التكلفة، علاوة على ضمان امتثالها للمتطلبات القانونية المختلفة عبر منح الشركات مزيداً من الوقت لتحقيق ذاك الامتثال، ومنح المزيد من المرونة لجهات التوظيف في المركز وتعزيز حماية الموظفين.


ومع استمرار التركيز على تحقيق استراتيجية 2024، نعمل على تسريع وتيرة النمو من خلال إطلاق المبادرات المتنوعة لاغتنام الفرص التي يحملها المستقبل في القطاع المالي.


حوافز وتسهيلات
كيف استفاد المركز من الحوافز والتسهيلات الاقتصادية التي أطلقها في أبريل 2020؟


يبدو تميز أداء المركز جلياً في النتائج التي حققها، بعد أن سجل معدلات نمو لافتة حتى في فترة الإغلاق الشامل، وعكف على إطلاق العديد من المبادرات في تلك الفترة من العام الماضي.
وسيتذكر العملاء دائماً وقوفه إلى جانبهم في الفترة التي كانوا بحاجة للمساعدة والدعم. وقد تمكن من تحقيق تلك النتائج بدعم من قنواته الرقمية، وكان من أوائل المؤسسات التي أظهرت جهوزيتها للتحول نحو نموذج العمل عن بعد، ومساعدة عملائه وشركائه على تأمين احتياجاتهم.


مبادرات مبتكرة
هل تخططون لإطلاق المزيد من تلك المبادرات والحوافز قريباً؟


يدرس المركز منتجاته بدقة متناهية ويقدم العديد من الخيارات بناءً على سجل المستثمرين ونوع أعمالهم، ومن أبرز الأمثلة على المبادرات المبتكرة التي أطلقها مؤخراً، ترخيص الابتكارات أو إطار عمل رأس المال الاستثماري، فيما يعتزم إطلاق المزيد من المبادرات التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها في الوقت المناسب.


زيادة تاريخية
كم شركة جديدة انضمت للمركز في 2020؟


شهد المركز في 2020 تسجيل أكبر زيادة سنوية منذ تأسيسه في عدد الشركات الجديدة المنضمة إليه. وتنشط الآن 2919 شركة بارتفاع 20% على أساس سنوي (منها 915 شركة مختصة بالخدمات المالية والابتكار)، ويساهم تنوع الشركات الجديدة في زيادة اتساع وعمق المركز. ويقود المركز مسار النمو عبر جميع قطاعات الأعمال، الأمر الذي يعكس عمق واتساع نطاق أعماله، ويعزز سمعة دبي العالمية قاعدةً مثلى لتطوير أنشطة الأعمال في مواجهة تحديات الجائحة العالمية.


ويضطلع المركز أيضاً بدور ريادي في تحقيق استراتيجية دبي للابتكار ورؤيتها الرامية إلى تطوير مستقبل القطاع المالي، إذ شهد المركز تسجيل 189 شركة جديدة في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار في 2020، وهذا أكثر من ضعف عدد الشركات المنضوية ضمن منظومتنا التقنية.


وجهة الابتكار
كيف نجح المركز في تعزيز مكانته وجهةً لشركات التكنولوجيا المالية والابتكار؟


تمكن المركز في السنوات الأخيرة من ترسيخ مكانته الريادية عبر خلق بيئة عمل مستقرة وداعمة ومحفزة على الابتكار، فأصبح قطباً رئيساً لتطوير أعمال التكنولوجيا المالية في المنطقة. ولا يدخر المركز جهداً في توفير مقومات النمو السريع للشركات الابتكارية الناشئة التي ترسم مستقبل الأسواق والخدمات المالية.


وفي عام 2020، ارتفع عدد شركات التكنولوجيا المالية والابتكار المسجّلة لدى المركز بنحو ثلاثة أضعاف ليصل إلى 303 شركات، ونجحت الشركات الناشئة المسجّلة ضمن برنامج «فينتك هايف» في مركز دبي المالي العالمي في جمع أكثر من 1.1 مليار درهم (298.8 مليون دولار) لتسريع وتيرة نموّها.


