باتريك ألمان الرئيس التنفيذي للشركة في حوار مع « البيان الاقتصادي»:

حل قضية الصكوك عزز وضع «دانة غاز» المالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد باتريك ألمان وارد الرئيس التنفيذي لشركة دانة غاز، أن الشركة، التي تتخذ من الشارقة مقراً رئيساً لها، نجحت في تعزيز موقفها المالي بشكل جيد ولا سيما بعد إسدال الستار على قضية الصكوك البالغة قيمتها 750 مليون دولار، متوقعاً الانتهاء من إصدار الصكوك الجديدة بعد انتهاء عملية إعادة الهيكلة بنهاية يوليو الجاري.

وقال، في حوار خاص مع «البيان الاقتصادي»، إن الشركة تتمتع حالياً بمستويات سيولة نقدية قياسية وصلت إلى 636 مليون دولار (2.4 مليار درهم)، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع حملة الصكوك سيؤدي أيضاً إلى خفض تكاليف التمويل وهو ما سينعكس إيجاباً على نتائج الشركة بنهاية العام 2018.

وأوضح أن متوسط إنتاج الشركة يقدر بنحو 65 ألف برميل من النفط المكافئ يومياً، متوقعاً زيادته إلى 70 ألف برميل نفط يومياً بحلول نهاية العام الجاري مع تواصل مشاريع الشركة في مصر وإقليم كردستان العراق.

وحول إنتاج الشركة في الإمارات، قال : يبلغ معدل إنتاجنا الحالي في حقل غاز «الزوراء» 1400 برميل نفط مكافئ يومياً حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري، ولا توجد أية مستجدات أخرى حول هذا المشروع.

وذكر أن «دانة غاز» تجري العمل على تنفيذ خطط إضافية لزيادة إنتاج «بيرل بتروليوم» في إقليم كردستان العراق بنسبة 170% بحلول العام 2021، وهو ما سيسهم في زيادة إجمالي القدرة الإنتاجية اليومية لحقل خورمور بمقدار 580 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، و20 ألف برميل من المكثفات يومياً، بينما في مصر ستبدأ أعمال حفر بئر بحرية في القطاع (6) في مطلع العام القادم 2019، ولا سيما أن هذا القطاع بإمكانياته الواعدة التي قد تصل إلى تريليونات الأقدام المكعبة من الغاز. وتالياً نص الحوار:

هيكلة

ما آخر التطورات في قضية الصكوك بعد إسدال الستار على آخر فصولها؟

قاربنا على الانتهاء من إعادة هيكلة الصكوك وطرح صكوك جديدة شرعية ومتوافقة مع القانون، حيث حرصنا على تلافي جميع الإشكالات القانونية الشرعية التي تضمنتها الصكوك القديمة.

وقد حظي الاتفاق الذي توصلت إليه الشركة مع حملة الصكوك بموافقة أكثر من 90% من حملة الصكوك؛ كما حظي بموافقة المساهمين بالإجماع خلال الجمعية العمومية التي تم عقدها في شهر يونيو، الأمر الذي يدل على أن الصفقة التي تم التوصل إليها عادلة وتعود بالنفع على الأطراف كافة، إلى جانب كونها تمت بتوافق تام.

وتقوم جميع الأطراف بإنهاء الإجراءات القانونية في كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة، وعقب ذلك سيتم إصدار الصكوك الجديدة. ونتوقع الانتهاء من كل هذه الإجراءات قبل نهاية شهر يوليو.

تفاصيل

حدثنا بمزيد من التفصيل عن اتفاق إعادة هيكلة الصكوك وموعد إصدار الصكوك الجديدة.

عند عرض خطة إعادة التمويل وإعادة الهيكلة على حاملي الصكوك في شهر مايو الماضي، وافقوا جميعاً عليها من دون معارضة أحد. حيث تم منح حملة الصكوك خيارين إما الحصول على مبلغ نقدي مقابل الصكوك التي يحملونها أو الاستمرار مع الشركة واستبدال الصكوك القديمة التي يحملونها بصكوك جديدة.

وقد اختار أقل من 5% من حملة الصكوك الخيار الأول حيث اختار معظم حملة الصكوك الاستمرار مع الشركة، ويعكس ذلك رضى الجميع عن الصفقة وقناعتهم بكونها عادلة وستعود بفائدة كبيرة على مختلف الأطراف المعنية.

