151 مليار دولار كلفة تطوير المطارات بالمنطقة حتى 2040

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد وضع معظم مشاريع تشييد المطارات التي تبلغ تكلفتها عدة مليارات من الدولارات على نار هادئة أو تقليصها بشكل مؤقت على مدى السنوات الثلاث الماضية، أخذ المشغلون والمستثمرون بالتسابق على مدارج المطارات في ظل توقع أن تستوعب مناطق الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ 58% من الطلب العالمي على المسافرين جواً في عام 2040.

وسوف تحتاج المطارات في الشرق الأوسط إلى استثمار 151 مليار دولار لزيادة الطاقة الاستيعابية في ظل توقع ارتفاع الطلب العالمي على المسافرين جواً بأكثر من الضعف في عام 2040، ما يتطلب استثماراً بقيمة إجمالية تبلغ 2.4 تريليون دولار لمطارات الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ حتى عام 2040 لاستيعاب هذا النمو، وذلك وفقاً لمجلس المطارات العالمي الذي توقع أن يجتاز ما يقرب من 19.7 مليار مسافر مطارات العالم بحلول عام 2040 واستقبال مطارات الشرق الأوسط لنحو 1.1 مليار مسافر بحلول عام 2040، ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بعام 2019 الذي تم فيه استقبال 405 ملايين مسافر.

وقال مركز المحيط الهادئ للطيران الذي يعتبر أحد أكثر المصادر الموثوقة في العالم لمعلومات سوق الطيران، إنه كان هناك 425 مشروع تشييد رئيسياً في المطارات القائمة فعلياً، بإجمالي نفقات ملتزم بها بقيمة 450.7 مليار دولار على مستوى العالم، كل منها في مراحل مختلفة من الإنجاز، من مراحل تحضيرية إلى مراحل شارفت على الانتهاء، وذلك إلى جانب 225 مشروعاً لمطارات جديدة. 

وتضخم عدد مستثمري المطارات إلى 1,074 مستثمراً بما في ذلك 258 مجموعة أو اتحاداً لمشغلي المطارات. وقد أدرجت قاعدة بياناتها العدد الإجمالي لمشاريع المطارات وحجم الاستثمارات وفقاً لكل منطقة، بما في ذلك 155 مشروعاً في منطقة الشرق الأوسط بقيمة 209.4 مليارات دولار.

وتحولت منطقة الشرق الأوسط، التي تتموضع على مفترق طرق استراتيجي للاقتصادات الرئيسية في آسيا وإفريقيا وأوروبا، إلى مركز دولي رئيسي، وهي لا تزال قصة نمو ملهمة، حيث إنها تندرج بالفعل ضمن أسرع المطارات نمواً في العالم بالنظر إلى احتوائها على أكثر من 110 مطارات تمثل 170 مليوناً من الحركة العالمية.

معرض المطارات في دبي

ومن المنتظر أن يحظى اللاعبون في صناعة المطارات وهم يشهدون عودة الاستثمارات الضخمة إلى مساراتها، بحماس نشط في معرض المطارات الذي سيقام في دبي في الفترة من 9 إلى 11 مايو تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة.

وسوف تعمل الدورة الثانية والعشرون لأضخم منصة بينية سنوية لصناعة المطارات في العالم على ربط أكثر من 200 علامة تجارية للطيران، وأكثر من 100 مشترٍ من أكثر من 30 مطاراً، وهيئات طيران من 20 بلداً، كما سيقام على هامش أعمال معرض المطارات، منتدى قادة المطارات العالمية.

وسوف تشهد هذه المنصة العالمية رفيعة المستوى مشاركة أكثر من 4,500 زائر وعارض، حيث تم تأكيد مشاركة عارضين من الولايات المتحدة الأمريكية، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، والدنمارك، وتركيا، وهولندا، والصين، وبلجيكا، وكوريا الجنوبية، والسويد، والإمارات العربية المتحدة.

وقالت مي إسماعيل، مديرة المعرض في شركة ريد للمعارض: إن معرض المطارات 2023 سيشهد عرض كل ما تحتاجه المطارات تقريباً. وكانت دورة العام 2022 قد شهدت حضور أكثر من 4,200 شخص من 71 دولة ومشاركة أكثر من 160 عارضاً من 23 دولة، وأكثر من 100 مشترٍ من 35 شركة و23 دولة، وذلك إلى جانب أجنحة دولية لخمس دول. هذه الدورة سوف تحطم هذه الأرقام القياسية بالتأكيد مع عودة الطيران بكامل ألقه.

مشاريع إنشاء المطارات

وبلغت القيمة الإجمالية لمشاريع إنشاء المطارات الجديدة مجتمعة 1.64 تريليون دولار وفقاً لمؤسسة غلوبال داتا، في حين من المتوقع أن يصل أسطول الطائرات العالمي إلى 36,500 طائرة بحلول العام 2031، فيما تم تعديل حجم سوق تشييد المطارات العالمية إلى 1.4 تريليون دولار بحلول العام 2026، وهناك العديد من الدول التي تتابع تطوير المطارات بسرعة فائقة الآن.

