برنامج بقيمة 800 مليون جنيه إسترليني للعثور على بدائل أرخص
أطلقت وكالة أبحاث بريطانية، تم إنشاؤها لتمويل المشاريع ذات المخاطر العالية والمكافآت العالية، برنامجاً بقيمة 42 مليون جنيه إسترليني، يهدف إلى خفض تكلفة حوسبة الذكاء الاصطناعي، إذ تسعى حكومة المملكة المتحدة إلى تأمين دور ريادي في هذه التقنية سريعة التطور.
وسيعمل البرنامج الأول لوكالة الأبحاث المتقدمة، والاختراع المسمى «توسيع نطاق الحوسبة»، على إيجاد بدائل أرخص وأقل استهلاكاً للطاقة في البنية التحتية الرقمية عالية التكلفة القائمة على السيليكون، والتي تعمل عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي حالياً، ما يقلل التكاليف بأكثر من ألف مرة.
وقال إيلان جور الرئيس التنفيذي لوكالة الأبحاث المتقدمة والاختراع: «في حالة النجاح، سيتجاوز هذا البرنامج حدود قوة الحوسبة وكفاءتها الحالية بشكل كبير، ويمهد الطريق لذكاء اصطناعي آمن ومرن، ويمكن الوصول إليه عالمياً».
وخصصت الحكومة البريطانية 800 مليون جنيه إسترليني للوكالة، لإجراء رهانات قوية على الإنجازات المحتملة التي لن تمولها هيئات البحوث العامة القائمة.
ويلعب مديرو برامج الوكالة الثمانية، الذين تم تعيينهم العام الماضي، دوراً حاسماً في تحديد أوجه إنفاق هذه الأموال.
يتولى إدارة مشروع الذكاء الاصطناعي الذي تم إطلاقه مؤخراً، سوراج براهمافار، الذي انضم إلى وكالة الأبحاث والابتكار المتقدمة، قادماً من الولايات المتحدة، حيث كان يعمل كبير خبراء التقنية في شركة «سينك كمبيوتينغ»، وهي شركة منبثقة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ستعمل هذه المبادرة البحثية على الاستفادة من الطريقة التي تقوم بها طبيعة الدماغ البشري بالحساب، وقد يتطلب ذلك تجاوز العمليات الرقمية، والدمج بين الذاكرة والحساب.
وقال براهمافار إن الوكالة ستدرس العروض المقدمة، أياً كان نوع الجهاز، وتشمل الاستفادة بشكل أفضل من السيليكون أو أشباه الموصلات الأخرى، إضافة إلى تشغيل الذكاء الاصطناعي على مواد بيولوجية.
سيُقاس هدف خفض التكلفة بمقدار ألف ضعف، بناء على معايير الصناعة القياسية، وستتم دعوة الباحثين من مجموعة متنوعة من التخصصات والقطاعات والمؤسسات، بما في ذلك الجامعات والشركات الناشئة والشركات الكبرى والمختبرات العامة، لتقديم طلبات للحصول على التمويل.
وقال براهمافار: «نحن نمتلك فرصة فريدة لكسر الحواجز المؤسسية، ونسعى لجمع خبرات علماء المواد والبيولوجيين وخبراء الأجهزة ومهندسي الكهرباء، وغيرهم، لدفع التقدم في اتجاهات جديدة».
وفي السياق ذاته، قال توماس لازكاوسكاس، مهندس أبحاث البرمجيات الرئيس في معهد آلان تورينج، المعهد الوطني البريطاني لعلوم البيانات، إن «نهج برنامج الوكالة هو تحدي نماذج الحوسبة التقليدية، ونأمل أن يبشر ذلك بحقبة جديدة من تطوير ذكاء اصطناعي مستدام اقتصادياً وبيئياً».
وأضاف لازكاوسكاس، الذي لا يشارك في هذا البرنامج: «هذا بالتالي يمكن أن يجعل أبحاث الذكاء الاصطناعي متاحة على نطاق أوسع، وليس فقط للمؤسسات الأكثر تمويلاً».
وتتوقع الوكالة إطلاق مبادرات أخرى خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتشير اهتمامات المديرين إلى أن المجالات التي سيتم تغطيتها ستشمل سلامة الذكاء الاصطناعي، وهندسة المصانع، والتحكم في المناخ والطقس، والتفاعل مع العقل البشري، وأجسام أكثر ذكاءً للروبوتات.
وقال جور إن الخطط الأولية للوكالة قد «لاقت ترحيباً كبيراً وحماساً» مع انتشار أنباء عنها في أوساط المجتمعات البحثية البريطانية. وتابع: «لقد كان الحماس والمشاركة لمساعدتنا في تشكيل برامجنا، والتأكد من أننا ندفع حدود ما هو ممكن، كانت مصدر إلهام».