جو بايدن يطمئن ويتعهد بمحاسبة المسؤولين عن إفلاس بنك سيليكون فالي

تقلبات بالأسواق العالمية وأمريكا تجاهد لمحاصرة الأزمة

تقلبات حادة للأسهم في بورصة «وول ستريت» | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيطرت حالة من الارتباك على مؤشرات الأسهم العالمية خلال التعاملات أمس، بضغط مخاوف من تسبب أكبر انهيار لبنك أمريكي منذ حوالي 15 عاما في أضرار مضاعفة في أنحاء العالم فيما تزايدت المخاوف من احتمالات اتساع «العدوى» بعد إفلاس بنك سيليكون فالي واندلاع أزمة مالية عالمية جديدة على غرار أزمة 2008، في الوقت الذي تجاهد فيه السلطات الأمريكية لمحاصرة الأزمة.

وشهدت البورصات العالمية تقلبات حادة خلال التعاملات أمس فيما انتعش الطلب على الذهب والين والفرنك السويسري بينما تراجعت عائدات السندات في ظل إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة.

وعانت الأسهم الأمريكية من تقلبات قوية مع قرارات من الجهات التنظيمية تستهدف السيطرة على حالة القلق بشأن قوة النظام المصرفي.

محاسبة

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أن النظام المصرفي الأمريكي «آمن»، وتعهد بمحاسبة المسؤولين عن الأزمة، وتشديد اللوائح المصرفية، بعد اضطرار الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة إلى التدخل بسلسلة من الإجراءات الطارئة إثر انهيار بنك سيليكون فالي، والذي أعقبه إفلاس بنك سيغناتشر ، فيما ينذر بوقوع أزمة أوسع.

وقال بايدن: «بإمكان الأمريكيين أن يثقوا بأن النظام المصرفي آمن. ودائعكم ستكون موجودة عندما تحتاجون إليها».

وأشار إلى أن مديري البنوك سيقالون، وسيخسر المستثمرون أموالهم، وإنه سيسعى إلى محاسبة المسؤولين والضغط من أجل مزيد من الإشراف، وتنظيم أفضل للبنوك الأضخم.

وقال: «لقد خاطروا عن علم، وعندما لا تكون قادراً على التعامل مع المخاطر تخسر الأموال كما تعهد بوضع لوائح تنظيمية جديدة، بعد أكبر واقعة انهيار لبنك أمريكي منذ الأزمة المالية عام 2008.

تقلب «وول ستريت»

وتأرجحت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة «وول ستريت» حيث فتحت على تراجعات حادة بضغط خسائر أسهم البنوك ليهبط داو جونز 89.71 نقطة أو 0.28 % عند 31819.93 نقطة وفتح مؤشر ستاندرد اند بورز على انخفاض 26.47 نقطة أو 0.69 % عند 3835.12 نقطة، بينما خسر ناسداك 97.43 نقطة أو 0.87 % عند 11041.46 نقطة.

وخلال فترة لاحقة من التداولات تماسكت المؤشرات وتحولت نحو الصعود وارتفع مؤشر داو جونز بنحو 250 نقطة وصعد مؤشر ناسداك 1.3 %.وهوت البورصات الأوروبية مسجلة أسوأ جلسة خلال العام الجاري على وقع المخاوف من انتشار «عدوى» الإفلاس الأمريكية إلى القطاع المصرفي الأوروبي.

وبدأت التداولات في البورصات الأوروبية بصورة شبه مستقرة لكنها هبطت بعد ذلك لمستويات كبيرة، وتكبدت عند الإغلاق أكبر انخفاض يومي هذا العام متأثرة باستمرار تراجع أسهم البنوك حتى مع تدخل السلطات للحد من تداعيات الانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي الأمريكي.

وأغلق مؤشر ستوكس 600 منخفضاً 2.3 % مع تحمل أسهم البنوك والشركات المالية وشركات التأمين، إلى جانب أسهم الطاقة، وطأة ضغوط البيع.

وكما كان الحال الجمعة الماضي، واصلت المصارف الأوروبية تراجعها أمس، ولا سيما المصارف التي تعتبر أقل متانة من غيرها، وخسر مصرف كريدي سويس 9,90 % مسجلاً أدنى مستوياته التاريخية فيما خسر كومرتسبنك 12 % وبي إن بي باريبا 5,29 % وسوسييتي جنرال 5 %.

تخبط آسيوي

ولم تكن الأوضاع أفضل في آسيا، حيث سادت حالة من التخبط في أسواق الأسهم الآسيوية، حيث تراجعت بورصة طوكيو 1,11 % لكن شنغهاي ارتفعت 1,20 % وهونغ كونغ 1,95 % وانخفض مؤشر تايوان بأكثر من 170 نقطة بعد بدء التعاملات عند 15526.20 نقطة، ولكن المؤشر تعافى عند 15560.49 نقطة مع الإغلاق وعوض مؤشر (كوسبي) في كوريا الجنوبية خسائره السابقة ليرتفع 0.8 % إلى 2412.84 نقطة وقفز مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ 1.9 % إلى 19683.23 نقطة.

استعادة الثقة

واتخذت السلطات الأمريكية العديد من الإجراءات خلال نهاية الأسبوع لمحاولة استعادة الثقة في النظام المصرفي الأمريكي وتجنب عمليات السحب الضخمة للودائع التي قد تزيد من إضعاف هذه المؤسسات ومن بين الإجراءات التي تم الإعلان عنها أول من أمس ضمان السلطات خصوصاً سحب جميع الودائع من بنك سيليكون فالي المفلس كما وافق الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على إقراض الأموال اللازمة لبنوك أخرى قد تحتاجها لتلبية طلبات السحب من عملائها. ودفعت الأزمة المحللين والخبراء إلى التساؤل بشأن القطاع المصرفي الأمريكي وتغير المعطيات بشأن توقعات الاحتياطي الفيدرالي، كما يؤكد إيبيك أوزكاردسكايا من بنك سويسكوت.وأسهمت الارتفاعات الحادة في أسعار الفائدة خلال العام الماضي لكبح التضخم في إضعاف البنوك وتباطؤ النشاط الاقتصادي وقد تقنع الأحداث الأخيرة مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بإبطاء الإيقاع في اجتماعهم المقبل 21 - 22 الجاري.

Email