محمد الشعالي رئيس «جلف كرافت» لـ « الاقتصادي»:

الإمارات الثامنة عالمياً في إنتاج اليخوت الكبيرة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محمد حسين الشعالي، رئيس مجلس إدارة شركة «جلف كرافت»، أن هناك العديد من العوامل التي تجعل الإمارات بيئة مثالية لتطوير صناعة اليخوت، منها تطور البنية التحتية وقطاع الخدمات، فضلاً عن السياسات الحكومية الداعمة والمشجعة للاستثمار، والعلاقات الدولية المتميزة التي تتمتع بها الإمارات مع دول العالم.

وقال الشعالي في حوار مع «البيان الاقتصادي» إن حصة الشركة من حجم السوق الخليجي تصل إلى 50% وبفضل قوة إنتاج الشركة صعدت الإمارات إلى المركز الثامن عالمياً في إنتاج اليخوت، بينما تأتي الشركة في المركز الثامن بين الشركات العالمية من حيث حجم إنتاج اليخوت.

وأضاف أن «جلف كرافت» حرصت على تحقيق الاستقرار المالي منذ تأسيسها، وإلى اليوم نجحنا في ترسيخ استقرارنا المالي، في ظل كل التوسعات والتطورات التي تقوم بها الشركة، وذلك من خلال التمويل الذاتي للشركة، أي أن الشركة تمول نفسها لتلبية احتياجاتها، دون الحاجة للجوء إلى الاقتراض من البنوك أو التوجه إلى أي من أشكال التمويل الأخرى. وتطرق الشعالي إلى موضوع طرح الشركة للاكتتاب العام، وقال إنه «أمر غير مستبعد».. وفيما يلي نص الحوار:

أداء جيد

كيف كان أداء الشركة خلال 2018؟ وكيف انعكست الظروف الاقتصادية العالمية على الأداء؟

على الرغم من التحديات والظروف الاقتصادية العالمية فإن الشركة حققت أداءً جيداً ونجحت خلال السنوات الماضية في فتح أسواق جديدة في أوروبا، لا سيما في دول حوض البحر الأبيض المتوسط وفي أستراليا وجنوب شرق آسيا، الأمر الذي ساعد الشركة على تجاوز التحديات وتخفيف الأعباء التي خلفتها الظروف الاقتصادية العالمية.

وكما يعرف الجميع، فإن صناعة القوارب التي ننتجها هي صناعة رفاهية، لذلك فهي تعد الأكثر تأثراً ولديها حساسية أكثر من غيرها فيما يتعلق بحالة التباطؤ الاقتصادي التي تمر بها المنطقة. ونحن أكثر من يتأثر بهذا الوضع لأن الناس تتوقف عن الصرف على الأشياء والسلع الترفيهية، وعلى الرغم من ذلك حققت الشركة أداءً جيداً وهو استمرار للأداء الذي كان عليه الوضع خلال عام 2017.

خطط مستقبلية

ما ملامح خطط الشركة المستقبلية؟ وكيف تسعى لتجاوز تحديات الظرف الراهن؟

نعمل بشكل مدروس على الاستمرار في تطوير منتجاتنا وجودتها، وكذلك على تعزيز إمكاناتنا التنافسية من خلال إضافة منتجات جديدة بشكل دائم، كما نعمل على البحث عن الأفكار والاقتراحات التي تتضمن الابتكار والإبداع في التصميم وتوزيع الاستخدامات، ويساعدنا في ذلك خبرتنا الطويلة في معرفة احتياجات عملائنا.

وتتلخص خطط الشركة في اعتماد سياسة المرونة والتنوع سواء التنوع في الأسواق أو المنتجات. وتتمثل خطط الشركة في فتح أسواق جديدة وإضافة منتجات جديدة وإعادة هيكلة إدارية للشركة، بما يضمن تخفيف النفقات التشغيلية، الأمر الذي ساعد الشركة في التأقلم مع الظروف الحالية.

ولدى الشركة 40 موزعاً في جميع أنحاء العالم، وهؤلاء الموزعون مصدر قوتنا في السوق العالمي، ونحن متفائلون على المستوى الاستراتيجي. كما تسعى الشركة إلى الابتكار في الإنتاج والتصاميم من خلال طرح أحجام أكبر في السوق أو أحجام عائلية لتعويض التباطؤ في الطلب من خلال زيادة الحجم. وخلال العام الجاري سندخل السوق الأمريكي بشكل منظم ومختلف نستطيع من خلاله إقناع العميل الأمريكي بقوة منتجاتنا.