كما وافق المساهمون وصوتوا لصالح الصفقة بالإجماع. وبالتالي، تتمتع الشركة بوضع أفضل بكثير من الناحية التشغيلية والمالية، كما أن نسبة الربح البالغة 4% للصكوك الجديدة تعتبر أكثر ملاءمة نظراً لقوة موقفنا المالي.

وتسير عملياتنا التشغيلية بشكل جيد حالياً، ولدينا احتياطيات نقدية كبيرة، كما نتمتع بمعدل مديونية منخفض، حيث لا تتجاوز نسبة المديونية (صافي الدين إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والهدر) 0.3%، وفي ما يتعلق بالصكوك الجديدة، من المتوقع إصدارها بحلول نهاية الشهر الجاري.

سيولة

ما الموقف المالي لدانة غاز حالياً؟

الموقف المالي للشركة إيجابي للغاية حيث تتمتع الشركة بمستويات سيولة نقدية قياسية وسيعمل الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع حملة الصكوك على خفض تكلفة التمويل ويعكس ذلك متانة الوضع المالي للشركة.

ويمكن تجسيد ذلك على أرض الواقع حيث ارتفع رصيدنا النقدي في نهاية الربع الأول من العام 2018، إلى 636 مليون دولار. وعندما نعلن نتائج الربع الثاني مطلع شهر أغسطس القادم، سوف نوضح الصورة الكاملة والدقيقة عن وضعنا المالي الذي يبقى جيداً جداً. ونتوقع أن يكون للاتفاق تأثيرٌ إيجابي كبير على تكلفة التمويل نظراً لانخفاض معدلات أرباح الصكوك التي تدفعها الشركة إلى النصف بالإضافة إلى تسديد ما لا يقل عن 20% من الصكوك القديمة.

حفر

ما أبرز مشاريعكم وتوسعاتكم في مصر؟

بدأت الشركة أعمال حفر ثلاث آبار في مصر في نوفمبر الماضي وانتهت منها في شهر أبريل من العام الجاري، فضلاً عن إنجاز أعمال الصيانة المخطط لها على أكمل وجه.

وقد أثمرت هذه الجهود عن نجاح اثنتين من الآبار الثلاث في تحقيق مستويات أداء لافتة. وأظهرت اختبارات تقييم القدرة الكامنة للآبار أن القدرة الإنتاجية المحتملة للبئر الاستكشافية «جنوب شرقي أبو النجا-1» في القطاع (1) تبلغ 5 ملايين قدم مكعبة قياسية يومياً.

كما قامت الشركة بحفر البئر التطويرية «جنوب أبو النجا-9» وتم اختبارها بنجاح في أبريل، وسيتم ربط هذه البئر بشبكة خطوط الأنابيب الحالية بقدرة إنتاجية تصل إلى 5 ملايين قدم مكعبة قياسية يومياً ومن المتوقع أن تبدأ عمليات الإنتاج في نهاية الربع الثاني من العام الجاري.

أيضا أتمت الشركة مشروع توسعة بئر «جنوب فاراسكور»، والتي مكنتنا من تحقيق إنتاج إضافي بلغ 4 ملايين قدم مكعبة قياسية في اليوم.

إضافة إلى ذلك، استلمت شركة «دانة غاز» 40 مليون دولار أمريكي من مستحقاتها المترتبة على الحكومة المصرية، بينما ستمضي الشركة قدماً في تنفيذ أعمال حفر بئر «بلسم 8» ضمن منطقة الامتياز البرية بدلتا النيل مما سيرفع حجم إنتاجنا لتشغيل مرافقنا ويعزز طاقتها الإنتاجية إلى 40 ألف برميل من النفط المكافئ يومياً بحلول نهاية العام.

كما تخطط «دانة غاز» لبدء أعمال حفر بئر بحرية في القطاع (6) في مطلع العام القادم 2019، ويمتاز هذا القطاع بإمكانياته الواعدة التي قد تصل إلى تريليونات الأقدام المكعبة من الغاز.

مكثفات

هل تتوقعون بيع المزيد من شحنات المكثفات في مصر خلال العام الجاري؟

تتواصل مبيعاتنا من المكثفات النفطية بمصر في إطار اتفاقية زيادة إنتاج الغاز التي كانت الشركة قد وقعتها مع الحكومة المصرية. وشهد هذا العام بيع شحنتين بالفعل، بقيمة 10 ملايين دولار للشحنة، وجار العمل على تنفيذ شحنة ثالثة حالياً. كما باعت الشركة خلال العام الماضي ثلاث شحنات من المكثفات أيضاً للحكومة المصرية.

