إيلون ماسك.. الفيزياء أصل الحكاية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن النظر إلى إيلون ماسك، على أنه مجرد رجل أعمال فقط، فقد أثبت أنه يستطيع النجاح في أي مجال تطؤه قدماه، فقد أخذ بزمام التحوّل نحو عالم السيارات الكهربائية مع «تسلا»، كما أخذ الصدارة في دخول الشركات الخاصة عالم الفضاء مع «سبيس إكس»، كل ذلك جعل منه الرجل الأنجح والأذكى في اقتناص الصفقات الرابحة، وآخرها الاستحواذ على «تويتر»، إلا أنه يمكن القول إن دراسته للفيزياء في بداية حياته، التي تعتمد على تحليل الأشياء لحقائقها الأصلية وصولاً إلى الفهم، تفسر لنا أصل الحكاية.

«النجاح يُولد من رحم المعاناة».. هكذا أثبت إيلون ماسك صحة هذا الرأي، حيث عانى كثيراً في طفولته. ولم تكن معاناة الصغير من الفاقة أو العوز، وإنما كانت من الاضطرابات النفسية الناجمة عن التفكك الأسري أولاً، بسبب انفصال والديه وهو في التاسعة من عمره، ثم معاناته من تنمر زملائه في المدرسة الابتدائية.

حفزّت هذه المعاناة ماسك على الاهتمام بالتقنية ليفرغ فيها همومه، فتحول الاهتمام إلى الشغف، وصنع الشغف ثروة قوامها 259 مليار دولار، هي أكبر ثروة شخصية يمتلكها فرد بعينه على ظهر كوكبنا. نستعرض فيما يلي مسيرة ماسك، حتى صار أغنى رجل في العالم.

معاناة وإنجازات

ولد ماسك في الــ 28 من يونيو، 1971 في «بريتوريا» بجنوب أفريقيا. وهو الابن الأكبر ضمن ثلاثة أبناء لأب مهندس من جنوب أفريقيا، وأم تعمل كعارضة أزياء وأيضاً أخصائية تغذية من كندا.

عرف ماسك المعاناة مبكراً عندما انفصل والداه في عام 1980. وزادت المعاناة عندما عاش بعد الانفصال في كنف والده في «بريتوريا». ويكمن سبب المعاناة في سوء طباع أبيه. ويقول ماسك عن والده: «كائن بشري بغيض، فلا يوجد شر تقريباً يمكن أن يخطر بذهنك، إلا وقد اقترفه».

وتفاقمت معاناة ماسك في طفولته بسبب تنمر زملائه عليه في المدرسة. ويتذكر ماسك تلك الأيام قائلاً: «كنت اختبئ من زملائي كي لا يؤذونني، إلا أنهم كانوا يقنعون صديقي المفضل بإخراجي من مخبأي بطريق الخداع ثم يضربوني».

وأضاف: «لسبب ما، اتخذوا قرارهم بأن أكون ضحيتهم الدائمة. كانوا يطاردونني من دون توقف، ما جعل فترة نشأتي شديدة الصعوبة. وظل الأمر يجري على هذا النحو لسنوات عدة.... عصابة من التلاميذ المارقين يتعقبونني ويضربونني، ويتعين علي أن أهرب منهم إلى المنزل، حيث الحياة هناك بشعة أيضاً».