توقعات

ماذا عن توقعات الأداء في 2019؟

نحن متفائلون لأن الشركة تكسب سمعة عالمية على الرغم من صعوبة الوضع الاقتصادي، وتعد «جلف كرافت» الثامنة عالمياً في إنتاج اليخوت الكبيرة، وهذا مهم جداً بالنسبة لسمعة الشركة وقيمة منتجاتها، وكثير من الشركات العالمية تسعى للوصول إلى هذا المستوى. وبفضل قوة إنتاج الشركة أصبحت الإمارات في المركز الثامن عالمياً في إنتاج اليخوت بسبب إسهام «جلف كرافت».

حصة سوقية

ماذا عن الحصة السوقية للشركة في كل من الإمارات والمنطقة؟ وما أهم الأسواق التي تصدر إليها الشركة منتجاتها؟

بالنسبة إلى الأسواق التي نصدر إليها، هي الأسواق المتمثلة في منطقة الخليج عموماً ودول أوروبا، لا سيما دول حوض البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى دول شرق آسيا وأستراليا، لكننا نقوم عادة بما نسميه إعادة توزيع للأسواق المستهدفة، بما يتناسب مع وضع كل سوق.

أما بالنسبة للحصة السوقية، فما زالت الشركة تحافظ على حصتها السوقية في منطقة الخليج التي تصل إلى 50%، والأهم بالنسبة لنا ليس كمية الإنتاج، بل نوعيته لأن النوعية هي التي تعطي الاستمرارية وليس الكمية.

وبعد منطقة الخليج تأتي أوروبا التي تعد ثاني أهم أسواقنا، وفي المركز الثالث أستراليا ثم دول شرق آسيا، ونحن لدينا أمل خلال العامين المقبلين أن يستوعب السوق الأمريكي جزءاً كبيراً من إنتاج الشركة.

اكتتاب

هل هناك توجه لطرح الشركة للاكتتاب العام؟

في الحقيقة نحن وعدنا أكثر من مرة بطرح الشركة للاكتتاب العام ودرسنا الموضوع بشكل جذري، لكن مشكلة هذا النوع من الشركات يحتاج إلى عدم مركزية شديدة في العمل ويحتاج إلى قرارات سريعة، وطرح هذه الشركة في السوق يحد من قدرتها على الحركة، لكن هذا لا يلغي أن الشركات الصناعية مثل هذه الشركة التي تسهم في تعزيز سمعة الصناعة الإماراتية.

لا بد في النهاية أن تصل إلى الاكتتاب العام، ونحن لا نستبعد مستقبلاً طرح الشركة للاكتتاب العام، بل بالعكس النية موجودة لكن العقبة الكبيرة تكمن في كيفية الموازنة بين الملكية العامة وحرية وسرعة اتخاذ القرار، لأن طبيعة العمل تفرض ذلك.

تمويل

ما مصادر تمويل الخطط التوسعية للشركة؟

حرصت جلف كرافت على تحقيق الاستقرار المالي منذ تأسيسها، وإلى اليوم نجحنا في ترسيخ استقرارنا المالي، في ظل كل التوسعات والتطورات التي تقوم بها الشركة، وذلك من خلال التمويل الذاتي للشركة، أي أن الشركة تمول نفسها لتلبية احتياجاتها، دون الحاجة للجوء إلى الاقتراض من البنوك أو التوجه إلى أي من أشكال التمويل الأخرى.

وبالنسبة للعملاء خارج الإمارات من السهل أن يجدوا تمويلاً لهذه القوارب أو اليخوت عند الشراء ولا يجدون أي صعوبة في ذلك، لكن في السوق الإماراتي ما زال هذا الأمر يمثل صعوبة كبيرة ولا يوجد أي شخص في الإمارات تمكن من الحصول على تمويل لقارب كبير لأن شروط التمويل التي تفرضها البنوك على هذه المنتجات صعبة، وتتمثل في أسعار فائدة مرتفعة وشروط إقراض صعبة والبنوك تعتبر أن تمويل اليخوت فيه مخاطرة كبيرة.

التأمين

ماذا عن التأمين وهل هناك صعوبة في إيجاد التأمين لهذه المنتجات؟

بالعكس لا يوجد هناك أي مشكلة بالنسبة للعملاء في إيجاد التأمين في السوق المحلي أو الخارجي.

