شهدت أسواق الأسهم العالمية حالة نزيف حاد، بضغط من مخاوف الركود في الاقتصاد الأمريكي بعد بيانات الوظائف الأخيرة يوم الجمعة الماضي، حيث أشارت البيانات إلى ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات عند 4.3 % في يوليو، وسط تباطؤ كبير في التوظيف، مما يشير إلى ضعف محتمل في سوق العمل وزيادة مخاطر الركود.

أمريكا

وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بشكل حاد، أمس، كجزء من عمليات بيع السوق العالمية التي تركزت حول مخاوف ركود الاقتصاد الأمريكي. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1200 نقطة أو 2.7 %، فيما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4% أو 225 نقطة، فيما نزل مؤشر ناسداك 1000 نقطة 6.15%.

وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 600 نقطة في جلسة يوم الجمعة.

وكانت المخاوف من الركود في الولايات المتحدة هي السبب الرئيسي وراء انهيار السوق العالمية بعد تقرير الوظائف المخيب للآمال لشهر يوليو يوم الجمعة. ويشعر المستثمرون أيضاً بالقلق من تأخر بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة لدعم التباطؤ الاقتصادي، حيث اختار البنك المركزي بدلاً من ذلك إبقاء الأسعار عند أعلى مستوى لها في عقدين من الزمان الأسبوع الماضي.

وتصدرت شركتا أبل وإنفيديا موجة بيع لأسهم قطاع التكنولوجيا مع مخاوف ركود في الولايات المتحدة وقرار شركة بيركشاير هاثاواي بخفض حصتها في أبل المصنعة لهواتف آيفون مما أدى إلى عرقلة مسيرة صعود استمرت شهوراً في القطاع. وتراجعت الأسهم عالية الأداء لشركات ألفابت المطورة لخدمات جوجل وأمازون وميتا بلاتفورمز ومايكروسوفت وتسلا 12.2 % في تداولات ما قبل افتتاح السوق.

ومن المتوقع أن تبدد خسائر أسهم الشركات السبع الكبرى ما يقرب من تريليون دولار من القيمة السوقية المجمعة للشركات.

أوروبا

وتراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في نحو ستة أشهر، وسط عمليات بيع عالمية، مدفوعة بمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. وهبط مؤشر ستوكس 600 بنسبة 3.1 % إلى 482.42 نقطة خلال التداولات، ليسجل أدنى مستوياته منذ 13 فبراير. كما تراجع كاك الفرنسي 2.6 %، وداكس الألماني 2.5 %، وفوتسي البريطاني 2.04%.

وكانت القطاعات المالية هي الأكثر تضرراً. وخسر المؤشر الفرعي لأسهم البنوك 4.2 %، كما تراجع المؤشر الفرعي لأسهم شركات الخدمات المالية 3.6 %، وهبط المؤشر الفرعي لقطاع التكنولوجيا 5 %.

اليابان

وانهارت الأسهم اليابانية وتكبدت أكبر خسارة يومية منذ موجة بيع يوم الإثنين الأسود في 1987، وذلك بفعل هبوط شهدته أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي، ومخاوف اقتصادية، وقلق من أي تأثر سلبي للاستثمارات التي تم تمويلها بالين، في وقت كان يفقد فيه الكثير من قيمته.

وفقد مؤشر نيكاي 12.4 % بعد أن فاقمت بيانات الوظائف الأمريكية المخاوف من ركود محتمل، ومع ارتفاع الين إلى أعلى مستوياته في سبعة أشهر مقابل الدولار.وقادت أسهم القطاع المصرفي الياباني الانهيار، ما هبط بمؤشر نيكاي 27 % عن ذروته المسجلة في 11 يوليو عند 42426.77 نقطة.وبحلول الإغلاق، كان المؤشر قد فقد 113 تريليون ين (792.32 مليار دولار)، من تلك القيمة السوقية القصوى.وقال كايل رودا كبير محللي الأسواق المالية في كابيتال.

كوم بملبورن «التحرك السريع للين، يفرض ضغوطاً على الأسهم اليابانية، تدفعها للنزول، لكنه يقوض أيضاً صفقات فروق أسعار الفائدة، إذ كان المستثمرون يعمدون إلى الاستدانة من خلال الاقتراض بالين لشراء أصول أخرى، وخاصة أسهم التكنولوجيا الأمريكية».

خسر نيكاي 4451.28 نقطة في الجلسة، وهو أكبر انخفاض له على الإطلاق في يوم واحد، متجاوزاً 3836.48 نقطة، خسرها في 20 أكتوبر 1987، عندما ضرب انهيار سوق الأسهم العالمية في الإثنين الأسود الأسواق اليابانية. وهوى قطاع البنوك 17 %، ليصبح أسوأ القطاعات أداء بين المؤشرات الفرعية الثلاثة والثلاثين ببورصة طوكيو. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 12.2 %، إلى 2227.15 نقطة.