وفي خضم هذا الجحيم، لم يجد ماسك مهرباً سوى القراءة، ومنها دلف سريعاً إلى عالم التقنية ليجد فيها السلوى عمّا يكابده من منغصات. وأبدى ماسك نبوغاً لافتاً في البرمجة، وفي سن مبكرة، إذ لم يكن يتجاوز العاشرة من عمره عندما دخل عالم البرمجة باستخدام «كومودور في آي سي- 20»، وهو حاسوب منزلي كان يُعد آنذاك بدائياً بالمقارنة مع الحواسيب المنزلية الأخرى، كما كان يتميز باعتدال سعره نسبياً. ولم يمض وقت طويل حتى أتقن ماسك البرمجة إلى النحو الذي أتاح له تحقيق إنجازات في هذا المجال كانت بمثابة طوق النجاة الذي ظهر أمامه في الوقت المناسب كي يكتسب الثقة بنفسه قبل أن يهوي في غياهب الشعور بالفشل والدونية تحت وطأة تنمر زملائه وسوء معاملة أبيه. والأهم من ذلك، كانت هذه الإنجازات بمثابة إرهاصة مبشرة لقدوم رائد أعمال موهوب في مجالي التجارة والتقنية. وتمثلت باكورة الإنجازات في تطوير لعبة فيديو اسماها «بلاستر». وباع ماسك شفرة البرمجة الخاصة بهذه اللعبة إلى مجلة متخصصة في الحواسيب نظير 500 دولار.

وشجّع هذا الإنجاز المُبشر ماسك على المُضي قدما بخطى أوسع وأجرأ في عالم البرمجة. وفي واقعة ذات دلالة تعكس مدى تمكن ماسك من هذا المجال، فكر هو وأحد شقيقيه أن ينصبا بالقرب من المدرسة ماكينة كي يمارس التلاميذ عليها ألعاب الفيديو التي يطورها ماسك بنفسه، إلا أن والدهما رفض الفكرة.

 

الانتقال إلى كندا

في الــ 17 من عمره، قرر ماسك الهجرة إلى كندا، كي يعيش مع والدته، حيث حصل عن طريقها على الجنسية الكندية. وهناك، التحق ماسك بجامعة «كوينز» بمقاطعة «أونتاريو»، حيث تعرف على جاستن ويلسون، والتي صارت فيما بعد الكاتبة ومؤلفة القصص الشهيرة وزوجته الأولى وأم أبنائه الخمسة، قبل أن ينفصلا في عام 2008.

ولكن لم يمض عامان، حتى قرر ماسك أن ينتقل من كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك نقل دراسته إلى جامعة «بنسلفانيا». وأثناء دراسته الجامعية في «بنسلفانيا»، لم ينس ماسك ولعه بريادة الأعمال، فاشترى مع زميل له منزلاً مكوناً من 10 غرف كان مخصصاً لسكنى طلبة الجامعة، وحوّلاه إلى ملهى ليلي.

تخرج ماسك من الجامعة حائزاً درجة بكالوريوس العلوم في الفيزياء، ثم حصل بعد ذلك على درجة بكالوريوس في الاقتصاد من «كلية وارتون» بجامعة «بنسلفانيا» أيضاً. ويرى ماسك أن دراسته للفيزياء تحديداً هي التي تركت أعمق الأثر في نفسه. ويقول في ذلك: «الفيزياء إطار جيد للتفكير، فهي تحلل لك الأشياء إلى حقائقها الأصلية، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة الفهم».

جنون العباقرة

وثمة رأي جدلي آخر حسمه ماسك من واقع حياته الشخصية، بعد الجدل الخاص بالعلاقة بين المعاناة والنجاح. والجدل هذه المرة عن العلاقة بين الجنون والعبقرية، إذ يذهب الرأي الجدلي إلى أن الاثنين لا يفصل بينهما سوى شعرة، وذلك في إشارة إلى أن العباقرة بالضرورة مجانين، أو على أدنى تقدير لديهم لمحات من الجنون في أقوالهم وأفعالهم. وقد أكّد ماسك بتصرفاته وكذلك بآرائه صحة هذا الرأي بما لا يدع مجالاً للشك، فهو العبقري المجنون الذي تزخر حياته بالعديد من الأفعال والأقوال التي تتراوح في غرابتها وشدة إثارتها للجدل بين النزق والجنون التام.