إيرادات

هل تقتصر إيرادات الشركة على بيع اليخوت والقوارب؟

نحن نعمل بالإضافة إلى بيع القوارب واليخوت في إصلاح وصيانة وتجديد اليخوت والقوارب وفي جميع الأعمال المكملة لصناعة اليخوت، ولا نقتصر على إصلاح وصيانة اليخوت التي تنتجها الشركة، بل يمتد عملنا إلى منتجات الشركات الأخرى.

محفزات

ما المحفزات التي تقدمها الشركة للعملاء كجزء من خطتها التسويقية؟

نحن نقدم أسعاراً تنافسية ومنتجات ذات جودة عالية، كما أننا نقدم ضمانات متنوعة، منها ضمان على جسم القارب لمدة 5 سنوات وضمان على التركيبات لمدة سنة، وضمان على المحركات من الموردين لمدة سنتين، ولدينا مجموعة من الضمانات الأخرى ولدينا القدرة على تقديم خدمات صيانة لعدد من السنوات حسب الاتفاق مع المشتري.

مراسٍ

هل عدد المراسي ما زال يشكل تحدياً بالنسبة لصناعة القوارب؟

المراسي اليوم موجودة لكن هناك معانة من ارتفاع تكلفتها، ومع توفر المزيد من المراسي من المتوقع أن تشهد هذه التكلفة تراجعاً بشكل كبير خاصة مع افتتاح مشروع دبي هاربور الذي سيوفر أكثر من 1200 مرسى، الأمر الذي سيزيد المعروض في السوق.

يخوت بارزة

ما اليخوت الأبرز لكل خط إنتاج، ولماذا؟

كل منتج من منتجاتنا له خصوصية معينة، وميزاته ضمن الفئة التي ينتمي إليها، ولدى «جلف كرافت» مجموعة واسعة من المنتجات، تندرج تحت عدد من الفئات. وخلال الفترة الحالية هناك مجموعة من اليخوت التي تشهد طلباً أكثر من غيرها منها يخوت 100 قدم و65 قدماً، إضافة إلى 140 قدماً وغيرها.

ولا بد من الإشارة إلى أن مجموعة يخوت السوبر ماجستي تشكل جوهرة التاج، نظراً لتعدد أحجامها، وتميز تصميماتها، وما تقدمه للعميل من مرونة كبيرة في إضفاء لمساته الشخصية على اليخت الخاص به.

الاستثمار في الصناعة بعيد المدى ويحتاج إلى صبر

قال محمد حسين الشعالي، رئيس مجلس إدارة شركة «جلف كرافت» إن الاستثمار في الصناعة هو استثمار بعيد المدى وليس كالعقار مثلاً أو التجارة. فالصناعة بحاجة إلى تخطيط والتزام وصبر ولو تم البدء بمشروع صناعي الآن قد يحتاج الأمر إلى 10 سنوات حتى تبدأ بقطف الثمار، لذلك أصبحت الحكومات تقوم ببعض الصناعات والحكومات وحدها غالباً لا تستطيع أن ترتقي بهذا القطاع لذلك لا بد من أن يتغير هذا المفهوم وأن يتم تفعيل مشاركة القطاع الخاص.

وأضاف الشعالي إن القطاعات الاقتصادية مثل العقار والطرق والبنوك وغيرها هي قطاعات مهمة ولكنها غير منتجة، والصناعة هي القطاع المنتج. فدول الخليج والإمارات تعد من الدول الغنية التي تستطيع أن تستثمر جزءاً من دخلها في الصناعة حتى لو صبرت على الإنتاج، لكن لا بد من أن تعمل ذلك عن طريق القطاع الخاص وعن طريق دعم الشباب، للأسف معظم مشاريع الشباب الحالية مشاريع خدمية استهلاكية، والارتقاء بالقطاع الصناعي خطوة مهمة لمرحلة ما بعد النفط.

وتطرق الشعالي إلى مسألة منافسة أسواق عريقة لها تاريخ في صناعة اليخوت مثل الأسواق الأوروبية والأسترالية.. وقال إن الشركة نجحت في فرض مكانتها في هذه الأسواق نتيجة لوجود الخبرة المتراكمة لديها، سواء الخبرة في الإنتاج، أو الخبرة في الأسواق ومتطلباتها، أو حتى الخبرة في التعامل مع الموزعين.