وشهد عام 2021 بدايةً جيدة للمركز، وجاء أداؤه مدفوعاً بتحسن البيئة الاقتصادية عموماً، والجهود التي بذلتها القيادة الرشيدة للتخفيف من تداعيات الجائحة العالمية، وإطلاق برنامج التطعيم الوطني وحزم وإجراءات الدعم الاقتصادي. ونتطلع بتفاؤل كبير للعام الجاري، ويوجه تركيزه لتحقيق المزيد من التقدم في الفترة المقبلة، ولا سيما مع استعداد دبي لاستضافة الحدث العالمي المرتقب «إكسبو 2020 دبي».


أصول عاملة
كم يبلغ إجمالي حجم الأصول العاملة في المركز؟


حقق المركز نمواً غير مسبوق في 2020، إذ ارتفع إجمالي قيمة الأصول المصرفية المدارة فيه بنسبة 6% إلى 189 مليار دولار، فيما بلغ حجم القروض الممنوحة من الشركات المُسجلة في المركز 64 مليار دولار في 2020. واستثمر مديرو محافظ إدارة الثروات والأصول في المركز المالي 203.5 مليارات دولار بزيادة 106%، مقارنة بـ99 مليار دولار في 2019، إذ بلغت القيمة الإجمالية لقطاع إدارة الثروات والأصول 528.5 مليار دولار، بينما تجاوز إجمالي الأقساط المكتتبة لقطاع التأمين 1.7 مليار دولار.


وتجلت مرونة المركز في حفاظه على أرباحه التشغيلية عند 125 مليون دولار، بما يعادل بشكل عام أرباحه التشغيلية عن عام 2019. وبشكل عام، ارتفع الحجم السوقي لأنشطة المركز في 2020 إلى 2.876 تريليون درهم (784 مليار دولار)، بزيادة 12% على أساس سنوي.


شراكات واتفاقيات
ما أبرز الشراكات والاتفاقيات الجديدة التي عقدها المركز على المستويين الإقليمي والعالمي في 2021؟


عقدنا في وقت سابق من العام الجاري اتفاقية شراكة مع «ماستركارد» لإطلاق برنامجها العالمي (Cyber Forward)، الذي يهدف إلى بناء منظومات رقمية آمنة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص. كما وقعت أكاديمية مركز دبي المالي العالمي اتفاقية شراكة مع «إد آيد» لتوفير تعليم رقمي عالمي المستوى. وتتيح هذه الشراكة مساحة مشتركة للعمل والدراسة للطلاب المسجلين في البرامج التعليمية عالمية المستوى عبر الإنترنت.


وانضم مركز دبي المالي العالمي كذلك إلى التحالف العالمي للمراكز المالية الدولية الذي يضمّ 19 مركزاً مالياً دولياً رائداً عبر أربع قارات. كما وقعنا مؤخراً اتفاقية تعاون مع «اقتصادية دبي» لتوحيد الجهود وتوسيع تحالف منصة تبادل بيانات العملاء «اعرف عميلك» المعتمدة على تقنيات بلوك تشين في الإمارات لتكون المنصة الوطنية الموحدة الأولى من نوعها على مستوى المنطقة.


واختارت «أدين»، المنصة العالمية للمدفوعات، مركز دبي المالي العالمي مقراً إقليمياً لعملياتها في المنطقة.


قوانين وتشريعات
ماذا عن القوانين التنظيمية التي يعتزم المركز إقرارها قريباً؟


يسعى المركز منذ تأسيسه قبل 16 عاماً إلى تحقيق التميز عبر تطوير قوانين وتشريعات عالمية المستوى. وواصل المركز تحديث قوانينه وتشريعاته وطرح أخرى جديدة التزاماً منه بأفضل الممارسات العالمية، الأمر الذي يكرس مكانته بصفته المركز المالي الرائد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوبي آسيا.