ولعل أحد أبرز الأمثلة على ذلك، عندما قرّر أن ينتقل من «بنسلفانيا» إلى «كاليفورنيا» بغية أن يحصل هناك على درجة الدكتوراه في الفيزياء التطبيقية من جامعة «ستانفورد». وبالفعل، ذهب ماسك إلى «كاليفورنيا» والتحق ببرنامج الدكتوراه، وكان آنذاك في الــ 24 من عمره، إلا أنه فوجئ بحالة الازدهار الخرافية التي كان يعيشها آنذاك «وادي السيلكون» الشهير في «كاليفورنيا» على خلفية الانتشار الهائل لشبكة الإنترنت، فسرعان ما تغلب شغفه بريادة الأعمال وبالتقنية معاً على طموحه الأكاديمي، ليترك برنامج الدكتوراه بعد يومين فقط! ويتجه صوب الشركات الناشئة، وهو الأمر الذي برع فيه وبفضله قفز قفزات هائلة عدة حتى صار أغنى رجل في العالم.

مليونير لأول مرة

كانت أول شركة ناشئة أسّسها ماسك هي «زيب 2»، وتخصّصت في برمجيات الإنترنت، حيث كانت تساعد الصحف في تطوير أدلة عبر الإنترنت للمدن ومعالمها. أسّس ماسك «زيب 2» في عام 1995 بمشاركة شقيقه الأصغر، كيمبل، وكان رأس مالها ضئيلاً إذ لم يتجاوز 28 ألف دولار.

حققت «زيب 2» نجاحاً مبهراً بفضل محرك البحث المتميز الخاص بها، «ألتافيستا»، ما أغرى شركة «كومباك» الأمريكية الشهيرة للحاسبات بالاستحواذ عليها بعد ذلك بأربع سنوات فقط، أي في عام 1999، مقابل 381 مليون دولار، ليصبح ماسك مليونيراً للمرة الأولى في حياته.

المزيد من الشركات

ولأن ماسك رائد أعمال موهوب فعلياً ويمتلك الحس التجاري السليم الذي يقوده إلى الأعمال والمشروعات التجارية الناجحة، فقد استغل بذكاء شديد حصيلة بيع «زيب 2» في تأسيس شركة «إكس.كوم» المتخصصة في إرسال التحويلات المالية عبر شبكة الإنترنت، وكانت رائدة آنذاك في هذا النوع من الخدمات، وأيضاً إرهاصة لمجال جديد من الخدمات، وهو التقنية المالية، والذي نعرفه الآن باسم «فينتك».

واندمجت «إكس.كوم» مع شركة أخرى متخصصة في مجالها نفسه، لتتحول الشركتان معاً إلى «باي بال». وبعد أن استحوذت «إي باي» على «باي بال» مقابل 1.5 مليار دولار، بلغت حصة ماسك من هذا المبلغ 180 مليون دولار.

ثلاثية المستقبل

خاطر إيلون ماسك بثروته المبكرة بالكامل لبناء شركات تركز جميعها على معالجة ما أسماها مخاطر وجودية تهدد بقاء البشرية على المدى الطويل وهي تعتمد على ثلاثة أشياء لبحث حلول لتحديات ثلاثية المستقبل: أولها مخاطر المناخ حيث تهدف شركة تيسلا موتورز إلى معالجة مخاطر المناخ من خلال تسريع الانتقال إلى الكهرباء النظيفة والنقل الذي يعمل بالكهرباء.

وكذلك مخاطر الاعتماد على كوكب واحد، فوفقاً لماسك، فإن بقاء البشرية على المدى الطويل معرض للخطر إذا بقيت مقصورة على هذا الكوكب فقط. عاجلاً أم آجلاً، ستنهي بعض الكوارث التي ربما تكون نيزكاً أو بركاناً هائلاً أو حرباً نووية فترة وجودنا هنا على الأرض، لذلك أسس ماسك شركة SpaceX للسفر عبر الفضاء.

وثالثاً مخاطر تقادم الجنس البشري، حيث يعتبر المفكرون أن الذكاء الاصطناعي العام الخارق أكثر ذكاءً من البشر وسيشكل خطراً وجودياً هائلاً على مستقبل البشرية.

لهذا السبب، شارك ماسك في تأسيس شركة OpenAI غير الربحية لتطوير «ذكاء اصطناعي صديق»

توفر الشركة وصولاً مجانياً إلى نتائج أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدمة لنشر تلك التقنيات ومنع المجموعات القوية من احتكار الذكاء الاصطناعي العام الخارق.

