مصنعو الروبوتات الصينيون في مأمن من السياسات الحمائية الأمريكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتقد مؤسس أكبر شركة أتمتة صناعية في الصين، أن الدور الرئيس الذي يلعبه صانعو الروبوتات في البلاد في الحفاظ على سلاسل التوريد العالمية، سيحميهم من الحمائية العالمية المتزايدة في الوقت الذي يحاولون فيه التوسع في الخارج.

وقال تشو زينجمينغ، رئيس ومؤسس شركة «شنتشن إينوفانس»، إن الشركة تأمل في تحدي الشركات القائمة التي تشمل مجموعات غربية مثل «إيه بي بي» و«سيمنز»، للحصول على مكان ضمن أكبر ثلاث شركات في هذا القطاع على مستوى العالم في غضون خمس سنوات.

وتأتي تعليقات الملياردير العصامي في الوقت الذي يزيد فيه الغرب وخاصة أمريكا والاتحاد الأوروبي، من تدقيقه في صادرات التكنولوجيا والأجهزة الصينية، بدءاً من منصات التواصل الاجتماعي والطاقة الشمسية، إلى صانعي الصلب ومصنعي المركبات الكهربائية.

وقال في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز: «لا اعتقد أن ستوجد قيود حمائية في مجال الأتمتة». وأضاف أن صناعة الأتمتة يجب أن تكون آخر صناعة تتعرض لمثل تلك السياسات، لأن صناعتنا تحل مشاكل متعلقة بمعيشة الناس.

وشركة «إنوفانس»، أكبر شركة أتمتة في الصين من حيث القيمة السوقية التي تبلغ نحو 25 مليار دولار، هي المورد المحلي الأول في الصين لقطع غيار أنظمة مؤازرة التيار المتردد التي تنتج حركة في الآلات الصناعية، وهي ثاني أكبر منتج محلي للروبوتات الصناعية وصانع مهم للمحركات والمكونات الأخرى للسيارات الكهربائية.

تأسست شركة «إنوفانس» والتي يطلق عليها اسم «هواوي الصغيرة» في الصناعة، على يد مجموعة من مهندسي هواوي السابقين، بمن فيهم تشو نفسه، ولديها خطة ملكية الأسهم للموظفين وإنفاق كبير على البحث والتطوير يشبه مجموعة الاتصالات.

وتوقعت الشركة ارتفاع إيراداتها عن العام 2023 بنسبة 30% تقريباً إلى نحو 30 مليار يوان (4 مليارات دولار)، ولديها حالياً ثلاثة مصانع خارجية، واحد في الهند واثنان في المجر.

وقال تشو إن خطط التوسع تسترشد باستراتيجية «عالمية ـ محلية» تجمع بين المهندسين والمصانع ومراكز الأبحاث المحلية مع ابتكارات من سلسلة التوريد الصينية.

وأضاف أنه بينما ستساعد هذه الاستراتيجية في تخفيف المخاطر الجيوسياسية، فإن هدفها الأساسي تقريب الشركة من عملائها وتخصيص منتجاتها لتناسب احتياجاتهم.

كما تتوسع الشركات الصينية، التي تقدم التكنولوجيا من أحزمة النقل والمحركات إلى روبوتات التصنيع المتقدمة، بسرعة في بلدها الأم، والتي تعد أكبر سوق في العالم لهذا القطاع. ووفقاً للأرقام الصادرة عن الاتحاد الدولي للروبوتات، فإن أكثر من نصف جميع منشآت الروبوتات الصناعية في العالم تمت في الصين في العام 2022.

وتعمل المجموعات المحلية، بما في ذلك شركتا «إينوفانس»، و«إستون» ومقرها نانجينغ، على زيادة حصتها في السوق المحلية للروبوتات الصناعية، حيث بلغت 45% في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، ارتفاعاً من 24% فقط في العام 2017، وفقاً لكوري تشان، رئيس قسم أبحاث الصناعات والطاقة المتجددة في «إتش إس بي سي تشيانهاي» للأوراق المالية.

وأضاف تشان، أن الشركات الصينية استفادت من كونها أقرب إلى المصنعين المحليين، ومن استخدام قطع غيار قامت بتصنيعها بنفسها أو حصلت عليها من موردين آخرين في الداخل، ما يساعدها على تقديم منتجات أرخص من المنافسين الأجانب.

رغم ذلك، قالت كاثرين يونج، مديرة الاستثمار في «فيديليتي إنترناشيونال»، إن التوسع في الخارج سيكون أكثر صعوبة، بالنظر إلى مدى ترسخ منافسيها الغربيين واليابانيين.

وأوضحت قائلة: «يجب أن يثق بك العملاء لأنه في الأساس جزء مهم للغاية من خط الإنتاج، الميزة التي تتمتع بها المجموعات الصينية هي التكلفة المنخفضة وسلسلة التوريد القوية». وأضافت أنهم قادرون أيضاً على تخصيص روبوتات وخدمات «مصممة حسب الطلب» وفقاً لاحتياجات عملائها.

وقال تشو إن الشركة استفادت من بيئة تعاونية نسبياً في هذه الصناعة، حيث بدأ العديد من موظفيها حياتهم المهنية في الخارج لدى مجموعات أخرى.

وقال تشو: «لقد حافظنا دائماً على علاقة تعاونية عميقة وقوية للغاية مع الشركات المصنعة الأوروبية والأمريكية واليابانية في السلسلة الصناعية». وأضاف: «حتى إذا كانت ثمة قيود حمائية ضدنا، فإن العالم مغلق حقاً».

كلمات دالة:
  • FT
Email