محمد الشحي الرئيس التنفيذي لـ «d3» لـ« البيان الاقتصادي»:

373 شركة استقطبها حي دبي للتصميم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف محمد سعيد الشحي الرئيس التنفيذي لحي دبي للتصميم d3 أن الحي نجح في استقطاب 373 شركة متخصصة في مجموعة من القطاعات، تشمل الأزياء والتصميم الداخلي والفنون البصرية إضافة إلى التصميم المعماري وغيرها.

وفي حوار مع «البيان الاقتصادي» أشار الشحي إلى أن قطاع التصميم يشكل دعامة أساسية للتنافسية وزيادة الإنتاجية وتعزيز القيمة الاقتصادية لمواجهة المنافسة العالمية، كما يوفر التصميم للشركات الأدوات اللازمة للابتكار، ويمنحها القدرة على التميز وتعزيز قدرتها التنافسية، مشيراً إلى أن صناعة التصميم المحلية اكتسبت بالفعل تقدير المنطقة، وتالياً نص الحوار:

عندما نتحدث عن قطاع التصميم ماذا نعني به؟

من الصعوبة تأطير قطاع التصميم ووضع تصنيف شامل له، ولا يوجد توافق عالمي حول الفئات التي يمكن إدراجها ضمن هذا القطاع وكيفية احتساب قيمتها وتقدير أهميتها الاقتصادية، ورغم افتقادنا إلى تعريف مشترك أو تصنيف موحد، إلا أن التصنيفات الأكثر انتشاراً هي: التصميم الداخلي، والتصميم الصناعي وتصميم المنتجات، وتصميم الأزياء والتصميم الجرافيكي. وهناك توجهات التصميم الناشئة؛ مثل التصميم الاجتماعي، وتصميم التجارب وتصميم الأغذية وهي مجالات يجدر رصدها ومتابعة ما تحققه من تقدم.

إمكانات واعدة

ما أهمية قطاع التصميم في تنويع اقتصاد دبي والإمارات؟

يعد التصميم محركاً لتحقيق الازدهار والتنوع الاقتصادي والدفع بعجلة التنمية. وقد حظي قطاع التصميم بأهمية متنامية على المستوى العالمي، حيث غدت الحكومات والهيئات والشركات في كثير من المدن والمناطق والبلدان تدرك القيمة الفعلية للقطاع وإمكاناته الواعدة، التي تصب في مصلحة اقتصاداتها المحلية. ورغم الدور الذي لعبته قطاعات التصميم كونها محركاً رئيسياً لنمو الثروة وتوفير فرص العمل على مدى قرون عدة، فإنه لم يكن هناك توافق عالمي على تصنيف قطاع التصميم ضمن القطاعات المهمة الداعمة للاقتصاد، وفقط خلال السنوات الأخيرة حظي قطاع التصميم باهتمام متزايد على مستوى العالم، ويرجع ذلك إلى إدراك القائمين على القطاع ورواده لأهميته على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.

وتركز دولة الإمارات في رؤيتها بشكل قوي على تعزيز الابتكار والنمو القائم على المعرفة، فعندما يتم تطبيق مبادئ التصميم على الاستراتيجية والابتكار، ترتفع نسبة النجاح في الابتكار بشكل كبير، حيث تعد مستويات ومعايير التعليم والبحث بمثابة اللبنات الأساسية لبناء قدرات الابتكار في أي دولة. ولذلك، فعلى الدول النظر في تنمية رأس مالها البشري باعتباره محفزاً للتقدم في قطاع الابتكار.

ويشكل قطاع التصميم دعامة أساسية للتنافسية وزيادة الإنتاجية وتعزيز القيمة الاقتصادية لمواجهة المنافسة العالمية، كما يوفر التصميم للشركات الأدوات اللازمة للابتكار ويمنحها القدرة على التميز وتعزيز قدرتها التنافسية، فالشركات التي تستثمر في كفاءات التصميم وترسخ سمعتها في مجال الابتكار، تنجح في تعزيز قدرتها على التغلب على المنافسة القائمة.

وقد اكتسبت صناعة التصميم المحلية تقدير المنطقة في ظل عدد من الفعاليات البارزة مثل «آرت دبي» و«أسبوع دبي للتصميم»، التي تسهم بشكل متزايد في تعزيز مكانة المنطقة على الساحة العالمية في ما يتعلق بهذه الصناعة.

كم يبلغ عدد الشركات العاملة في حي دبي للتصميم؟

يبلغ عدد الشركات في حي دبي للتصميم 373 منها 231 تملك ترخيصاً للعمل كونها شركة تابعة لمنطقة حرة، و142 مسجلة لدى دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، وتتوزع قطاعياً على الشكل التالي: 112 أزياء، 102 تصميم داخلي ومفروشات وأغراض، 49 غرافيك وفنون بصرية، 39 مجالات تصميم حديثة، 38 تصميم معماري، 33 دعم المجتمع، إضافة إلى 19 من المستقلين الذين يعملون لحسابهم الخاص.

