انخفاض أرباح عملاق البطاريات الصينية «كاتل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرضت شركة «كاتل» الصينية؛ أكبر منتج لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، لأول انخفاض في الأرباح الفصلية منذ نحو عامين، في ظل تباطؤ نمو الطلب على المركبات الكهربائية، وتزايد حدة المنافسة.

ونشرت «كاتل» نتائجها المتباينة في تقرير إلى بورصة شنتشن الجمعة الماضي، حيث أظهرت، أيضاً، تسجيل إيرادات سنوية أقل من المتوقع، ولكن هامش الربح الإجمالي على تجارتها الأساسية في البطاريات لعام 2023 شهد تحسناً.

وتشكل نتائج المورّد لشركة «تسلا»، الذي يتمركز في مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، تحذيراً حول تأثير تراجع الطلب على المركبات الكهربائية في أكبر سوق للسيارات بالعالم.

وبحسب بيانات الجمعية الصينية لسيارات الركاب، فقد زادت مبيعات بطاريات السيارات الكهربائية النقية والسيارات الهجينة القابلة للشحن في الصين بنسبة 36 % العام الماضي، مقارنة بزيادة بنسبة 96 % في عام 2022.

وبلغت إيرادات «كاتل» 401 مليار رنمينبي (56 مليار دولار) في 2023، بزيادة 22 % على أساس سنوي، لكنها جاءت أقل من توقعات المحللين البالغة 411.1 مليار رنمينبي، حيث كان معدل نمو الإيرادات أبطأ كثيراً مقارنة بالنمو الهائل البالغ 152 % خلال عام 2022. في الوقت نفسه، تراجع صافي الدخل في الربع الرابع بنسبة 1.2 % مقارنة بالعام السابق ليصل إلى 13 مليار رنمينبي، وهو أول انخفاض فصلي لأرباح شركة «كاتل» منذ الفترة بين شهري يناير ومارس من عام 2022.

ووفقاً لأبحاث شركة «إس إن إي» الكورية الجنوبية، استحوذت شركة «كاتل» على حصة قدرها 37 % من سوق بطاريات المركبات الكهربائية العالمية العام الماضي، بفارق 21 نقطة مئوية عن أكبر منافس لها، وهي شركة «بي واي دي» الصينية.

ومع ذلك، فإن طموحات «كاتل» العالمية تعرقلها التوترات الجيوسياسية. فخلال شهر ديسمبر، نفت الشركة اتهامات بأن وجودها في قاعدة عسكرية أمريكية يشكل «تهديدات تجسس». كما تثار شكوك حول مستقبل اتفاقية ترخيص بين «كاتل» وشركة «فورد»، حيث تخطط الشركة الأمريكية لاستخدام تكنولوجيا الشركة الصينية في مصنع مقرر تنفيذه بولاية ميتشيجان، باستثمار قدره 3.5 مليارات دولار.

في غضون ذلك، انخفضت أسهم شركة «كاتل» بأكثر من 15 % على مدار الـ12 شهراً الماضية، وكان أكبر من الانخفاض بنسبة 9 % في السوق الصينية الرئيسية، ويأتي ذلك في وقت يواجه قطاع بطاريات الليثيوم أزمة القدرة الفائضة وضغوطاً لتقديم خصومات لمصنعي المركبات الكهربائية الذين تقطعت بهم السبل في حرب الأسعار بالصين.

ورغم الوضع السوقي المهيمن، واجهت «كاتل» صعوبات من المنافسين الأصغر الذين عرضوا منتجات بطارياتهم بسعر أقل العام الماضي. وبدورهم، قال محللو مورجان ستانلي إنه من المتوقع أن تجتاز الشركة فترة الركود، بتدفق نقدي قوي وزيادة وفورات الحجم.

إلى جانب ذلك، رفعت شركة الوساطة تصنيفها لشركة «كاتل» إلى «القيمة المرتفعة» من «القيمة المتساوية» في بداية هذا الشهر، مشيرة إلى تحسين كفاءة التكاليف وتهدئة المنافسة السعرية.

وبلغ صافي أرباح شركة كاتل للعام بأكمله 44 مليار رنمينبي، بارتفاع نسبته 44 % مقارنة بعام 2022. ووصل إجمالي هامش الربح لنشاط تجارتها الأساسي وهو تصنيع بطاريات الكهرباء إلى 22 % في عام 2023، بزيادة 5 نقاط مئوية عن العام السابق.

كلمات دالة:
  • FT
Email