مدمن لإثارة الجدل

بات اسم ماسك مقترناً دوماً بإثارة الجدل، فهي فيما يبدو هوايته التي يكن لها شغفاً يكاد يبلغ حد الإدمان، فهو لا يكاد يتوقف عن إثارة الجدل بأفعاله، تصريحاته أو تغريداته عبر «تويتر»، والتي استحوذ عليها في نهاية الشهر الماضي مقابل 44 مليار دولار في أحدث حلقة من حلقات مسلسل ماسك مع الجدل.

في واحدة من أشهر وأطرف تصريحات ماسك وأكثرها إثارة للجدل، صرح في عام 2018 أنه استغل مبلغ الــ 180 مليون دولار التي حصل عليها كنصيبه من صفقة الاستحواذ على «باي بال» كالتالي: 100 مليون دولار لتأسيس شركة «سبيس إكس» لأبحاث الفضاء، 70 مليون دولار لتأسيس شركة «تسلا» الشهيرة لتصنيع السيارات الكهربائية، وهي الشركة التي نقلت ماسك من خانة المليونيرات إلى خانة المليارديرات، في حين استثمر ماسك مبلغ الــ 10 ملايين دولار المتبقية في شركة «سولارسيتي» للطاقة الشمسية.

وأفاد ماسك آنذاك بأنه لم يتبق له أي نقود بعد ذلك ليستأجر بها مسكناً خاصاً. وكرر ماسك ذلك الادعاء في تصريحات إعلامية أخرى عدة وتغريدات عبر «تويتر». ومع تكرار الادعاء وتكرار التصريحات والتغريدات الغريبة المثيرة للجدل من ماسك، اختلط الأمر على متابعيه، بحيث باتوا لا يعلمون ما إذا كان ماسك، أغنى رجل في العالم رسمياً، منذ ما يقرب من العامين، لا يمتلك بالفعل سكناً خاصاً به، أم إن الأمر لا يعدو كونه مجرد مزحة أخرى من هذا الرجل الذي يبدو أن شغفه بإثارة الجدل لا يقل عن شغفه بريادة الأعمال والتقنية.

«تسلا»

وبحسب موقع «بزنس انسايدر» الشبكي البريطاني، بدأ انخراط ماسك في عالم السيارات الكهربائية منذ عام 2004، وذلك بصفته مستثمراً، وانتهى به الأمر وقد صار شريكاً مع شريكين آخرين في إدارة شركة «تسلا موتورز»، ثم صار المُتحكم الأوحد في شؤونها بعد سلسلة من الخلافات، عندما تولى منصب رئيسها التنفيذي وأيضاً منصب مهندس تخطيط الإنتاج في عام 2007. وتحت إدارة ماسك، باتت «تسلا» أعلى شركة لتصنيع السيارات على مستوى العالم من حيث القيمة السوقية، وواحدة من أشهر العلامات التجارية عالمياً. وبجانب تصنيع السيارات الكهربائية، اقتحمت «تسلا» أيضا عالم الطاقة الشمسية، وذلك من خلال استحواذها على «سولارسيتي».

سبيس إكس

ودخل إيلون ماسك عالم الاستثمار في الفضاء في عام 2008 عندما أنشأ «سبيس إكس»، وهي أول شركة خاصة من نوعها تقوم برحلات إلى مدار الأرض، ومنذ ذلك الحين، بدأت الشركة تقوم بشكل دوري بإطلاق مركبات الشحن غير المأهولة الى محطة الفضاء الدولية، واستطاعت الفوز بعقد مع وكالة ناسا لإرسال رواد فضاء كذلك ابتداءً من بداية عام 2017، وعلى الرغم من أنها عانت من انتكاسات كارثية كبيرة عندما انفجر صاروخها المتجه إلى محطة الفضاء الدولية، مما تسبب بزعزعة الثقة بالشركة ككل، إلّا أنها استطاعت استعادة سمعتها بفضل جهود ماسك وجرأته.

