فيسبوك «منصة أساسية» رغم خسارة نصف قيمة الأسهم منذ سبتمبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحوّلت فيسبوك من شركة ناشئة تشهد أسهمها ارتفاعاً مطّرداً، بعد دخولها البورصة عشر سنوات، إلى مجموعة تبهت صورتها وتتدهور شعبيتها، لكنها لا تزال ضرورة لا غنى عنها في عالم التواصل الاجتماعي، وتعتزم البقاء كذلك في عالم ميتافيرس.

وقالت كارولينا ميلانيسي من شركة «كرييتف ستراتيجيز»، إنّ «فيسبوك اعتُبر في تلك المرحلة، وسيلة عصرية تتيح للأشخاص أن يتواصلوا، وكان زوكربيرغ، لا يزال يُعتبر قيادياً شاباً». وأشارت إلى أنّ صورة زوكربيرغ «باتت مرتبطة اليوم بالإعلان وبمفهوم التلاعب السياسي»، مشيرةً إلى أنّ «فيسبوك أصبح يُعتبر شركة نهمة للبيانات».

ومع أن تراجع نمو الشركة يبعث على القلق، إذ خسرت أسهم فيسبوك التي اعتمدت تسمية «ميتا»، نصف قيمتها منذ مطلع سبتمبر، إلا أن عدد مستخدمي الشبكة النشطين لايقل عن 2.94 مليار شخص شهرياً، ولا يزال يشهد زيادةً.

ويؤكد مؤسِس وكالة التسويق «سوشلي إن»، المتخصصة في وسائل التواصل الاجتماعي، كيث كاكاديا، أنّ «المعلنين الصغار قد يعتقدون أنّ استخدام فيسبوك يشهد انخفاضاً، وأنّ أحداً لم يعد يتصفّحها، لكنّ هذا الانطباع غير صحيح».

وتضررت فيسبوك جراء تحديث نظام التشغيل «آي أو أس» الخاص بأجهزة «آيفون» العام الفائت، إذ حال هذا التحديث دون تمكنه من جمع جزء من بيانات مستخدمي هذه الهواتف، لكنّ هذا الإجراء لم يؤثر سلباً في أهمية الشبكة بالنسبة إلى المعلنين.

ويقول كاكاديا « الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة، بدؤوا يتخلون عن فيسبوك، لكنّهم ناشطون في الغالب عبر منصات أخرى، من بينها إنستغرام المملوكة لميتا، و«يشكلون تالياً جزءاً من استراتيجية فيسبوك».

وقبل فيسبوك، حاولت منصات كثيرة أن تختبر عالم التواصل الاجتماعي، من «فرندستر»، وصولاً إلى «ماي سبايس»، لكنّ أياً منها لم يحقق نجاحاً مستداماً، لأنّها لم تستطع مواكبة التطور السريع في القطاع، ولم تشرف بما يكفي على المحتوى المنشور فيها.

وتقول كارولينا ميلانيسي «لا أعتقد أنّ المنافسين أخطأوا، بل ببساطة، أصبحت فيسبوك بهذا الحجم، ووصلت إلى هذه الأهمية في الوقت المناسب».

وتطمح فيسبوك، التي لا تزال في طليعة الشبكات الاجتماعية، إلى أن يبقى كذلك في عالم ميتافيرس الافتراضي الموازي، الذي يراهن زاكربرغ عليه، لدرجة أنّه غيّر اسم مجموعته إلى «ميتا بلاتفورمز». وتعتزم «ميتا» تخصيص ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار سنوياً، لإنشاء نسختها الخاصة من ميتافيرس وتنظيمها، لتفرض نفسها على أنّها المرجع في العالم الافتراضي.

ويؤمن كيث كاكاديا بهذه الخطوة، حتى لو «لم تبدأ العلامات التجارية في التفكير بكيفية الانخراط» بهذه المساحة الجديدة، بحسب قوله.

Email