بفضل التطعيم الأرقام تتحدث: الاقتصاد العالمي نحو الأفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن تفاؤله بالتقدم المتحقق في ملف التطعيم لمكافحة فيروس كورونا وبوادر انتعاش البلاد ونمو الأعمال والوظائف. والأرقام تؤيد «بارقة الأمل» بحسب توصيف بايدن. فقد خلق الاقتصاد الأمريكي 916 ألف وظيفة في مارس الماضي بفضل تكثيف التطعيم الذي سمح بتخفيف الإجراءات التقييدية.

غير أن بايدن لم يتخلَّ عن الحذر والتحذير، ودعا إلى عدم التقاعس وعدم الشعور بأن الأسوأ قد مرّ: «لا يزال أمامنا طريق طويل لإعادة اقتصادنا إلى المسار الصحيح بعد أسوأ أزمة اقتصادية منذ ما يقرب من قرن».

ورقم التوظيف أعلى بكثير من تقديرات المحللين الذين توقعوا خلق 627 ألف فرصة عمل جديدة، وقريب من أكثر التقديرات تفاؤلاً (مليون وظيفة). وقطاع الترفيه والفنادق والمطاعم الذي تضرر بشدة من تداعيات كورونا، شهد الانتعاش الأكبر بخلقه 280 ألف وظيفة، وفق وزارة العمل. أما قطاع البناء الذي مر بوضع صعب في فبراير، فشهد إنشاء 110 آلاف وظيفة جديدة، فيما خلقت الصناعات التحويلية 53 ألف فرصة عمل.

ووفق وكالة فرانس برس، تبشّر هذه المعطيات بالخير رغم أنها جمعت بداية الشهر، أي قبل أن توسع أغلب الولايات برامجها للتطعيم ضد كوفيد - 19 وقبل أن يتلقى كثير من الأمريكيين شيكات دعم بقيمة 1400 دولار من الحكومة الفدرالية في إطار خطة مساعدة ضخمة تبلغ قيمتها 1900 مليار دولار.

ومن المنتظر أن يكون نمو التوظيف أعلى في الشهر الجاري.

والتحديات ما زالت قائمة وخطيرة وتهدد التقدم الذي تحقق. ولكن لا يتوقع الكثير من الاقتصاديين تباطؤاً آخر في التوظيف كما حدث في الخريف. ويعود ذلك إلى تسريع حملة التلقيح التي يستعمل فيها يومياً أكثر من 2,5 مليون جرعة (وصلت في بعض الأيام إلى 3 ملايين جرعة). مع تطعيم المزيد من الأمريكيين، يتزايد النشاط في البلاد.

في هذا السياق، بدأ قطاع الرحلات إظهار علامات تعافٍ، وسيستأنف نشاطه مع إعطاء مسؤولي الصحة الأمريكيين الجمعة الضوء الأخضر للسفر داخل البلاد لمن تلقوا اللقاح، مع الحفاظ على وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي.

وأفاد المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأنه يمكن للأشخاص الذين تلقوا اللقاح، السفر ضمن الولايات المتحدة من دون الحاجة إلى الالتزام بحجر صحي أو إظهار فحص سلبي لكوفيد - 19.

أما الذين يأتون إلى الأراضي الأمريكية من الخارج، فيجب عليهم إظهار نتيجة فحص سلبية قبل الصعود إلى الطائرة وإجراء فحص ثانٍ عند الوصول والالتزام بحجر صحي في حال طلبت منهم السلطات المحلية ذلك.

وتتكاتف المؤسسات الأمريكية لتسريع وتيرة اللقاح وتعويض التأخر الذي شاب التطعيم في المرحلة الأولى في أواخر أيام الرئيس السابق دونالد ترامب. واليوم راجعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية رخصة لقاح شركة مودرنا للسماح للشركة بشحن قنينات ممتلئة بما يصل إلى 15 جرعة، مقارنة بالقنينات الحالية المليئة بعشر جرعات، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء. ومن شأن هذا التعديل أن يساعد مودرنا على التخفيف من مشكلة تواجهها مصانع تعبئة القنينات والتسريع من الوتيرة التي تمكنها من طرح جرعات اللقاح في الولايات المتحدة.

ورغم بوادر موجة ثالثة في أوروبا وتشديد القيود، إلا أن الأرقام لا تدعو للتشاؤم. فقد أغلقت الأسهم الأوروبية قاب قوسين أو أدنى من ذروة قياسية الخميس بفضل بيانات قوية لأنشطة المصانع من منطقة اليورو وتفاؤل حيال خطة إنفاق جديدة من الحكومة الأمريكية، ما طغى على بواعث القلق من إغلاق جديد في فرنسا.

وقال جوناثان ستابز، محلل أسواق الأسهم لدى بيرينبرج، لوكالة فرانس برس: من المتوقع حدوث تعافٍ عالمي متزامن وقوي في الوقت الذي تُرفع فيه إغلاقات أوروبا في الأشهر القليلة المقبلة. وتحدث بنبرة أكثر تفاؤلاً عادّاً أن تعافي أرباح الشركات يبدو متوطداً. أتوقع شخصياً نمو الأرباح بين 25 و30 في المئة في أنحاء أوروبا العامين الحالي والمقبل معاً. هو تعافٍ قوي للغاية.

Email