وسجلت «سبيس إكس» عنوانها الأول الرئيسي في عام 2010، عندما أصبحت أول شركة خاصة لإطلاق صاروخ بضائع إلى المدار وإعادته إلى الأرض مرة أخرى دون أضرار، وهو شيء كانت الوكالات الحكومية مثل وكالة ناسا أو روسكوزموس الروسية قد استطاعت فعله من قبل.

وحول ما إذا كانت الشركة تربح أم لا، من الصعب تحديد ذلك، باعتبار أن الشركة هي تابعة للقطاع الخاص، وهو ما يعني أن دفاترها التجارية ليست مفتوحة للتفتيش، ولكن تبعاً للاعتقاد السائد بين معظم المحللين، فإن الشركة يجب أن تكون قد استطاعت الحصول على الكثير من المال، حيث أنها تمتلك عقداً بقيمة 4.2 مليارات دولار من وكالة «ناسا» وحدها، وقد نجحت كذلك في كسب عقد مع البينتاجون، مما يعني كسب المزيد من العائدات، وكل هذا بالإضافة إلى عقودها لإطلاق الأقمار الصناعية الخاصة، والتي تبلغ قيمتها حوالي 7 مليارات دولار، وهذا يعني الكثير بالنسبة لشركة تعتمد بدخلها بشكل رئيسي على إطلاق الأقمار صناعية نحو الفضاء بحوالي ثلث تكلفة الشركات القديمة، مما يتيح مجالاً كبيراً للحصول على الكثير من الأرباح.

«تويتر»

ولطالما كان «تويتر» هو الوسيلة المُفضّلة لدى ماسك في مُزاولة عادته الأثيرة المتمثلة في إثارة الجدل، وذلك من خلال تغريداته الغريبة، التي لطالما تسببت في ارتفاع أسعار أسهم لشركات على نحو صاروخي وانحدار أسهم أخرى إلى القاع. وفي الشهر الماضي، واصل ماسك إثارة الجدل من خلال «تويتر»، ولكن هذه المرة ليس بتغريداته، وإنما بالإفصاح عن رغبته في شراء الشركة المالكة لموقع التواصل الاجتماعي الشهير. ووفقا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، بدأ الأمر حينما أفصح ماسك عن امتلاكه لحصة تبلغ 9.2% في شركة «تويتر»، ليرد مجلس إدارة الشركة بعرض مقعد في المجلس على ماسك. وقبل الأخير العرض في البداية، ثم رفضه بعد ذلك بعدة أيام، قبل أن يوجه إلى المجلس عرضا لشراء الشركة بسعر 54,20 دولار للسهم، بعلاوة سعرية 18% عن سعر السهم في السوق وقت إرسال العرض، ولكن بانخفاض 22% عن سعر السهم في العام الماضي.

في بادئ الأمر، تبنى أعضاء مجلس الإدارة الخطة المعروفة باسم «حقوق المُساهمين»، والتي يعرفها البعض أيضا باسم «حبة السم»، للتصدي لعرض الاستحواذ من ماسك على «تويتر»، إلا أن مقاومتهم للعرض انهارت تماماً في 24 أبريل، عندما كشف ماسك في إفصاح رسمي للبورصة عن عرض إجمالي لشراء «تويتر» مقابل 46.5 مليار دولار. ووافق أعضاء المجلس على العرض، لتبدأ حلقة جديدة من مسلسل ماسك الذي لا ينتهي مع الجدل، ذلك أن الصفقة شأنها شأن أي خطوة يتخذها ماسك أو تصريح يُدلي به، أثارت جدلا عميقا في أوساط الاقتصاديين والمُتابعين العاديين بين مؤيدٍ لها ومُعارض. وكلا من الفريقين له أسبابه الوجيهة التي تتعلق أساسا بحرية التعبير عبر «تويتر». وأيًا ما كان، فإن المؤكد أنه لحين اغلاق الصفقة، سيستمر ماسك في مزاولة هوايته المُحببة، وهي إثارة الجدل.

Email