روسيا تسعى للتخلص من «عقدة» الدولار.. واقتراح بتأميم المصانع المملوكة للأجانب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعمل روسيا جاهدة، على التخلص من «عقدة» الدولار وسيطرته على اقتصادها وأسواقها المالية، حيث شرعت في اتخاذ إجراءات شديدة تختبر  على أرض الواقع مدى الانفصال الحقيقي عن الدولار الأمريكي، في وقت تستمر فيه واشنطن في فرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو إثر الحرب على أوكرانيا.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مدير إدارة التعاون الاقتصادي بوزارة الخارجية القول إن روسيا تقلص استخدام الدولارات الأمريكية في احتياطياتها وتسوياتها الخارجية بعد العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو.

ويبدو أن جهود روسيا منذ عدة سنوات ساهمت في التخلص من سيطرة الدولار الأمريكي على اقتصادها وأسواقها المالية وتخفيف تأثير العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على موسكو حتى.

وخفّضت روسيا احتياطياتها من الدولار إلى 16% فقط من مخزون البنك المركزي في عام 2021، أي أقل بأكثر من 40% قبل أربع سنوات فقط.
ويعني هذا خفضاً كبيراً لما تمتلكه من سندات الخزانة الأمريكية، إذ جري تقليص الملكية بنسبة 98% تقريباً مقارنة بالذروة في عام 2010، وإزالة الأصول الدولارية من صندوق الثروة السيادي.

إلى ذلك، اقترح عضو بارز بالحزب الحاكم في روسيا تأميم مصانع مملوكة لأجانب أوقفت عملياتها في البلاد بسبب ما يسميه الكرملين عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
أعلن العديد من الشركات الأجنبية، ومنها فورد ونايكي، إغلاق متاجرها ومصانعها في روسيا مؤقتا من أجل الضغط على الكرملين لوقف غزوه لأوكرانيا وبسبب تعطل سلاسل التوريد الخاصة بها.
وفي بيان نُشر مساء الاثنين على موقع حزب روسيا الموحدة على الإنترنت، قال أندريه تورتشاك أمين المجلس العام للحزب الحاكم، إن إغلاق تلك الشركات لأعمالها هو "حرب" على مواطني روسيا.
وذكر البيان أن شركات الأغذية الفنلندية المملوكة للقطاع الخاص، فاتسر وفاليو وبوليج، كانت أحدث شركات تغلق عملياتها في روسيا.

وقال تورتشاك "(حزب) روسيا الموحدة يقترح تأميم مصانع الشركات التي تعلن خروجها وإيقافها للإنتاج في روسيا خلال العملية الخاصة الجارية في أوكرانيا".

وأضاف "هذا إجراء عنيف للغاية لكننا لن نتسامح مع تعرضنا للطعن في الظهر وسنحمي شعبنا. هذه حرب حقيقية ليست ضد روسيا ككل بل ضد مواطنينا".

وقال تورتشاك "سنتخذ إجراءات انتقامية صارمة، بما يتماشى مع قوانين الحرب".

وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة بوليج لرويترز في رسالة بالبريد الإلكتروني بأن هذا لن يغير خطط شركته للانسحاب من روسيا. ولم ترغب شركتا فاتسر وفاليو في التعليق عندما اتصلت بهما رويترز.

وتمتلك فاتسر، التي تصنع الشوكولاتة والخبز والمعجنات، ثلاثة مخابز في سان بطرسبرج وواحدا في موسكو، يعمل بها نحو 2300 شخص.

وتمتلك فاليو مصنعا للجبن ويعمل به 400 شخص في روسيا، ولدى بوليج محمصة قهوة وتوظف 200 شخص في البلاد.

ووافقت فنلندا، وهي دولة ليست من أعضاء حلف شمال الأطلسي لكنها تملك حدودا مشتركة مع روسيا، الأسبوع الماضي على تعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة بينما تراقب بقلق غزو روسيا لأوكرانيا.

 

Email