الشركات الناشئة في الهند رهان جديد لمستثمري التكنولوجيا في العالم
بعد أن ظل قطاع شركات التكنولوجيا في الصين محل اهتمام المستثمرين الدوليين بفضل وتيرة النمو المتسارع للقطاع، جاءت الشهور الأخيرة لتثير مخاوف المستثمرين في ظل تزايد القيود والإجراءات التي تفرضها الصين على هذه الشركات.
وفي ظل هذه الظروف ظهرت الهند كبديل جديد لجذب مستثمري قطاع التكنولوجيا، وأصبحت الشركات الهندية الناشئة في هذا المجال محل اهتمام الكثير من المؤسسات الاستثمارية التي تقبل على شراء حصص في هذه الشركات الهندية.
وأصبحت شركة تطبيق توصيل الأغذية الهندية "زوماتو ليتمد" أول شركة ناشئة هندية في مجال تكنولوجيا المعلومات تطرح أسهمها للاكتتاب العام، حيث جمعت حوالي 1.3 مليار دولار بمساهمة بنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي وشركتي تايجر جلوبال وفيديلتي إنفستمنتس. كما قدمت الشركة المالكة لشركة خدمات الدفع الرقمي الناشئة الهندية "باي تم" مسودة نشرة اكتتاب لما يمكن أن تكون أكبر عملية طرح عام أولي في الهند بحصيلة متوقعة تبلغ 2.2 مليار دولار، في حين جمعت شركة التجارة الإلكترونية الهندية فليبكارت أونلاين سيرفسز 3.6 مليارات دولار كمساهمات جديدة من المستثمرين، لتصل القيمة السوقية للشركة المملوكة جزئيا لسلسلة متاجر التجزئة الأمريكية العملاقة وول مارت إلى 38 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تصبح الهند أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان متفوقة على الصين خلال 10 سنوات، وتختلف رؤية المستثمرين للأوضاع في الهند عن رؤيتهم لجارتها الصين، فالسلطات الصينية تفرض قيودا على شركات التكنولوجيا مما أدى إلى تراجع القيمة السوقية لهذه الشركات منذ فبراير الماضي بنحو 800 مليار دولار.
وخلال الشهر الحالي حذفت الحكومة الصينية بصورة مفاجئة تطبيق خدمة النقل الذكي ديدي جلوبال من متجر التطبيقات الإلكترونية في الصين، بعد شهور من إجبار مجموعة تكنولوجيا الخدمات المالية الصينية آنت جروب المملوكة للملياردير جاك ما على وقف عملية الطرح العام الأولي لأسهمها قبيل بدء عملية الطرح. ومن المتوقع استمرار الحملة الصينية ضد شركات التكنولوجيا في ظل رغبة السلطات الصينية في الحد من نفوذ شركات الإنترنت وتعزيز سيطرتها على بيانات المستخدمين.
وأشار تقرير صادر عن مجموعة كريدي سويس المصرفية السويسرية في وقت سابق من العام الحالي إلى وجود حوالي 100 شركة ناشئة هندية تجذب استثمارات بقيمة سوقية إجمالية تبلغ 240 مليار دولار، في مختلف القطاعات من التجارة الإلكترونية وتكنولوجيا الخدمات المالية إلى التعليم واللوجستيات وتوصيل الطعام للمنازل.
