سفير الدولة لدى البرازيل لـ«البيان»: 2.8 مليار دولار تجارة الإمارات والبرازيل 2020

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صالح أحمد السويدي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية البرازيل، أن دولة الإمارات، تولي أهمية خاصة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية ومجالات الأمن الغذائي مع البرازيل التي تعد أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، مشيراً إلى أنه وبالرغم من تداعيات جائحة «كوفيد 19» على التجارة والاقتصاد، حافظ البلدان على نمو التبادل التجاري والذي سجل أكثر من 2.78 مليار دولار في عام 2020.

وأوضح صالح السويدي في حوار مع «البيان» بأن السياسة الحكيمة لدولة الإمارات على المستويين الداخلي والخارجي ساهمت في جعلها عنواناً للتسامح والتعايش وواحة للأمان والاستقرار، عبر إنشائها مناهج تعليمية عصرية أوجدت جيلاً يتقبل ويرحب بثقافات الآخرين، وهو ما انعكس في وصول جواز السفر الإماراتي إلى أعلى المراتب بما يرسخ نجاح وريادة النموذج الإماراتي الذي يحتذى به عالمياً في الإدارة والتخطيط والتطوير والتنافس للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة.

 

وفيما يلي نص الحوار:

* ترتكز سياسة الإمارات على قيم التسامح والانفتاح والحوار مع الثقافات الأخرى، وعلى مد جسور التواصل والتعاون مع المجتمع الدولي. فما تقييمكم للتعاون الذي يجمع الإمارات بالبرازيل وأبرز مجالاته؟

- شهدت العلاقات الثنائية الإماراتية البرازيلية تطوراً كبيراً في مختلف المجالات خلال السنوات الأخيرة، بفضل حرص قيادة البلدين الصديقين، إلى جانب تقارب وجهات النظر في المواقف تجاه القضايا الدولية والإقليمية، وخاصة دعم السلام والأمن وتمكين المرأة والتسامح والتعايش ونبذ التطرف وشهدت العلاقات الثنائية تطوراً متسارعاً من خلال الزيارات رفيعة المستوى التي قام بها مسؤولو البلدين وخاصة زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى البرازيل في أبريل من 2014، وزيارة جايير بولسونارو الرئيس البرازيلي لدولة الإمارات في أكتوبر 2019 والتي توجت بالتوقيع على مذكرة التفاهم لرفع علاقات التعاون الثنائي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والتعليمية، كما تم التوقيع على 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم أخرى من شأنها أن تخلق آفاقاً أرحب للتعاون بين البلدين الصديقين.

 

الأمن الغذائي

* يعد تشجيع الاستثمار في كافة المجالات بما فيها تحقيق الأمن الغذائي، محوراً رئيساً في استراتيجية الإمارات، فإلى أي مدى تولي الدولة أهمية لهذا الجانب مع البرازيل وماذا عن الخطط المستقبلية في هذا الصدد؟

 

- تولي الإمارات أهمية خاصة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع البرازيل التي تعد أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية وأهم شريك تجاري للدولة في المنطقة، وبالرغم من تداعيات جائحة كوفيد 19 على التجارة والاقتصاد، حافظ البلدان على نمو التبادل التجاري والذي سجل أكثر من 2.78 مليار دولار وفقاً لعام 2020 مقارنة بـ2.8 مليار دولار عام 2019.

ويعد قطاع الأمن الغذائي أحد أهم أولويات التعاون الإماراتي البرازيلي نظراً لما تتمتع به البرازيل من قدرات متقدمة في التكنولوجيا الزراعية، إلى جانب المساحات الشاسعة والخصبة وتوفر المياه والأيدي العاملة الماهرة في الزراعة وتربية الثروة الحيوانية، ما جعلها سلة الغذاء الكبرى في العالم ومقصداً للاستثمارات الأجنبية في الأمن الغذائي.

ولابد من الإشادة بالدور العالمي الرائد والمميز للبرازيل خلال أزمة كوفيد 19، حيث استطاعت إمداد أكثر من مليار نسمة بالصادرات الزراعية والحيوانية خلال 2020 في ظل ظروف الإغلاق الصعبة في كل دول العالم، ولذلك تحظى البرازيل بأولوية لدى دولة الإمارات في مجالات الأمن الغذائي.

وعلى غرار المشاركات البرازيلية القوية مؤخراً في المعارض التي نظمتها الدولة مثل «جلفود»، و«آيديكس»، و«نافديكس»، تتطلع الإمارات أيضاً إلى مشاركة متميزة للبرازيل في إكسبو 2020 دبي، للتعريف بكافة قدراتها الصناعية والاستثمارية على الصعيد العالمي وخاصة في مجالات الأمن الغذائي.

