تكدّس الحاويات في موانئ الصين يزيد معاناة التجارة العالمية
تواجه التجارة وصناعة الشحن العالمية أكبر اختبار لقدرتها على التحمل حتى الآن، حيث استنفدت بالفعل كامل طاقتها بسبب الصدمات الوبائية، بما يزيد من ضغوط التضخم نتيجة تأخر عمليات التسليم، وفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ للأنباء.
وأعلن أحد أكثر الموانئ ازدحاماً في الصين في نهاية مايو الماضي أنه لن يقبل تصدير حاويات جديدة بسبب تفشي وباء كوفيد 19 بين العاملين بالميناء، وكان من المفترض أن يتم تشغيله مرة أخرى في غضون أيام قليلة، لكن استمر الإغلاق الجزئي حتى الآن، وهو ما يزيد من تعقيد طرق التجارة ويرفع أسعار الشحن القياسية إلى أعلى. أظهرت بيانات «دريوري شيبنج» استمرار أسعار الحاويات في الصعود على عدة خطوط، حيث وصلت تكلفة حاوية بحجم 40 قدماً إلى روتردام من شنغهاي إلى 11196 دولارًا وهو ما يمثل سبعة أضعاف ما كان عليه قبل عام.
وذكر ميناء «يانتيان» أنه سيعود إلى قدرته الكاملة بحلول نهاية يونيو، ولكن قد يستغرق تجاوز تأثير الإغلاق الجزئي للميناء الصيني شهوراً نظراً لتراكم الشحنات في جنوب الصين. وقالت إيه.بي مولر-ميرسك: «الاتجاه مقلق، والازدحام المستمر أصبح مشكلة عالمية». وقدرنيريغوس بوسكوس، نائب رئيس الاستراتيجية وتطوير النقل عبر المحيطات لشركة «فليكسبورت»: أن تراكم الشحنات في ميناء «يانتيان» سيستغرق من ستة إلى ثمانية أسابيع للتخلص منه.
ويمثل هذا الجدول الزمني مشكلة لأنه يمدد الاضطرابات في سلاسل الشحن والتوريد إلى أواخر فصل الصيف تزامناً مع ذروة الطلب من الولايات المتحدة وأوروبا.
وأعلنت شركة ميرسك عن تحويل مسار معظم سفنها إلى موانئ أخرى في يونيو. مؤكدة أنه لا يزال متوسط وقت الانتظار 16 يوما.
وفقاً لستيف كرانيغ مدير الخدمات اللوجستية في «أي إم – إي إكس غلوبال» فقد بدأ بعض تجار التجزئة في أمريكا بإبلاغ العملاء الذين يتطلعون إلى شراء أثاث جديد من الصين أن التسليم قد يستغرق 10 أشهر. وسجلت الصادرات من الصين ودول آسيوية أخرى مستويات قياسية، مع إعادة فتح اقتصادات الولايات المتحدة وأوروبا، وزيادة الطلب من أسواق أخرى مثل الهند.
ووفقاً لبيتر ساند، كبير محللي الشحن في «بيمكو» فإن تلك التحويلات لم تكن كافية لتعويض الاضطرابات في «يانتيان»، والتي ربما أثرت على ما يعادل حوالي مليون حاوية 20 قدماً حتى الآن، حيث يتعامل الميناء مع حوالي 13 مليون حاوية في السنة. وتوجد حاليًا 139 سفينة حاويات راسية قبالة سواحل الصين، نحو 50 % من المتوسط من منتصف أبريل إلى أوائل مايو.
