البورصة الأمريكية تتأهب لاستقبال موجة جديدة من شركات التكنولوجيا الحيوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقدمت «ألوميس» و«أبستريم بيو»، وهما شركتان ناشئتان أمريكيتان تعملان على تطوير أدوية مضادة للأمراض الالتهابية، بطلبات للاكتتاب العام الأولي، مع تأهب عشرات الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا الحيوية؛ لإدراج أسهمها في البورصة هذا العام، بحسب أشخاص على اطلاع بالأمر.

ورفعت شركتا التكنولوجيا الحيوية وثائق خاصة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في الأشهر الأخيرة، ويتوقع إجرائهما الطرح العام الأولي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، والتي يخشى المستثمرون أن تؤدي على تعكير صفو الأسواق.

وأعلنت «ألوميس» خططها لإدراج أسهمها في البورصة الأمريكية، بعدما تواصلت معها «فاينانشال تايمز» سعياً للحصول على تعليقات. وأفاد مستشارون أن عشرات الشركات العاملة في مجال علوم الحياة تقدمت بالوثائق، في إشارة إيجابية لعدم اكتراث شركات التكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة، بالأداء الضعيف لـ 11 شركة أدرجت أسهمها في البورصة هذا العام.

أوضحت «بيتشبوك» أن «ألوميس» أكملت جولة تمويل بقيمة 259 مليون دولار في وقت مبكر من العام، وكانت الأكبر في 2024، ما يضع تقييم الشركة عند مليار دولار. واستفادت الشركة من حماس المستثمرين بشأن العقار الأساسي الذي تنتجه ويستهدف مرض الصدفية اللويحية الجلدي. أما العقار الأساسي الذي تطوره «أبستريم بيو»، فيساعد في علاج الربو الحاد ويمر بالمرحلة الوسطى من التجارب السريرية. ومن المرجح إدراج أسهم الشركتين في مؤشر «ناسداك»، مقصد غالبية الشركات العاملة في التكنولوجيا الحيوية.

ويتعافى سوق الاكتتاب العام الأولي ببطء بعد الضعف الحاد للسوق والزيادات السريعة لأسعار الفائدة اللذين علقا غالبية الصفقات في 2022، لكن الأشهر الأخيرة شهدت مؤشرات مبدئية على التحسن. وجمعت شركات التكنولوجيا الحيوية 1.7 مليار دولار من عمليات الاكتتاب العام الأولي حتى تاريخه هذا العام، بزيادة نسبتها 64% على أساس سنوي، وفق بيانات «ديلوجيك». واتسم جمع الشركات التي سبق إدراج أسهمها للتمويلات بانتعاش أسرع، مع ارتفاع ما يدعى بالصفقات «اللاحقة» بأكثر من 100% إلى 16.5 مليار دولار على أساس سنوي. وعادة ما ينظر إلى انتعاش الصفقات اللاحقة باعتباره شرطاً مهماً لتشجيع الإدراجات الجديدة الأكثر خطورة.

وقال مايك بيرون، محلل شركات التكنولوجيا الحيوية لدى «آر دبليو بيرد»، إن سوق الاكتتابات العامة الأولية كانت أفضل كثيراً عما كانت عليه أغلب العامين الماضيين. لكنه حذر من فتور حماس المستثمرين في الربع الثاني، مع خفض المتداولين للتوقعات بشأن مدى سرعة خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة. وأضاف: «بدأ الناس يتوخون حذراً أكبر بشأن الأفكار الجديدة. سيتعين على تسعير الإدراجات الجديدة أن يكون جذاباً للمستثمرين الجدد».

ويتم تداول أسهم غالبية شركات التكنولوجيا الحيوية التي أدرجت في البورصة الأمريكية منذ بداية العام دون سعر الاكتتاب العام الأولي لكن شركة سي جي أونكولوجي المتخصصة في سرطان المثانة تعد استثناءً ملحوظاً، إذ قفزت أسهمها بواقع 80%.

وحظيت شركة رابورت ثيرابيوتكس الناشئة المتخصصة في علم الأعصاب والمدعومة من «جونسون آند جونسون»، ببداية جيدة كشركة عامة، فجمعت 136 مليون دولار وصعدت أسهمها 22% في أولى أيام التداول. كما تعتزم شركة تيلكس فارماسوتيكالز الأسترالية إدراج أسهمها في «ناسداك» خلال الأسابيع المقبلة.

وفي ضوء تباين أداء الصفقات الأخيرة، يرى بيرون أن المرشحين للاكتتابات العامة الأولية ذوي حاجات التمويل الأقل إلحاحاً قد يفضلون إرجاء مسألة الإدراج في البورصة لما بعد الانتخابات الرئاسية، أو حتى موعد يتوفر فيه وضوح أكبر بشأن خفض الفائدة.

ولا يعد رفع الوثائق السرية إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بغرض الطرح العام ملزماً للشركة بالإدراج في غضون توقيت محدد، لكن من شأنه إعداد شركتي «ألوميس» و«أبستريم» لطرح أسهمهما سريعاً حينما تكون الفرصة سانحة.

ويمكن لشركة «ألوميس» استمالة بعض الاهتمام الاستراتيجي قبل طرح أسهمها، بما أن عقارها الرئيسي يمر بالمراحل الأخيرة من التجارب السريرية، ومع بحث مجموعات الأدوية عن عقارات لتجديد ترسانتها من العقارات. وقال شخص على اطلاع بتفكير الشركة: «ستحظى أي شركة لديها عقار يمر بالمرحلة الثالثة من التجارب السريرية باهتمام شديد، لأسباب واضحة».

كلمات دالة:
  • FT
Email