 

استثمارات وطنية

* قطعت الإمارات أشواطاً كبيرة في تحقيق وتعزيز الأمن الغذائي، عبر وضع الخطط وإطلاق المبادرات لضمان استمرارية تأمين الغذاء في جميع الظروف والأوقات فإلى أي مدى يمكن تعزيز هذه الاستراتيجيات مع البرازيل؟

 

- لعبت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات دوراً مهماً في وضع الخطط الاستراتيجية الشاملة في مجال الأمن الغذائي وتحقيق خطوات عززت المنظومة الإماراتية المتعلقة بتأمين الغذاء في كل الظروف والأوقات من خلال استثمارات وطنية متنوعة وموزعة جغرافياً في مجالات الأمن الغذائي مدعومة باستثمارات استراتيجية في مجالات البنى التحتية والطيران واللوجستيات والتخزين والطاقة، ما رسخ الإمارات كبوابة استراتيجية ومركز لتوزيع الغذاء إلى العالم. وساهمت موانئ دبي العالمية في سانتوس وطيران الإمارات للشحن في البرازيل في لعب دور مهم في تعزيز الصادرات البرازيلية الزراعية والثروة الحيوانية ليس لدولة الإمارات فحسب وإنما للعالم.

كما شملت الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي التعاون بين وزارة الأمن الغذائي ودائرة الزراعة والأمن الغذائي في أبوظبي مع المؤسسة البرازيلية للبحوث الزراعية العريقة على المستوى العالمي، والتي بموجبها ستعين المؤسسة في القريب العاجل ممثلاً لها في الإمارات لتسريع التواصل والتعاون في مجالات البحوث الزراعية الهادفة لوضع حلول علمية وتكنولوجية لتطوير إنتاج الغذاء في دولة الإمارات إلى جانب إمكانية التعاون الثنائي في دول صديقة أخرى.

 

 

فرص واعدة

* نود الاطلاع على الخطط الاستراتيجية المستقبلية لدولة الإمارات في الاستثمار في البرازيل وطبيعتها وآليات عملها؟ وحجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين؟

- إن الاستثمارات الإماراتية في البرازيل في نمو مستمر نظراً للفرص الواعدة في هذا البلد الذي يعد مقصداً رئيساً لرؤوس الأموال الأجنبية، وشكلت المصادقة على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي في الكونغرس البرازيلي ودخولها حيز التنفيذ أول مارس 2020 تحولاً وعاملاً محفزاً لزيادة الاستثمارات الإماراتية في البرازيل في كافة المجالات، وتتواجد العديد من الشركات الإماراتية في البرازيل، كما شكلت الزيارات الكثيرة إلى البرازيل التي تقوم بها شركات القطاع الخاص ولا سيما في مجالات الأمن الغذائي والصناعات، عاملاً مهماً ساهم في نمو التبادل التجاري غير النفطي على مر السنوات الماضية والذي وصل إلى نحو 2.78 مليار دولار عام 2020 مقارنةً بـ2.8 مليار في 2019، والذي أظهر كما أشرنا سابقاً بأن التداعيات الاقتصادية لأزمة كوفيد 19 لم تؤثر على حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين باعتبارهما بوابتين ومركزين استراتيجيين للوصول إلى الأسواق المجاورة.

 

آليات العمل

* أهم إنجازات السفارة خلال السنوات الماضية سواء المتعلقة بالاتفاقيات الدولية التي تم توقيعها أو من خلال تطوير آليات العمل التابعة لها وتحديثها من خلال التركيز على توفير كافة الخدمات لمواطني الإمارات الزائرين للبرازيل؟

- بتوجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومتابعة مسؤولي الوزارة، حققت سفارة دولة الإمارات إنجازات كبيرة في البرازيل في كافة المجالات على مدار السنين الماضية، ولا شك أن السياسة الحكيمة لدولة الإمارات والإنجازات التي حققتها في مجالات التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية خاصة في مجالات التعايش والتسامح والانفتاح على ثقافات الآخرين، ترك صورة إيجابية عن الإمارات ومواطنيها، ليس في البرازيل فحسب، وإنما في العالم، ولذلك فإن بعثات الدولة الدبلوماسية في الخارج تحظى باحترام من مسؤولي دول المقر ما ساهم في تسهيل تحقيق العديد من الإنجازات وتذليل العقبات التي تواجه بناء جسور التعاون والصداقة والترحيب بمواطني دولة الإمارات عند زيارة دول العالم، وتوجت آخر الإنجازات بالمصادقة على اتفاقيتي تجنب الازدواج الضريبي إلى جانب إعفاء مواطني البلدين من التأشيرات والذي انعكس إيجاباً على أعداد السياح والتبادل التجاري بين البلدين الصديقين.

 

 

مقصد عالمي

* ما هي أهم مميزات سياسة دولة الإمارات وما هي عوامل النجاح التي ساهمت في دعم مكانة جواز السفر الإماراتي؟

- ساهمت سياسة الإمارات الداخلية والخارجية الحكيمة في ترسيخ الدولة مقصداً للباحثين عن الاستقرار والمستقبل الأفضل لهم ولعوائلهم. هذه السياسة الداخلية والخارجية، وساهمت في تحقيق دولة عصرية عنوانها الترحيب والضيافة والتسامح والتعايش، وأساسها الدستور والقوانين الرصينة التي تعطي كل ذي حق حقه، وتجرم التطرف والإرهاب وخطابات الكراهية من خلال مناهج تعليمية عصرية أوجدت جيلاً يتقبل ويرحب بثقافات الآخرين، الأمر الذي ساهم في جعل الإمارات واحة للأمان والاستقرار.

Email