وتخطط الهند، التي تعتبر ثالث أكبر سوق للطيران المدني في العالم، لزيادة عدد المطارات العاملة إلى 220 مطاراً بحلول العام 2027 مقارنة بإجمالي 141 مطاراً حالياً، فيما تقوم جارتها الأكثر اكتظاظاً بالسكان وهي الصين بالتوسع، حيث سيكون لديها بحلول العام 2025 أكثر من 30 مطاراً مدنياً بسعة مستهدفة تصل إلى ملياري مسافر. وتتسابق إندونيسيا وفيتنام والفلبين لمواكبة التطورات الجديدة في المطارات. وستواصل شركة تاف التركية القابضة للمطارات استثماراتها في مطاري الماتي وأنطاليا في العام 2023، وهي تعمل على بناء مبنى جديد للمسافرين ووحدات إضافية في مطار الماتي باستثمار قدره 200 مليون دولار لمضاعفة الطاقة الاستيعابية إلى 60 مليوناً، كما ستبدأ الاستثمار في مطار إيسنبوغا بالعاصمة التركية أنقرة. ومن جانبها، وقعت مؤسسة مطارات عُمان على مذكرة تفاهم لتطوير مطار كليمنجارو وخطة طموحة لتطوير مركز جنوب أفريقيا في هراري في زيمبابوي.

وسيتم الانتهاء من توسعة مطار الشارقة الدولي الجديد بتكلفة تقدر بنحو 517 مليون دولار، وذلك بحلول الربع الرابع من العام 2024، حيث يتضمن العمل بناء مبنى جديد للمسافرين، ودعم البنية التحتية بهدف زيادة قدرتها لاستيعاب 20 مليون مسافر بحلول العام 2023، فيما تم الإبلاغ في وقت سابق عن أن الاقتصاد الأكثر نشاطاً في العالم العربي قد خطط لاستثمارات تزيد على 23 مليار دولار في تطوير المطارات ومشاريع التوسع على مدار هذا العقد. وستعمل توسعة مبنى المسافرين 2 في مطار الكويت التي تبلغ تكلفتها 4.36 مليارات دولار، على تعزيز الطاقة الاستيعابية السنوية للمسافرين في المطار إلى 13 مليون مسافر سنوياً، مع المرونة في الزيادة إلى 25 مليون مسافر و50 مليون مسافر في المستقبل. وبالنظر إلى أن المشروع يهدف إلى الحصول على مكانة أول مبنى مسافرين في العالم يحصل على الاعتماد الذهبي من مؤسسة ليد، فإنه من المتوقع للمشروع أن يكتمل تماماً بحلول العام 2025.

أما في قطر، فإنه من المرجح أن تبدأ في هذا العام أعمال توسعة المرحلة 2 ب في مطار حمد الدولي في مبنى المسافرين، وتوسعة الكونكورس دي واي في مطار الدوحة، ما سيعزز الطاقة الاستيعابية للمسافرين إلى أكثر من 60 مليون مسافر سنوياً، فيما سيتم الانتهاء من مبنى الشحن الجديد بحلول العام 2023 وسيضم مرفقاً جديداً من 3 طوابق ومساحة بناء تبلغ 85,000 متر مربع. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من مطار مسندم في سلطنة عمان، الذي تبلغ تكلفته 250 مليون دولار بحلول الربع الرابع من العام 2026، حيث تشتمل الأعمال على إنشاء مدرجين ومبنى مسافرين بسعة 250 ألف مسافر سنوياً. وفي مصر، تتقدم خطط بناء مبنى المسافرين 4 في مطار القاهرة الدولي.

وبدورها، تستعد المملكة العربية السعودية لبناء واحد من أكبر المطارات في العالم، والذي سيكون له ستة مدارج متوازية. وسيساعد هذا المطار على زيادة حركة المسافرين السنوية إلى 120 مليوناً بحلول العام 2030، و185 مليوناً بحلول العام 2050. وتعمل المملكة على تنفيذ برنامج ضخم لتوسيع المطارات وتحديثها لخدمة 330 مليون مسافر بحلول العام 2030، وذلك من خلال استثمارات تبلغ 147 مليار دولار، فيما من المقرر افتتاح مطار البحر الأحمر الدولي في أواخر ديسمبر 2023. ويهدف مطار الملك سلمان الدولي إلى استيعاب ما يصل إلى 185 مليون مسافر والتعامل مع 3.5 ملايين طن من البضائع بحلول العام 2050. 

وتعمل مدينة مطار جدة بمطار الملك عبد العزيز الدولي على رفع عملية التنمية المرتكزة على المطارات إلى مستوى جديد، حيث يمكن لتوسعتها أن تؤدي إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمسافرين إلى 114 مليون مسافر سنوياً، وذلك بعد اكتمالها في العام 2028. ويقدر إجمالي الاستثمار بنحو 4.5 مليارات دولار، وسيكون أول تطوير لمدينة مطار في المملكة العربية السعودية بما يتماشى مع رؤية 2030.

Email