ومن ناحية المنشأ يمكن تقسيمها إلى 3 مجموعات، الأولى هي الشركات الجديدة في دبي وتضم 77 شركة، والثانية الشراكات المدرجة حديثا وتضم 57، والثالثة وهي أكبرها تضم الشركات القائمة مسبقاً في دبي وتحتوي على 239 شركة، منها 30 أتت من مجمعات تيكوم، و10 من المنطقة الحرة في جبل علي «جافزا»، و5 من المنطقة الحرة بمطار دبي «دافزا»، و18 من أبراج بحيرات جميرا «جي ال تي» في المنطقة الحرة لمركز دبي للسلع المتعددة، فيما تتوزع الشركات 17 الباقية على المناطق الأخرى في دبي وإمارات الدولة.

ويبلغ عـــدد الإماراتيين والخليجيين ممن يعملون في حي دبي للتصميم 94 مواطناً إماراتياً، و9 سعوديين و3 من الكويت.

توجهات القطاع

ما أهم التغيرات في نماذج الأعمال بصناعة التصميم؟

تعد «التجارة المشتركة» نمطاً جديداً من التعاون بين المستهلكين والعلامات التجارية.

وعلى الصعيد العالمي، تسهم التجارة المشتركة في عملية تحويل صناعة التصميم وتطويرها اعتماداً على اتجاهات ومفاهيم جديدة مثل التسويق المشترك، والتعهيد الجماعي، والتعاون بين الحرفيين والعلامات التجارية.

أما «التسويق المشترك» فإنه علاقة شراكة تجمع العلامات التجارية والمصممين في مشروعات مشتركة مع غيرهم من مصممي علامات تجارية أخرى مكملة لها ولمتطلبات المستهلكين.

ومن الأمثلة على ذلك، علاقة التعاون في مجال التصميم بين قطاع تجارة التجزئة الفاخرة ومصممي المنتجات الراقية أو بين دور تصميم الأزياء الفاخرة وقطاع الضيافة.

وباستخدام «التعهيد الجماعي»، تبني العلامات التجارية علاقة مع المستهلكين قائمة على التعاون، تتيح لهم المشاركة في تصميم منتجات وخدمات جديدة.

على سبيل المثال، أنشأت علامة بوما التجارية «مصنع بوما الإبداعي» في دبي، وهو مبادرة تتيح للمستهلكين فرصة تصميم أحذية خاصة بهم تتوافق وأذواقهم، وفي الوقت نفسه تتيح المجال للمصممين في المنطقة لتطبيق أفكارهم الإبداعية، وابتكار تصاميم جديدة لمنتجات بوما.

وعلى المستوى الإقليمي، فإن التعاون بين المصممين والحرفيين المهرة والشركات الكبرى في إنتاج التصاميم المبتكرة آخذ بالازدياد.

على سبيل المثال، تعاون المصمم الإماراتي خالد الشعفار مع شركة «مواسونييه» الفرنسية المتخصصة في تصميم وصناعة الأثاث الفاخر، ومع شركة «تاي بينغ» المتخصصة بصناعة السجاد لإطلاق مجموعة محدودة.

أما مفهوم التقارب فيتجه إلى إزالة الحدود بين قطاعات تجارة التجزئة والضيافة والتصميم والترفيه، وذلك بفضل التقنيات الحديثة، التي أسهمت في دمج صناعات كانت منفصلةُ في ما مضى. وتعد صناعة الملابس أحد أبرز الأمثلة على ذلك، بما تجسده من علاقة وطيدة بين صناعات التقنيات والأزياء.

نشهد ولادة ونمو ما يسمى الأزياء التقنية، ما أهمية هذا الاتجاه في الصناعة والتصميم؟

ﺑﺪأت اﻷزﻳﺎء اﻟﺮاﻗﻴﺔ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧتها، وذﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﺷﻌﻮر اﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻘﺒﱡﻞ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻐﻲ اﻟﺤﺪود ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺎدي وﻣﺎ ﻫﻮ رﻗﻤﻲ، وﺑﻔﻀﻞ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻐﺴﻴﻞ، ﻧﺠﺪ أن اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻟﻸزﻳﺎء ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﺑﺘﻜﺎراﺗﻬﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻛﻠﻴﺎً.

وهناك ﻣﻦ اﻟﻤﺼﻤﻤﻴﻦ اﻟﺠﺪد ﺟﻴﻞ ﻳﻘﻮم ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﻤﻮس إﻟﻰ واﻗﻊ ﻣﻠﻤﻮس ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت وﻓﻌﺎﻟﻴﺎت وﺳﺎﺋﻂ اﻹﻋﻼم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ إﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻓﻨﻲﱟ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ.

نمو الأسواق

ما طبيعة علاقة التصميم مع قطاع الضيافة والسياحة؟

من المتوقع أن يشهد سوق التصميم الداخلي نموا ملحوظاً نظرا لأعمال البنية التحتية السياحية الجارية حاليا لدعم معرض إكسبو في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب عدد من معالم الجذب السياحي الأخرى التي يتوقع لها أن تضاعف أعداد السياح القادمين إلى دبي بحلول العام 2020.