والمرة الأولى في المنطقة، ساهم قانون حماية البيانات الجديد في تطوير نظام حماية البيانات السابق لمركز دبي المالي العالمي لينسجم مع اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي. ويؤكد ذلك التزام المركز ضمان أمن البيانات، وحماية المعلومات، وتحقيق المرونة السيبرانية، كما ساهم قانون الإيجار الجديد بتوفير حماية أكبر لمالكي العقارات والمستأجرين على حدٍ سواء، وأتاح انسجام الإطار القانوني والتنظيمي للمركز مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية.


وانطلاقاً من أهمية حوكمة الشركات في ترسيخ سمعتنا مركزاً للتميز، أصدر مركز دبي المالي العالمي في أغسطس 2020 تعديلاً على قانون معيار التقارير المشتركة للارتقاء بمعايير الإفصاح عبر جميع الشركات العاملة فيه.
وأخيراً، حققت خطة صناديق مدخرات الموظفين في مكان العمل نجاحاً ملموساً في غضون عام واحد فقط على إطلاقها، فوصل حجم الأصول المدارة بحلول 1 فبراير 2021 إلى 127 مليون دولار. ولكونها الأولى من نوعها في المنطقة، تُعدّ خطة صناديق مدخرات الموظفين في مكان العمل نموذجاً مهماً يعكس سعينا المتواصل لإرساء أطر تنظيمية وقانونية مبتكرة وفق أفضل الممارسات.


50 عاماً
كيف تستعدون للخمسين عاماً المقبلة؟


يمضي المركز قدماً نحو تحقيق هدفه الاستراتيجي المقرر لعام 2024 في احتضان 1000 شركة مالية بحلول نهاية 2021، بعد تسجيل 915 شركة مالية في 2020، مع التزامه في هذا السياق تطوير بنية تحتية متقدمة تساهم في بلورة مستقبل القطاع المالي.


كما أن أداءه المتميز في 2020 والدعم الذي يقدمه للشركاء والمتعاملين ضمن إطار برنامج التحفيز الاقتصادي يسهمان في تعزيز الثقة بمرونة واستقرار منظومة عمل المركز وزيادة تنوعها وعمقها.


«مبادرة الحزام والطريق» جزء محوري من استراتيجية المركز


قال عارف أميري: تأسس مركز دبي المالي العالمي في عام 2004، وسجل منذ ذلك الوقت معدلات نمو لافتة أرست مكانته مركزاً مالياً عالمياً للشركات والخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.

ويقدم المركز منصة متطورة لشركاته تمكنها من مزاولة الأعمال في شتى أرجاء المنطقة بدعم من البنية التحتية المتطورة، وإطار العمل التنظيمي والقانوني الذي يلتزم تطبيق أرقى المعايير الدولية. وفي إطار دعم تسهيل «مبادرة الحزام والطريق» التي تشكل جزءاً محورياً من استراتيجية المركز المالي لعام 2024 لتعزيز العلاقات مع المجتمع المالي العالمي، وزيادة حركة الوصول إلى الممر الجنوبي – الجنوبي، يواصل المركز تحقيق النمو للشركات الصينية التي تعمل ضمن المركز، كما يعد الموطن لأكبر البنوك الصينية، إذ يضم مكاتب إقليمية لكل من بنك «آي سي بي سي»، وبنك التعمير الصيني، و«بنك الصين»، و«البنك الزراعي الصيني»، كما تتخذ العديد من الشركات الصينية وغيرها من الشركات المتخصصة في التكنولوجيا المالية من مركز دبي المالي العالمي مقراً لأعمالها الإقليمية.


وأضاف: في إطار استراتيجية المركز 2024، يهدف إلى تحقيق معدل نمو مضاعف ثلاث مرات من خلال تعزيز وصوله إلى منطقة جنوبي آسيا، ويحتضن المركز اليوم أكبر أربعة بنوك في الصين، إذ حقق إجمالي الأصول التي حجزتها البنوك الصينية في عام 2020 نمواً لافتاً بالرغم من تداعيات الجائحة، إذ وصلت قيمتها إلى 49 مليار دولار مقارنة بعام 2019.

Email