الحكومات الأوروبية تُحذر: عدم تدخل الدولة في أسواق الطاقة سيصيبها بالجمود ويهدد النظام المالي بأكمله

«فاينينشال تايمز»: اليورو لأدنى مستوياته منذ 20 عاماً ليفاقم المتاعب الأوروبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصل اليورو مسيرة التدهور في قيمته، وسجّل في تداولات يوم الإثنين أدنى مستوياته منذ 20 عاماً، في سياق تداعيات القرار الذي اتخذته روسيا بإغلاق أكبر خط أنابيب لتزويد أوروبا الغاز، لتتفاقم بذلك أزمة الطاقة التي وجّهت، ولا تزال، ضربة مؤلمة لاقتصاد القارة العجوز.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «فاينينشال تايمز» البريطانية، انخفض اليورو أمام الدولار في تداولات الإثنين بنسبة 0.7% ليستقر عند 0.89 دولار، وهو أدنى سعر له منذ عام 2002.

وتراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية أيضاً، فانخفض مؤشر «ستوكس 600» لأهم الشركات الرأسمالية في 17 دولة أوروبية بنسبة 1.2%، فيما هبط مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 2.6%، ومؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 1.8%، فيما كان التراجع في قيمة مؤشر «فوتسي» البريطاني طفيفاً نسبياً، إذ لم تتجاوز 0.5%.

وعلى صعيد أسواق الطاقة الأوروبية، كان الأمر أكثر سوءاً، إذا ارتفعت أسعار الغاز في مؤشر «تي تي إف» الهولندي، الذي يُعد المؤشر القياسي لتداولات الغاز الآجلة في أوربا، بنسبة هائلة بلغت 31%، لتصل إلى 273 يورو لكل ميجاواط/ ساعة، لتقترب من تحقيق أعلى سعر في تاريخها على الإطلاق مُجدّداً، بعد أن حقّقته منذ أسبوعين، عندما تجاوزت 340 يورو لكل ميجاواط/ ساعة.

ويأتي هذا الارتفاع الحاد في سعر الغاز في وقت تكافح فيه العواصم الأوروبية لاحتواء مشاعر القلق المتنامي لدى القيادات وأيضاً السكان حيال ما أسمته «فاينينشال تايمز» باستخدام روسيا لإمدادات الغاز التي تزوده أوروبا بها كسلاح، وذلك بعد أن أعلنت موسكو يوم الجمعة الماضي أنها ستوقف تدفق الغاز إلى أوروبا عبر خط الأنابيب الرئيس «نورد ستريم 1».

وكان ديمتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد صرّح الإثنين مؤكداً أنه لن يجري استئناف مد أوروبا بالغاز الروسي، إلا بعد أن يرفع «الغرب مُجتمعاً» - على حد تعبيره - عقوباته التي فرضها ضد روسيا. 

وقال بيسكوف في تصريحاته التي نقلتها وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء: «نشأت مشكلة ضخ الغاز بسبب العقوبات التي فرضتها البلدان الغربية ضد دولتنا وشركات عديدة تابعة لها».

وأضاف بيسكوف: «لا توجد أسباب أخرى وراء مشكلة الضخ».

وكانت حكومتا السويد وفنلندا اتخذتا خطوات يوم الأحد الماضي لدعم شركات الطاقة التي تواجه صعوبات حادة في تدبير الغاز في ظل التدهور المستمر في سعر صرف اليورو.

وحذرت الحكومتان من عواقب عدم تدخل الدولة في أسواق الطاقة، وإلا فإنها ستصاب بحالة من الجمود، وهو ما قد يُهدد النظام المالي بأكمله. وحذّر قطاع الطاقة البريطاني بدوره من أن المولدات الكهربائية قد تتطلب أيضاً دعماً حكومياً. 

كما حذّر محللون لدى «سيتي بنك» الأمريكي الإثنين من أن توقعاتهم السابقة لسوق الغاز في أوروبا باعتبارها «حالة تدعو إلى التفاؤل» قد تتراجع على نحو متسارع إلى «حالة الأساس»، ذلك أن متوسط سعر الغاز قد يتجاوز 220 يورو لكل ميجاواط/ ساعة.

وأضافوا إن الشتاء البارد الذي ينتظر على أبواب أوروبا، بالإضافة إلى المزيد من الخفض الروسي في إمدادات الغاز إلى القارة، قدد يرفعان سعر الغاز إلى 420 يورو لكل ميجاواط/ ساعة. ويُعادل هذا السعر أكثر ما يتجاوز 700 دولار لبرميل النفط.

Email