تخفيف الإغلاق يُنعش اقتصاد بريطانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

سجل الاقتصاد البريطاني انتعاشاً مع ارتفاع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 4.8 % في الربع الثاني من العام بفضل تخفيف تدابير الإغلاق، وفق ما أظهرت بيانات رسمية أمس.

وشكل ازدياد إنفاق المستهلكين دفعة للتعافي الاقتصادي القوي بينما تواصل الحكومة تقديم دعم مالي كبير عبر دفع الجزء الأكبر مثلاً من رواتب موظفي القطاع الخاص.

لكن الانتعاش يواجه تحديات في وقت يتوقع بأن تنقضي مدة برنامج حماية الوظائف في سبتمبر وسط عقبات تواجه سلاسل الإمداد العالمية.

وتراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 1.6 % في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وفق ما أفاد بيان لمكتب الإحصاءات الوطني.

وقال وزير المال ريشي سوناك في بيان منفصل إن «الأرقام تكشف أن اقتصادنا يظهر مؤشرات قوية على التعافي».

لكن لا يزال الناتج الإجمالي للمملكة المتحدة أقل بنسبة 4.4 % مقارنة بما كان عليه قبل كوفيد، أو الفصل الأخير من العام 2019.

وتراقب الأسواق عن كثب بيانات النمو والتضخم في وقت ترفع الدول تدابير الإغلاق بعد إطلاق اللقاحات.

ويحذّر محللون من أن الارتفاع القوي للأسعار قد يجبر المصارف المركزية على رفع معدلات الفائدة قبل المتوقع، ما يعرقل التعافي.

لكن خف الضغط الأربعاء بعدما كشفت بيانات رسمية بأن التضخم في الولايات المتحدة تراجع بعض الشيء.

تحديات

ويحذر المحللون من أن التوقعات قد لا تكون بهذه السلاسة إذ تنهي الحكومة الشهر المقبل خطتها التي تشارك من خلالها في دفع جزء من رواتب الموظفين والتي سمحت بإبقاء ملايين البريطانيين في وظائفهم خلال فترة الوباء.

وبينما في «بنك انجلترا» الأسبوع الماضي على تقديراته لاقتصاد المملكة المتحدة بالانتعاش بنسبة 7.5 % العام الجاري (وهي مستويات ما قبل الوباء)، توقع انتعاشاً نسبته 5.0 % في الفصل الثاني من العام.

وحذّرت أكبر مجموعة ضغط في قطاع المال والأعمال في بريطانيا «اتحاد الصناعة البريطانية» (سي بي آي) من أن الطريق لا يزال صعباً، بعد البيانات الإيجابية أمس.

وقال خبير الاقتصاد لدى «سي بي آي» ألبيش باليجا «عاد النمو في الربع الثاني مع رفع القيود المفروضة على النشاط (الاقتصادي) تدريجياً، ما يؤكد أن التعامل مع الوباء يترافق مع دعم النمو الاقتصادي».

ولكنه تحدث عن «تحديات يواجهها التعافي» مشيراً إلى أن عوائق عدة خيّمت في طريق الإمدادات على الأرجح على النمو خلال الصيف: نقص في المواد الخام وأشباه الموصلات واستمرار تعطّل سلاسل الإمداد العالمية والنقص في الموظفين.

ويأتي تعافي بريطانيا على وقع برنامجها السريع للتطعيم الذي تلقى على إثره نحو 89 % من البالغين جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات بينما بات ثلثا السكان محصّنين بالكامل.

وأعلنت الحكومة البريطانية أول من أمس بأنها ستوفر لقاحات مضادة لـ«كوفيد» للفئة العمرية 16 إلى 17 عاماً، لكنها لن تلقّح المراهقين الأصحاء كما فعلت دول غربية عدة.

ويأتي ذلك في ظل القلق حيال المتحورة «دلتا» شديدة العدوى التي أجبرت بعض البلدان على إعادة فرض تدابير الإغلاق.

Email