حوارات "إنفستوبيا أوروبا" تنطلق من ميلانو لتحفيز الاستثمار العالمي

عبد الله بن طوق: "إنفستوبيا" تعزز الاستفادة من الفرص الاستثمارية وتخلق مجتمعاً استثمارياً جديداً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت في عاصمة التجارة الإيطالية ميلانو فعاليات "إنفستوبيا أوروبا" أولى حوارات منصة "إنفستوبيا" العالمية للاستثمار في أوروبا لعام 2023 بهدف تحفيز الاستثمار العالمي في القطاعات سريعة النمو لا سيما الاقتصاد الجديد والاقتصاد الدائري والشركات العائلية والصناعات الإبداعية واستشراف مستقبل الاتجاهات العالمية للاستثمار وذلك بمشاركة ما يزيد 350 شخصاً من صناع القرار ورجال الأعمال والمستثمرين وخبراء الاقتصاد في دولة الإمارات والجمهورية الإيطالية والشركات الأوروبية.

وتهدف فعالية "إنفستوبيا أوروبا" إلى تعزيز مسارات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين دولة الإمارات ودول أوروبا انطلاقا من مدينة ميلانو الإيطالية من خلال صياغة رؤية استثمارية جديدة ومستقبلية قادرة على تحفيز الاستثمار العالمي والتوسع في قطاعات الاقتصاد الجديد ودعم تطوير السياسات الاقتصادية العالمية بما يدفع جهود التنمية المستدامة ويعزز استدامة النمو الاقتصادي العالمي.

وأكد معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد في كلمة متلفزة خلال الجلسة الافتتاحية أن اختيار ميلانو لإطلاق حوارات "إنفستوبيا أوروبا" جاء إلى كونها من أهم عواصم التجارة على مستوى العالم وتعد بوابة رئيسية لتجارة الإمارات في القارة الأوروبية والذي يعكس أيضا حرص الإمارات على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع جمهورية إيطاليا الصديقة في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك حيث من شأن هذه الحوارات أن تسهم في تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف معاليه أن إطلاق أولى محطات "إنفستوبيا" في الأسواق الأوروبية عبر تدشين سلسلة حوارات "إنفستوبيا أوروبا" يهدف إلى خلق مجتمع استثماري بنظرة مستقبلية حيث تساهم هذه الحوارات في تحديد معالم أكثر مرونةً وشمولاً واستدامةً للاقتصاد العالمي عبر التركيز على تحفيز الاستثمار والتوسع في القطاعات ذات النمو السريع لا سيما التجارة والاقتصاد الدائري والشركات العائلية والصناعات والأنشطة الإبداعية والمنتجات الفاخرة والتكنولوجيا".

وقال معاليه إن منصة "إنفستوبيا" العالمية للاستثمار تواصل جهودها لتوليد الفرص في مختلف القطاعات الاقتصادية الجديدة، وتعزيز ربط مجتمعات الأعمال العالمية باقتصاد دولة الإمارات باعتبارها أحد المراكز الاستثمارية والتجارية الأسرع نمواً للعديد من الأسواق في العالم".

وأكد معالي عبدالله بن طوق المري أن منصة "إنفستوبيا" تكتسب زخماً إقليمياً وعالمياً نظراً لدورها المحوري في تعزيز الاستفادة من فرص الاستثمار العالمية، وبناء الشراكات التجارية والاستثمارية، حيث باتت واحدة من أهم المنصات الداعمة لتحفيز الاستثمار في القطاعات والصناعات الجديدة، بما يدعم تحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وأضاف معاليه أن "إنفستوبيا" تتمتع بطبيعة ديناميكية متميزة لمجتمعات الأعمال والاستثمار وذلك منذ إطلاقها من قبل حكومة دولة الإمارات في سبتمبر 2021 حيث استطاعت تحقيق نجاح كبير في دعم التواصل والربط بين قادة الحكومات ورجال الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال وصناديق الاستثمار والمؤسسات الأكاديمية والبحثية وتسليط الضوء على ممكنات وفرص التجارة والاستثمار في العديد من دول العالم".

وقال معاليه انه بفضل توجيهات ورؤية القيادة الرشيدة أطلقت حكومة دولة الإمارات مجموعة من الاستراتيجيات والمبادرات الوطنية لتسريع التحول نحو النموذج الاقتصادي الجديد القائم على المعرفة والابتكار والتي ساهمت في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني ودخوله مرحلة جديدة من النمو والازدهار حيث استطاعت الدولة تحقيق نتائج ومؤشرات ريادية خلال عام 2022 ومن أبرزها نمو الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني بنسبة 7.6%، ووصول حجم التجارة الخارجية غير النفطية لأول مرة في تاريخ الدولة إلى أكثر من 2.2 تريليون درهم بما يتماشى مع مستهدفات الخمسين عاماً المقبلة، ورؤية "نحن الإمارات 2031".

