الجيل القادم من الأدوية ينافس على حصة بسوق محتملة لعلاجات السمنة قيمتها 150 مليار دولار

لدى المستثمرين نهم لا يشبع لأدوية السمنة. فقد قفز سهم شركة روش بنسبة 6 %، بعد أن كشفت الشركة السويسرية عن نتائج لتجارب مبكرة واعدة لعقار محتمل جديد لعلاج السمنة.

وتعكس الاستجابة القوية لتجارب المرحلة الأولى لحماس المستثمرين تجاه الأخبار المتعلقة بالجيل القادم من الأدوية التي تتنافس على حصة من السوق المحتملة لعلاجات السمنة، التي تبلغ قيمتها 150 مليار دولار. ويسلط الحماس المحيط بشركة «زيلاند فارما» الدنماركية، الضوء على هذا الاتجاه. فقد ساعدت النتائج الإيجابية للتجارب المبكرة لعقار السمنة «بيتريلينتايد»، خلال شهر يونيو، في زيادة قيمة الشركة بنسبة 20 % في الفترة اللاحقة.

ويستحق العقار الاهتمام بالفعل، حيث يعتمد على هرمون الأميلين، وهو هرمون له آلية مختلفة عن أدوية إنقاص الوزن الحالية، المشابه لهرمون غلوكاجون 1 (GLP-1). وبينما يعمل الأخير على الحد من الشهية، يعزز الأميلين الشعور بالشبع بعد تناول الطعام. وتتمثل مزاياه المحتملة في تعزيز الاستمتاع بالطعام، وتقليل الآثار الجانبية، وفقدان أقل للعضلات.

وزيلاند ليست الشركة الوحيدة التي تسعى إلى تطوير عقاقير تعتمد على هرمون الأميلين، حيث تجري كل من «إيلي ليلي» و«استرازينيكا» و«نوفو نورديسك»، تجارب في هذا الشأن، ولكي تظل زيلاند قادرة على المنافسة، فإنها تحتاج إلى عقار فريد وشريك قادر على تصنيع الدواء وتوريده.

وبالنظر إلى حجم السوق المحتملة، لن تحتاج زيلاند إلى حصة سوقية كبيرة لتحقيق النجاح. وتتوقع شركة «جيفريز» أن ذروة المبيعات قد تصل إلى 10 مليارات دولار. وقد زادت احتمالية نجاحها من 20 % في فبراير إلى 60 %. ويقدر صافي القيم المقابلة للأصول بقيمة 365 كرونة دنماركية لكل سهم من صافي القيمة الحالية، أي ما يقرب من 35 % من السعر المستهدف، البالغ 1100 كرونة دنماركية، وهذا على النقيض من سعر السهم الحالي البالغ 868 كرونة دنماركية.

وثمّة دواء آخر محتمل لعلاج السمنة، وهو سورفودوتايد، الذي يتم تطويره بالشراكة مع مجموعة الأدوية الألمانية بوهرنغر إنغلهايم، وقد تصل مبيعاته أيضاً إلى 10 مليارات دولار.

وينطوي الاستثمار في شركة زيلاند على بعض التقلبات، فنتائج التجارب التي تشير إلى أن عقار سورفودوتايد، قد يكون فعالاً لأمراض الكبد الدهني، أدّت إلى زيادة بنسبة 26 % خلال يوم واحد في سعر سهمها في وقت سابق من هذا العام. لكن الأسهم فقدت قدراً كبيراً من مكاسبها في الشهر التالي، عندما قرر المستثمرون جني الأرباح. وقد يتكرر هذا الاتجاه مع إعلان المنافسين عن نتائج التجارب. والواقع أنه بعد نتائج تجارب شركة روش منذ أيام، تراجع سعر سهم شركة زيلاند، وكذلك سهم نظيرتها نوفو نورديسك.

ومن المؤكد أن زيلاند فارما تقع على رادار شركات الأدوية الكبرى الحريصة على الاستفادة من حمى التهافت على سوق السمنة، رغم أنها لا تركز على نوع واحد من الأدوية، بل على تطوير أدوية لعلاج الأمراض النادرة، لكنها في موقف جيد بين المنافسين، فبعد أن جمعت مؤخراً مليار دولار من سوق الأسهم للتجارب السريرية، باتت تتمتع بالوقت والموارد المالية لاختبار العلاجات الواعدة المحتملة.