وتمكنت الشركة من تعزيز تنافسيتها لأنها تميزت عن الآخرين في الجودة والحداثة وفي الأسعار. ونجحت في إدخال عناصر جديدة لمنتجاتها وتمكنت من الدمج بين المتطلبات الخليجية والأوروبية، الأمر الذي ساعدها على إقناع العملاء بهذه المنتجات.

وأضاف: في الواقع كانت أول محاولة لدخول السوق الأوروبي عام 1986 لكن المحاولة لم تتكلل بالنجاح لأننا لم نكن نملك الخبرة، ونحن الآن منذ 6 سنوات نشارك في أكبر المعارض العالمية المتخصصة في صناعة القوارب وهي معرض ميلان وكان وأصبحنا متواجدين في الأسواق بقوة.

معرض

إكسبو دبي يساعد على ترسيخ العلامات التجارية المحلية

أكد محمد حسين الشعالي رئيس مجلس إدارة شركة «جلف كرافت» أن استضافة إمارة دبي معرض «إكسبو 2020» سوف تساعد على ترسيخ العلامة التجارية للشركات المحلية، وإن أي استراتيجية صناعية، بحاجة إلى ترسيخ العلامة التجارية التي تُمهّد الطريق أمام نجاحها وتحقيق غاياتها.

ويعد بذل الجهود ووضع الخطط وربط الاستراتيجية الصناعية في هذا الحدث العالمي، ضرورة قصوى كي نستفيد من هذه الفرصة، وندعم علامة «صنع في الإمارات» وشهرتها العالمية، وندعم الحدث في الوقت ذاته.

وقال: إننا غير مرتبطين بعلاقة مباشرة مع إكسبو 2020 وزوار إكسبو ليسوا عملاء لدى الشركة، حيث أننا أكثر ارتباطاً بالسوق العالمية.

وتابع: معرض إكسبو يفيد من الناحية الترويجية للدولة وهو يعكس السمعة الجيدة عن الدولة وعن الصناعة الإماراتية.

200

أفاد محمد حسين الشعالي رئيس مجلس إدارة «جلف كرافت» بأن الشركة ستدخل المعرض هذا العام بمفهوم جديد، حيث سيتم المشاركة بـ 6 إطلاقات قوارب ويخوت جديدة لأول مرة. ولدينا 12 قارباً ويختاً ستشارك في المعرض تصل قيمتها إلى نحو 200 مليون درهم.

وقال الشعالي: سنركز الاهتمام خلال الدورة الحالية على اليخوت المتوسطة والقوارب الصغيرة. وعلى المفهوم العائلي في استخدام اليخوت من خلال امتيازها بالثبات والاستقرار والشعور البيتي داخل اليخت، مشيراً إلى أن الشركة لأول مرة تنتقل من اتباع الموجود إلى ابتكار مفاهيم جديدة في صناعة واستخدام اليخوت من خلال طرح أفكار لم تكن مطروحة من قبل وطريقة استخدامات لم تكن معروفة على مستوى الصناعة والذي ساعدنا على ذلك هو التطور التكنولوجي في المواد المستخدمة وفي المعدات.

خدمات

الدولة تمتلك مقومات عديدة في صناعة اليخوت الفاخرة

شدد محمد حسين الشعالي، رئيس مجلس إدارة شركة «جلف كرافت» على أن الإمارات تتمتع بالعديد من الإمكانات التي تؤهلها لتكون موطناً لصناعة اليخوت والصناعات البحرية المتطورة، ويعود ذلك إلى بيئة العمل المفتوحة، إلى جانب قطاع الخدمات المتطور، والذي يشكل عاملاً رئيساً في نجاح ونمو أي قطاع اقتصادي، فضلاً عن السياسات الحكومية الداعمة والمشجعة للاستثمار، والعلاقات الدولية المتميزة التي تتمتع بها الدولة مع معظم دول العالم.

وأفاد بأن قطاع النقل المتطور في الإمارات بمختلف مجالاته يعد أيضاً عاملاً مساهماً في تعزيز ريادة الدولة، حيث جعلها مركزاً اقتصادياً إقليمياً ودولياً، يعزز نمو قطاع الصناعات البحرية بشكل عام، فضلاً عن الموقع الجغرافي المتميز الذي تحظى به الدولة، والذي يتسم بقربه من معظم الأسواق العالمية الرئيسة.

Email