واستعرض معالي وزير الاقتصاد جهود دولة الإمارات في تطوير السياسات والبرامج في العديد من القطاعات الاقتصادية ومنها، إطلاق "أجندة الإمارات للاقتصاد الدائري 2031"، وإصدار قوانين "حماية الملكية الصناعية" و"حقوق المؤلف والحقوق المجاورة" و"العلامات التجارية" لتحفيز نمو الصناعات الإبداعية وتشجيع الابتكار والإبداع في الدولة، وتعزيز مواصلة ريادة الإمارات كمركز تجاري عالمي والانفتاح على الأسواق العالمية من خلال تدشين برنامج الشراكات الاقتصادية الشاملة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية لعام 2021، والتي تستهدف رفع مساهمة الأنشطة الإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي للدولة لتصل إلى 5% بحلول عام 2031، بما يعزز مكانة الإمارات على خارطة الإبداع العالمي.

وقال معالي بن طوق: "تشكل الشركات العائلية محركاً رئيسياً في اقتصاد دولة الإمارات وأغلبية اقتصادات العالم، كما تلعب دوراً بارزاً ومحورياً في دعم تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، وتعزيز جاذبية الاستثمارات وتوفير فرص العمل بالعديد من القطاعات، حيث إن الشركات العائلية تستحوذ على 70% من إجمالي الشركات في العالم، و60% من إجمالي القوى العاملة، و70% من الناتج الإجمالي العالمي، ومن هذا المنطلق أصدرت الدولة أول تشريع متكامل وفريد من نوعه لحوكمة الشركات العائلية، إضافة إلى إطلاق برنامج "ثبات" لدعم نمو وازدهار الشركات العائلية في الدولة، والذي يستهدف تحويل 200 مشروع عائلي إلى شركات اقتصادية كبرى بحلول عام 2030 تقارب قيمتها السوقية حاجز الـ150 مليار درهم وتحقق إيرادات سنوية تفوق 18 مليار درهم".

كما وجه معاليه الدعوة إلى جميع المشاركين في حوارات إنفستوبيا لاستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة بدولة الإمارات، والاستفادة من المميزات والممكنات التي تتيحها بيئة الأعمال والاستثمار لا سيما أن الدولة تستهدف جذب استثمارات بقيمة 550 مليار درهم عبر منصة "إنفستوبيا" بحلول عام 2031.

وتضمنت "إنفستوبيا أوروبا" عقد جلسة رئيسية بعنوان "الفرص والتحديات العالمية" حيث شارك فيها سعادة عبد الله أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد ومعالي جيانكارلو جيورجيتي، وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي، ومعالي دانييلا سانتانكي وزيرة السياحة الإيطالية، وأليساندرا سميريلى، سكرتيرة لدائرة التنمية البشرية المتكاملة ومندوبة في لجنة الفاتيكان، وركزت الجلسة على الوضع الاقتصادي العالمي الراهن والمتغيرات الاقتصادية على الساحة الإقليمية والدولية، وأبرز التحديات التي تقف أمام نمو قطاعات اقتصاد المستقبل، وترسيخ مفاهيم العمل المشترك حول التوجهات المستقبلية.

ومن جانبها قالت وزيرة السياحة الإيطالية أن دولة الإمارات وبلاها ترتبطان بعلاقات قوية واستراتيجية في مختلف المجالات لاسيما السياحية مما يسهم في تعزيز آفاق التعاون الحالي والمستقبلي في هذا القطاع الحيوي حيث تستهدف إيطاليا طرح المزيد من الفرص الاستثمارية في قطاع السياحة الذي تأثر كثيرا جراء جائحة كورونا.

وأضافت أن "إنفستوبيا أوروبا" تشكل منصة مهمة في تحفيز الاستثمارات المشتركة واستقطابها في قطاع السياحة الذي يمكنه أن يشهد عقد العديد من الشراكات مع دولة الإمارات العربية المتحدة كونها تمتلك تجربة رائدة في أحد أهم القطاعات الداعمة للنمو الاقتصادي في البلاد .

وأكدت أن السياحة المستدامة تعد أحد الروافد المهمة لاستدامة النمو الاقتصادي بما يسهم في خلق المزيد من الوظائف وتنشيط حركة التجارة مشيرة إلى أن قطاع الفنادق يشكل رأس الحربة في جذب الاستثمارات الأجنبية مع التركيز على جودة الخدمات المقدمة التي تمثل عاملا أساسية في استقطاب السياح من مختلف دول العالم مؤكدة أن السياحة تعد الصناعة الأولى في بلادها واستدامتها تعني الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية.

