«ديزني» تعود للربحية وتفوق التوقعات

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقّقت «ديزني» نتائج فاقت التوقّعات في الربع الثاني من العام الجاري في مجال البثّ التدفّقي والمجمّعات الترفيهية على حدّ سواء ويبدو أن المتحوّرة دلتا لن يكون لها تأثير كبير على نشاطاتها هذا الصيف.

وارتفعت قيمة سهم «ديزني» في بورصة وول ستريت. ولقيت المجموعة استحسان المستثمرين مع نتائج فاقت توقّعاتهم. فهي حقّقت رقم أعمال بقيمة 17 مليار دولار وأرباحاً بواقع 923 مليوناً بين أبريل ويونيو، في مقابل خسارة صافية قدرها 4.7 مليارات دولار في الفترة عينها من العام الماضي عندما وجّهت الأزمة الصحية ضربة قاسية إلى متنزّهاتها الترفيهية.

وفي الربع الثالث من السنة المالية المؤجّلة، عاود قسمها «للمتنزّهات والتجارب والمنتجات المشتقّة» تحقيق الأرباح، وذلك للمرّة الأولى من بدء الأزمة الصحية، خصوصاً بفضل إعادة فتح متاجر «ديزني» والرفع التدريجي للقيود في المنشآت الترفيهية في فلوريدا وكاليفورنيا.

وصحيح أن هذه المجمّعات ما زالت تعمل بطاقة محدودة، غير أنها درّت 4.3 مليارات دولار من العائدات، في مقابل 1.1 مليار قبل سنة.

وبسبب انتشار المتحوّرة دلتا، أعادت «ديزني» فرض الكمّامات على الزوّار في الأماكن المغلقة في يونيو. وقال بوب تشيبك خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المحلّلين إنه بات من الأسهل إلغاء حجوزات المجموعة.

لكن «بشكل عام، تخطّت الحجوزات للمتنزّهات بأشواط المستويات المسجّلة في الربع المنصرم التي كانت لافتة بدورها»، بحسب تشيبك.

وباتت «ديزني+» تضمّ 116 مليون مشترك، بما فاق بأشواط توقّعات محلّلي السوق، وشهدت خدمة البثّ التدفّقي هذه حوالي 12 مليون اشتراك إضافي منذ أواخر مارس، رغم ارتفاع سعره الأساسي إلى ثمانية دولارات في الشهر في أبريل.

وكان المحلّلون يتوقّعون أن تستقطب المنصّة ما بين 113 و114 مليون مشترك. وتتَابع هذه التطوّرات عن كثب لمعرفة إن كانت الخدمة ستواصل نموّها رغم الخروج التدريجي من الأزمة الصحية التي ساهمت إلى حدّ بعيد في رواجها منذ إطلاقها أواخر 2019.

وقال إيريك هاغستروم من مجموعة «إي ماركتر» إن «الآن وقد أطلقت ديزني+ في أغلبية الأسواق الرئيسية، بدأ العمل الصعب. ولا بدّ من الاستمرار في استقطاب مشتركين جدد مع الحفاظ على هؤلاء الذين تسجّلوا في خدمتها».

وأردف «تشكّل مجموعة أعمال ديزني للبثّ التدفقي أكبر منافسة لنتفليكس وتتقدّم ديزني+ سريعاً مقتربة من الهيمنة على القطاع».

ويُضاف إلى ذلك صدور أعمال جديدة، مثل المسلسل التلفزيوني «لوكي» لاستوديوهات «مارفل» وفيلم التحريك الأخير لمجموعة «بيكسار» بعنوان «لوكا»، خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وقال مدير الشركة بوب تشيبك «منصّاتنا تبلي بلاءً حسناً».

وأوضح «لدينا في المجموع 174 مليون اشتراك في ديزني+ واي اس بي ان+ وهولو وباتت محتويات جديدة كثيرة على وشك الصدور»، مثل الاستعراض الموسيقي «ويست سايد ستوري» الذي أرجئ صدوره إلى ديسمبر 2021.

وقبل سنتين، كانت «ديزني» تنتج محتويات للسينما وللقنوات التلفزيونية. وبات عملاق الصناعات الترفيهية يتوجّه مباشرة إلى جمهوره عبر البثّ التدفقي والصالات الخاضعة لمشيئته.

وقد تعزّزت هذه الظاهرة بفعل الوباء وحتّى بفعل المتحوّرة دلتا الآخذة في الانتشار راهناً.

وأقرّ بوب تشيبك «لم نكن نتوقّع ذلك، كما الآخرين. فقد عادت جائحة كوفيد لتؤثر تأثيراً كبيراً على الأسواق مع المتحوّرة دلتا».

وذكّر تشيبك باستراتيجية المجموعة القائمة على المرونة ليتسنّى لها «متابعة المستهلك أينما كان»، خصوصاً أنه «عندما ستعاود الصالات فتح أبوابها، سيكون الجمهور متردّداً في العودة».

ففيلم «بلاك ويدو» صدر بالتزامن على منصّة «ديزني+» وفي صالات السينما، ما عرضّ المجموعة التي تتّخذ في كاليفورنيا مقرّاً لها لملاحقات قضائية من قبل النجمة سكارلت جوهانسن التي اتّهمت «ديزني» بفسخ عقد كلّفها ملايين الدولارات لأن عرض الفيلم على وسائط إلكترونية يؤثّر على عائدات شبّاك التذاكر.

وقال المحلّل جو ماكورماك من «ثيرد بريدج» إن «تكتيكات ديزني بشأن صدور الأفلام في الصالات سيكون لها تداعيات كبيرة على القطاع».

وأشار إلى أن «الخبراء يقدّرون أنه إذا استمرّت في إصدار الأفلام على الإنترنت وفي الصالات في الوقت عينه، فسيتقلّص حجم القطاع السينمائي إلى النصف».

Email