مستحقات

ما وضعكم الحالي في ما يخص مستحقاتكم لدى الحكومة المصرية؟

بلغ إجمالي المبالغ التي استلمتها دانة غاز مع انتهاء النصف الأول من العام الجاري 90 مليون دولار من مستحقاتها لدى الحكومة المصرية، وهو مؤشر إيجابي للغاية.

حيث تمكننا هذه الأموال من المضي قدماً في تنفيذ مبادراتنا الطموحة للنمو، ومن ضمنها حفر بئر «بلسم 8» ضمن منطقة الامتياز البرية بدلتا النيل، الأمر الذي من شأنه توفير إنتاج إضافي كفيل بوصول منشآتنا إلى طاقتها الإنتاجية القصوى، مما يعني زيادة حجم الإنتاج في مصر من 36.8 ألف برميل نفط مكافئ يومياً خلال الربع الأول من العام الجاري إلى 40 ألف برميل نفط مكافئ يومياً بحلول نهاية 2018.

وينصب تركيزنا على زيادة الإنتاج وحفر أول بئر بحرية لنا في القطاع السادس من منطقة امتياز حقل شمالي العريش البحري، حيث من المتوقع أن نبدأ العمل على ذلك مطلع عام 2019.

كردستان

وماذا عن مشاريعكم في كردستان العراق؟

يجري العمل حالياً على تنفيذ خطط إضافية لزيادة إنتاج «بيرل بتروليوم» في إقليم كردستان العراق بنسبة 170% بحلول العام 2021، عبر زيادة كفاءة المنشآت القائمة وتركيب خطين جديدين لمعالجة الغاز بسعة 250 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً لكل منهما، ومن شأن ذلك زيادة إجمالي القدرة الإنتاجية اليومية لحقل خورمور بمقدار 580 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، و20 ألف برميل من المكثفات يومياً.

وتتمثل المرحلة الأولى من برنامج التوسعة في زيادة الكفاءة التشغيلية لمنشآت الإنتاج الحالية عبر تسريع عملية إزالة معوقات تدفق الإنتاج، حيث سيعمل ذلك على رفع معدل الإنتاج بمقدار 80 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً، بزيادة نسبتها 25% تقريباً، ويتوقع الانتهاء من هذه المرحلة في نهاية الربع الثالث من عام 2018.

وعلاوة على ذلك، تم تأمين التمويل اللازم للمشروع بقيمة 25.9 مليون دولار، كما تم توقيع اتفاقية لبيع الغاز لمدة 10 سنوات مع حكومة إقليم كردستان العراق لتوريد وبيع كميات الغاز الإضافية من المشروع. ونتيجة للاتفاقية الجديدة ستقتصر كميات الغاز التي تحصل عليها حكومة إقليم كردستان العراق مجاناً على 300 مليون قدم مكعبة وهي الكميات التي يتم إنتاجها حالياً.

وسيبدأ الائتلاف، حسب العقد الجديد، تحقيق عائدات من إنتاج وبيع أي كميات جديدة من الغاز مما سيكون له أثر إيجابي جداً على عائدات الشركة المستقبلية في العراق.

ونتوقع أن تتحقق تلك الزيادة فعلياً في الربع الرابع من 2018. وفي إطار المرحلة الأولى من البرنامج، سيتم إطلاق برنامج حفر آبار تقييمية وتطويرية في «خور مور» و«جمجمال» خلال الأشهر المقبلة فضلاً عن إجراء أعمال صيانة وإعادة تأهيل للآبار القائمة.

تسلم كامل المستحقات في كردستان العراق

قال باتريك ألمان: استلمت دانة غاز مبالغ نقدية بقيمة 44 مليون دولار من شركة «بيرل بتروليوم المحدودة» («بيرل»)، وذلك عن مبيعات الغاز البترولي المسال والمكثفات في إقليم كردستان العراق.

مع العلم أن «دانة غاز» تمتلك حصة 35% في بيرل بتروليوم، باعتبارها مساهماً مشتركاً.

وهذا المبلغ لا يتضمن حصة دانة غاز من التدفقات النقدية التي تحتفظ بها «بيرل» للمحافظة على سير عملياتها الحالية، كما لا تشمل حصتها البالغة 140 مليون دولار من أصل 400 مليون دولار تحتفظ بها «بيرل» لأغراض استثمارية ولأعمال تطوير الحقول، وذلك وفق اتفاقية التسوية التي وقعتها «بيرل» في أغسطس 2017 مع حكومة إقليم كردستان العراق.