ومن جهتها قالت أليساندرا سميريلى إن "إنفستوبيا أوروبا" تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والاستثماري والتنموي للجميع وهو ما يتطلب عقد الشراكات في مختلف القطاعات الحيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والاقتصاد الدائري والكربون والتكنولوجيا من أجل أن تعم الفائدة على الإنسانية جمعاء.

وأضافت أن العالم بحاجة إلى تعزيز الاستثمارات في خفض الانبعاثات الكربونية والحفاظ على الطبيعة مشيرة إلى أن مؤتمر الأطراف COP27 أطلق صندوقا للخسائر والأضرار وهو ما يتطلب التعاون الدولي من أجل اتخاذ إجراءات ملموسة للتكيف وتقديم الدعم اللازم للحفاظ على الكوكب كون المسؤولية مشتركة.

وقالت نتطلع إلى أن يسهم مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه الإمارات بنهاية العام الجاري في الوصول إلى تعاون عالمي حول اتفاق باريس للمناخ والانتقال من مرحلة التعهدات المناخية إلى مرحلة التنفيذ وإطلاق استثمارات ضخمة قادرة على تغيير المشهد العالمي وحماية الإنسانية جمعاء.

ودعت إلى العمل من أجل تحفيز الاستثمارات في قطاعات الرعاية الصحية والبيئة وغيرها من القطاعات المؤثرة على البشرية من خلال رأس المال الجريء ودخول قادة الأعمال والشركات والمستمرين في شراكات قادرة على تغيير حياة المجتمعات إلى الأفضل.

كما شهدت فعاليات "إنفستوبيا أوروبا" عقد 4 جلسات نقاشية.. الجلسة الأولى بعنوان "النموذج الجديد للشركات العائلية" حيث ناقشت أبرز فرص الاستثمار في الشركات العائلية وتوطين التكنولوجيا لدعم نموها واستدامتها، وآليات تطويرها لضمان استدامتها وتنقلها عبر الأجيال القادمة..في حين تناولت الجلسة الثانية بعنوان "الاتجاهات الجديدة للاستثمار في صناعة الرفاهية" بحث أسباب النمو المتغير والسريع في سوق الصناعات والأنشطة المتعلقة بالرفاهية وفرص نموها بالأسواق الناشئة.

وشملت الجلسة الثالثة بعنوان "الاستثمار من أجل النمو بين الاستدامة والمسؤولية" تسليط الضوء على أهمية نمو الاستثمارات بمختلف القطاعات الحيوية من أجل المساهمة في تحقيق إنجاح النظام المالي العالمي، وتضمنت الجلسة الرابعة والأخيرة بعنوان "التجارة العالمية: أبرز القواعد الجديدة لنموها"، التركيز على التغييرات التي تشهدها حركة التجارة العالمية، خاصة وإنها باتت محركاً رئيسياً لنمو وازدهار الاقتصاد العالمي.

ويضم وفد الدولة إلى ميلانو 50 شخصاً من القطاعين الحكومي والخاص ومنهم أديب أحمد العضو المنتدب لدى مجموعة اللولو المالية القابضة وصلاح شرف، المدير العام لمجموعة شرف، وسانجيف جوبتا، الرئيس التنفيذي لشركة "LIBERTY Steel"، وسعادة أحمد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" وحمد عبيد الشامسي، مدير الاستثمار للترويج الإقليمي "استثمر في الشارقة"، و شادي حسان، الشريك الإداري لمجموعة ليفكو، وهاني برهوش، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمارات غير التقليدية في مبادلة، وأجيت جونسون، رئيس التسويق والأعمال الإستراتيجية لدى مجموعة لولو المالية القابضة، يوسف أحمد اليوسف، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة "اليوسف"، وحسن كريمي، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لـ "KHK & Partners"، وسعادة جمال بن سيف الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج.

وتُعد "إنفستوبيا أوروبا" هي المحطة الثامنة لسلسلة الحوارات والنقاشات العالمية لمنصة "إنفستوبيا" والأولى في أوروبا، حيث تم إطلاق هذه الحوارات سابقاً في 7 جولات للمنصة استهدفت أسواقا عالمية بارزة شملت نيويورك وجنيف ونيودلهي ومومباي والقاهرة والرباط وهافانا، كما تمثل حوارات إنفستوبيا محوراً هاماً لدعم جهود دولة الإمارات في تطوير السياسات الاقتصادية العالمية، وتعزيز الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الجديدة.

Email