ويدفع قطاع البناء والإنشاءات نمو سوق التصميم الداخلي، لا سيما قطاع الضيافة حيث تتطلب المشاريع الجديدة خدمات تصميم داخلي وتتطلب أعمال تجديد المباني خدمات الاستشارة حول المرونة وإدارة المساحات ومراعاة العوامل البيئية وعوامل الاستدامة. ويتوازى الإنفاق على خدمات التصميم الداخلي بشكل كبير مع حصة الإنفاق القطاعية لسوق البناء والإنشاءات، على الرغم من وجود بعض الاستثناءات الملحوظة التي تعكس طبيعة متطلبات القطاعات في قطاعي الضيافة والتجزئة.

ويرى العديد من خبراء التصميم الداخلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن قطاع الضيافة يكتسب أهمية بالغة ومتنامية بالنسبة لهذه الفئة. وسينجم عن شروع علامات تجارية كبرى بالتوسع في المنطقة، تعزيز الطلب على التصاميم الداخلية ذات الجودة الفائقة.

ترسيخ مكانة دبي وجهة عالمية واعدة

أشار محمد سعيد الشحي إلى أن تأسيس «مجلس دبي للتصميم والأزياء» و«معهد دبي للتصميم والابتكار» جاء بهدف ترسيخ مكانة دبي وجهة عالمية واعدة في مجال التصميم، ولبناء منظومة متكاملة تدعم عملية تنمية المواهب والكفاءات، وتوفير بيئة تشجع على التعاون والعمل المشترك وتبادل المعارف والخبرات، وهو ما يتطلب مهنيين وخبراء في مختلف التخصصات، ومن هنا تبرز أهمية تعليم التصميم لدعم المواهب وتخريج مصّممين بارعين يمتلكون من الذكاء والقدرة على الابتكار، ما يمكنهم من تحقيق التميز في أسواق شديدة التنافسية والوصول إلى العالمية.

وأضاف : "من أجل الحفاظ على المواهب المتميزة في المنطقة واحتضانها ورعايتها، يجب توفير بيئة داعمة توفر عوامل النمو والازدهار، إضافة إلى تعزيز التــــعاون بين مجتمع التصميم والبيئة الاقتصادية.

وهناك العديد من التحديات التي تواجه الباحثين عن وظيفة إبداعية وأبرزها عدم إشراك الطلاب وتعزيز اهتمامهم بالتصميم في المراحل التعليمية وعدم وجود مسارات وظيفية محددة".

35 % حصة الإنتاج المحلي من الصناعة

أشار محمد سعيد الشحي إلى أن الإمارات والسعودية تشكلان أكبر أسواق التصميم في المنطقة، وفي الوقت الحالي، يعتمد قطاع التصميم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المقام الأول على الاستيراد، كما تمثل نسبة السلع والخدمات المنتجة محليا 35 % من إجمالي حجم قطاع التصميم.

وبهدف دفع نمو قطاع التصميم على مدى السنوات المقبلة ولضمان الاستدامة الذاتية في القطاع، توجد حاجة لوضع مخطط لسوق العمل في مختلف أنحاء المنطقة.

ويتضمن ذلك التقييم المستمر للثغرات الموجودة في مهارات التصميم على مستوى المنطقة مع اتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة هذه الثغرات. ويعتبر عدد الخريجين أمراً أساسياً لحماية وتطوير هذا القطاع.

وتحتاج الحكومات في مختلف أنحاء المنطقة إلى إدراك أهمية التصميم. وأظهرت الأبحاث وجود صلة بين استخدام التصميم وتحسن أداء إيجابية نمو الأعمال عبر مقاييس رئيسية مثل المبيعات الإجمالية والأرباح والحصة السوقية. ومع ذلك، لا تزال مساهمة الصناعات الإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي على مستوى المنطقة محدودة.

فجوة في تأهيل الكوادر البشرية

لفت محمد سعيد الشحي إلى أن المنطقة لديها عدد قليل من المؤسسات التي تؤهل الكوادر البشرية للعمل في المجالات الناشئة، وغالباً ما تركز المؤسسات التعليمية على برامج التصميم المعماري والتصميم الداخلي.

وتشهد قطاعات التصميم الرقمي وتصميم الوسائط المتعددة، إلى جانب برامج تصميم الاتصال والتصميم الجرافيكي نمواً يترافق مع نمو هذه القطاعات في السوق. أما برامج تعليم التصميم الصناعي فيلاحظ تركزها في منطقتنا على مصر والأردن، أما في لبنان، فتتوفر الكثير من البرامج التعليمية في مجال تصميم الأزياء، حيث يضم هذا البلد نخبة من أهم مصممي الأزياء المعروفين عالمياً.

ولفت إلى أن دور الدراسات متعددة التخصصات يبرز هنا بوصفها توجهاً أساسياً في الأسواق المتقدمة مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وذلك بهدف إعداد خريجين يمتلكون التركيبة المتكاملة من المهارات والمعرفة الشاملة لتعزيز قدرتهم على الابتكار.

وقد قامت المدارس في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية بتضمين التصميم وإدارة الأعمال في مناهج التعليم على مدى سنوات عدة.

Email