وفي ما يتعلق بالإنتاج في الإقليم، فقد بلغ صافي حصتنا من عملياتنا هناك 26,100 برميل من النفط المكافئ يومياً، ما يمثل زيادة طفيفة مقارنة بالنصف الأول من العام 2017.

وأضاف: حالياً انتظمت حكومة إقليم كردستان العراق في دفع المستحقات الشهرية. وليست لدينا هناك أية دفعات متأخرة. وتابع: في مصر، ومع نجاح برنامج الحفر الأخير الذي اختُتم في شهر أبريل الماضي، إلى جانب أعمال الحفر المرتقبة في بئر «بلسم 8» بعد استلام دفعة مالية من الحكومة المصرية بقيمة 40 مليون دولار في أواخر شهر مايو الماضي، ستتمكن الشركة من زيادة الطاقة الإنتاجية لمرافقها البحرية.

وأوضح: أفضى عدم انتظام الحكومة المصرية في سداد مستحقاتنا إلى خلق جُملة من التحديات في ما يتعلق بالحفاظ على مستوى طاقتنا الإنتاجية . وعليه، انخفض إنتاجنا من الغاز خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري على خلفية ضعف مستوى تحصيل المستحقات المتأخرة خلال 2016 والربع الأول من 2017 وما ترتب على ذلك من تراجع أعمال برنامج الحفر.

استمرار تقلبات أسعار النفط بين 70 و85 دولاراً

قال باتريك ألمان وارد: إنه بالنظر إلى توازن العرض والطلب وتصاعد وتيرة القلق حول احتياطي إمدادات النفط العالمية، فإنني أتوقع استمرار تقلبات أسعار النفط بشكل كبير، وأن يتراوح سعر تداول البرميل الواحد بين 70 و85 دولاراً في المستقبل القريب. ومع ذلك، قد تلعب التحديات والتقلبات غير المتوقعة دوراً في خروج سعر البرميل عن هذا النطاق السعري على المدى القصير.

وأضاف: شهدت أسعار النفط سلسلة مستمرة من التقلبات الكبيرة على خلفية الظروف السياسية، التي بلا شك ألقت بظلالها على إنتاج النفط العالمي، والتي شملت تراجع إمدادات كل من فنزويلا وليبيا وبروز مخاطر العقوبات الوشيكة، التي ستفرضها الولايات المتحدة على إيران، وهو ما أثار القلق حول حدوث سلسلة محتملة من التراجعات في معدلات الإنتاج خلال الربع الأخير من العام الجاري، أضف إلى ذلك التوقف المؤقت الذي شهدته منشأة سينكرود كندا للرمال النفطية في ألبرتا والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 360 ألف برميل يومياً.

وتابع: يجب أخذ جميع ما سبق بعين الاعتبار في ضوء الارتفاع القوي والمتواصل في الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.4 مليون برميل من النفط المكافئ يومياً خلال العام 2018، وهذا يعني عودة التوازن بين العرض والطلب إلى نقطة التعادل بل ويظهر أن هناك تراجعاً كبيراً في المخزون النفطي، وهو ما يؤكده نقص مخزونات النفط الأميركية بشكل أكثر مما كان متوقعاً. وعموماً، عكست أسعار النفط حالة عدم اليقين وحققت ارتفاعاً خلال الأسابيع الماضية إلى مستويات ما فوق الـ 70 دولاراً للبرميل. وبعد اتفاق «أوبك» وحلفائها على رفع مستوى إنتاج النفط، استقرت أسعار النفط عند مستويات الـ75 دولاراً وما دون. أبوظبي- البيان

أداء إيجابي للشركة العام الجاري

توقع باتريك ألمان أن يؤثر ارتفاع أسعار النفط وتوسّع عمليات الشركة في إقليم كردستان العراق جنباً إلى جنب مع انخفاض التكاليف التمويلية بشكل إيجابي في أداء الشركة بنهاية العام الجاري.

وقال: سجّلت الشركة خلال الربع الأول من العام 2018 متوسط إنتاج بلغ 65 ألف برميل من النفط المكافئ يومياً، وستتواصل جهودنا في إقليم كردستان العراق ومصر لزيادة متوسط إنتاجنا إلى 70 ألف برميل نفط مكافئ يومياً بحلول نهاية العام الجاري.

سجّلت الشركة نتائج مالية جيدة خلال الربع الأول من العام 2018، حيث شهدت ارتفاعاً في صافي الأرباح بنسبة 27% إلى 14 مليون دولار، كما ارتفعت إيراداتها إلى 120 مليون دولار. أبوظبي- البيان

Email